هذه مقتطفات من خطبة جمعة في العاصمة بمناسبة العرس الجاهلي المقام بمناسبة نهائي الجمهورية.. ضجيج بالشوارع..غلق لبعض الطرق بيع لوازم العرس المرضي..هذه بعض كلمات الخطيب أرجو أن تعلقوا بخير ما تعلمون: قال الخطيب -وقد خصلت على نسخة من خطبته-:
..(ولننظر الآن واقع رياضة شعبية أسرف الناس في الحديث عنها وأصابهم بها غفلة عن أهم قضايا دينهم ودنياهم، وقليل من يستفيد من ممارستها على وجه الفائدة، كرة القدم التي شَغلت الصغير والكبير والذكر والأنثى والراعي والرعية، إلا من رحم الله، هل هذا قدْرُها أم هذا قدَرُها؟..
أما أذاهم للمجتمع في كلا حالتي الانتصار والهزيمة فتفوق الوصف على من ابتلاهم الله بمشاهدتهم ومعايشتهم، فحدّث ولا عليك عن الصراخ والعويل والأغاني الصاخبة، والأهازيج التي تحوي من السب والتعيير والاستهزاء والسخرية واحتقار الكبير ورفع الحقير، والدعاء بدعوى الجاهلية، طول الشوارع والأحياء المجاورة،..
وبعض ذَوي النوايا الطيبة يقول: هذا لعب يقصد منه الترويح عن النفس. فنقول: قد يكون الأمر كذلك فيما مضى، أما بعدَما صارت متابعتها مقدَّمة على فروض الصلوات، وأصبح حضورها أهمَّ من الدوام في المؤسسات، ولا بأس لأجلها أن تقدم الامتحانات في المدارس والجامعات، وليصبر الناس في سبيلها على تعطيل الطرقات وتعطّل أهم الخدمات حتى في مصالح الاستعجالات، فهذه لم تبق رياضة بدنية، بل صارت أحيانا مشكلة وطنية،..
يحصل من بعض المشجعين من الاعتداء على حمى التوحيد والولوغ في وحل الشركيات والاستهزاء بدين الله العظيم، في أقوال بعضهم وأفعالهم، وما شأن الاستهزاء بآيات سورة يوسف في الصحافة عنكم ببعيد. وما شأن الذي سجد لصورة لاعبه المحبوب؟ وشأن الذين يذبحون لقبر في قريتهم لينتصر فريقهم، والذين يتطيرون باللاعب الفلاني وبالملعب الفلاني وبالبلد الفلاني مما يحرمه الإسلام ويأباه توحيد رب الأنام...
حديثنا فيما مضى كان عن لعبة. ولو نفخ النافخون فيها هواء السماء، إنها لعبة على أكبر وصف يليق بها، فلم كل هذا الاهتمام والترويج والتصعيد البالغ بها في كل منتدى ولقاء ومزاورة حتى في بيوت الله، وفي المقابر..
فمتى يفيق شبابنا إلى مصالحهم؟ ومتى يعود طلابنا إلى مقاعد درسهم؟ متى يعود عقلاؤنا ورعاتنا إلى رشدهم ورعاية مصالح شعبهم؟ ويتحققوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها".