أيها الإخوة.
إن الله هو السلام وتلك معاني اسمه هذا فكيف نتتعبد الله عز وجل بهذا الاسم المبارك؟
إذ كل أثر في هذا الكون للسلام هو من الله - تبارك وتعالى -
وأن كل سلامة في الدين أو الدنيا فإنها لكون الله عز وجل هو السلام وهو الذي يفيض السلامة على عباده وهو الذي وقاهم كل أنواع الأذية فكيف نتعبد الله تعالى بهذا الاسم الجليل أيها الكرام والجواب في نقاط:
أولاً: بالدعاء بالاسم دعاء مسألة.
روى مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه أنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام ".
وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم "
أخرجه البخاري (2/ 233 - 234
والسياق له، ومسلم (1/ 112 - 114).
وعند مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ".
أخرجه مسلم 503.
وأخرج الترمذي بسند صحيح من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال
قال: " اللهم أهلَّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله ".
أخرجه الترمذي 3451
وهو في الصحيحة (1816)
الكلم الطيب (161 / 114).
ثانياً: الدعاء بالاسم دعاء عبادة:
فإن أثر الإيمان بتوحيد الله في اسمه السلام أن يكف المسلم نفسه عن إخوانه فيسلموا من أذيته ويحرص على جيرانه وقرابته
روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
أخرجه البخاري 10، ومسلم 171.
وروى البخاري من حديث أبي شريح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوايقه
أخرجه البخاري 6016.
ثالثاً: بالثناء على الله تعالى لأنه عز وجل هو السلام بكثرة ذكر آثار هذا الاسم العظيم في الكون.
رابعاً: بالتسمي بالاسم وباحترامه، ومن عرف ما يخرج علينا بين الحين والحين من دعايات وإعلانات الإعلام أدرك قيمة هذا التنبيه.
خامسًا: بأن يفشي المسلم السلام بين العباد، ويلتزم بتحية الإسلام، فيا أيها الإخوة! أفشوا السلام بينكم روى الطبراني بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " السلام اسم من أسماء الله فأفشوه بينكم "، وفي رواية فيها بشرى جميلة لكل مسلم ومسلمة يحافظ على شعيرة السلام المباركة في رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض فأفشوا السلام بينكم
فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه؛ كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه؛ رد عليه من هو خير منهم [وأطيب]
الروض النضير 1075 و457 / 2
والصحيحة 1607.
الصحيحة 184.
وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم
فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ".
أخرجه البخاري 6227 ومسلم 7342.