♥موسوعة السور القرانية♥ متجدد♥ - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

♥موسوعة السور القرانية♥ متجدد♥

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-01, 23:11   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التخاذل عن نصرة الدين





وبعد ذلك تنتقل الآيات إلى المتخاذلين عن نصرة الإسلام من المنافقين. فتقول الآية (46): ]وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لاعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱلله ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ[ لو كانت عندهم نية صادقة لتحركوا وأعدوا لهذا الخروج، ولكن لعدم صدق نيتهم كره الله خروجهم فثبط هممهم ]فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ[.

ألا تؤلمك هذه الكلمة أخي المسلم؟ إذا حرمت من عمل الخير والدعوة فتذكّر أن الله تعالى قد يكون غاضباً منك وكارهاً لعملك... فمن منا يحب أن يكره الله عمله؟ من منا يرضى بأن يكون عبئاً على الدين؟ ]لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً[ (47).

  • والآيات تتوالى في التوبيخ والتقريع:

]وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لّي وَلاَ تَفْتِنّى أَلا فِى ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَـٰفِرِينَ[ (49).
]وَيَحْلِفُونَ بِٱلله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مّنكُمْ...[ (56).
]لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَـٰرَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ[ (57).

والآيات (81 - 87) شديدة اللهجة في التهديد، فمثلاً نرى الآية (86).

]وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ ءامِنُواْ بِٱلله وَجَـٰهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ[.

فكلمة القاعدين مؤثرة للغاية، فمن يرضى لنفسه أن يبقى قاعداً يشاهد التلفاز ولا يكلّف نفسه عناء أي عمل لنصرة دينه، وقد يكون من المصلّين ومن المثابرين على صلاة الجماعة لكنه سلبي لا يحرّك ساكناً لخدمة الإسلام، فهذا النوع من الناس عليه أن يحذر من الآية (87): ]رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوٰلِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ[.





فكيف يستقيم لهم رأي أو عمل وهم على هذه الحال؟ وانظر إلى الإيجابيين المتحركين.
]لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ جَـٰهَدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ[ (88).


أفراح في جهنم





في الآية (81): ]فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَـٰفَ رَسُولِ ٱلله...[ توبيخ شديد. فهي توضح أن موازين الفرح والحزن غير سوية عندهم. فمن يفرح بالخذلان؟ إنه كمن يفرح بنار جهنم عقوبة له:

]... وَكَرِهُواْ أَن يُجَـٰهِدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱلله وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِى ٱلْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ & فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ[ (81 - 82).








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-01, 23:22   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دعوة الجميع للتوبة






كما ذكرنا فان كل توبيخ في السورة يختتم بدعوة المخاطبين للتوبة، فنرى مثلاً:

1 - توبة المنافقين والمرتدين:
]فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذّبْهُمُ ٱلله عَذَابًا أَلِيمًا فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلاْخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِى ٱلاْرْضِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ[ (74).
2 - توبة المترددين:
]وَءاخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَءاخَرَ سَيّئاً عَسَى ٱلله أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱلله غَفُورٌ رَّحِيمٌ[ (102).
3 - ثم حثّ الجميع على التوبة:
]أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ٱلله هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَـٰتِ وَأَنَّ ٱلله هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ[ (104).




إن شروط التوبة ثلاثة

[IMG]https://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/glitter6/WebPage*******/item14.gif[/IMG]

- ندم على الذنب - إقلاع عن الذنب - عزم على عدم العودة

فبادر إليها أخي المسلم، وإياك وتأخيرها لأن تأخير التوبة وتأجيلها هو بحد نفسه معصية لله تعالى.








وفي مقابل الحديث عن المنافقين تنتقل السورة للكلام على صفات المؤمنين الذين عقدوا عقد بيع مع الله تعالى: ]إِنَّ ٱلله ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱلله فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ[ (111).
إن السياق القرآني يجعلنا نتشوق لمعرفة صفاتهم، فنقلب الصفحة لنقرأ قوله تعالى: ]ٱلتَّـٰئِبُونَ ٱلْعَـٰبِدُونَ ٱلْحَـٰمِدُونَ ٱلسَّـٰئِحُونَ ٱلركِعُونَ ٱلسَّـٰجِدونَ ٱلاْمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَـٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱلله وَبَشّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ[ (112).




توبة لصفوة الأمة





ومن جمال التوبة وحب الله لها، ذكر الله بها نبيه
صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام:
]لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِىّ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلاْنصَـٰرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِى سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءوفٌ رَّحِيمٌ[ (117).
فالتوبة - كما يقول العلماء - أول منازل العبودية وآخرها. فبداية الإيمان تكون بالتوبة كما أن التوبة مطلوبة في نهاية الحياة. من هنا نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة".




توبة أخيرة للثلاثة المتباطئين





وأخيراً توبة خاصة بالثلاثة المؤمنين الذين تخلفوا عن توبة تبوك، فالتقاعس عن نصرة الإسلام - كما أسلفنا - بحاجة إلى توبة.

]وَعَلَى ٱلثَّلَـٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلارْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱلله إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ ٱلله هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ[ (118).
لاحظ معي روعة الآية: ]تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ[. فلا بد أن يتوب الله عليك ويهيء لك طريق التوبة، فالهداية من عند الله، وهو وحده المعين عليها. أخي المسلم، الزم دائماً هذا الدعاء: "اللهم تب عليَّ لأتوب".









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-01, 23:30   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خير ختام لخير حياة









إن القارئ لسورة التوبة يحس أن فيها براءة وتهديد ووعيد، لكنها تفعل كل ذلك وهي فاتحة ذراعيها للتوبة. ومن لطف القرآن أن الله تعالى لم يغلب اسم الفاضحة على سورة التوبة لأنه يحب الستر. ومن اللطائف الأخرى أنه بالرغم من أن السورة قد حرمت المنافقين من الرحمة في أول السورة (من خلال عدم البدء بالبسملة والبراءة منهم) لكنها أعطت جميع الناس في آخر السورة رحمة مهداة، والمتمثلة في النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث رحمة للعالمين:
]لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ[ (128).








وهذه الآية خير ختام للسبع الطوال، وهي أيضاً خير ختام لحياة النبي صلى الله عليه وسلم. فهي آخر سورة أنزلت كاملة على رسول الله. إنها سورة الوداع، وخير وداع في ديننا هو التوبة على كل الناس. فإن أبوا التوبة فإن الآية الأخيرة تقول:
]فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِىَ ٱلله لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ[ (129).

أخي الكريم. إسأل نفسك: هل ستتوب أم لا؟ فإذا كان باب التوبة مفتوحاً لكل فئات الناس ولكل فئات المجتمع مهما تفاوتت درجة قربهم أو بعدهم عن الدين، فكيف يكون حالك وأنت مؤمن ومحب لكتاب الله؟ لذلك فلنعمل للإسلام ولنعش للإسلام ولنحذر التخاذل والقعود عن نصرة الدين، ولنتيقن أن الله تبارك وتعالى يتوب على من يشاء.


من لطائف القرآن






وفي النهاية نشير إلى أن سورتي التوبة والأنفال جاءتا متتاليتين بالإضافة إلى أنهما توافقان الترتيب الزمني لغزوتي بدر وتبوك. فسورة الأنفال تتحدث عن أول غزوة غزاها النبي بينما سورة التوبة تعقّب على آخر غزوة لرسول الله. وقد جاءت السورتان متتاليتين حتى نلاحظ الفرق في المجتمع الإسلامي بين بداية نصرة المسلمين لدينهم ونهاية الانتصار العظيم. فالسورتان تفتحان المجال أمام علماء الاجتماع والباحثين كي يلاحظوا الفروقات بين المجتمعين ويحللوا سنن تطور المجتمعات، وهذا أمر يحتاج من علماء الاجتماع والمحللين والدارسين إلى النظر والتفكير .













رد مع اقتباس
قديم 2013-03-02, 00:27   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


01 مارس 2012 الموافق ل18 ربيع ثاني 1434



سورة يونس






سبب التسمية


سميت السورة " سورة يونس " لذكر قصته فيها وما تضمنته من العظة والعبرة برفع العذاب عن قومه حين آمنوا بعد أن كاد يحل بهم البلاء والعذاب وهذا من الخصائص التي خص الله بها قوم يونس لصدق توبتهم وإيمانهم .
وذلك في قوله تعالى ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ).
وفي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله لما سئل عن ورود قصة نوح وموسى مع فرعون ويونس مجتمعين في هذه السورة قال أن الذي يجمع بينهم هو الماء فالله تعالى أغرق قوم نوح بالماء ، وأغرق فرعون بالماء أما يونس فقد نجاه الله من بطن الحوت بعد أن قذف في الماء. فالماء كان مرة مصدر هلاك ومرة مصدر نجاة فسمّى الله تعالى السورة باسم من نجّاه من الماء وهو يونس عليه السلام، والله أعلم.


تعريف بالسورة :

1- مكية ما عدا الآيات : 40–94-95-96 فمدنية

2-من السور المئين وعدد آياتها : 109

3-وهي السور العاشرة في ترتيب المصحف الشريف ونزلت بعد سورة الإسراء

4- تبدأ السورة بحروف مقطعة "ا لر" تنتهي بضرورة إتباع حكم الله والصبر عليه وصبر على ما يلقاه من أذى تحدثت السورة عن قصص الأنبياء ومنهم سيدنا يونس الذي عرف بذي النون .












رد مع اقتباس
قديم 2013-03-02, 00:37   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[IMG]https://www.tantzizi.com/wp-*******/uploads/2013/01/554314453726045472.jpg[/IMG]




































































رد مع اقتباس
قديم 2013-03-02, 00:44   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





الايمان بالقضاء والقدر

تناسب خواتيم التوبة مع فواتح يونس*

في أواخر التوبة قال تعالى: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون (127) لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128)) وفي بداية يونس (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ (2)). (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ) (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) ، (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ) (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ).سورة يونس (مكية) نزلت بعد الإسراء، وهي في المصحف بعد التوبة، وعدد آياتها 109 آيات.

هدف السورة




إنَّ هدف سورة يونس هو الإيمان بالقضاء والقدر...
ففي الحديث أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أخبرني عن الإيمان، فقال لـه رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره... فالسورة تعالج هذا الركن الأخير من أركان الإيمان.




من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة الإسلامية، الإيمان بالله تعالى وبالكتب والرسل والبعث والجزاء وبخاصة الإيمان بالقضاء والقدرفالكثير من الناس مشككين في هذا الأمر ويحتارون ويجادلون في القضاء والقدر وهل الإنسان مسيّر أم مخيّر ويشككون في عدل الله تعالى وحكمته ويسألون أسئلة مشككة فيقولون مثلاً لو هداني الله لاهتديت أو أن الله يعلم المؤمنين من الكافرين في علمه الأزلي فلن يفيد المرء ما يعمل إن كان الله تعالى قد كتبه في النار وهذا كله من ضعف الإيمان ومن التشكيك بأن الله تعالى هو الحكيم العدل وأنه ليس بظلاّم للعبيد. تأتي هذه السورة بآياتها ومعانيها لتثبت حقيقة الأيمان بوحدانية الله جلّ وعلا والإيمان بالقضاء والقدر تارة عن طريق قصص الأنبياء وتارة عن طريق تذكير الله تعالى للناس بقدرته وحكمته وعدله في الكون...


فهذه هي مشكلة الكثير من الناس،إذ نراهم يتطلَّعون إلى ما بيد غيرهم ويتساءلون:
" لماذا فلان لديه كذا وليس أنا"؟!..."لماذا أُصبتُ بهذا المرض من دون الناس كلهم؟!" ماذا جَنَيتُ يا ربي كي تفعل بي كذا وكذا؟!!"وتسأله :" لماذا لا تُصَلّي- مثلاً_؟! فيرد:" لأن الله لم يَهدِني بَعد،و لو وضعني في ظروف مُختلفة لاهتَدَيت"!!!
ولعل هؤلاء لا يعلمون أن الإيمان بالقضاء والقدر جزء من الإيمان بالله تعالى،فلما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي وهو جالس إلى أصحابه يسأله عدة أسئلة ليعلِّمَه دينه ، كان احد هذه الأسئلة : ما الإيمان؟" فقال له:" أن تؤمِن باللهِ وملائكته وكُتُبه ورُسُلِهِ ،وتؤمِن بالقضاء خيرِهِ وشَرِّه"
فالذين لا يرضون بقضاء الله فيهم ،يتَّهمون الله تعالى وهم لا يَدرون!!!
فإذا شعرت بالسخط على قضاء الله فيك فاسأل نفسك:" هل الذي قضى عليك هذا الأمر ظالم أو عابث؟ أم رب رحيم حكيم كريم عادل؟!!!"
إن الحِكمة من القضاء الذي أصابك قد تظهر لك ،وقد لا تظهر ،ولكن إذا رسخ في قلبك أن الذي قضاه عليك ملك حكيم عادل لاطمأنَّ قلبُك .
فهذه السورة تتحدث حول هذه المعاني،ولذلك بدأت في أول آية بالحديث عن الحكمة ،ثم تساءلت:"أكان للناسِ عَجَباً أن أوحَينا إلى رَجُلٍ مِنهُم "؟؟!!!هل تتعجبون ،وتستنكرون أن أعطينا الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم وليس لغيره؟!!"
إنَّ رضاكم بمن اصطفاه الله للرسالة جزء من إيمانكم بالقضاء والقَدَر.

تلك آيات الكتاب الحكيم :


تساؤلات وتشكيك



إن هذه السورة تعالج مشكلة عند أشخاص كثيرين، والتي تتجلى في تساؤلات مثل:
هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟!
لماذا هدى الله هذا الشخص إلى الإيمان ولم يهد ذاك؟
لماذا أنجى الله فلاناً ولم ينج فلان؟!
ربنا خلقنا ويعلم كيف نتصرف، وفرض علينا ظروفاً هو الذي صنعها، فكيف يحاسبنا يوم القيامة؟
الله كتب على البعض عدم الهداية، فلماذا السعي إلى العبادة؟ وبعض الناس نسألهم لماذا لا تصلون؟ فيجيبون: حتى يريد الله تعالى.



طالما أن الله تعالى قد كتب عنده إن كنا من أهل الجنة أو من أهل النار، فلم العمل؟ فمهما فعلنا لن يغيّر هذا من الأمر شيئاً!
هذه السورة تعلّم قارئ القرآن كيف يرد على هؤلاء الناس المترددين (أو المشككين)، ويطمئن نفسه بالدرجة الأولى. فالبعض قد تصل به الوساوس إلى أن يتخيل أن الله ظلم فلاناً بكتبه من أهل النار (والعياذ بالله).

ولكي نردّ عليهم لا بد من طرح سؤال: ماذا يكون من يجبر شخصاً على فعل أمر ما ثم يعاقبه عليه؟
إنه يكون ظالماً وعابثاً بالتأكيد، والله تعالى منزّه عن الظلم والعبث.. لذلك فهذه السورة ترد على هذه الافتراءات بطريقة لم يعهدها الناس من قبل...

الحكيم لا يعبث






تعالوا إذاً نعرف صفات ربنا سبحانه وتعالى، فإذا فهمنا أنه حكيم غير ظالم، يريد الحق وليس العبث، فهمنا أنه لا محل للسؤال أصلاً.

إن أفعال الله تعالى في الكون أفعال حكيم مدبّر، يرحم الناس، وليست أفعال ظالم يجبر الناس على أشياء ليس لهم يد فيها... فلا يصدر عنه سبحانه إلا الحكمة والتدبير والعظمة.
والسورة تؤكد هذا المعنى بطريقة رائعة، عن طريق التدبر في هذا الكون والتفكر في حكمة الله فيه، حتى نعرف هل يصدر عن الله العبث أم لا؟ إن السورة ستظهر لك أن كل ما في الكون إنما هو من حكمة الله وتدبيره، فمحال أن يصدر عنه العبث سبحانه، فثق بحكمته وتوكل عليه.


الكتاب الحكيم




فمن أول آيات السورة نلاحظ وضوح المعاني السابقة:
]تِلْكَ ءايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْحَكِيمِ[.

وللقرآن أوصاف كثيرة فما سر اختيار الحكيم هنا؟ حتى تعلم أن قضاء الله وكلامه لا يصدران إلا عن حكمة بالغة وتدبير محكم.
وفي الآية الثانية: ]أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشّرِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبّهِمْ قَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ مُّبِينٌ[.
أي هل تتعجبون من كون الرسالة قد أنزلت على محمد r... فالله تعالى ينزل رسالته على من يشاء وهناك حكمة وتدبير لاختيار الله I للرسول الذي يحمل الرسالة، ولذلك جاء في آية أخرى ]ٱلله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ[ (الأنعام، 124).



يدبّر الأمر( تدبير الله وحكمته فى الكون )


وبعد ذلك تنتقل الآيات للحديث عن ملك الله للكون وتدبيره في ملكه حتى تشعر بصفاته وتوقن بها وتدفع الظنون والأوهام. ]إِنَّ رَبَّكُمُ ٱلله ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبّرُ ٱلاْمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ٱلله رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ[.

وقوله تعالى: ]يُدَبّرُ ٱلاْمْرَ[ يتكرر كثيراً خلال هذه السورة، حتى نعلم أنه حكيم ومدبر، فكيف نظن العبث يصدر عن حكمته سبحانه؟ كيف نظن الظلم في أفعاله وأنه جعل الإنسان مجبراً على المعصية لأنه كتبه من أهل النار؟
تأتي الآيات تستعرض لحكمة الله تعالى في الكون وفي كل ما خلق وتدعونا للتفكر في هذا الكون الذي لم يخلق عبثاً ولا صدفة إنما خلقه الحكيم العدل وإثبات ذلك واضح في تكرار كلمة (الحق) في هذه السورة فقد تكررت في السورة (23 مرة) لأن الحق عكس العبث والصدفة وكل شيء في الكون خلق ويحيا بحكمة الله تعالى لذا علينا أن نسلّم بالله ونتوكل عليه ولا نشكك بقدرته وتدبيره سبحانه. وكذلك ترددت كلمة (يدبر) في السورة كثيراً فكيف نشكك بقضاء الله وقدره (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ) آية 53 و (أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) آية 55 وكل هذه الآيات تؤكد أن الله حق وأن إدارة هذا الكون حق، وعرّفت الآيات بصفات الإله الحق بذكر آثار قدرته ورحمته الدالة على التدبير الحكيم وأن ما في هذا الكون المنظور هو من آثار القدرة الباهرة التي هي أوضح البراهين على عظمة الله وجلاله وسلطانه.



تنبيه للغافلين



الذين يشككون ولا يؤمنون بالقضاء والقدر فهؤلاء بفقدون الجدية والإيمان الحق (إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ) آية 7 والله تعالى لا يظلم الناس ابداً لكن الناس يظلمون أنفسهم نتيجة ذنوبهم ومعاصيهم لأنه حاشا لله أن يظلم أحدا (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ * ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) آية 13، 14، و (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) آية 44إذن فليس في الكون صدفة ولا عبث فالحكمة واضحة والحق واضح فلا يجب أن نشكك بالقضاء والقدر والله تعالى لا يظلم أحداً ولا يجبر أحدا على فعل ما لأنه سبحانه لو أجبرنا على أعمالنا لما حاسبنا لذا فالناس مخيّرون في أفعالهم.









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-03, 13:40   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحق عنوانها






ثم تأتي الآية التي بعدها ]إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱلله حَقّا...[. والحق هو نقيض العبث والصدفة، لذلك تكررت كلمة الحق في هذه السورة - التي تتحدث عن التسليم لقضاء الله وقدره - ثلاثاً وعشرين مرة، وهي أعلى نسبة لورود كلمة الحق في القرآن، 23 مرة في سورة عدد آياتها 109، بينما أكثر سورة ذكراً للحق بعد سورة يونس هي سورة آل عمران، 13 مرة في 200 آية، وبهذا يتضح الفرق الواضح في النسبة، لأن سورة يونس تؤكد على ضرورة التسليم لله الحق في قضائه وتدبيره.
ونتابع مع الآية (4):
]إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱلله حَقّا إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ[.
فلينظر كل حائر وكل مشكّك إلى ملك الله وليتفكر في تدبيره وإدارته لملكه. فالآية حددت أن سبب تعذيبه لبعض البشر هو كفرهم به تعالى ]... بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ[.
والآية التي بعدها تلفت نظرك إلى خلقه وتدبيره:



ما خلق الله ذلك إلا بالحق



]هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَاء وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسّنِينَ وَٱلْحِسَابَ مَا خَلَقَ ٱلله ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقّ يُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ & إِنَّ فِى ٱخْتِلَـٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱلله فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ[ (6).
إنها دعوة للتفكر في خلق الله I وتدبيره في الليل والنهار... فهل يصدر مثل هذا التدبير إلا عن الحق تبارك وتعالى!... فالذي يدبّر ذلك يستحيل عليه العبث، ويستحيل عليه إدخال الناس النار مجبرين.








عن من تصدر هذه التساؤلات؟




توضّح الآية السابعة من السورة نوع الناس الذين يعتقدون مثل هذه المعتقدات الباطلة في حق الله: ]إَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِٱلْحَيوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ ءايَـٰتِنَا غَـٰفِلُونَ & أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ[.
وهذه ملحوظة مهمة أتت بها السورة: فمن الذي يطرح هذه الأسئلة ويشكك في حكمة الله؟ إنهم غير المتدينين والبعيدين عن طاعة الله، وهم يطرحون أسئلة كهذه ليريحوا أنفسهم. ولم نسمع يوماً بشخص متديّن ينفّذ الطاعات ويشكّك بأن الله تعالى أجبره على الطاعة، لذلك فالمتدينون لا يطرحون أبداً مثل هذه الأسئلة.. والآية السابقة تبيّن لنا أن أصل المرض الذي أصاب هؤلاء هو الغفلة عن آيات الله وعدم استشعار حكمته في أوضح صورها.








حكمة الله في أفعاله



وتستمر الآيات لتؤكد على نفس المعنى: الله تعالى لا يصدر عنه العبث، فكل أفعاله حكمة..
]قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلاْرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلاْبْصَـٰرَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيّتَ مِنَ ٱلْحَىّ وَمَن يُدَبّرُ ٱلاْمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱلله[ (31) فلماذا الشك والريبة ما دمتم تقرون بأن الله يدبر الأمر؟

]فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ[ اتقوا الله فيما تقولون... ونعود لنسمع كلمات ]ٱلْحَقُّ[ و]حَقَّتْ[ لتزيد من طمأنة قلوبنا: ]فَذَلِكُمُ ٱلله رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ & كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ[ (32-33).
وبعد ذلك يقول الله تبارك وتعالى: ]قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَهْدِى إِلَى ٱلْحَقّ قُلِ ٱلله يَهْدِى لِلْحَقّ أَفَمَن يَهْدِى إِلَى ٱلْحَقّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[ (34).
فيا من تتهمون الله بتدبيره... أين التسليم لله، كيف تحكمون! بأي طريقة تفكرون وأنتم تعيشون في هذا الكون... اسمع هذا القسم الرائع من جبار السماوات والأرض:
]وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِى وَرَبّى إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ[ (53).
وبعد ذلك يقول عز وجل : ]أَلا إِنَّ لله مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱلله حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ[ (55).
حشد هائل من الآيات يصب في نفس المعنى ويركز على نفس المحور ليزيل من القلب أي شبهة وتساؤل.











أفعالكم هي السبب

]

إن تركيز الآيات على الحق والحكمة والتدبير يظهر أن ما يحدث للعباد إنما هو بسبب عملهم وسعيهم.
فلا يقع الهلاك من الله إلا بعد الظلم من البشر.. يقول تعالى: ]إِنَّ ٱلله لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[ (13).
فالناس هم الذين يظلمون أنفسهم، ولا يجوز أن يتهموا الله بالظلم لما يصيبهم من عذاب ومصائب، بل يجب أن ينظروا ماذا فعلوا هم حتى أصابهم الله بهذا العذاب.
ويظهر هذا المعنى جلياً في قوله: ]وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ...[ (13).
متى وقع الهلاك؟ عندما ظهر ظلمهم وفسادهم. فأفعال البشر هي السبب الأول لما يحل بهم من العقوبات.
وتأتي آيات كثيرة لتخدم نفس المعنى: ]وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيّئَاتِ جَزَاءُ سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ...[ (27).
]هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ...[ (30).
]كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ[ (33).
وبالمقابل، ترينا الآيات أن المثوبة الربانية لا تكون عن عبث، بل إنها رهن بمن استحقها: ]لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ...[ (26).










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-03, 13:46   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الله أعلم بعباده







وإذا تابعنا قراءة الآيات، وجدنا أن السورة تنتقل إلى مفهوم جديد وسؤال مباغت:
كيف تتعجبون من قضاء الله وأفعالكم أنتم تجاه قضاء الله وقدره أشد غرابة؟ اسمع معي الآيات:
]وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَـٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرّ مَّسَّهُ...[ (12) هذه الآية تصور لنا مشهدين بشكل رائع: مشهد الإنسان المهموم الذي يدعو الله تعالى بأي طريقة (لجنبه أو قاعداً أو قائماً) وفي هذه الصورة تثاقل وبطء، حتى إذا انتهت الأزمة كان تصرفه وغفلته سريعين (مر)...كأنه مر بدون أن يتوقف ليشكر أو يلتفت ليتدبر.
وفي آية أخرى: ]وَإِذَا أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً مّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِى ءايَـٰتِنَا قُلِ ٱلله أَسْرَعُ مَكْرًا[ (21).
فهذه الآية تشرح كيف يقع القضاء والقدر، فإن كان بعض البشر مستغرباً من قضاء الله، فإنه تعالى يعلم من منكم سيشكر ومن منكم سيكفر، وتأتي الآية التي بعدها لتوضح المعنى أكثر ]هُوَ ٱلَّذِى يُسَيّرُكُمْ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا...[ (22).
ولا يصفو القلب لخالقه إلا عند الشدة، ولا يرق إلا في الكوارث، فإذا مرت بسلام نسي اللجوء إلى خالقه من قبل... أنظر بالله عليك، ماذا بعد الريح الطيبة التي فرحت بها القلوب وذهلت عن صاحب النعمة: ]... جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ ٱلله مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ[ (22).
وما يحدث في أمواج البحر يحدث أيضاً بين أمواج الحياة وتقلباتها. فماذا يكون حال ركاب السفينة عند النجاة؟
]فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِى ٱلاْرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ[ وتلك قمة التناقض، وغاية الانحراف عن الحق، لأن الله غني عن البشر ]يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ مَّتَاعَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ[ (23).
فما علاقة هذا المثل بهدف السورة؟ كأن المعنى: لا تعجبوا من قضاء الله فيكم لأنه يعلم من منكم سيشكر بعد رفع البلاء ويتوب، ومن سيعود إلى جرمه ثانية!..








رسائل القدر





أحيانا يقع قضاء الله وقدره لأنه عز وجل أعلم كيف سيتصرف كل إنسان بعد رفع البلاء، لأنه لا يوجد إنسان إلا وقد تعرّض لمواقف قبل أن يأتيه البلاء، ويظهر من خلال المواقف كيف سيكون تصرفه بعد رفعه. فالإنسان يختبر بابتلاءات صغيرة فيدعو الله عز وجل ، وقد يهلكه الله لأنه تعالى يعلم كيف سيتصرف العبد إذا ما رفع عنه البلاء، كما تصرف في السابق مرات عديدة...
فالقضاء والقدر إنما هو بحكمة من الله وليس عبثاً، وقد ندرك هذه الحكمة وقد لا ندركها، وحتى لو لم ندرك الحكمة بعقولنا البسيطة فلا يجوز لنا أن نتهم الله عز وجل في حكمته، ولكن ينبغي التسليم والثقة المطلقة بالله والتوكل عليه، واليقين بأنه هو الحكيم العليم الذي لا يظلم أبداً...










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-03, 13:49   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أنبياء الله والتوكل







عرضت السورة قصص ثلاث من الأنبياء الذين توكلوا على الله فنجاهم الله تعالى وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة. وهذه القصص تؤكد أن المؤمنين بقضاء الله وقدره يتكلون على الله والذين لا يؤمنون هم المشككون والمجادلون في حكمة الله وعدله:

  • قصة نوح الذي توكل على الله تعالى فأنجاه الله ومن معه (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ) آية 71
  • قصة موسى مع فرعون (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ * فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) آية 84 و 85.
  • قصة قوم يونس(فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) آية 98.








فرعون وقوم يونس



ونصل إلى ختام السورة حيث تذكر لنا السورة قصتين لتوضيح ما سبق: فرعون، وقوم يونس.
فبعد أن أوضحت السورة في كثير من الآيات حكمة الله عز وجل وتدبيره، وتصرفات البشر حيالها..ضربت السورة مثالين: الأول لفرعون الذي كذب بآيات الله، والثاني قوم يونس الذين كذبوا بالله أول الأمر.
وفي المثلين تجد أن النبيين ذهبا إلى البحر: موسى ويونس. وظل القومان على تكذيبهما حتى نزل بهم العذاب جميعاً، لكن الذي جرى هو هلاك فرعون وآله ونجاة قوم يونس...
يقول الله عز وجل: ]وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرٰءيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ ءامَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْرٰءيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ[ (90) فيظهر هنا إدعاء الإيمان، فيأتي الرد:
]ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ[ (91).
أما قوم يونس، فقصتهم شبيهة بقصة فرعون، وقد نجوا فيما أهلك فرعون. اسمع الآيات:
]فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ ءامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْىِ فِى ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ[ (98).
فالعذاب كان قد نزل، ولكن الله كشفه عنهم بإيمانهم، فما الفرق بين فرعون وقوم يونس؟ فكلاهما قال آمنا! وكلاهما تركهم رسلهم لأنهم كذبوا؟ فلماذا أهلك فرعون فيما نجا قوم يونس؟ هل ظلم فرعون وحابى قوم يونس؟ إنها مسألة رائعة في القضاء والقدر...







ألا يعلم من خلق...؟!





فالله أعلم بما في الصدور، ففرعون لو رد لعاد لما كان عليه، فيما نجّى الله عزوجل قوم يونس عليه السلام لأنهم لو ردّوا لعادوا إلى الصلاح فاهلك فرعون ونجّى قوم يونس، ودليل ذلك قوله تعالى مخاطباً فرعون:
]... ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ...[ فهذا يعني أنه قد جاءت فرص كثيرة لفرعون من قبل هذا، لكنه كان يعود إلى إفساده في كل مرة. بل إنه رأى آية البحر وهو ينشق للمؤمنين فتبعهم بدلاً من أن يتفكّر في تلك الآية، وظل يتبعهم حتى الغرق.





أما قوم يونس، فان الله تعالى علم منهم صدق العودة، ولأنه رحيم، أعطاهم الفرصة. والدليل على ذلك أن بقائهم على الإيمان هو ما حصل فعلاً حين نجاهم الله عز وجل ]... كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْىِ فِى ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ...[ (98) فلقد بقوا طائعين لله مؤمنين به، فاستمتعوا بنعم الله طيلة حياتهم في الدنيا، ففازوا وسميت السورة باسم نبيهم.






وقد يتبادر الى الذهن لماذا أغرق الله تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن ونجّا قوم يونس والحالتان متشابهتان نوعاً ما؟ نقول أن الله تعالى علم وهو علاّم الغيوب أن فرعون إنما قال آمنت أضطراراً لا إختياراً ولو عاد إلى الدنيا لضلّ وأضل ولم يكن كلماته صادقة بأنه آمن (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) آية 90 و91.






وقال الإمام الفخر: آمن فرعون ثلاث مرات أولها قوله (آمنت) وثانيها (لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل) وثالثها (وأنا من المسلمين) فما السبب في عدم قبول إيمانه؟ والجواب أنه إنما آمن عند نزول العذاب والإيمان في هذا الوقت غير مقبول لأنه يصير الحال حال إلجاء فلا تنفع التوبة ولا الإيمان قال تعالى: (فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا). أما قوم يونس فقد علم الله تعالى أنهم سيكونون مؤمنين حقاً فعفا عنهم وكانوا على وشك الهلاك بعذاب الله لكنهم حسن إيمانهم وقد أثبت التاريخ ذلك فأصبحوا قوماً صالحين طائعين مؤمنين، والله تعالى يريد من عباده إيمان الإختيار لا إيمان الإكراه والاضطرار (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) آية 98







فمن كان ليعلم هذا إلا الله الحكيم العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره لأنه ليس عبثاً ولكن لكل أمر حكمة قد نعلمها وقد يخفيها الله تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق إيماننا به فلو علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟ والشاهد انه الايمان يقتضى يقين غيبى بوجود اله له الحكم والامر ...فيختلف الموقفين هاهنا فقوم يونس عليهم السلام امنوا غيبا قبل ان يحل عليهم عذاب الله المادى المحسوس اما فرعون فقد امن حين راى المادى المحسوس وهذا لا يعتبر ايمانا بل هو شهاده عين فينتفى معى الايمان مع المشاهده العينيه ..









كيف تتعامل مع قضاء الله؟



ثلاثة أوامر تختتم بها السورة لتكون درساً عملياً في الإيمان بالقضاء والقدر:
سلم له - لا تلجأ إلى غيره - توكل عليه.
]وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ & وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱلله مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ[ (105-106).

ولا يضعف إيمانك بالقضاء والقدر مهما كان لأن كل ما يقدره الله هو لخير العباد ورحمتهم:]وَإِن يَمْسَسْكَ ٱلله بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ[... (107) فسلّم لقضاء الله وقدره، تسلم في الدنيا والآخرة.كيف نتعامل مع قضاء الله بالجديّة والتوكل على الله ثم تأتي الآية فيها توجيه للرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالتوكل على الله واللجوء إليه والصبر على ما يلقوه من الأذى في سبيل الله والإستمساك بشريعة الله تعالى فهو سبحانه الحكيم العدل (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) آية 109.









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-04, 17:09   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


04 مارس 2012 الموافق ل21 ربيع ثاني 1434



سورة يونس







سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏بسورة ‏‏" ‏هود ‏‏" ‏تخليدا ‏لجهود ‏نبي ‏الله ‏هود ‏في ‏الدعوة ‏إلى ‏الله ‏فقد ‏أرسله ‏الله ‏تعالى ‏إلى ‏قوم ‏‏" ‏عاد ‏‏" ‏العتاة ‏المتجبرين ‏الذين ‏اغتروا ‏بقوة ‏أجسامهم ‏وقالوا ‏من ‏أشد ‏منا ‏قوة ‏فأهلكهم ‏الله ‏بالريح ‏الصرصر ‏العاتية‎ .‎‏










التعريف بالسورة :

1) مكية ماعدا الآيات 12 ، 17 ، 114 " فمدنية .

2) من المئين.

3) عدد آياتها . " 123 " .

4) ترتيبها الحادية عشرة بين سور المصحف .

5) نزلت بعد سورة " يونس " .

6) الجزء " 12 " ، بدأت بحروف مقطعة " الر " ختمت السورة ببيان الحكمة لقصص الأنبياء .

7) الحزب " 23 ،24 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 " .








محور مواضيع السورة :

سورة هود مكية وهي تعني بأصول العقيدة الاسلامية التوحيد والرسالة والبعث والجزاء وقد عرضت لقصص الانبياء بالتفصيل تسلية للنبي على ما يلقاه من أذى المشركين لاسيما بعد تلك الفترة العصيبة التي مرَّتْ عليه بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة فكانت الآيات تتنزل عليه وهي تقص عليه ما حدث لإخوانه الرسل من أنواع الابتلاء ليتأسي بهم في الصبر والثبات .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-04, 17:29   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي









































































































































رد مع اقتباس
قديم 2013-03-04, 17:39   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سورة هود



التوازن في الثبات على الحق دون ركون أو تهور














فلنبدأ أولا بالسؤال التالي

كيف يمكن أن نستخرج مقصود السورة ؟

يقول الدكتور عصام بن صالح العويد كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يمكن أن تستخرج مقصاد السور بإحدى الوسائل الثلاثة التالية :
  1. أن ينص العلماء من السلف وأهل التحقيق على أن مقصود السورة كذا وكذا.

وهذا مع أنه نقل لكن لصعوبة هذا العلم ودقته ولتعلقه بالكلام على الله عز وجل في أعظم كتبه كانت هذه الطريقة هي أولاها وأسلمها ، وكلامهم في هذا ليس بالقليل لمن تتبعه ، ولا يعني هذا التسليم لما ذكروه ، لكن الوقوف على أقوالهم في هذه المسألة له أهمية بالغة ، للفرق الكبير بين علمهم وعلمنا بكتاب ربنا سبحانه
.والأمثلة على هذا كثيرة كما نصوا على أن سورة النحل نزلت في النعم ، وسورة الليل في السخاء والبخل ، وسورة القلم في الخلق وغيرها كثير ، وقد طرحتها في هذا الملتقى في موضوع سابق .


2.أن يكون موضوع السورة ظاهراً من اسمها ، أو من مطلعها أو بهما معاً .
مثال ذلك : سورة القيامة : فمن اسمها ومن مطلعها مقصود السورة هو الكلام عن يوم القيامة ، وسورة النساء في الضعفاء ، وسورة الزخرف في حقارة الدنيا ، وهكذا .








3.الاستقراء والتتبع :
ويكون بالتأمل في آيات السورة وموضوعاتها ، والكلمات التي يكثر دورانها فيها ، والاستقراء يكون نافعاً عند الأصوليين إذا كان كاملاً أو غاليا ، أما الاستقراء الجزئي فلا عبرة به
.ومثال ذلك : سورة الأنبياء : هي في الذكر الذي نزل على جميع الأنبياء ولم يختص بأحد منهم وقد تكررت كلمة الذكر فيها كثيرا ، وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، ومن ذلك سورة الماعون : فهي في أخلاق الكافرين فجاءت لتأمر بمكارم الأخلاق الواجبة على المؤمنين ، وأن من انتقص شيئاً منها فقد ترك شيئاً من واجبات الدين ، وأن من اتصف بالصفات التي نهت عنها، فقد اتصف بصفات الذين يكذبون بيوم الدين ، وهكذا....والله تعالى أعلى وأعلم فلنبدأ سويا مع سورة هود سورة هود (مكية)، نزلت بعد سورة يونس، وهي بعدها في ترتيب المصحف. وعدد آياتها 123 آية.









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-04, 17:46   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثلاث سور متتالية بأسماء الأنبياء






3. الركون للأعداء والارتماء في أحضانهم والاستسلام الكامل لهم مع العيش في ظلهم.ألا ترى مثل هذه الأنواع في مجتمعنا؟ فما الحل؟ وماذا تقول السورة لهؤلاء؟

هناك سور عديدة في القرآن سميت بأسماء أنبياء، ومنها ثلاث سور متتالية: يونس، هود، ويوسف. هذه السور تجمعها روابط عديدة، فهي أول سور في القرآن سميت بأسماء أنبياء، كما أنها نزلت بنفس الترتيب الموجود في المصحف، وفي نفس الفترة من المرحلة المكية، وهي فترة اشتداد المحنة على المسلمين وعلى النبي صلى الله عليه وسلم .وهنا لا بد من أن نذكر قاعدة من قواعد القرآن في قصص الأنبياء: فعندما يكون اسم النبي هو عنوان السورة، فإن هدف السورة مرتبط لا محالة بقصة هذا النبي (كما رأينا في سورة يونس عليه السلام التي كان محورها التسليم لقضاء الله وقدره، وكانت قصة قوم يونس مثلاً رائعاً لفهم حكمة الله وتدبيره).

وهناك قاعدة قرآنية أخرى تشعرك بعظمة هذا الكتاب وروعته، وهي أن كل قصة نبي من أنبياء الله تختتم بآية أو مجموعة آيات تبين لك العبرة من القصة. فإذا أردت أن تعرف الرسالة الربانية التي تحملها السورة، فاقرأ آخر سطر من قصة النبي الذي سميت السورة باسمه، قاعدة رائعة تتكرّر بشكل معجزة في القرآن.







زلازل البلاء









نزلت السورة على النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك الأوقات وأصعبها، بعد عشر سنوات من البعثة. الاضطهاد في مكة شديد، والنبي صلى الله عليه وسلم أذن لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، وأما من بقي من الصحابة في مكة فقد ظل يتعرّض لشتى أنواع العذاب. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تكن الظروف التي يمر بها أفضل حالاً من الصحابة، فلقد مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه، وماتت زوجته خديجة بنت خويلد التي كانت تواسيه، وليس هذا وحسب بل إن النبي توجه إلى الطائف لدعوة أهلها فردوه ورموه بالحجارة ولم يعد أحد من أهل مكة يدخل في الإسلام ورفضت كل القبائل أن تنصر النبي صلى الله عليه وسلم وأن تقبل هذا الدين.








ما أشبه الليلة بالبارحة



فالظروف التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله تعالى عليهم شديدة للغاية، وهي مشابهة كثيراً لما نمر به نحن من شدة على الإسلام والمسلمين. فجو السورة هذا مفيد جداً للشباب المتدين، فافتح معي عقلك وقلبك لفهم مراد ربنا من هذه السورة.فعندما يعيش البشر في الضغوطات التي مر بها الصحابة، أو التي نمر بها اليوم، يصيبهم أحد هذه الأمور الثلاثة:

1. فقدان الأمل وتضييع الهمم وتوقف السير للإصلاح وترك العمل للإسلام
2. التهور واللجوء إلى العنف والتصرفات غير المحسوبة من أجل التغيير بالقوة









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-07, 21:42   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



هدف سورة هود: التوازن






السورة تعالج هذه الظواهر الخطيرة في آية محورية، تخاطب مشاعر المتدينين الذين يتألمون لما يحدث للإسلام من ظلم، وتخاطب الشباب المحبّ لدينه والمتحمّس لفعل أي شيء لنصرة الإسلام، لتقول لهم:]فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ & وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ ٱلله مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ[ (112 - 113) لقد وردت هذه الآية في آخر السورة بعد أن ذكرت كل قصص الأنبياء قبلها





لتأمرنا بثلاثة أوامر:






أ. الاستقامة:]فَٱسْتَقِمْ[، هي الاستمرار في الدعوة والصبر. فلا ينبغي على الداعية أن يتوقف عن الدعوة أو أن يفقد الأمل إذا واجهته المصاعب. والدعوة إلى الاستقامة تعالج المشكلة الأولى من المشاكل التي ذكرناها، وهي فقدان الأمل وضياع الهمم والتوقف عن الإصلاح.













ب. عدم الطغيان: ]وَلاَ تَطْغَوْاْ[، وهذا هو التعبير القرآني عن التهور واللجوء إلى العنف.





ج. عدم الركون:
]وَلاَ تَرْكَنُواْ[، وهذا هو التعبير الشرعي القرآني عن الركون إلى الأعداء والارتماء في أحضانهم، والاستسلام للحضارات الأخرى، والتقليد الأعمى، وأن يشعر المرء بفقدان الهوية وعدم الإنتماء لحضارته ودينه وإسلامه.











رد مع اقتباس
قديم 2013-03-07, 21:52   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
نمارق الجنة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية نمارق الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


"شيبتني هود"
[IMG]https://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/divider19/WebPage*******/2333457jq0ehzm05x.gif[/IMG]

فهذه الأوامر الثلاثة هي العلاج للمشكلات الثلاث التي تصيب البشر حين يواجهون الأزمات والهزائم والأوضاع الحالكة المظلمة. فالتوازن مطلوب من المؤمن حين تواجهه الأزمات، دون طغيان وتهور، ودون الركون للأعداء. ويتحقق التوازن بالاستقامة على الحق كما أمر والاستمرار في طريق الدعوة والإصلاح رغم كل الظروف، وذلك من خلال تنمية مجتمعه وتقديم الخير للفقراء والمساكين، والنجاح في الحياة العملية.ولأن الأمر بالتوازن صعب على النفس البشرية، لا بد للناس عموماً وللدعاة خصوصاً أن يتقووا بالصحبة الصالحة المعتدلة التي تعين على التوازن، لذلك نرى في الآية المحورية قوله تعالى: ]وَمَن تَابَ مَعَكَ[.

قف بينهما
[IMG]https://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/divider19/WebPage*******/2333457jq0ehzm05x.gif[/IMG]


وللحسن البصري كلام رائع في هذه الآية، حيث يقول: (سبحان الذي جعل اعتدال هذا الدين بين لاءين) وهي ]لاَ تَطْغَوْاْ[ و]لاَ تَرْكَنُواْ[، وهي من اعتدال الإسلام وتوازنه في التعاطي مع مشاكل الحياة.إن هذه السورة تعالج الوضع الذي نعيشه نحن اليوم تماماً، وهذا دليل على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان. فكأنها تخاطبنا نحن لتقول: ]لاَ تَطْغَوْاْ[... ]لاَ تَرْكَنُواْ[... ]فَٱسْتَقِمْ[... فرسالة السورة إلى المسلمين في كل زمان ومكان هي: اصبروا، واستمروا في الإصلاح، بتوازن واعتدال، دون أي تهور أو ركون.




بداية السورة: كتاب أحكمت آياته



بدأت السورة بقوله تعالى: ]الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءايَـٰتُهُ ثُمَّ فُصّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[ (1).ومن لطائف ترابط سور القرآن، أن السورة السابقة (سورة يونس) افتتحت أيضاً بالحكمة: ]الر تِلْكَ ءايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْحَكِيمِ[ (يونس: 1). فالسورتان بدأتا بالحكمة، لكن ما الفرق بينهما؟سورة يونس ركّزت على حكمة الله في قضائه وقدره كما رأينا، أما سورة هود، فتحدثت عن حكمة الله في كتابه وآياته لتركّز على حكمة المؤمن في التعامل مع الواقع الشديد، من خلال الاستعانة بآيات الله الحكيم.


الإصرار على الدعوة بتوازن








والآية الثانية تظهر بوضوح معنى الإصرار على الدعوة بتوازن
]أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ ٱلله إِنَّنِى لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ[. ثم تنتقل الآيات إلى إظهار تكذيب الأعداء للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يعيش قارئ القرآن مع الجو المحيط لنزول السورة ]أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ...[.
وفي خضم هذه الآيات، تأتي الآية السابعة بمعنى لطيف: ]وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ...[ فما علاقة خلق السماوات والأرض بجو السورة؟




إن التدرج سنة كونية في ملك الله تعالى، ولذلك خلق السماوات والأرض في ستة أيام مع أنه كان يقدر تعالى أن يفعل ذلك في لمح البصر، وذلك لكي يعلمنا التدرج في الأمور والصبر وعدم الاستعجال...والآية 11 تشير إلى نفس المعنى أيضاً: ]إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ...[ مع أن أكثر آيات القرآن تأتي بقوله تعالى: ]ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ[.
أرأيت كيف أن وراء كل كلمة بل كل حرف من القرآن حكمة وكيف تتكامل آيات السورة الواحدة حول موضوع واحد. كيف لا والله تعالى يقول في أول السورة
]كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءايَـٰتُهُ...[.
ومن شدة التكذيب، تأتي الآية (12) لتقول للنبي صلى الله عليهوسلم : ]فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ...[. فهل تخلَّى الرسول عن بعض وحي الله، أو ضاق صدره عن تبليغ الدعوة؟ لا! وحاشا لله أن يحدث هذا... ولكن هذه الآية تهدف إلى تثبيته صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت المؤمنين من بعده في كل زمان ومكان. فالمعاندون المكذِبون يجادلون الدعاة جدلاً بلا جدوى، ولكن أيُّها المُحب لدين الله ]إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَٱلله عَلَىٰ كُلّ شَىْء وَكِيلٌ[ (12) فأنت تعمل أجيراً عند الله، وعليك أن تبلِّغ ما أُمرت به دون أن تنظر إلى النتائج، فالله وحده هو الذي بيده تحقيق النتائج ]وَٱلله عَلَىٰ كُلّ شَىْء وَكِيلٌ[.وتمضي أول 24 آية من هذه السورة لتكون رسالة واضحة للدعاة: التكذيب شديد، وله تأثير عليكم، فاثبتوا على دعوتكم، وابذلوا جهدكم، ثم دعوا الأمر لله وتوكلوا عليه!!











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
♥موسوعة, متجدد♥, الصور, القرانية♥


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc