مَن هو الخارِجِيُّ ؟! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مَن هو الخارِجِيُّ ؟!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-28, 16:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










Hourse مَن هو الخارِجِيُّ ؟!

مَن هو الخارِجِيُّ ؟! ، وهل يُشْتَرَطُ لِوَصْفِهِ بذلك أنْ يكونَ تكفيريًّا ! -يُكَفِّرُ بالكبيرة- ؟!

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه؛ أما بعد:

فقد شاع! عند كثير ممن ينتسبون إلى العلم الشرعي: أنَّ وصف «الخارجي» لا يُطْلَقُ إلا على مَنِ اتصف بسائر صفات فرقة «الخوارج»!، أو مَنِ اتصف -على الأقل- بأظهر وأشهر صفاتهم؛ وهي «تكفير المسلمين بالكبيرة!».

وقد وفقني اللهُ -عز وجل- لكتابةِ رسالةٍ مختصرةٍ في هذه المسألةِ، غير أنني لم أنتهِ مِن تنقيحِها بعد!.

فلما كَثُرَ السؤالُ عن تلك المسألة، ومَسَّتِ الحاجةُ إلى توضيحها، وخشيتُ أن يطولَ بي الأمد ! فتبقى تلك الرسالةُ حبيسةً عندي -كسائر رسائلي!-؛ رأيتُ أن استل منها (بعض) النصوص والدلائل الشرعية المُجَلِّيَةِ للمسألة إن شاء الله.

فأقول وبالله التوفيق:

▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄

◄ «الخارجي»:

هو الذي يرى الخروج، ويخرج -بأي وجه من الوجوه- على الأئمة (المسلمين) وإن كانوا فجرة فاسقين؛ سواء كان خروجُهُم لأجل الملك ورفع الظلم، (أو) كان خروجُهُم لتكفير الأئمة -(بغير حق)-.

والخروج على أئمة المسلمين يكون بوجوه عديدة -كما ورد بالتعريف-:
فالذين يطعنون في الأئمة، (أو) يخرجون عن طاعة الأئمة فيتظاهرون عليهم، (أو) يمتنعون مِن تنفيذ أمرهم، (أو) يخلعون طاعتهم وينبذونها فضلاً عن أن يبايعوا غيرهم -سواءً كان المبايعون معلومين أو مجهولين-، (وكذلك) الذين يخرجون على أئمة المسلمين بسيوفهم؛ سواء كان خروجهم عليهم لأجل الملك ورفع الظلم، أو كان خروجهم لتكفير الأئمة -بغير حق-؛ فجميع هؤلاء يدخلون في مسمى «الخوارج»، غير أنهم يختلفون في أحكام التعامل معهم على مراتب؛ فَيُفَرَّقُ بين (الخوارج المقاتلة) وبين (الخوارج غير المقاتلة). ولعل عدم التفريق بينهما هو الذي جعل كثيرًا من الناس يتوقفون في إطلاق لقب «الخوارج» على من لم يقاتل المسلمين. فأقول وبالله التوفيق:

فأما (الخوارج المقاتلة):
فحكم هؤلاء أنهم يُقاتَلون -ابتداءً- قتال البغاة، فأما من ثبت عنه أن قتاله لتكفير واستحلال دماء المسلمين؛ فهؤلاء يُقَتَّلون قَتْلَ عادٍ وثمودَ فيُبادون عن بكرة ابيهم؛ كما ثبتت بذلك السنة والآثار الحاضة على قتالهم وفضل من قتلهم وقتلوه.

وأما (الخوارج الغير مقاتلة):
فهؤلاء وإن استحقوا اسم الخوارج لظاهر صنيعهم، إلا أنه يُدْفَعُ شَرُّهُم بأدنى ما يُمْكِنُ أنْ يُدفَعَ به، فإن لم يندفعوا إلا بالقتال والقتل؛ دُفِعوا بذلك. وتقدير إجراء ذلك عليهم بحسبه = راجعٌ إلى اجتهاد الإمام، وهو محاسب في تعاطي ذلك بدرجاته أمام الله عز وجل.

▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄

◄ أما مَن يَرَوْنَ أنَّ وصف «الخارجي» لا يُطْلَقُ إلا على مَنِ اتصف بسائر صفات فرقة «الخوارج»!، أو مَنِ اتصف -على الأقل- بأظهر وأشهر صفاتهم؛ وهي «تكفير المسلمين بالكبيرة!»؛ فَيُرَدُّ عليهم مِن وجوه :

◘ الوجه الأول:

أنَّ أظهرَ علاماتِ الخوارج التي ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه عن الخوارج : أنهم يقتلون أهل الإسلام ويرون السيف فيهم، ويحملون السلاح عليهم؛ لأي سبب كان!، إذ لم يذكر سببًا محددًا.

قال الشاطبي في «الاعتصام» (1/ 28) :
«وبدعة الخوارج، وهي التي نبه عليها الحديث بقوله: "يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان"»اهـ

◘ الوجه الثاني:

ومن أكبر الأدلة على ذلك: أن أول الخوارج وأبوهم -كما عليه أكثر العلماء- هو ذو الخويصرة التميمي، ولم يخرج بالسلاح، ولم يكن لا تكفيريًّا، وإنما خرج بلسانه فطعن في عدل الإمام علنًا !!. وقد بوب البخاري في «صحيحه» على حديث ذي الخويصرة بقوله: «بَابُ مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ، وَأَنْ لاَ يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْهُ»، وقد نحا نحو هذا التبويب أكثر أئمة الحديث في مصنفاتهم.

ولا شك أن «الخوارج القعدية»؛ يعددون من جنس ذي الخويصرة!، فهم لا يخرجون بسيوفهم، وإنما يزينون الخروج، فكانوا خوارج بمجرد ذلك!.

قال الحافظ ابن حجر:
«"الخوارج مِن القَعَدِيَّةِ-بفتحتين-": وهم الذين كانوا لا يرون بالحرب بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة ويدعون إلى رأيهم، ويحسّنون -مع ذلك- لغيرهم الخروج على الأئمة المسلمين، ولا يباشرون القتال بل يزينونه»اهـ
مجموعًا من كلامه في «تهذيب التهذيب» (8/ 129)، و«الإصابة» (5/ 232)، و«فتح الباري» (1/ 432، 459).

◘ الوجه الثالث:

وكذلك: هؤلاء الذي خرجوا على عثمان لم يُعْرَف عنهم لا التكفيرُ بالكبيرة، ولا غيُرُه مِن عقائد الخوارج المعروفة، غير أنهم خرجوا على إمام المسلمين في زمانهم -عثمان بن عفان رضي الله عنه-، فكانوا خوارج بمجرد خروجهم.

فعن عبد الرحمن بن مهدي قال: «كَانَ مَالِكٌ يُسَمِّي الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى عُثْمَانَ: الْخَوَارِجَ»اهـ.
أخرجه الفريابي في «القدر» (387) من طريق يعقوب بن إبراهيم العبدي عن ابن مهدي، و«سَنَدُهُ حُجَّةٌ»!.

وقد أطلق العلامة ابن كثير على الثوار الذين ثاروا على عثمان وقتلوه اسم «الخوارج»، حيث قال في صدد ذكره لهم بعد قتلهم عثمان رضي الله عنه: «وجاء (الخوارج) فأخذوا مال بيت المال وكان فيه شيء كثير جداً»اهـ. البداية والنهاية 7/207.

◘ الوجه الرابع :

أنه قد كَثُرَ في السلف قولُهُم فيمن حالُهُ كذلك!: «يرى السيف على أمة محمد»، وقد فسرها الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في «التهذيب» (2/ 288) بقوله: «وقولهم: "كان يرى السيف": يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور»اهـ.

وقد توالى كثيرٌ مِن الأئمةِ والعلماءِ على وصف الخارجين (عن) السلطان -وإن كانوا بريئين من سائر أقوال الخوارج الشاذة- بأنهم مِن «الخوارج»؛ فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :

1- ما نقله الحاكم في «المستدرك» (3/ 586) من تعريف أبي بكر بن خزيمة (للخارجي) -في سياق دفاعه عن حديث أبي هريرة- بأنه هو الذي : «يَرَى السَّيْفَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَرَى طَاعَةَ خَلِيفَةٍ، وَلَا إِمَامٍ»اهـ

2- وقال الآجري في «الشريعة» (1/ 345) :
«فَلَا يَنْبَغِي لِمَنْ رَأَى اجْتِهَادَ (خَارِجِيٍّ) قَدْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ عَدْلًا كَانَ الْإِمَامُ (أَوْ جَائِرًا)، فَخَرَجَ وَجَمَعَ جَمَاعَةً وَسَلَّ سَيْفَهُ، وَاسْتَحَلَّ قِتَالَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَغْتَرَّ بِقِرَاءَتِهِ لِلْقُرْآنِ، وَلَا بِطُولِ قِيَامِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَلَا بِدَوَامِ صِيَامِهِ، وَلَا بِحُسْنِ أَلْفَاظِهِ فِي الْعِلْمِ إِذَا كَانَ مَذْهَبُهُ مَذْهَبَ الْخَوَارِجِ»اهـ.

3- وقال البربهاري في «شرح السنة» ص (58)
«ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين (فهو خارجي)، وقد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار، وميتته ميتة جاهلية»اهـ.

4- وقال أبو الحسين المَلَطي (ت377) في «التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع» ص: (47-52):
« وأنا اذكر الشراة والخوارج وعددهم في هذا الجزء وعند تفسيري قوله عليه السلام تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة وأبينهم باسمائهم إن شاء الله
فأما الفرقة الأولى مِن الخوارج: فهم المُحَكِّمَةُ ...
والفرقة السادسة: «الصفرية»:
وهم أصحاب المهلب بن أبي صفرة خرجوا على الحجاج مع يزيد بن المهلب فقاتلوا الحجاج ((ولم يؤذوا الناس ولا كفروا الأمة ولا قالوا بشئ من قول الخوارج)) الذين تقدم ذكرهم حتى هزمهم الحجاج وأبادهم ودخل يزيد في طاعته بعد ذلك»اهـ

قلتُ: فسماهم (خوارج) وعَدَّهم مِن فِرَقِهِم، برغم أنهم -بنص عبارته- «لم يؤذوا الناس ولا كفروا الأمة ولا قالوا بشئ من قول الخوارج»!.

5- وقال العلامة المعلمي اليماني في «فوائد المجاميع» (235):
«المحدثون قد يطلقون "الخوارج" على مطلق الخارجين عن السلطان، وإن كانوا بريئين عن سائر أقوال الخوارج الشاذة»اهـ.

6- وقال الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي في «فتاويه» ص (331-332)، و«مذكرة التوحيد» ص (118) :
«وحديث العلماء في الفرق الإسلامية عن الخوارج إنما هو عن هؤلاء الذين خرجوا على علي رضي الله عنه من أجل التحكيم، أما طلحة، والزبير، ومعاوية، ومن تبعهم فلم يعرفوا عند علماء المسلمين بهذا الاسم.
ثم صارت كلمة "الخوارج" تطلق على كل من خرج على إمام من أئمة المسلمين اتفقت الجماعة على إمامته (في أي عصر من العصور) دون أن يأتي ذلك الإمام بكفر ظاهر ليس له عليه حجة»اهـ

7- وسئل الشيخ الفوزان -حفظه الله-:
متى يسمى الرجل من الخوارج ؟! هل إذا فعل خصلة من خصالهم يعد منهم ؟! أم يجب -[لكي يكون منهم]- أنت يعتقد ويعمل جميع أعمالهم ؟!
فأجاب :
«من فعل، من عمل الخوارج، وقال بقولهم؛ فإنه يعتبر من الخوارج. الخوارج: هم الذين يخرجون عن إمام المسلمين ويشقون عصا الطاعة. فمن اعتقد هذا الاعتقاد أو فعله مع إمام المسلمين؛ فإنه من الخوارج. وكذلك من يكفر المسلمين بالكبائر التي توجد فيهم؛ هذا مذهب الخوارج. فمن كفر المسلمين، كفر أحدًا من المسلمين بمعصية دون الشرك؛ فإنه يعتبر من الخوارج، فهذا مذهب الخوارج، نسأل الله العافية»اهـ.
المصدر : فتوى مفرغة عن موقع الشيخ الرسمي، على هذا الرابط:
https://www.alfawzan.af.org.sa/node/4985

وقال الشيخ الفوزان كذلك في «شرح عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب» ص: (128): «الخوارج والمعتزلة: الذين يخرجون على الأئمة الفجار»اهـ.
▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄

وههنا يَرِدُ سؤالٌ مهم !! :

هل يُعْذَرُ عوامُّ الخارجين على السلطان بجهلهم -لأنهم جُهَّالٌ لم يتعلموا العقيدةَ والمنهجَ-؛ فلا يُطْلَقُ عليهم لَقَبُ «الخوارج» -فلا يُقالُ عنهم أنهم مِن الخوارج -مع أنَّ فِعْلَهم يُسَمَّى «خروجًا»-؟!

فأقول وبالله التوفيق :

لا يُعْذَرُ الخارجون على الأئمة؛ لأنهم أصحاب هوى!، قد طَرَقَ سَمْعَهم حُرْمَةُ ما يفعلونه!؛ فلم يرجعوا لأهلِ العلمِ الكبارِ، بل اتبعوا أهواءَهم بغير علمٍ!!.

قال الشَّاطبيُّ في «الاعتصام» (1/ 347):
«الصَّغيرُ والكبيرُ من المُكلَّفينَ, والشَّريفَ والدَّنيئ, والرَّفيعَ والوضِيعَ = في أحكَامِ الشَّريعةِ سواءٌ، فكُلُّ مَن خرجَ عن مُقتضَى هذا الأصلِ؛ خرَجَ من السُّنةِ إلى البدعةِ, ومِن الاستِقامةِ إلى الإعوِجاجِ!!»اهـ.

ولهذا ذكر ابنُ القيم في «طريقِ الهِجرتين» ص(411) من طبقات أهل التكيلف: (طبقة المقلدين، وجهال الكَفرة) الذين هم أتباعٌ لغيرِهم!.

وذكر الشّاطبيُّ في «الاعتصام» (1/ 271) المبتدعَ المقلدَ لغيرِه؛ فقال:
«وهذا حالُ مَن بُعِثَ فيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم تركوا دِينَه الحق، ورجعوا إلى باطلِ آباءهِم، ((و لم ينظروا نَظرَ المُستَبصرِ)) حتى يفرقوا بين الطريقينِ، وغطى الهوى على عقولِهم دون أن يبصِروا الطريقَ، فكذلك هذا النوع»اهـ

وقال أيضًا -(1/ 277)-:
«إذ كان حقُّ مَن هذا سبِيلُه أن ينظرَ في الحق إذا جاءه، ويبحثَ عنه، ويتأنى، ويسألَ حتى يتبينَ له الحقُّ فيتبِعه، والباطلُ فيجتنِبه»اهـ

وقال شيخُ الإسلامِ كما في «الفتاوى» (7/ 682):
«والجاهلُ عليه أن يرجعَ ولا يُصرُّ على جهله، ولا يخالفُ ما عليه علماءُ المُسلمين؛، فإنه يكونُ بذلك مبتدِعًا جاهلاً ضالَّاً!!»اهـ فكم بابتداعه مع جهله!.

ولذا قالتِ «اللجنةُ الدائمةُ» (2/ 376) -بِرئاسِة ابن بازٍ، ونيابةِ العفيفي- وقد سُئلوا : هل هناك فرقٌ بين علماءِ أي فِرْقةٍ من الفِرقِ الخارِجةِ عنِ الملةِ، وبين أتباعِها من حيثُ التكفيرِ والتفسيقِ، قالوا: مَن شايَعَ -من العوام- إمامًا من أئمةِ الكُفرِ والضلالِ، وانتصَرَ لِساداتِهم وكُبراءهم بغيًا وعَدوًا؛ حُكمَ له بِحُكمِهِم كُفرًا وفِسقًا»اهـ

فإن الجاهلَ المُصِرَّ على الباطلِ تَبعًا لأهلِ العناد والمُشاقَّةِ = رَادٌّ للحجة التي لا يُعذَرُ مَن خالَفها، وغيرُ مُريدٍ لها إذ دَفَعَها!، ولم يلتفت إليها؛ تصميمًا على اتباعِ السادة والأشراف!، أو شيخ الطريقة!، فُحجَّةُ اللهِ عليه قائمةٌ، وإن لم يدرك وجْهَ خطأِه؛ لأنه بهذا الطريقِ مُعْرضٌ عن الحق، لأنه رَدَّهُ ودَفَعَهُ ((مع تمكنه منه))، وهذا هو حالُ مَن كفَّرهُم اللهُ من الأتباعِ الكَفرة الذين سبق ذكرُهم.

وإنما يكون الجهل بالحق مانِعًا مِن الحكمِ بما تقتضيِه الشريعةُ في حقِّ المُخالفِ :
1- إذا عَدِمَ المبَيِّن للحق المرشد إليه بالكلية،
2- ولم يَطْرُقْ سَمْعَهُ -مطلقًا- ما يخالف ما هو عليه.
وهوَ الذي يقول أهلُ العلمِ فيه: «لابُد مِن إقامة الحجة على أهِله قبل الحُكمِ».

وقد أوضحَ هذا ابنُ القيِّمِ في «طريقِ الهِجرتينِ» ص(412), بعدَ أن ذكرَ أنَّ حكمَ الأتباعِ الجُهَّالِ المُقلِّدةِ حُكمَ متبُوعِيهم, فقال:
«نَعَم لا بُدَّ في هَذا المَقامِ مِن تفصِيلٍ بهِ يَزولُ الإشكَالُ، وهُوَ الفَرقُ بينَ:
1- مُقلِّدٍ تمكَّنَ من العلمِ، ومَعرفةِ الحقِّ؛ فأعرضَ عنهُ.
2- ومقلِّدٍ لم يتَمكَّنْ من ذلكَ بوجهٍ.
والقسمانِ واقعانِ في الوُجودِ.
1- فالمُتمكِّنُ المُعرضُ = مفرِّطٌ، تَارِكٌ للواجبِ عليهِ لا عذرَ لهُ عندَ اللهِ.
2- وأمَّا العَاجزُ عن السؤالِ والعلمِ الذي لا يَتمكَّنُ من العلمِ فَهم قسمانِ -أيضاً-:
أ- أحدُهما:
مريدٌ للهُدَى، مُؤثِرٌ لهُ، مُحِبُّ غيرُ قَادرٍ عليهِ، ولا عَلى طَلبِه، لعَدَمِ مَن يُرشِدُه؛ فَهذا حُكمُه حُكمَ أربابِ الَفتراتِ، وَمَن لَم تَبلغُهُ الدَّعوةُ.
ب- الثَّاني:
معرضٌ لا إِرادَةَ لهُ، ولا يُحدِّثُ نفسَه بغيرِ ما هوَ عليهِ... راضٍ بِما هوَ عليهِ، لا يُؤثِرُ غيرَهُ عليهِ، ولا تَطلبُ نفسُه سواهُ، ولا فرقَ عندَهُ بينَ حالِ عَجزِه وقُدرتِه، وكِلاهُما عاجزٌ... -فَفَرقٌ بَينَ عَجزِ الطَّالبِ وعَجزِ المُعرِضِ!!»اهـ

وأكثر هؤلاء الخوارج على السلطان -من العوام!-:
إذا دخلتَ في إحدى صفحاتهم لتنصحهم؛ فإنهم يشتمونك بأقذع الشتائم!! ويكيلون لك أشد الاتهامات!!؛ فهؤلاء معرضون، لذلك فهم مبتدعة خوارج!! ولا يعذرون بجهلهم بحال!!.

ومما يدل على صحة هذا التأصيل في الخارجين على السلطان -خصوصًا-:

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»

فقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا حُجَّةَ لَهُ» = صريح في أنه لا عُذْرَ له فيما فعله من نبذ الطاعة ومفارقة الجماعة. انظر: «شرح النووي على مسلم» (12/ 240)

2- أن الصحابة لم يقيموا الحجة على كل الخوارج، ومع ذلك فقد وصفهوهم عالمهم وجاهلهم على السواء بأنهم من الخوارج!!.

قال ابن أبي زيد القيرواني في «الجامع» -وبنحوه القرافي-: «ومن قول أهل السنة: إنه لا يُعْذَرُ مَن أدَّاهُ اجتهادُهُ إلى بدعة؛ لأن (الخوارج) اجتهدوا في التأويل؛ فلم يُعْذَروا إذ خرجوا بتأويلهم عن الصحابة، فسماهم عليه الصلاة والسلام "مارقين من الدين" وجعل المجتهد في الأحكام مأجورًا، وإن أخطأ»اهـ.

3- ثم إن الدين ليس مُغَيَّبًا عن أكثر هؤلاء!!؛ فكيف نعذرهم وهم متمكنون من الحق ومعرضون عنه ؟!

فهؤلاء يدخلون على "الإنترنت" و"الفيسبوك" ومعهم أجهزة محمولة وهناك الجرائد، والقنوات، والإذاعات، والكتب والمقالات المصورة، وغير ذلك من وسائل الإعلام والتعليم المتنوعة!.

فلماذا يُعْرِضون عن كل ذلك مع أنه قد طَرَقَ سَمْعَهُمْ حُرْمَةُ ما يفعلونه من الخروج على سلطان المسلمين وتفريق الكلمة ؟!، فما ذلك إلا لأنهم يريدون اتباع أهواءهم؛ فلذلك لا يُعْذَرون بالجهل.

والله المستعان.

▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄

◄ والخلاصة:

أن مَنْ طعن في أئمة المسلمين، أو امتنع من طاعتهم وخرج عنها -بأي وجه كان!-، أو خلع بيعتهم المفروضة، أو حمل السلاح عليهم ((بغير حق شرعي))؛ فقاتلهم وقتلهم: فهؤلاء جميعًا يدخلون في مسمى «الخوارج» ولابد!. غير أنهم يتفاوتون في أحكامهم على المراتب المذكورة آنفًا.

والله ورسوله أعلم

وكتبه راجي عفوَ ربِّهِ الْمُمَجَّد
علاءُ بنُ جمالٍ بنِ مُحَمَّد
أبو رقية الذهبي
غفر الله له ولوالديه


نقلته عن صفحة الشيخ على الفيسبوك عسى أن يستفيد منه بعض الإخوة









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-11-28, 18:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
باكر
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية باكر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

«الخارجي»:هو الذي يرى الخروج، ويخرج -بأي وجه من الوجوه- على الأئمة (المسلمين)


اللهم إنا نسألك إماما مسلما يحكم المسلمين بالاسلام










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-28, 19:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخوارج كفروا عليا و ما ادراك ما علي و اتهموه بالتقصير في الدين ! فما بالك بأئمة اليوم !

كما ان عمر بن عبد العزيز قال فيهم : انهم أناس أرادوا الاخرة فأخطئوا طريقها .

فهم هدفهم الجنة و لكن لم يحسنوا استخدام الطرق المؤدية اليها لجهلهم ! ربي يهديهم على كل حال










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-28, 19:13   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
القائدة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باكر مشاهدة المشاركة
«الخارجي»:هو الذي يرى الخروج، ويخرج -بأي وجه من الوجوه- على الأئمة (المسلمين)


اللهم إنا نسألك إماما مسلما يحكم المسلمين بالاسلام

اللهم ولي علينا خيارنا و ابعد عنا ذوي البطانة الفاسدة









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-06, 06:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قدور بن عاشور
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية قدور بن عاشور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قد يكون الإنسان خارجيا قحا دون أن يرفع السلاح أو يسفك دما أو يخرج على الحاكم،
كما يمكن أن يسفك دم المئات بل الآلاف بل الملايين دون أن يكون خارجيا.
فليس كل خارجي قاتل، و ليس كل قاتل خارجي.



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi مشاهدة المشاركة


◄ والخلاصة:

أن مَنْ طعن في أئمة المسلمين، أو امتنع من طاعتهم وخرج عنها -بأي وجه كان!-، أو خلع بيعتهم المفروضة، أو حمل السلاح عليهم ((بغير حق شرعي))؛ فقاتلهم وقتلهم: فهؤلاء جميعًا يدخلون في مسمى «الخوارج» ولابد!. غير أنهم يتفاوتون في أحكامهم على المراتب المذكورة آنفًا.


خلاصة خاطئة، و إلا فما هو مفهوم البغاة عند هذا الكاتب؟
و مالفرق عنده بين البغاة و الخوارج؟
و الله المستعان
.










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-19, 14:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبد القادر الطالب
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما شاء الله
جازاك الله خير الجزاء إن شاء الله
على كل ما تفضلت به علينا في موضوعك هذا من معلومات قيمة
وجعلها الله في ميزان حسناتك إن شاء الله
موضوع رائع وتحليل أكثر من جيد
نسأل الله أن يكثر من أمثالك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الخارِجِيُّ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc