تستعد الجزائر لإحتضان القمة العربية، وقد تلتئم خلال شهر مارس من السنة القادمة، وحسب القيادة الجزائرية فإنهم يريدون قمة جامعة وليس بقمة تكرس الإنقسام العربي، ويفهم من الكلام أن الدعوى ستوجه لكل الدول العربية بدون استثناء بما فيها سوريا التي علقت عضويتها منذ زمن.
وعلى هذا الأساس باشر الرئيس تبون نشاطا عربيا بدءا باستقبال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ومنحه صكا بمبلغ 100 مليون دولار كمساعدة جزائرية، وإبداء الجزائر نيتها في جمع الفصائل الفلسطينية لإنهاء الإنقسام الفلسطيني، وزيارة رئاسية الى تونس والتي يمكن ادراجها في هذا الشأن، وتوجت بقرض ميسر لفائدة تونس قدر ب300 مليون دولار.
وأن هناك بلدا أخر ينتظر إلتفاتة من الجزائر ويحظى بعطف الرئيس تبون، خاصة وأن الجزائر لعبت دورا مهما في توقيع اتفاق الطائف عبر وزير خارجيتها الأخضر الإبراهيمي، ينهار في صمت بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، ومعاناته من ضائقة مالية لا مثيل لها، زادته الأزمة السياسية وتنافر الفرقاء اللبنانيين.
ويتعرض الى مضايقات وضغوطات جمة خاصة من البلدان الخليجية تستهدف قراره المستقل لرفضه التطبيع مع اسرائيل وبالتالي التخلص من أسلحة المقاومة التي يقودها حزب الله.
حتى وإن تم التخلص من جورج قرداحي الذي أدلى بدلوه في حرب اليمن أغضب السعودية والإمارات قبل إستوزاره، وقدم الرئيس الفرنسي ماكرون استقالاته قربانا للسعودية، إلا أن ذلك لم يشفع للبنان، والعقوبات لا زالت لم ترفع عليه.
حتى أن مملكة البحرين البنت المدللة للسعودية ومن عرب التطبيع، تريد من لبنان أن يتخلص من معارضتها الشيعية التي تستقر هناك.
إن لبنان بحاجة الى زيارة رئاسية جزائرية أو دعوة الرئاسة اللبنانية لزيارة الجزائر، وبقرض ميسر نصفه على شكل مواد طاقوية ومحروقات، ولبنان بحاجة إليها.
كما أن مأساة اليمن الذي يتطلع أن يسترد سعادته بعد أن فرضت عليه الحرب فرضا، يعاني من مصادرة قراره، فالقرار اليمني بيد السعودية وإيران وبدرجة أقل الإمارات، ينتظر موقفا من الجزائر.
الأستاذ/ محند زكريني