نساء عظيمات خلدهن التاريخ - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > منتدى المجتمع

منتدى المجتمع مواضيعه اجتماعية تهتم بالحياة اليومية للمجتمع

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نساء عظيمات خلدهن التاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-08-11, 20:22   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 30
عاتكة بنت زيد


أصلها ونسبها:
هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، مخزومية قرشية من عشيرة عدي بن كعب، وهي أخت سعيد بن زيد بن نفيل ،زوج فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.

وكانت فتاة ذات جمال وكمال يسلب الألباب ،وهي شاعرة من شاعرات العرب تهوى الأدب، كما كان لديها من الفصاحة والبلاغة ما جعلها لسنة إذا حدثت وبليغة إذا نطقت. كما عرفها الناس بحسن خلقها ورجاحة عقلها. عاشت في كنف الإسلام وكانت من السابقين إليه، كما كانت من الذين هاجروا إلى مدينة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .

قصة زواجها:
قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة"، هذا لأنها ما تزوجت أحداً إلا واستشهد وربما هذا هو أحد الأشياء التي جعلها من المسلمات الخالدات،كما كان أزواجها كلهم من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

الزوج الأول:
عندما بلغت مرحلة الشباب تهافت عليها الشباب يطلبونها للزواج وكان من بين هؤلاء الشباب شاب وسيم، والده من أقرب الناس إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومن أوائل المسلمين ، وخليفة المسلمين بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، إنه عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، فوافقت عليه وتزوجها.

تزوج الشابان وبدءوا حياتهم وبسبب حديثها الحلو وجمالها الفتان ،صار عبد الله منشغلاً بها عن أداء باقي واجباته ، ونسي أمر مغازيه وتجارته ولكن أوقفه أبوه عند حده كما تقول الروايات،ففي أحد أيام الجمع مر به والده أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليذهبا معاً إلى الصلاة، فسمعه من أسفل الدار يناغي زوجته عاتكة ويحدثها بالكلام المعسول، فتركه وذهب إلى صلاته ولما رجع ، وجده على نفس الحال فناداه: يا عبد الله أأجمعت؟ فقال عبد الله : أوصلى الناس؟ قال أبو بكر : نعم ،قد شغلتك عاتكة عن المعاش والتجارة، وقد ألهتك عن فرائض الصلاة، طلقها.

ولأن عبد الله كان ولداً مطيعاً لوالديه وأدرك أنه قصر في واجباته تجاه خالقه وذلك لانشغاله بعاتكة ،طلقها وذهب كل منهما إلى حال سبيله.

ولكن عبد الله مازال يحب عاتكة ، فمرت به أيام سوداء كالليل المظلم بعد طلاقه لعاتكة مباشرة ،وندم على ما صنع وأقسم على الطاعة والعمل.ومن ناحية أخرى كانت عاتكة تقرع نفسها وتلومها على ما صدر منها وندمت كثيراُ وعرفت أنها كانت سبب انشغال زوجها عن أعماله.

وفي ليلة من اليالي بينما كان ابابكر يصلي على سطح داره وهي ملاصقة لدار ابنه عبد الله ،سمعه يقول أبيات من الشعر تدل على الندم والشوق إلى المحبوبة، وهنا أدرك أبو بكر ما يدور في نفس ابنه ، كما رق له ،فقام وناداه وقال : يا عبد الله راجع عاتكة أي أرجعها إلى عصمتك. ففرح واعتق غلاما كان لديه اسمه أيمن كرامة لها، ثم جرى حتى وصل إليها وصار يراجعها ويقنعها مرات ومرات حتى رضيت وعادت اليه. لم يكن تردد عاتكة بسبب تكبر أو حيرة ،إنما لتتأكد من موقف عبد الله ، فهي لم تكن اقل شوقا منه. عندما راجع عبد الله زوجته عاتكة ،وهبها حديقة واشترط عليها الا تتزوج أحدا بعده.

وعاشا حياة سعيدة هانئة ولم ينسيا حق الله عليهم وكانا ممن يضرب بهم المثل كبيت مسلم يضمه السعادة، ولكن لم تدم هذه السعادة فقد استشهد عبد الله في إحدى المعارك، فجزعت عاتكة وبكته ورثته بأبيات منها:
فلله عينـا من رأى مثـله فتـى أكر وأحمى في الهياج واصبرا
إذا شـرعت فيـه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فأقسمت لا تنفـك عينـي سخينة عليك، ولا ينفـك جلـدي أغبـرا
مدى الدهر مـا غنت حمامة أيكـة ومـا طرد الليل الصبـاح المنورا

وصارت امرأة منطوية على نفسها وتتذكر أيامها التي مضت مع حبيب قلبها.

الزوج الثاني
ولم يمر وقت طويل حتى خطبها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه والذي لم يكن غريبا عنها، فهو من أقاربها ، وكان معجب بها، وكيف لا وهي المرأة ذات الجمال الذي فتنت الرجال بدينها وأدبها وجمالها. خطبها عمر ولكن هناك الشرط الذي اشترطه عليها زوجها السابق (عبد الله بن أبى بكر)عندما وهبها الحديقة وهو الا تتزوج من بعده، وأصبح هذا الشرط عائقا في طريق زواجها ، فنصحها عمر وقال لها :استفتي. فاستفتت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال لها إن ترد الحديقة إلى أهلـهِ وتتزوج وهكذا تزوجت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعاشت معه وكانت زوجة مخلصة تفوم بأعمال بيتها وتـرعى زوجها وتسعى إلى إدخال السعادة إلى قلبه وقد رزقها الله منه ولدا اسمه عياض وهي لم تنسى حق ربها عليها ،فكانت عابدة مخلصة لربها. ولكن كانت الأيام تخبئ لها رحلة حزن أخرى، فها هو عمر يطعن وهو يصلي ولم يلبث الا ان فارق الحياة، فبكته وقالت فيه بعض القصائد منها:
فجعني "فيروز" لا درِ درّه بأبيض تال للكتاب منيب
رؤوف على الأدنى غليظ على العدا أخي ثقة في النائبات مجيب
متى ما يقل لا يكذب القول فعله سريع إلى الخيرات غير قطوب

عين جودي بعبرة ونحيب لا تملي على الإمام النجيب
فجعتني المنون بالفارس المعـ لم يوم الهياج والتلبيب
عصمة الناس والمعين على الدهر وغيث المنتاب والمحروب

قل لأهل الضراء والبؤس موتوا قد سقته المنون كاس سعوب
منع الرقاد فعاد عيني عود مما تضمن قلبي المعمود
يا ليلة حبست علي نجومها فسهرتها والشامتون هجود

قد كان يسهرني حذارك مرة فاليوم حق لعيني التسهيد
أبكي "امير المؤمنين" ودونه للزائرين صفائح وصعيد

من لنفس عادها أحزانها ولعين شفها طول السهد
جسد لفف في أكفانــه رحمة الله على ذاك الجسد
فيه تفجيع لمولى غارم لم يدعه الله يمشي بسبد

وهكذا انطوت على نفسها ولم تخرج من بيتها إلا للذهاب إلى المسجد لتصلي وتتعبد.كان فراق عمر يسبب لها الأرق، فكم من الليالي مرت عليها والنوم لا يعرف طريقه إلى عينيها وان غفوت ما تلبث إلا أن تهب من نومها أثر حلم مخيف فتجلس وتبكي وترثي عمر.

الزوج الثالث
وعندما انقضت أيام عدتها جاءها الزبير بن العوام، حواري رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وابن عمته، جاءها خاطبا، فلم تقبل إلا بعد إلحاح ، فهي كانت تتمنى ألا تتزوج. وهكذا تزوجت من الزبير بن العوام وهو رجل شديد الغيرة ، فكان غيورا عليها إلى أبعد الحدود وفي يوم من الأيام قال لها: يا عاتكة لا تخرجي إلى المسجد....وكانت هي امرأة عجوز.

فقالت له: يا ابن العوام أتريد أن ادع لغيرتك مصلى صليت فيه مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر؟

قال: لا أمنعك...ولكنه كان يخطط لشيء ما. فلما صار وقت صلاة الصبح ،توضاء وخرج ليكمن لها في سقيفة بني ساعدة، فلما مرت ضرب بيده على جسدها وهرب.

نظرت عاتكة حولها فلم تجد أحدا، فقالت: مالك؟ قطع الله يدك.ثم رجعت إلى بيتها. فلما رجع الزبير من المسجد سألها لما لم يرها في المسجد، فقالت: يرحمك الله يا أبا عبد الله فسـد الناس بعدك،الصلاة اليوم في القيطون افضل منها في البيت، وفي البيت افضل منها في الحجرة. وهكذا لم تخرج بعد ذلك اليوم إلى الصلاة في مسجد.

وها هو زوجها الثالث يقتل بوادي السباع عندما رجع عن الركب الذي ذهب لقتال علي رضي الله عنه ، بعدما اقتنع أنه لا يمكن أن يستمر في معاداة هذا الرجل، فاغتاله عمرو بن الجرموز في الطريق، فرثته كما رثت أزواجها السابقين.
ومما قالت في رثائه:
غدر ابن جرموز بفارس بهمـة يوم اللقا وكان غير معـرد
يا عمرو لو نبهته لوجدتـــه لا طائشاً رعش اللسان ولا اليد
شلـت يمينك إن قتلت لمسلمـاُ حلت عليك عقوبة المستشـهد
إن الـزبير لذو بـلاء صـادق سمح سجيته كريم المشـهـد
كم غمرة قد خاضها لـم يثنـه عنها طرادك يا ابن فقع القرود
فاذهب فما ظفرت يداك بملة فيمن مضى ممن يروح ويغتدي

ومما يبين إخلاصها لزوجها بعد وفاته، هو عندما أرسل إليها ابن الزبير، عبد الله يحاكيها في إرثها ، لم تبد أي طمع في ماله على الرغم من ثراء الزبير ُ، وإنما رضيت بما أعطوها من الإرث، وهو كما يقال ثمانين ألف درهم.

الزوج الرابع
بعد انقضاء عدتها من الزبير، جاءها علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه- خاطباً فقالت له:إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن القتل، فأخذ برأيها ورجع عن خطبتها وكان يردد بعد ذلك: من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة.

ثم تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب، فكانت رفيقة جهاده وجلاده، فارتحلت معه الى الكوفة، وصبرت معه يوم كربلاء. فكانت أول من رفع خده من التراب، ولعنت قاتله، والراضي به، والشاهد له دون اعتراض. وقالت باكية وهي ترثيه:
وحسيناً، فلا نسيت حسينا أقصــدته أسنة الأعــداء
غــادروه بكربلاء صريعاً جادت المزن في ذرى كربلاء

وكان آخر مطاف في حياتها الزوجية هي شهادة الإمام الحسين –رضي الله عنه- فتأيمت بعده. ويقال إن مروان خطبها بعد شهادة الحسين ، فرفضته وقالت: ما كنت لاتخذ حمأً بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

وكان وفاتها سنة أربعين للهجرة، فلقيت وجه ربها رضي الله عنها وأصبحت القصة الحزينة لهذه المرأة الجميلة وأزواجها الذين انتهت حياتهم الواحد تلو الآخر بمأساة، ورواية خيالية يرددها الناس وجملها أكثر قصائدها في الحب والرثاء.غفر الله لنا ولها آمين.

الخاتمة
إنّ عاتكة امرأة عربية من وسط الصحراء والبادية، أصبحت ضمن من هم في ذاكرة الزمن، وقد كتب عنها من كتب، ليس فقط لجمالها الذي تميزت به، مما جعل كثيرا من الشباب يتقدمون لها في شبابها، وإنما حسن أدبها وخلقها وحكمتها، ولأن الله ميزها بأن جعل من يتزوجها ينال الشهادة ، وهذا ما جعل عشاق الشهادة يتهافتون عليها، وينساقون إليها في كبرها طالبين القرب منها. وقد اتصفت إلى جانب ذلك بالإخلاص في كل شيء : الإخلاص لربها ولدينها ولأزواجها.

منقوول سهى دجرويش
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 31
تحياتي








 


رد مع اقتباس
قديم 2021-08-21, 19:50   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 31
النوار بنت مالك...أم جامع القرآن


سيرتها:
حب رسول الله صلى الله عليه و سلم
لقد كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم، والحرص على صحبته والجهاد معه حاذي هاته السيدة فيما سمت همتها إليه، فعزمت بإرادة قوية على تحقيقه. ففي السنة الثانية للهجرة، وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان الاستعداد لغزوة بدر، والنبي صلى الله عليه وسلم يلقي النظرات الأخيرة على أول جيش يتحرك للجهاد، أقبل غلام صغير يتوهج ذكاء وشجاعة،ودنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: جعلت فداك يا رسول ائذن لي أن أكون معك وأجاهد أعداء الله .

1- فرده عليه السلام لصغر سنه برفق وطيب خاطر، وعاد الغلام حزينا وعادت من ورائه أمه وهي لا تقل عنه حزنا، فقد كانت تتمنى لابنها شرف صحبة رسول الله في أول غزوة يغزوها. و لما لم تحظ بالتقرب بابنها إلى رسول الله من باب الجهاد، طرقت بابا آخر لا يمنع فيه السن من القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه باب القرآن والعلم. خاصة أنه يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله، ويجيد الكتابة والقراءة.

لقد توسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم في هذا الطفل الذكي كل الخير، فأمره أن يتعلم خط اليهود، ليقرأ له كتبهم، وقال : " فإني لا آمنهم" .
2- فتعلمه حتى أتقنه، فإذا بالفتى، المحظوظ ابن جليستنا اليوم يغدو كاتبا للوحي وترجمان رسول الله صلى الله عليه و سلم. إنه جامع القرآن زيد بن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه. فلنقترب من أمه إذا لنعرف.

من يا ترى هذه الأم ؟
إنها النوار بنت مالك الأنصارية، صحابية جليلة كانت متزوجة من ثابت بن الضحاك فولدت له زيد بن ثابت وأخوه يزيد، قتل زوجها يوم بعاث وكان عمر زيد ست سنوات، ثم تزوجها عمارة بن حزم وهو من أهل بدر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم.

وقد كانت هذه المرأة أما كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مقدمه المدينة فراحت تغذي زيدا على مائدة القرآن وحفظه، وحب المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد عرف قلب زيد الصغير طعم هذا الحب وبركته من أول يوم التقى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، و قد كان لقاء كرم وحسن ضيافة، إذ كانت أول هدية أهديت للحبيب المصطفى حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري، قصعة من طعام جاء بها زيد، أرسلته بها أمه النوار. يروي زيد رضي الله عنه قصة هذه الهدية فيقول: " أول هدية دخلت على رسول الله في بيت أبي أيوب،قصعة أرسلتني بها أمي إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فوضعتها بين يديه، وقلت : يا رسول الله، أرسلت بهذه القصعة أمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بارك الله فيك وفي أمك ) ودعا أصحابه فأكلوا.

أفبعد هذه المنزلة لابن النوار منزلة تسمو إليها الهمم! هنيئا لك أيتها الأم التي ربت فأحسنت تربية ابنها فقد دفعته إلى رسول الله تريد ليحفظ القرآن منه مباشرة، ودفعته صغيرا إلى الجهاد في سبيل الله. هذه هي الأم العظيمة النوار، و هذا هو ابنها زيد، و ذاك علمه، و تلك مكانته، إنه عملها الصالح، وكيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرن قائلا : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم. فالولد خلق الله وعمل الإنسان.

وكمال المرأة الوظيفي أن تكون راعية ومسئولة، و مربية. إنه غاية ما يراد منها تحقيقه حفظا لفطرة الله، ونشرا لرسالة الله، وخدمة لأمة رسول الله صلى الله عليه و سلم. فلله درك أيتها النوار، ورحم الله الشيخ حسن البنا الذي قال : إن المرأة التي تقدر على أن تحرك المهد بيمناها قادرة على أن تحرك العالم بيسراها،أو كما قال الأستاذ عبد السلام ياسين : ألا ليت همم نسائنا اليوم تسمو وتسعى لما سعت إليه النوار، و تصنع لنا رجالا مجاهدين لبناء أمتهم، فإن كان الولد الصالح ذخرا باقيا للآخرة وعملا يرضاه الله، فكيف بإصلاح أمة وإحيائها وصناعة مستقبلها.

هذا وكـما نالت هذه الأم شرف أم جـامع القرآن، نالـت حظوة صـدوح صوت بـلال من فـوق ظهر بيتها ليعلن الصلاة للمسلمين في المدينة. فما قصة هذا البيت؟

أطول بيت حول المسجد
إنه بيت النوار، فلنسمع من النوار نفسها الحديث. تقول رضي الله عنها : " كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال رضي الله عنه يؤذن فوقه من أول ما أذن، إلى أن بنى رسول الله مسجده، و كان يؤذن بعد ذلك على ظهر المسجد وقد رفع له شيء فوق ظهره" .

أنظروا لهذه المكانة العظيمة للنوار، حتى بيتها يؤرخ له أنه أذن من فوق سطحه قبل أن يؤذن بلال من فوق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل اتمام البناء، فماذا قدمنا نحن للبناء؟
هنيئا للنوار هذا الشرف الأثير من النفوس المؤمنة.

مضت وفي يدها مشعل نور يهديها إلى الجنة و إلى رضوان الله عز و جل سابقتها، وعملها الصالح، هذا الابن الذي ربته فأحسنت تربيته، فجمع القرآن فأحسن الأمانة في جمعه.

بارك الله في زيد جامع القرآن وفي أمه النوار أم جامع القرآن، وألحقنا بهما من الصالحين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله في الأولين والآخرين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 32
تحياتي









آخر تعديل Ali Harmal 2021-08-21 في 19:51.
رد مع اقتباس
قديم 2021-08-26, 18:28   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 32
ثويبة الأسلمية أو مرضعة للرسول


ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .

إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ـ بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.

وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـ وأشار برأس إصبعه ـ وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها له.

وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية ، وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عـن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الأمراض والأوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة .

إكرام الرسول لثويبة :
ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت . وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .

وفاتها :
توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة، بعد فتح خيبر، ومات ابنها مسروح قبلها

إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 33
تحياتي









آخر تعديل Ali Harmal 2021-08-27 في 18:00.
رد مع اقتباس
قديم 2021-08-27, 18:05   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 33
سجاح بنت الحارث التميمية


من سجاح التميمية؟
هي سجاح بنت الحارث بن سويد التميمية، كانت سجاح متنبِّئة وعرافة، وهي واحدةٌ من طائفة المتنبِّئين وزعماء القبائل الذين ظهروا في الجزيرة العربية قبل الردَّة أو خلالها، ونستدلُّ من نسبها الذي اتَّضح من تاريخها بأنَّه صحيح، أنَّها كانت من بني يربوع أحد بطون تميم، وأمَّها من بني تغلب في العراق؛ وهي قبيلةٌ اعتنق معظم أفرادها النصرانية نتيجة احتكاكهم بسكان إقليم الفرات، أقامت سجاح بينهم، وتزوَّجت فيهم، وتنصَّرت مع من تنصَّر منهم .

تقع منازل بني تميم على مقربةٍ من بني عامر إلى الجنوب، وتُجاور المدينة من الشرق، وتمتدُّ نحو الخليج العربي، وتتَّصل بمصبِّ نهر الفرات من ناحية الشمال. وكانت فروعٌ من القبيلة تتمتَّع بحقول الرعي في أنحاءٍ تمتدُّ إلى الفرات الأوسط.

ولبني تميم مكانةٌ كبيرة بين قبائل العرب في الجاهلية وفي عصر النبوَّة، واشتهر التميميُّون بالشجاعة والكرم، ونبغ من بينهم شعراء وأبطال تلقَّبوا بلقب الملوك.

العامل الجغرافي وأثره على ظهور حركة التنبؤ

الواضح أنَّ هذا الامتداد الجغرافي لقبيلة بنى تميم أدَّى إلى:
- تنقُّل بطونها بين الجزيرة العربية والعراق في ميدانٍ واسعٍ يشيع فيه التوتر بين كلا المركزين الكبيرين الحيرة ومكَّة، لكنَّهم اتَّخذوا موقف الحياد في علاقاتهم السياسيَّة مع كليهما، وكان من الواضح أنَّ العلاقات المنظَّمة والمنضبطة بين بني تميم كانت تبلغ الأهميَّة عند أمراء الحيرة وبالتالي الفرس؛ من واقع ضمان مرور القوافل التجاريَّة دونما عائق، والمعروف أنَّ تجارة فارس كانت تنطلق من المدائن[3] حتى تصل إلى الحيرة؛ حيث يتولى النعمان بن المنذر حراستها بقوى من بني ربيعة ثُمَّ يتسلمها هوذة بن عليِّ الحنفي، فيسير بها في أرض تهامة إلى أن تبلغ اليمن -وذلك لقاء أجر- وعليه كانت العلاقات جيِّدة بين الفرس وبين البطون الضاربة على هذا الطريق التجاري، وحاولت فارس ربطهم بها عن طريق منح يربوع وظيفة الردافة. ومن جهةٍ أخرى أقامت بطون متفرقة من تميم علاقاتٍ مكثَّفةً مع مكَّة في العصر الجاهلي من واقع تنظيم الخمس، وعهود الإيلاف، والحصول على السلطة، والتقدُّم في الأسواق، وفي أداء شعائر الحج، ومنهم من ارتبط في الفضائل العسكرية التي كانت تُقدِّمها القبائل لحراسة مكَّة.

- انتشار النصرانية في ربوع بني تميم بتأثير ما كان سائدًا من مذاهب نصرانيَّة في الجزيرة الفراتية وشمال بلاد الشام.

- تعدُّد الولاءات في صفوف القبيلة سياسيًّا بين الاستقلاليَّة وبين الهيمنة الفارسيَّة أو البيزنطيَّة، ودينيًّا بين الوثنيَّة والنصرانيَّة.

- ظلَّ المركز الممتاز لبني تميم محفوظًا حتى السنين الأخيرة من العصر الجاهلي، بدليل أنَّ التميميَّ الأخير الذي كان يُمارس وظيفة القاضي الفخرية في سوق عكاظ هو الأقرع بن حابس.

في ظلِّ هذه الظروف ونتيجةً لانتشار الإسلام في ربوع الجزيرة العربية قَدِمَ وفد بني تميم إلى المدينة في عام (9هـ/ 630م ) لتقديم الطاعة والولاء وإعلان دخول التميميِّين في الإسلام، وضمَّ الوفد بعض أشرافهم مثل عطارد بن حاجب بن زرارة،
والأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، ولم يكن مالك بن نويرة ضمن أعضاء الوفد. والإشارات التي تذكر أنه توجَّه بمفرده إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم لاعتناق الإسلام قد تكون صحيحة؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عيَّنه عاملًا على صدقات عشيرته بني يربوع، وردَّهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومهم راضيةً نفوسهم.

اختلف بنو يربوع بعد وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم حول أداء الزكاة إلى أبي بكرٍ أو قسمتها بين الناس، وفاجأتهم سجاح في هذا الوقت مقبلةً من أرض الجزيرة بالعراق يُحيط بها رهطها من بني تغلب على رأس جيشٍ من ربيعة والنمر وأياد وشيبان تُريد غزو المدينة، مَّما أدَّى إلى ازدياد الانقسام فيما بينهم.

إعلان سجاح بنت الحارث نبوَّتها
كانت سجاح قد تنبَّأت بعد وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم أسوةً بغيرها من المتنبِّئين، بدافع العصبية أو بحبِّ الظهو، فاستجاب لها الهذيل بن عمران في بني تغلب وترك التنصر، ولم تجد إلا القليل من التجاوب عند قومها.

لمـَّا وصلت إلى الحزن راسلت بطون تميم ودعتهم إلى الموادعة والمعاضدة، واستقطبت -بما بشَّرت به من ادعاءات بني مالك برئاسة وكيع بن مالك، وبني يربوع بزعامة مالك بن نويرة .

استغلَّ مالك بن نويرة هذه القوَّة للقضاء على خصومه من عشائر بني تميم، فصرفها عن مهاجمة المدينة وأقنعها بمهاجمة بني الرباب، غير أنَّها منيت بهزيمةٍ قاسيةٍ وتكبَّد الطرفان خسائر فادحة ممَّا دفعهما إلى التفاهم وتبادل الأسرى، ونتيجةً لهذا الفشل انفصل مالك بن نويرة عنها.

سعت سجاح بعد فشلها في إخضاع الرباب إلى مهاجمة المدينة، ودعت قومها بني يربوع إلى مساندتها فطلبوا منها أن تُؤلِّف بطون تميم إلى دينها قبل الزحف نحو الحجاز لمحاربة المسلمين، فلم يتَّفق بنو تميم على رأيٍ واحد، عندئذٍ خرجت بجندها حتى بلغت النباج،
فتصدَّى لها أوس بن خزيمة الهجيمي وهزمها، ومنع جندها من المرور في أراضيه، ثُمَّ تحاجز الفريقان واتَّفقا على تبادل الأسرى على أن تنصرف عنهم ولا تتخذ طريقًا إلى المدينة إلَّا من ورائهم.

زواج سجاح بنت الحارث من مسيلمة الكذاب
لمـَّا رأت إحجامًا من قومها التفتت نحو اليمامة حيث كان مسيلمة الكذاب يتحفَّز كذلك للخروج على الإسلام، وانتشرت أخبار دعوته في الجزيرة العربية، إلَّا أنَّه وجد نفسه في وضعٍ حرج؛ فقد خشي أن تشغله سجاح عن قتال أبي بكرٍ في الوقت الذي كان يترقَّب فيه زحف المسلمين إليه، كما كان يتعرَّض لضغط القبائل المجاورة، لذلك عرض عليها التفاهم والتعاضد ما دام هدفهما واحدًا وهو الزحف نحو الحجا، وأسفرت المفاوضات التي جرت بينهما عن النتائج التالية:
- التقارب الأسري بالزواج.

- دمج قدراتها لمواجهة المسلمين والسيطرة على الجزيرة العربية.

- يُؤدِّي مسيلمة لسجاح نصف غلَّات اليمامة .

فعلًا تمَّ الزواج بينهم، وأقامت سجاح مع مسيلمة مدَّة ثلاثة أيام عادت بعدها إلى قومها في أرض الجزيرة دون سببٍ ظاه، حاملةً معها شطر النصف ممَّا اتفقا عليه، وتركت وراءها ممثِّليها مع مسيلمة ممن سيحملون لها النصف الآخ، وأقبلت في غضون ذلك الجيوش الإسلامية فاجتاحت اليمامة وقتلت مسيلمة.

ظلت سجاح في بني تغلب تعيش مغمورةً بين أهلها، ثُمَّ دخلت في الإسلام عندما انتهى رأي أسرتها إلى الاستقرار في البصرة التي غدت المركز الأوَّل لبني تميم في عهد بني أميَّة، وعاشت مسلمة وماتت في سنة (55هـ/ 675م).

دوافع سياسيَّة ومطامع شخصيَّة لا حَميَّة دينيَّة
قد يبدو للوهلة الأولى أنَّ سجاح كانت مدفوعة بحميَّتها الدينيَّة لمحاربة المسلمين -فهي بحكم عقيدتها النصرانية نقمت على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأتباعه- أو للتبشير بدينٍ جديدٍ على إثر انتشار ظاهرة التنبُّؤ في الجزيرة العربية، لكنَّ هذين الدافعين كانا غطاءً لدافعٍ سياسيٍّ يُعدُّ الدافع الرئيسي لحركتها؛ فقد كان بنو يربوع أقرب بطون تميم إلى نفوذ الفرس، يُعزِّز ذلك أنَّها اجتمعت أثناء رحلتها بعملاء لفارس من أبناء البوادي العراقية والنجدية، كما كان مسرح عملياتها المناطق التي كانت فارس تحرص على تجديد نفوذها القديم فيه، وعليه تكون مهمَّة هذه المتنبِّئة قد توضَّحت على هذه الصورة؛ فقد قضت وقعة ذي قار على هيبة فارس في الجزيرة العربية، وساء ظنُّ الأكاسرة حكَّام فارس بالمناذرة ملوك الحيرة الذين كانوا صنائعهم ويعتمدون عليهم في إخضاع القبائل العربية القريبة والبعيدة وتأمين تجارتهم إلى اليمن. فنكَّلوا بهم وقضوا على دولتهم قبيل ذلك بقليل، فأرسلوا امرأةً تغلبيَّةً لتخلف المناذرة في هذه المهمَّة القديمة،
فانحدرت مدفوعةً من الفرس وعمَّالهم في العراق كي تُؤجِّج الثورة في الجزيرة العربيَّة على الحكم الإسلامي المتنامي، وتُمهِّد الطريق لفارس لاستعادة ما كان لها من نفوذٍ وسلطانٍ في كثيرٍ من أرجائها، وقد يرجِّح ذلك أنَّها كانت المرأة الوحيدة التي ادَّعت النبوَّة، وأنَّها لم تمكث في الجزيرة العربيَّة إلَّا بقدر ما تُشجِّع الانتقاض على الحكم الإسلامي، ثُمَّ عادت إلى العراق بعد أن تأكَّدت من تهيُّؤ القبائل للثورة على هذا الحكم، وكان طبيعيًّا أن تنزل في بادئ الأمر بين قومها بني تميم، وقد اختارت أن تتعاون مع بني تغلب؛ لأنَّ هؤلاء أعداء بني بكر الذين خاضوا معركة ذي قار ضدَّ الفرس وانتصروا عليهم، وكان تردُّد بني تميم وانقسامهم في التعامل الجديِّ معها بالإضافة إلى بني حنيفة، مردَّه إلى صداقتهم للمناذرة منذ زمنٍ قديم، وحتى يتجنَّبوا غضب فارس، كانت الطريقة الفضلى في صرفها راضيةً، وإقناعها بأنَّ الثورة على الإسلام واقعة، ولم يتحقق أكثر من ذلك عن رسالتها وسيرتها.

المصدر:كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية لمحمد سهيل طقوش.
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 34
تحياتي









آخر تعديل Ali Harmal 2021-08-27 في 18:07.
رد مع اقتباس
قديم 2021-10-17, 18:47   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 34
درة بنت أبي لهب بنت عم النبي

الصحابية الهاشمية درَّة بنت أبي لهب ، وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية اللذان بشرهما القرآن الكريم بالنار .

كان إسلامها وفرارها من أبيها وأمها إلى الله ورسوله مثاراً للإعجاب ولعجب ، كانا أبويها يتعاونون على إلحاق ، وإيذائه بكل وسيلة ، فأبو لهب يمشي الضرر برسول الله ويحذر الناس منه ، وعندما يسمع الناس كلامه يقولون إذا كان هذا رأي وراء النبي لذلك ، ويزداد هماً وغماً عمه فيه ، فما يضرنا أن نجافيه ، ويتأذى رسول الله .

وأما أمها أم جميل – حمالة الحطب – وهي امرأة أبي لهب ، فكلها مُلئت شراً ، حتى كان من كرهها له أن تضع الحسك والشوك في طريقه وحقداً على رسول الله ناسية أن الله هو كافيه وناصره ، وهو قادر على أن يمنع الأذى عنه .

وكان عتيبة – بكل الوسائل ، بعد أن طلق أم كلثوم ، حيث ذهب وهو أخوها – يحاول أذية رسول الله وسطا عليه وشق قميصه أمام الملأ من قريش ، وأبو طالب حاضر ، فقال إلى رسول الله : "اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" . فوجم لها وقال ما كان أغناك يا ابن النبي أخي عن هذه الدعوة فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره وحزنت درة لما صنع عتيبة أخوها برسول ، وأيقنت أنه لن يفلت من العقاب . ولم يلبث أبو لهب أن خرجوا إلى الشام الله فنـزلوا منـزلا فأشرف عليهم راهب من الدير ، فقال لهم : إن هذه أرض مسبعة ، فقال أبو لهب لأصحابه : أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني من دعوة محمد ، فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة ، فجاء الأسد يتشمَّمُ وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله . نعم وثب عليه فإذا هو فوقه فمزقه وقد كان أبوه ندبه وبكى ، وقال : ما قال محمد شيئا قط إلا كان.

تَبَّتْ ]وعندما نزلت سورة المسد : يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَب وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ . جن جنون أبي لهب وامرأته أم جميل ، فقالت لزوجها : إذاً ابن أخيك شاعر[ مَسَدٍ وقد هجاني ، وأنا أيضاً شاعرة وسأهجوه .

عن أسماء بنت بكر رضي الله تعالى عنهما ، قالت : لما نزلت سورة تبت يدا أبي لهب أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر ، وهي تقول :
مـذمـماً عـصـيـنـا وأمره أبـيـنـا
وديـنـه قلـيـنـا .
قلينا : أي أبغضنا .

قاعد في المسجد ومعه أبو بكر رضي والنبي الله عنه فلما رآها أبو بكر ، قال يا رسول الله لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك ، قال : "إنها لن تراني" ، - وفي رواية : قال : "لا ما زال ملك بيني وبينها رسول الله وَإِذَا قَرَأْتَ]يسترني حتى ذهبت" - وقرأ قرآنا فاعتصم به ، كما قال وقرأ : الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ، . فوقفت على أبي بكر رضي الله عنه ولم تر رسول الله [ حِجَاباً مَسْتُوراً فقالت : يا أبا بكر أخبرت أن صاحبك هجاني ، فقال : لا ورب هذا البيت ما هجاك ، قال : فولت وهي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها .

ومع كل ذلك تحدت درة رضي الله عنها أسرتها وبيئتها من أجـــل الإسلام ، وأعلنت كلمة التوحيد ، وأسلمت وحسن إسلامها وكانت من المهاجرات إلى المدينة .

وبعد أن دخلت درة رضي الله عنها رحاب الإسلام تقدم لخطبتها الصحابي الجليل دحية الكلبي وتم الزواج الميمون .

وكانت درة قد تزوجت في الجاهلية من الحارث بن نوفل بن عبد المطلب وقد أنجت له عقبة والوليد وأبا مسلم ، وقتل عنها الحارث مشركاً في يوم بدر ، هذا اليوم الذي نصر الله فيه الإسلام وأذل فيه الكفر .

أبدلها الله تعالى بالصحابي الجليل دحية ، وهو من أجمل الناس طلعة ، وكان جبريل علي السلام يأتي بصورته ، فأي شرف أصابت درة بعد أن أسلمت .

وقويت علاقتها بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ، وأخذت تكثر الدخول عليها لتأخذ منها العلم والفقه في دينها .

توفيت رضي الله عنها في سنة عشرين للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب .

منقوول عن سهى درويش
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 35
تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2021-12-18, 18:33   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 35
ثويبة الأسلمية أو مرضعة للرسول صلى الله عليه وسلم


ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام ، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .

إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.

وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـوأشار برأس إصبعه وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها له.

وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية ، وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عـن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الأمراض والأوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة .

إكرام الرسول لثويبة :
ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت . وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .

وفاتها :
توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة ، بعد فتح خيبر ، ومات ابنها مسروح قبلها

منقوول عن سهى درويش
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 36
تحياتي









آخر تعديل Ali Harmal 2022-01-20 في 17:40.
رد مع اقتباس
قديم 2022-01-20, 17:51   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 36
أم أيمن بركة بنت ثعلبة رضي الله حاضنة الرسول صل الله عليه وسلم

اسمها :
بركة بنت ثعلبه بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. وكانت من المهاجرات الأول- رضي الله عنها.وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن: " يا أم " ويقول : "هذه بقية أهل بيتي ". وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها، وحيث اعتبرها من أهل بيته.

قال فضل بن مرزوق، عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقول عليه. فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد زوجها عبيد الخزرجي يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه . فحظي بها زيد بن حارثة.

وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم. فقيل لها :أتبكين ؟ قالت: والله لقد علمت أنه سيموت؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء. وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي صلى الله عليه وسلم والوحي.

أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته:
أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد، وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ، فولدت ولداَ واسمتة أيمن، ولكنه أستشهد في يوم حنين، وكان مولى خديجه بنت خويلد.
زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد .

من إكرام الله لأم أيمن :
ومما رواه ابن سعد عن عثمان بن القاسم أنه قال : لما هاجرت أم أيمن، أمست بالبصرة، ودون الروحاء ، فعطشت ، وليس معها ماء ؛ وهي صائمة ، فأجهدها العطش ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فأخذته ، فشربته حتى رويت . فكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر، فما عطشت .

لقد أكرم الله سبحانه أم أيمن وهى صائمة فقد أصابها العطش وهي لم يكن معها ماء فدلي عليها من السماء ماء فرويت فهذا يدل على كرم الله على أم أيمن ، منزلتها العالية وفوزها بمحبة الله والرسول وهذا كله يدل على رفق الله بعبادة وسعة رحمة الخالق .

فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها:" أم أيمن أمي، بعد أمي " !!..وقوله صلى الله عليه وسلم " هذه بقية أهل بيتي " !!

وللنبي – صلى الله عليه وسلم – وقفة كريمة بعد انصرافه من غزوة الطائف منتصرا.. غانما .. ومعه من هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء .. وما لا يعلم ما عدته من الإبل والشياه .. نتلمس من خلاها عظيم إجلاله .. واحترامه .. وتوقيره .. لمقام الأمومة التي كان يرعى حقها حق الرعاية .. وذلك حين أتاه وفدُ هوازن ممن أسلموا فقال قائلهم: يا رسول الله ! إنما في الحظائر وخالاتُك وحواضِنُك .

وكانت حليمة أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .. من بني سعد بن بكر من هوازن .. فمن رضاعه صلى الله عليه وسلم من حليمة السعدية أصبح له في هوازن تلك القرابات .. فلمست ضراعتهم قلبهُ الكبير .. واستجاب سريعاً لهذه الشفاعة بالأم الكريمة ( حليمة السعدية ) التي أرضعتهُ .

كذلك هذا الموقف يدل على تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم للأمومة، وحسن معاملتة للناس واحترامه الكبير لهم. حيث فقال لوفد هوازن، ووفاؤه للأم الكريمة يملأ نفسه ،: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم.
وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا : أنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك، وأسال لكم " .

فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، قام رجال هوازن فتكلموا بالذي أمرهم به صلى الله عليه وسلم . فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم "، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على روح التعاون والحب الشديد لرسول الله ويبين مدى تأثيرهم به وتعلقهم به .

روايتها للحديث :
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها أنس بن مالك، والصنعاني، والمدني [تهذيب التهذيب ج 12 ص 459 ].

أمهات النبي - صلى الله عليه وسلم – الطاهرات:
يقول الله تعالى : { وأمهتكم التي أرضعنكم .. } ( النساء :23 ) ،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أم أيمن أمي ، بعد أمي } ( الإصابة لابن حجر).

لقد اختار الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أمهات طاهرات كريمات .. ذوات صل عريق .. وأنساب شريفة .. كان لكل واحدة منهن دور في رعايته صلى الله عليه وسلم والعناية به إلى أن أصبح شابا سويا ..فمن أمهات النبي صلى الله عليه وسلم : آمنة بنت وهب : وهي الأم الكبرى له صلى الله عليه وسلم ... وكان لها شرف تكوين الله تعالى نبيه محمدا في رحمها الطاهر .. وحملها له إلى أن وضعته ، وقد واجهت في حملها لنبي الكثير حتى وضعته، وهذا من دلائل إقناعها بعظمة شأنة.

وأما وحليمة السعدية : وهي الأم الثانية التي كان لها شرف إرضاعه صلى الله عليه وسلم وتغذيته بلبنها .. ورعايته في طفولته .
وكذلك ثويبة ، مولاة أبي لهب ، وهي أم النبي صلى الله عليه وسلم بالرضاعة أيضا، أرضعته حين أعانت آمنة به.
وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب، وسألته أن يبيعها لها فامتنع ، فلما هاجر رسول الله أعتقها أبو لهب .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة ، وبكسوة، حتى جاءه الخبر أنها ماتت سنة سبع ، للهجرة .

أبرز جوانب حياتها:
ـ كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورثها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمّه، ثم أعتقها، وبقيت ملازمة له طيلة حياتها، وكانت كثيراً ما تدخل السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم بملاطفتها إياه.

ـ أسلمت في الأيام الأولى من البعثة النبوية.
ـ زوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبيداً الخزرجي بمكة، فولدت له أيمن، ولما مات زوجها، زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، فولدت له أُسامة.
ـ هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وليس معها زاد .
ـ اشتركت في غزوة أحد، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: ((هاك المغزل وهات سيفك)) .
ـ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتي خيبر وحنين.

وفاتها :
اختلف في تاريخ وفاتها فقيل: توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر، وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة بعد فتح خيبر، ومات ابنها مسروح قبلها .

منقوول عن سهى درويش
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 37

تحياتي









آخر تعديل Ali Harmal 2022-01-20 في 17:57.
رد مع اقتباس
قديم 2022-06-10, 20:42   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 37
رابعة العدوية - العابدة الزاهدة


رابعه العدوية، بصرية، زاهدة، عابدة، خاشعة، امرأة عاشت حياتها عكس سائر الناس، انعزلت في دنيا التصوف بعيدة عن أمور الدنيا، ألف الباحثون في تحديد هويتها وسيرة حياتها، وقد مزجوها برابعةالشامية وهي صوفية من الشام جاءت بعد رابعة العدوية الشخصية التي أول من عرف، ووضع معنى للحب الإلهي عند المسلمين، وتأثر فيها الكثيرون.

نسبها:
كما ذكر أن آراء الباحثين لم تتفق على تحديد هوية رابعة، فالبعض يرون أنها مولاة لآل عتيق، وآل عتيق بطن من بطون قيس، والبعض الآخر يرون أن من آل عتيق بني عدوة ولذا تسمى العدوية. وأما كنيتها فأم الخير..وقيل إن اسم رابعة يعود إلى أنها ولدت بعد ثلاث بنات لأبيها، عاشت في البصرة خلال القرن الثاني الهجري، وقد عمرت حوالي ثمانين عاماً، وتوفيت سنـــة هجرية.

نشأتها:
ذكر المؤرخ الصوفي فريد الدين العطار في (تذكرة الأولياء) بأن رابعة: ولدت في بيت فقير جداً، وتوفي أبوها وهي في مرحلة الطفولة، ولحقت به أمها فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل، وبذلك أطلق الشقاء عليها وحرمت من الحنان والعطف والحب الأبوي. بعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة لا معيل لها ولا نصير

حياتها:
اختلفت الآراء حول أن رابعة عاشت حياتها بلا بيت، وبلا مال، وبلا زواج ، غير أنه يبدو أن رابعة كانت مولاة، وكانت تعزف الناي ثم كانت مغنية، (هذا ما قاله العطار)، وأنها كانت على قدر من الجمال والحسن، وقد نقل اليافعي نص بعض الصالحين" خطر لي أن أزور رابعة العدوية -رضي الله تعالى عنها - وأنظر أصادقة هي في دعواها أم كاذبة، فبينما أنا كذلك، وإذا بفقراء قد أقبلوا ووجوههم كالأقمار ورائحتهم كالمسك، فسلموا علي وسلمت عليهم. وقلت: من أين أقبلتم؟ فقالوا: يا سيدي حديثنا عجيب. فقلت لهم: وما هو. فقالوا نحن من أبناء التجار الممولين. فكنا عند رابعة العدوية - رضي الله عنها - في مصر (ولعلها البصرة) فقلت: وما سبب ذهابكم إليها فقالوا: كنا ملتهين بالأكل والشرب في بلدنا. فنقل لنا حسن رابعة العدوية وحسن صوتها. وقلنا لابد أن نذهب إليها ونسمع غناءها وننظر إلى حسنها، فخرجنا من بلدنا إلى أن وصلنا إلى بلدها؛ فوصفوا لنا بيتها، وذكروا لنا أنها قد تابت. فقال أحدنا: إن كان قد فاتنا حسن صوتها وغنائها، فما يفوتنا منظرها وحسنها.

فغيرنا حليتنا، ولبسنا الفقراء، وأتينا إلى بابها. فطرقنا الباب فلم نشعر إلا وقد خرجت، وتمرغت بين أقدامنا وقالت: لقد سعدت بزيارتكم لي فقلنا لها: وكيف ذلك. فقالت: عندنا امرأة عمياء منذ أربعين سنة، فلما طرقتم الباب قالت: إلهي وسيدي بحرمة هؤلاء الأقوام الذين طرقوا الباب إلا ما رددت علي بصري. فرد الله بصرها في الوقت. قال: فعند لك نظر بعضنا إلى بعض وقلنا ترون إلى لطف الله بنا، لم يفضح سريرتنا فقال الذي أشار علينا بلبس الفقراء: والله لا عدت أقلع هذا اللباس من علي. وأنا تائب إلى الله - عز وجل - على يدي رابعة فقلنا له. ونحن وافقناك على المعصية، ونحن نوافقك على الطاعة والتوبة فتبنا كلنا على يديها. وخرجنا عن أموالنا جميعها، وصرنا فقراء- كما ترى".

تصوفها:
دخلت طريق العباد والزهاد..طريق البكاء والخوف، وطريق التهجد في الليالي الطوال، فكانت تحضر حلقات المساجد والأذكار فاتخذت حياتها في حلقات الذكر والوعظ والإرشاد ومغالبة النفس، فتعرفت على (حيونه) عابدة من أكبر عابدات البصرة، هذه المرأة أثرت في رابعة أشد التأثير، فكانت رابعة تزورها وتقضي الليل معها،
فتخلوا بنفسها وتنشد:
راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هواه عوضا
وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي، إليه قبلتي
إن أمت وجداً وما ثم رضا
وأعنائي في الورى! وأشقوتي

وقد أكدت خادمتها التي لازمتها طوال حياتها، عبدة بنت أبي شوّال، إذ قالت: " كانت لرابعة أحوال شتى: فمرة يغلب عليها الحب، ومرة يغلب عليها اليأس، وتارة يغلب عليها البسط، ومرة يغلب عليها الخوف"...ولكن العشق الإلهي كما رأينا يبقى طابعها المميز، ورائدها في تصوفها.
فهذه أبيات في إنشادها العشق الإلهي:
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.

وهناك الكثير من الأبيات التي تنشدها رابعة العدوية في الحب الإلهي.

رابعه والحج:
تجاوزت رابعة نطاق المحبة وصارت إلى مقام (الخلة)، أي مقام الإشراف على بحار الغيوب، فهي حجت أكثر من مرة، وذكر في المراجع أن رابعة قد حجت بيت الله حافية تمشي على الأقدام، آخذة بوصية عبدالله ابن عباس لبنيه عند موته فقد قال: ( يا بني حجوا مشاة فإن للحاج الماشي بكل قدم يخطوها سبعمائة حسنة من حسنات الحرم. قيل وما حسنات الحرم؟ قال: الحسنة بمائة ألف).

رابعة والمؤرخون:
اختلفت آراء المؤرخين بخصوص حياة رابعة، فظهرت أساطير وحكايات عن تلك المرأة وأغلبها من الخيال، والخلافات بين الشخصيات التي عايشت زمن رابعة العدوية أمثال: رياح بن عمر القيسي، سفيان الثوري، عبدالواحد بن زيد. ومن هؤلاء المؤرخون الجاحظ و العطار والمناوي والعديد منهم.

وقد بالغ العطار في كتابته عن رابعة العدوية، إذ كتب عنها في حادثة السوق (أنها في أحد الأيام، كانت رابعه تقضي حاجة لسيدها، رآها رجل غريب وظل ينظر إليها بنظرات شريرة، فخافت منه وهربت. إلا إنها تعثرت وهي تركض، فغميّ عليها، فلما استيقظت أخذت تناجي ربها( إلهي، أنا غريبة يتيمة، أرسف في قيود الرق. ولكن غميّ الكبير أن أعرف: أراضٍ عني أم غير راضٍ؟)..عندها سمعت صوتاً يقول لها( لا تحزني! ففي يوم الحساب يتطلع المقربون في السماء إليك، ويحسدونك على ما ستكونين فيه).. وعندها اطمأن قلبها لذلك الصوت الغيبي، فتنهض وتعود إلى بيت سيدها).

وهنا يعلق الدكتور سميح عاطف الزين حول حادثة السوق ويقول يريد العطار أن يلهمنا أن هنالك عناية إلهية خاصة تحيط حيات رابعه، ولكن العطار وقع في خطأ فادح، فالصوت الغيبي الذي سمعته رابعه من الحي يقرر غيباً لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، مع أن الوحي أياً كانت أنواعه وأشكاله، قد قطع عن الأرض بعد وفاة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم).

ومن شطحات الصوفيين ومبالغاتهم وخروجهم عن المألوف والمعروف، يحكى أن إبراهيم بن أدهم ذهب إلى الحج ماشياً على قدميه، وكان يتوقف كل خطوة ليصلي ركعتين فبلغ الكعبة بعد أربعين عاماً.. وكان يقول: (غيري يسلك هذا الطريق على قدميه، أما أنا فأسلكه على رأسي)، ولما بلغها لم يجدها فبكى وقال وا أسفاه! أأظلم بصري حتى لم أعد أرى الكعبة؟). فسمع صوتاً يقول: ( يا إبراهيم! لست أعمى، لكن الكعبة ذهبت للقاء رابعة).

فتأثر إبراهيم، ثم رأى الكعبة وقد عادت إلى مكانها..ثم شاهد رابعه تتقدم فقال لها: أي رابعه! يا لجلال أعمالك! ثم ما تلك الضجة التي تحدثينها في الدنيا؟ فالكل يقولون: ذهبت الكعبة للقاء رابعة!). فأجابته: ( يا إبراهيم! وما تلك الضجة التي تثيرها أنت في الدنيا بقضائك أربعين عاما حتى تبلغ هذا المكان؟؟ فالكل يقولون إبراهيم يتوقف في كل خطوة ليصلي ركعتين. فقال إبراهيم: ( نعم مضيت أربعين ربيعاً اجتاز هذه الصحراء)، فقالت رابعة: ( يا إبراهيم لقد جئت أنت بالصلاة، أما أنا فقد جئت بالفقر). ثم بكت طويلاً.

هذا ما قاله المؤرخون عنها؛ فمنهم من وقف معها ومنهم من وقف ضدها، فالبعض يراها تبالغ في تصوراتها وخيالها؛ لأنها اعتبرت أن تشوقها للجنة إنما يشكل خطيئة تقترفها، كما يروي عنها المناوي فيقول: ( دخل جماعة على رابعة يعودونها من مرضٍ ألم بها، فسألوها: ما حالك؟ قالت:والله ما عرفت لعلتي سبباً، عرضت عليّ الجنة فملت بقلبي لها، فأحسست أن مولاي غار عليّ فعاتبني، فله العتبى)..

وهنا تعني أن الله عاتبها لهذا الميل؛ لأنه مولاها وحبيبها، فتابت وقررت ألا تعود إليه أبداً!.

منقوول عن سهى درويش
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 38

تحياتي









آخر تعديل Ali Harmal 2022-06-10 في 20:45.
رد مع اقتباس
قديم 2022-06-11, 18:42   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 38
الخيزران بنت عطاء


اسمها ونسبها :
الخيزران امرأة عاشت عظيمة، وقدمت الكثير للناس أولا ولابنها ثانيا، كان ولدها موسى الهادي خليفة، وكان يبدي لها في بادئ الأمر الطاعة حتى إنها كانت تتدخل في أمور خلافته، وكان لها سلطة عليه، ونظرا لهذه السلطة في أمور الخلافة فقد طمع الناس فيها، فقد كانوا ينهالون عليها بشكل كبير، لتلبي طلباتهم عند ولدها الهادي حتى قال فيها أبو المعافي :
يا خيزرانُ هناك ثم هناك إن العباد يسوسهم ابناكِ

الخيزران وسياسة الحكم :
وذات يوم طلبت الخيزران من ولدها الهادي أن يولي خاله اليمن لكن الهادي خيرهما ما بين طلاقه من ابنه خاله إذ إنه كان متزوجا بها، وما بين ولاية خاله اليمن، فطلب من رسوله الذي لم يفهم عليه أن يبلغهما هذا الكلام، فأبلغها الرسول ونظرا لسوء فهمه للرسالة من أن الخيزران وخاله اختارا ولاية اليمن، فقام الهادي بدورة وطلق وزوجته التي هي ابنه خاله.

وفي أحد الأيام كلمت الخيزران ولدها الهادي، وطلبت منه أمرا، ولكن الهادي سكت عنها، ولم يجبها وأصرت الخيزران على أن تسمع الرد من الهادي، إلا انه غضب ولم يجبها، وبعد هذا الموقف أقسم الهادي ألا يقبل لها طلبا ولا يسمع لها رأيا، وهي بدورها أقسمت ألا تطلب منه شيئا، والجدير بالذكر أن الموضوع في ذلك اليوم كان يخص عبد الله بن مالك والخيزران، إذ كانت قد وعدته أن تقضي له حاجته عند ولدها الهادي .

وبعد هذا الموقف افترق كل من الأم والابن، واستقر الحقد في قلب الهادي اتجاه أمه لدرجة انه أرسل لها بلحم مسموم إلا أن الخادمة أشعرت الطباخة بذلك ونجت الخيزران من الموت في ذلك اليوم،

ولكن الخيزران لم تسكت عن عدوها، ولدها فلذة كبدها وقررت ن تنتقم منه فطلبت من أحدهم أن يدس السم له ونجحت بذلك فأتى الهادي الموت، وبذلك انتهت المعركة بين الأم والابن.

وعندما سمعت الخيزران بخبر وفاه الهادي قالت في بادئ الأمر: ما افعل، فطلبت منها خادمتها أن تذهب إليه، وتنسى كل الحقد والغضب، فقامت الخيزران وهمت للوضوء وصلت عليه. وبعد هذه الحادثة ذهبت الخيزران للحج ، وعندما انتهت منه رأت أبا دلامة يصيح عندها، وتبين لها بعد ذلك أنه يريد جارية من جواريها؛ لتقوم بخدمته نظرا لأنه رجل كبير في السن، فلبت طلبه.

وفاتها :
توفيت الخيزران ليله الجمعة سنة 173هـ.
وقد صلى عليها الرشيد، وعندما خرج ُوضع له كرسي ليجلس عليه، فدعا الفضل بن الربيع ودفع إليه الخاتم قائلا:
كنت أهم أن أوليك فتمنعي أمي فأطيعيه.


المراجع :
1.الأعلام : للزركلي
2.سير أعلام النبلاء : الذهبي
3.البداية والنهاية : ابن كثير

منقوول عن سها درويش
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 39

تحياتي









آخر تعديل Ali Harmal 2022-06-11 في 18:42.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc