حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى الثّقافة العامّة

منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-22, 02:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.

بسم الله الرحمن الرحيم
طابت أَوقاتكم آل "الجلفة " بما تهوى الأنفس.
كأني بزهر قد أنضر برَوْح النسيم، ديباجة وجهه الوسيم، حين ازهي صحيفة انتظمت سطورها في طروسها كالدر النظيم.
ولسان الحال يقول:
ولمّا نــــأيتم فلم أقتدر** أسير لحضرتكم بالقدمِ
وصلتُ إليكم بقلبٍ شجيٍّ ** وخاطبتكم بلسان القلمِ.
هذه حلقات وجلسات درس
وأمشاج نبض صادق يندلق على جدد روح ذات يبس
سقاها الله من أيام ما أجملها، وما ابهاها! رغم ما فيها من حفظٍ لكل ما يُقرأ ويُقال.
جلسات دروس حسين ــ رحمه الله ــ وما للضاد ومدارسة القرآن الكريم من الأثر الجميل.
فكانت حرث يباسٍ، ومع ذلك
فـقد اخضلّ، ثم أخضرّ واستوي على سوقه ليعجبَ الباحثين بنهمٍ عن العلم، ويسرّ الطالبين لذلك العلم.
ذروني أن أعيدَ على اذهانكم حلقات تلك الدروس.
فأجد نفسي أرفع على مسامعكم حلقات بيّنات، وما وقع لي ما ذلك " الحسين "
لعلني أعيد لكم تجاويد وأشياء قد تشتهيها أنفسكم إن أراد الله، وشاء.
سأرحل وإياكم مع كل إشراقة مداخلة إلى مكنون الضاد، وما تمّ تأويله وتفسيره من القرآن.
ناهيكم أن الأرواح لواقح لو تعلمون
فـاتخذوا على جوانب صفحتي مقاعد
إن كنتم إِيّاها ترقبون.
تحياتي.

علي قسورة الإبراهيمي









 


آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-07-11 في 09:48.
رد مع اقتباس
قديم 2012-10-22, 02:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

يا أهل المنتدى، فأنتم بحق مثال عمل الصدى.
فهذه بكورة ما أنا اريد تقديمه.
وكما يقال: فإن الخير والنجاح في التبكير.
وإليكم .. فهاؤمُ .. اقرؤوا ..
.....
قال لي حسين ــ عليه من الله شآبيب الرحمة والغفران :
ما الفرق بين " ما أشوقني له " و" ما أشوقني إليه "
وكذلك ما الفرق بين " ما أحب قسورة لسعيدٍ" و " ما أحب قسورةَ الى سعيدٍ".
فقدحت زناد افكاري، وصرتُ أبحثُ في ذهني وأُداري.. ولكن الجوابَ كان صمتًا.
فرمقني بنظرة عتاب مغلفة بغيظٍ ثم قال:
. فـ " ما أشوقني له " معناه أنني في شوق له و لكن " ما أشوقني إليه " معناه هو الذي في شوق إليّ.
وكذلك " " ما أحب قسورة لسعيدٍ "إذا كان قسورة يحب سعيدًا
و" ما أحب قسورةَ الى سعيدٍ " إذا كان سعيدٌ يحب قسورة.
ثم قال لي:
نستنتج من ذلك أننا نأتي باللام " لِـ " إذا كان المتعجب منه فاعلاً، ونأتي بـ " إلى " إذا كان المتعجب منه مفعولاً.
وعلى هذا المنوال كانت تلك الحلقات وتلك الدروس مع ذلك الذي يدعى "حسين "
والويل ثم الويل .. إن أنا لم استوعب أو لم احفظ ما يُتلى عليّ.
ومع " عذاب "آخر من حلقات حسين إن شاء الله
تحياتي.









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-22, 11:01   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

كم اتذكره، ولا أنا عن ذكراه من الساهين
مرة قرأ عليّ قوله تعالى:
(( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير))
ثم طلب مني كتابتها.
وقال ما قولك في " أن يعفون " ؟ وماذا ترى؟
نظرتُ مليًّا وجليًّا
فكانتِ الغرابة مني بمكانٍ .. حين نظرت، وظننتُ أن " أن يعفون " وقد تعلمتُ سابقا أن :
أن : حرف نصب يبنى على السكون، ينصب الفعل المضارع.
وإن كان الفعل " يعفون " من الافعال الخمسة، فلابد أن تكون علامة نصبه حذف النون من آخره.
فبادرني حسين. ألا َترى أنّ النون لا تزال باقية. فكيف تبقى النون في الفعل المضارع المنصوب "يعفون
فعجزتُ عن الرد، ولم أعرف من الآية الكريمة القصد.
عندها قال لي:
ليتك تقول لي عمن تتكلم عنه الآية الكريمة؟
فقلت : لا شك أنها تتكلم عن النساء وطلاقهن .
فقال حسين:
إذن قد فض الاشكال.
فالنون هنا هي نون النسوة
لهذا فإن الفعل " يعفون " ما هو إلاّ فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب بأن المصدرية الناصبة.
إذن فالنون : نون النسوة، ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
ونستنتج من ذلك أن هناك فرق بين نون الثبوت، والنون النسوة.
والواو ليست واو الجماعة ، إنما هي واو الفعل.
وتقدير ما جاء الآية .. تعفو النساء وتسامح.
وبهذا فض الاشكال ، وعُرف معنى ما جاء في القرآن.
ولي عودة إن شاء الله.
تحياتي.









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-22, 17:08   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

سألني حسين ــ رحمه الله ــ مرة. ما حكم المعطوف على اسم الحرف المشبه بالفعل؟
فتشجعتُ وكأنني على ثقة كبيرة من نفسي، وأجبتُ:
حكم المعطوف على اسم الحرف المشبه بالفعل هو النصب سواء أ كان العطف قبل مجيء الخبر نحو:
إنّ الشتمَ والسبّ محرّمان، أم بعده نحو: إنّ الشتمَ محرمٌ والسبَّ.
فتبسم ــ رحمه الله ــ لثقتي بنفسي. ثم قال لي: صدقت، فيما قلتَ. ولكنه يجوز مع النصب وجهٌ آخر وهو الرفع.
فقطبتُ جبيني، وقلتُ له أنّى يكون ذلك؟!
فأجاب بنوعٍ من الثقة التامة، وقال: يكون الرفع بشرطين:
أحدهما: عند استكمال الخبر.
والثاني: أن يكونَ الحرف المشبه بالفعل ( إنّ، أو إنّ، أو لكنّ) مثل:
ــ إنّ التقاعسَ ممنوعٌ والتكاسلُ
ــ أعجبني أن سعيدًا حاضرٌ ونبيلٌ والعمال مشتغلون لكنّ ربَّ العمل غائب ومراقبُ العمال.
وحتى أبرهنُ لك على ذلك فالشاعر العربي يقول:
فمن يكُ لم يُنجب أبوه وأمّه ** فإنّ لنا الأم النجيبةَ والأبُ.
وإذا لم تقتنع فهاك هذا البيت من الشعر قاله شاعر من العرب الأقحاح:
وما قصّرتُ بي في التسامي خؤولة ** ولكن عمي الطيب الاصل والخالُ
وبدأ في شرح ذلك معلّلاً حين قال:
إنّ المرفوعَ بعد العاطف في مثل هذه الحالات، إن هو إلاّ مبتدأ حُذف خبره. أو هو معطوف على ضمير الرفع المستتر في الخبر، وذلك إن كان بين الخبر والمعطوف فاصل. وهذان الإعرابان جائزان في الشاهدين الأخيرين لأن المرفوع بعد حرف العطف مفصول بينه وبين الخبر.
وعلى الاعراب الأول يكون تقدير الخبر المحذوف في الشاهد الأول: لنا، وجملة ( لنا الاب) معطوفة على جملة ( لنا الأم النجيبة).
كما يكون تقديره في الشاهد الثاني: "الطيب الاصل"، وجملة (الخال الطيب الاصل) معطوفة على جملة ( لكن عمي الطيب الاصل)
وعلى الإعراب الثاني يكون العطف عطف مفرد على مفرد.
وعليه يقودنا الكلام الى تأمل ما جاء في قوله تعالى، والحكم عليه. يقول جلّ من قائلٍ:
(( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
وكَدليلٍ وبرهانٍ على أن العرب يقولون بذلك .. أسوق ما قاله ضابئ بن الحارث البرجمي، حيث يقول:
ومن يكُ أمسى بالمدينة رحلهُ ** فإني وقيار بها لغريبُ
وعليه فإنّ الاسمَ المرفوعَ في هذه الشواهد إمّا هو مبتدأ حُذف خبره، فهو مع خبره جملة معترضة بين اسم الحرف المشبه بالفعل وخبره، وإمّا مبتدأ خبره المذكور بعده، فيكون خبر الحرف المشبه بالفعل هو المحذوف وتكون جملة المبتدأ وخبره معطوفة على جملة الحرف المشبه بالفعل واسمه وخبره.
وعليه فإن ما جاء في الآية الكريمة.. أن التقدير فيها: " والصابئون كذلك "
وكذلك قول الشاعر البرجمي ، فالتقدير فيه : " وقيار غريب "
كما يقودنا الكلام للبرهنة على أن ما جاء بين طيات الآية الكريمة ألا تعارض فيه مع ما جاء في كلام العرب الاقحاح.
وهذا ردٌّ بليغ على الذين في قلوبهم زيغ، والذين لا هم سوى تخطئة القرآن الكريم.
فتعالى الله عما يقولون علوًّا كبير.
ثم أنتهى الدرس. ولكم أن تحكموا
تحياتي.









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-23, 07:10   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على العرض










آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-13 في 14:24.
رد مع اقتباس
قديم 2019-04-13, 14:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجليس الصلح مشاهدة المشاركة
شكرا على العرض




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجليس الصالح/ أيها الأخ الفاضل.

بادئ ذي بدءٍ
أعتذر إليك عن كل هذه المدة ولم أرد على تعليقك القيم.
وأقول للرجل الفاضل.
لا شكر على واجب
وإن شاء الله
أكمل ما بدأته
تحياتي يا فاضل










رد مع اقتباس
قديم 2019-04-13, 14:29   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



يا أصحاب المنتدى، ليتكم تمدّون لي يدا.
وقبل أن أواصل خواطري .. ذروني أحييكم بتحية الاسلام.. فأقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرة أخرى، ومرات تترى
في يوم ما طلب مني حسين ــ رحمه الله ــ أن اقرأ على سمعه سورة الأنفال .. فقلتُ في نفسي ماذا يريد بذلك؟
وبدأتُ في السرد وأنا وجلٌ خشية أن ألحنَ في بعض كلمات السورة .
وما إن وصلت إلى هذه الآية الكريمة:
((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير))
فإذا به يقول لي حسبك!.. ليتك تكتب الآية التي توقفتَ عندها.
ثم ليتك تؤشر بالاحمر على كلٍّ من :
1 ــ تكون فتنة
2 ــ يكون الدين كله لله.
ثم أخبرني عن عمل" كان" وأخواتها.
فقلت:
إن " كان " وأخواتها هي أفعال ناقصة تدخل على المبتدأ والخبر، فترفع الأول ويسمى اسمها وتنصب الثاني ويسمى خبرها.
فتبسم قائلا أحسنت يا فتى.. ولكن أخبرني
فهل " فتنة " اسم " تكون " ؟ وإن كانت كذلك أين الخبر؟
عندها كانت الطامة .. ولم أدرِ ما اقول، وتعلثم لساني، وانقبض جناني.
ثم أن في هذه الأمور فمن الاحسن هو الصمت، حتى لا يضيع الوقت.
عندها قال لي رحمه الله :
ليتك تتأمل جيدًا أن في هذه الحالة فـ " تكون" ليست من الأفعال الناقصة، بل هي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى ، وعلامة نصبه الفتحة، وهو هنا بمعنى " تحدث " إذًا هو فعل تام
و " فتنةٌ " هنا : فاعل مرفوع للفعل التام " تكون " وعلامة رفعه تنوين الضم.
وتقدير كلام الآية الكريمة : " حتى لا تحدث فتنةٌ "
لأن هناك قاعدة تقول : ( تأتي "كان" تامة، إذا كانت بمعنى : " حدث، أو وجد، أو ثبت ..." )
وهي هنا في هذه الآية كذلك.
ثم سألني .. وهل في " يكون الدين كله لله
ينطبق ما تكلمناه سابقًا، على " يكون" هذه؟
ولو كان كذلك ما إعرابُ، أو ما موقع الإعراب للجار والمجرور " للهِ
وكالعادة أحتار جناني، وخرس لساني.
عندها قال حسين:
إذا قلنا: " يكون الدين " وسكتنا فلا محالة أن المعنى لا يتم هنا، لأن هناك بعض النقص، وهناك حاجة ماسة للإخبار: إذًا أن "يكون " فعل ناقص.
وعليه أن:
يكون: فعل مضارع ناقص وهو معطوف على ما قبله منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
الدين: اسم " يكون " مرفوع وعلامة رفعه الضمة
لله : جار ومجرور متعلقان بخبر " يكون " المحذوف
وهنا لم ادرِ ما اقول.
وسكتُ ..والسكوت في مثل هذه المواقف نعمة.
ولي معكم عودة .. مع تلك الجلسات.
إذا أراد الله

تحياتي.









آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-13 في 14:37.
رد مع اقتباس
قديم 2019-04-13, 14:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


يا رواد " منتدى الجلفة " الكريمات وكذلك الكرام، أ لم أقل إن النفسَ تُحنُّ لكم وإلى مجالستكم بالادب على الدوام
وهاأنذ أتيتُ. فاسمعوا مني علا شأنكم، وسما شأوكم.
قال لي حسين ــ رحمه الله ــ مرّةً : هل تتذوق الشعرَ وتدرك معناه؟
فأجبته : اتذوق من الاشعار التي تسلب اللب، وتدخل القلب.
فبادرني قائلاً:
إذًا إليك ما أريدُ أن أشنّفَ به سمعك..وليتك تكتب ما أمليه، وتؤشر على بعض المفردات.. ليسهل لنا تدارسها.
ثم سكتَ هنينة وكأنه يتذكر شيئا وانشدني:
ففي بطنِ العجوزِ أقام كلبٌ ** فدامت وهي تحمله سنينا
وكم متعففٍ يُجفَى ويُهجى ** وكم متجمِّلٍ قد عُدّ شينا
وصومٍ إن تخلّل مَن نواهُ ** نهارًا لم يكن في الصائمينا.

فهمهمت.. هذه مصيبة أخرى.
وهالني ما سمعت، واستبدت بي الحيرة والهول، ولم أدرِ ما أقول.
قال حسين دعنا نتأمل مليًّا في المفردات المؤشر عليها بالأحمر لنعرف معناها، ومغزاها.
فما رأيك في الكلمتين من البيت الاول : ( العجوز، وكلب )
قلتُ سأرفع رايتي، وأعلن عدم معرفتي.
عندها بدأ في البيان والشرح، وقال:
فـ " العجوز" هنا هي ما يطلق عليها قبيعة السيف، أي ما يوجد على طرف مقبض السيف، سواء كان من فضةٍ أو معدن آخر.
أما " الكلب " فهو المسمار الذي يوجد في ذلك المقبض.
وإن شئت اقرأ قول أحد الشعراء:
وعجوزٍ رأيتُ في فم كلبٍ ** جُعل الكلب للأمير جَمالا
أما ما جاء في البيت الثاني إذا نظرنا إلى كلٍّ من: ( متعفف، ومتجمل)
فـ " متعفف": فالقصد منه الذي يشرب العُفافة وهي ما بقي في الضرع من اللبن.
و" متجمّل": هو الذي يأكل الجميل، أي يأكل الشحم المُذاب.
وهنا وكأن البيت يصفهما بالبخل أو الشره.
أما البيت الثالث:
فإن الذي يدعو الى الحيرة فهي كلمة ( تخلّل) ففيها الاستغراب، ومع شرح ذلك يكون فصل الخطاب..
ولكن إذا عرف المعنى والسبب، فلا محالة سيبطل العجب.
و" تخلّل ": هنا فالقصد منها أكل أو شرب الخل.. فبطبيعة الحال من أكل أو شرب الخل نهارًا في رمضان لم يكن من الصائمين.
ثم سكت حسين وسكتُ، ولكن فغرتُ فمي ما سمعتُ.
وهكذا الحال.
والى اللقاء في جلسة أخرى.. إن أذن الله.
تحياتي.









آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-13 في 14:43.
رد مع اقتباس
قديم 2019-04-14, 10:02   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



أحبّتي، وخلاّني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومع تلك الحلقات.
يولد الحنين حكايا قد أزهرت بين حنايا الفؤاد، فيشتعل فتيل العتاب واللوم أنني كنتُ عن تلك الدروس حانقًا.
وحين أغفو أشعر بوجعٍ وكأنه سمردي لما فرطتُ فيما كان يفعله حسين معي.
فأقول:
ليتني .. ليتني اجتهدت فيما يُلقى عليّ من شهد الضاد..
يؤنبني الحاضر قائلاً بلسان الحال:
هيهات ! هيهات فإنّ الذي قد ولّى فلن يعودَ.
مرة طلب مني حسين ــ عليه من الله شآبيب الرحمة والغفران ــ أن أكتبَ من القرآن الكريم ما يلي:
((وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور))
ثم أتبع ذلك بهذه الآية إملاءً:
((ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون))
ثم سألني:
ما رأيك في كلمتي: (( لِيقضي)) و ((ليقض))؟
وما سبب اختلاف كتابتهما؟
وكالعادة كان الجواب صمتًا.
فما كان من حسين أنه عاتبني.. أنني لم أنتبه لما يلقيه عليّ من دروسٍ.
ثم قال:
لو نتأمل إلى سياق الآتين الكريمتين نجد أن مابين الكلمتين لفرقٌ شاسعٌ، وبونٌ واسعٌ.
فـ " ليقضي"
نجد أن الفعل " يقضي " إن هو إلا فعلٌ مضارع منصوبٌ بأن مضمرة جوازًا بعد لام التعليل، وبعض أهل العلم يسمونه " لام كي كذلك. "
بينما " يقض".
نجد أن الفعل " يقض" إنْ هو إلاّ فعل مضارعٌ مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلّة.
وهنا لام الأمر في هذه الآية الكريمة يفيد الدعاء.
ولكي نفرق بين لام التعليل ولام الأمر.
فلام التعليل ينصب الفعل المضارع، ولام الامر يجزم الفعل المضارع.
وكذلك فالفرق بينهما.. نقول: إذا كانت اللام للتعليل فهي لام كي، لا تسمى أمرا، وإذا كانت لغير التعليل وأفادت الطلب فهي لام الأمر.
وكذلك ما يفرّق بينهماأكثر. فهناك الفرق اللفظي بينهما : فإن وقعت اللام ساكنة بعد ثم، والواو، والفاء، فهي لام الأمر.
مثل :
((لِينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلْينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا)).
وها هي بعض آيات من الذكر الحكيم نجد فيها لام التعليل:
((وأنزلنا إليك الذكر لِتبينَ للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون))
(( قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لِنسلمَ لرب العالمين ))
((وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال))
(( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين))
وها هي كذلك بعض آيات القرآن الكريم تشير إلى لام الامر:
((قل من كان في الضلالة فلْيمددْ له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ))
((فلْيضحكوا قليلا ولْيبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ))
((وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولْنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ))
(( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلْيفرحوا هو خير مما يجمعون))
(( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فلْيمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلْينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ))
والمتأمل في الآيات البينات من الذكر الحكيم، يكتشف الفرق بين لام التعليل،ولام الأمر، ومدى مدلول كلٍّ منهما.
وهنا لم أجد بما أردّ به على حسين ذلك.
نلتقي معه في حلقة أخرى إذا أذن الله.
تحياتي.









رد مع اقتباس
قديم 2019-04-22, 21:16   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



سلام من الله يغشاكم.
كم اتذكرك.. وأنّى لي الذكرى.
أناديك في كل نص أدبي جميل. فينبلج ضياء بيان الضاد، من بعد ما مسها من رطنات العجمةَ، وعامية اللهجات وقد ادمن عليها بنو يعرب
أولئك الذين استبدلوا ما هو خير بما هو أدنى، وكذلك يفعلون.
وحين يصدح الفصيح بهجة بألحان الحبور.. أن حيّ على لغة العرب. أناديك في بلاغة سحبان، وقريض المتنبي سحر قس بن سعادة.
ومع ذلك لا شيء هناك من مجيب، ولا حتى رجع الصدى.. فأعود القهقرى بذاكرتي وذلك خوفً من النسيان.
وبعد تنهيدة .. أقول:
سقاها الله من أيام! ما أجملها!.. رغم ما مسني فيها من لغوب نتيجة تلك الحلقات.
في إحدى الأيام قال لي حسين ــ رحمه الله ..
هناك اسم من اسماء الاستفهام كنّا قد درسناه هو " أنّى "
فقد ورد في القرآن الكريم ذلك الاسم على عدة معانٍ.
ولك أن تقرأ ما يلي :
(( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون))
ولو تألمنا في كلمة " أنّى " نجدها هنا جاءت بمعنى " كيف " فهي على الحالية في محل نصب .. أي بمعنى .. أخزاهم الله كيف ينصرفون عن الحق بعد وضوح الدلالة على وحدانية الله عز وجل.
أما إذا تأملنا في هذه الآية الكريمة :
((فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب))
والمتأمل الى كلمة " أنى" في هذه الآية يجدها أنها أتت بمعنى " من أين لك " جعلت هنا ظرفًا مكانيًّا. إذا أن " أنّى " هنا اسم استفهام مبني على السكون على الظرفية المكانية.
ولو مررنا الى هذه الآية الكريمة:
((أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ))
ففي هذه الحالة نجد أنّ " أنّى " جاءت بمعنى " متى " وهي ظرف زمان.
أي متى يحييها.. وتحتمل أن تكون بمعنى كيف.
لأجل ذلك لو نتأمل هذه الآية:
(( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ))
لوجدنا أن كل معاني " أنى " المذكورة سابقا قد جاءت في سياق الآية وهي : ( كيف، ومتى، ومن أين)
بمعنى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم ( كيف، ومن أين، ومتى ) شئتم .. بشرط أن يكون مكان الحرث الذي يزرع فيه وينبتُ منه.
وحتى نكون على بينة من ذلك .. أن العرب يعرفون معاني الحرث والزرع في هذا الشأن..
يقودنا هذا أنه.. فتشبيه النساء بالحرثِ هو تشبيهُ لطيفُ.. كما أن تشبيه النسل بالزرع هو غاية في الحسن والجمال .. حيث نجد ذلك في قول أبي طالب وهو يخطب السيدة خديجة ــ رضي الله عنها ــ من عمها لابن أخيه النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ إذ جاء في كلامه:
"الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل.. "
كما أن الشاعر العربي قال موضحًا ذلك ما يلي:
إنما الأرحام أر ضون لنا محترثات ** فعلينا الزرع فيها وعلى الله النبات.
لأجل ذلك نجد " أنّى " في هذه الآية هي أعم واشمل من ( كيف، ومن أين، ومتى).
وكالعادة احترتُ ماذا اقول.
وإلى اللقاء، إن كان لنا في هذه الدنيا بقاء.
تحياتي.









رد مع اقتباس
قديم 2019-04-28, 21:33   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



إلى ذلك العَلم الذي لم ينطق فمه إلاّ بالعلم قبيل اغمضة جفن.
حين أنار بعلمه أضواء الأروقة المعتمة ونحن في تلك الهجرة السرمدية.
دروس تسلقت شفاهه ثم نقشت على مكنون أعماقنا.
بلغنا شوطًا كبيرًا بإتقان عربيّتِنا، وحافظنا على أصالتنا.
رغم شقوة السنين.
بحيث كنا للضاد من المقربين، وإلى نطقها من المبتغين.
ولم نبغِ عنها حولا.
فإلى ذلك الشامخ أقول .. رحمة الله عليك يا حسين.
اتذكره يومًا أنه ناولني ورقة قد كُتِب عليها ما يلي شعرًا:
1ـــ وزوجٍ في الثرى يُلهي بهيج ** وزوجٍ قد علا للظاعنينا
2ـــ وجبارٍ بمدحِ نبيّنا قد ** علا وتراه يحيي الكافرينا
ولكن الذي استغربه لحد الساعة من أين يأتي بتلك الاشعار؟!
ولكن لا علينا.
طلب مني معرفة وشرح بعض مفردات البيتين بعد أن أشّر على ما يودّ شرحه.
وكالعادة لم أنبس ببنت شفة، وأنّى لي أن أشرحَ له ما صعُب عليّ فهمه.
عندها رمقني بنظرة فيها من العتاب ما فيها.. وقال لي:
فلو نتمعن في البيت الاول مليًّا وجليًّا .. فإننا نلمح الذي صعب علينا فهمه، هما مفردتا ( الزوج)
فالزوج الأول : من قوله عز وجلّ (( وأنبتنا من كل زوجٍ بهيج))
أما الزوج الثاني : فهو ثوب من الصوف يطرحُ على الهودج.
قال لبيدٌ:
شاقتك ظعنُ الحيّ يوم تحمّلوا ** فتكنّسوا قطنًا تصرّ خيامُها
من كل محفوفٍ يظلّ عصيّهُ ** زوجٌ عليه كلّةٌ وقرامُها

أما البيت الثاني فلو نظرنا مليّا نجد أن كلمة ( جبار) فإنّ أرباب اللغة والبيان قالوا:
أن معناه النخل الطويل، وقد مدح رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حين قال:
(( نعم المال النخل الراسخاتُ في الوحل المطعمات في المحل)).
أما كلمة ( الكافرين) فإن أرباب وأصحاب ذلك " الجبار" فإنهم يعيشون مما يجنونه من ذلك النخل، وقد قال جلّ في علاه: (( كمثل غيثٍ أعجب الكفّار نباته)) وهم زرّاع النبات . وقد سموا (كفّارًا)؛ لأنهم يسترون البذور تحت التراب.
و(الكفر) لغويّا معناه الستر.
فالشاعر العربي قال:
هل تعرف الدار بأعلى ذي الفور ** قد درست غير رماد مكفور
أي مستور. ورجلٌ كافرٌ: معناه رجلٌ جاحدٌ لنعمة الله، وذلك مشتق من الستر، وقد ذهب فقهاء اللغة : أنه سميّ بذلك لأَنه مغطًّى على قلبه، وما فيه.
وكم اتمنى أن يكون فهمك قد استوعب ما جاء به الشعر.
وما قال بنو يعرب.
فكان السكوت أحسن.









آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-28 في 21:33.
رد مع اقتباس
قديم 2019-04-28, 21:54   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الفاضل، علي قسّورة الإبراهيمي



سعيدة بإحيائك لنبض هذه الصّفحة القيِّمة بمحتواها..
في المتابعة إن شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2019-04-29, 18:51   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمْـتْــــ~ مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الفاضل، علي قسّورة الإبراهيمي



سعيدة بإحيائك لنبض هذه الصّفحة القيِّمة بمحتواها..
في المتابعة إن شاء الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الفاضلة صمتـ. / مسؤولة الإعلام والتنظيم بمنتدانا الموقر.
أشكر لكِ مروركِ على متصفحي، وكذلك سرّني تعليقكِ القيّم، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن.
تحياتي يا فاضلة










رد مع اقتباس
قديم 2019-04-29, 18:56   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي





روّاد منتدى الجلفة، يا كرام
أحبتي وخلاّني.
أواصل معكم الكلام.

في يومٍ من الأيام وأنا عائدٌ من الجامعة.
وكالعادة لابد أن أمرّ على حسين رحمه الله ..
وذلك لأخذ الدرس.
وأنا في الطريق هتف في ذهني هاتف
وقلت : سأكون أنا من يسأل ويستفسر. فربما يغضب حسين ويعتقني .. عندما يعجز عن الإجابة لأنه لم يكن محضرًا لها.
ودخلني الزهو والخيلاء.. وأنا أتخيّل حسيناً يتعلثم في الكلام.
وبعد التحية
بادرته:
هناك ما يحيّرني في فهم آية قرآنية.
فنظر إليّ مليّا وقال لي:
هات! ما عندك.. بشرط أن تقرأها عفو الساعة ولا تنظر في المصحف.
فتشجعتُ، وفي ذهني كأنني سوف أكون منتصرًا، ثم قرأت على سمعه:

(( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا))
فما كان من حسين أن قال لي:
وأية غرابة في الآية؟
فقلتُ على رسلك، ليتك تنظر إلى ما يلي:

((وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه))
وخصوصا ((روح منه ))رمقني بنظرة وهو
يدوّر برأسه دورات ودورات..كأنه يريد أن يقول:
أ تريد تعجيزي يا ولد؟
ثم تبسم إبتسامة ُ لم اعرف سببها ثم قال:
عرفتُ قصدك، والذي تريد أن توقعني به هي كلمة " منه " أ ليس كذلك؟
فقلتُ : ذلك الذي أريد.

فقال لي لو فهمت ووعيت ما ألقيتُ عليك من دروس لما أتيت بهذا تريد تعجيزي.
اسمع .. كنا قد قرأنا حرف الجر " من " وقلنا قد تأتي " من " لابتداء الغاية . وتأتي كذلك للتبعيض إن صحّ حذفها واستُعمل " بعض" مكانها .
لأجل ذلك أن بعض نصارى المشرق يريد أن يوهموا الناس ويغالطون حين يقولون بأن:
(( عيسى بعض أو جزء من الله ))
والذي أريد أن أقوله لك أن " من " تستعمل حقّا للتبعيض ولكن ليس في هذا الموقف، أو هذه الآية الكريمة.
فسبحان الله، ومعاذ الله أن يكون له ولد!
وحتى يأتيك البرهان ساطعًا وتتعرف أكثر على بعض معاني " من "
اقرأ معي قوله تعالي دعاء إبراهيم عليه السلام :
(( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون))
فهذه " من " للتبعيض، ولكن بمعنى آخر
فكانت بعض القلوب تحبهم.
وقد قيل : أنه لو دعا اللهَ بدون " من " لجعل جميع الناس يحبون أهل مكة.
والآن اسمع جيدًا.
نقول :
أكلتُ من الطعام. أي جزءًا منه، أو بعضًا منه، لأن " من " للتبعيض ".
لكن لو نقول: سرتُ من الجامعة إلى المنزل.
فهل " من" هنا للتبعيض ؟
فقلتُ: طبعًا لا.
فقال لي ما معناها إذًا؟
فقلت هي لابتداء الغالية.. يعني أن السير كان من الجامعة إلى المنزل.
فقال لي:
وعليه، فإن " وروحٌ منه "
من هنا لابتداء الغاية.
أي أن عيسى عليه السلام ذو روح مبتدأة أو آتية من الله، إثر نفحة ونفخة جبريل في صدر مريم عليها السلام.
والإضافة هنا الى الله؛ إنما هو كتشريف وتكريمٍ ،وليس هو بعض أو جزء من الله كما يقول به النصارى.
وإذا لم تقتنع بأن ذلك لابتداء الغاية.
أحيلك الى قوله تعالى:
(( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير))
من هنا : لابتداء الغاية، أي مبتدأة من المسجد الحرام.. وليس جزء أو بعض المسجد الحرام.
فهل فهمتَ ووعيتَ .. أو تريد منى أزيد.
فما كان مني نهضتُ أجرّ اذيال الخيبة على ما أصابني.
تحياتي.










آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-29 في 19:00.
رد مع اقتباس
قديم 2019-04-30, 09:15   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي




أتذكر حسين ــ رحمه الله ــ مرة.
وأنّى لي سوى الذكرى؟
أنه حاورني عن الجملة في سياق الكلام، وما يكون فيها من التقديم والتأخير في أجزائها.
وبدأ في الكلام بالشرح.. ثم كشف لي ما كتبه من الأمثلة بعد أن كتبه بخطه المغربي الاندلسي.. وقال لي: تأمل ما هو مكتوب .. وما رأيك فيه؟.. وإليك الامثلة:

1ـ أعطى عليُّ سعيدًا نقودًا
2ـ عليٌّ أعطى سعيدًا نقودًا.
3ـ سعيدًا أعطى عليٌّ نقودًا
4ـ نقودًا أعطى عليٌّ سعيدًا.
5ـ سعيدًا نقودًا أعطى عليٌّ
6ـ عليّ سعيدًا أعطى نقودًا
7ـ عليٌّ نقودًا أعطىَ سعيدًا
8ـ عليٌّ سعيدًا نقودًا أعطى
9ـ أعطى سعيدًا نقودًا عليٌّ
10ـ أعطى نقودًاعليٌّ سعيدًا.

وأي الجمل أصح .. أو فيها من بليغ الكلام وفصحيه؟
أحتار عقلي .. بعدما قرأت .. فكان كل ما قرأت وكأنه طلاسم.
عندها نهرني وقال لي:
كل الجمل صحيحة وبالبليغ فصيحة.
وإليك الشرح بإسهاب:

1ـ أعطى عليُّ سعيدًا نقودًا.
هذا تعبيرٌ لكلامٍ ابتدائيٍّ يقال والمخاطب خالي الذهن وكل جزئياته مجهولة للمخاطب فكأنه إجابةٌ لمن سأل:
ماذا حدث؟
2ـ عليٌّ أعطى سعيدًا نقودًا.
تُقال هذهِ الجملة إذا كان المخاطبَ يعلمُ أنّ شخصًا ما أعطى سعيدًا نقودًا. ولكن لا يعلمه، أو كان يظنّ أنه غير عليّ. فيصحح له هذا الوهم، فكأنه جوابٌ عن سؤالٍ: من أعطى سعيدًا نقودًا. ؟
3ـ سعيدًا أعطى عليٌّ نقودًا
كما يقال هذا السياق التعبيري إذا كان المخاطبَ يعلمُ أنّ عليّا أعطى شخصًا ما ولكنه لا يعلم هذا الشخص الذي أعطاه عليّ، أو كان يظن أنه غير سعيدٍ، فيقال له هذا التعبير. فكأنه جوابٌ عن سؤالٍ:
من أعطى عليٌّ نقودًا ؟ أو بتعبيرٍ آخر: منِ الذي أعطاه عليٌّ نقودًا؟
4ـ نقودًا أعطى عليٌّ سعيدًا.
وهذه الجملة تُقال إذا كان المخاطبَ يعلمُ أنّ عليًّا أعطى سعيدًا شيئًا ما ولكنه لا يعلم هذا الشيء أو كان يظنه أكلاً أو شيئًا آخرمثلاً، فيصحح له هذا الوهم. وكأنه جوابٌ عن سؤالٍ:
ماذا أعطى عليٌّ سعيدًا ؟
5ـ سعيدًا نقودًا أعطى عليٌّ
أما هذا التعبير يقال إذا كان المخاطبَ يعلمُ أنّ عليًّا أعطى شخصًا ما شيئًا ما ولكنه يجهل الشخص وما أعطاه، فيقال له هذا التعبير لإيضاح وبيان ما يجهله. وكأن هذا التعبير جواب عن سؤالٍ:
من أعطى عليٌّ؟ وماذا أعطاه؟
أو بتعبيرٍ آخر:
منِ الذي أعطاه عليّ، وماذا أعطاه؟
6ـ عليّ سعيدًا أعطى نقودًا
وكذلك يقال هذا التعبير إذا كان المخاطبَ يعلمُ أنّ شخصًا ما أعطى آخر نقودًا، ولكن لا يعلم المعطِي ولا المعطَى له، فكأنه جوابٌ عن سؤال:
من الذي أعطى نقودًا، ومنِ المعطى له؟
7ـ عليٌّ نقودًا أعطىَ سعيدًا
وهذا التعبير يقال إذا كان المخاطبَ يعلمُ أنّ شخصًا ما أعطى سعيدًا شيئًا ما، ولكن لا يعلم المعطِي ولا ماذا أعطى، فكأنه جوابٌ عن سؤال:
من أعطى سعيدًا؟ وماذا أعطاه؟
8ـ عليٌّ سعيدًا نقودًا أعطى
يقال هذا التعبير إذا كان المخاطبَ يعلمُ أنّ شخصًا ما أعطى َ آخر شيئًا ما، ولكنه لا يعلم المعطِي ولا المعطَى له، ولا ماذا أعطاه، فكأنه جوابٌ عن سؤال:
منِ المعطِي، ومن المعطَى له؟ وماذا أعطاه؟
9ـ أعطى سعيدًا نقودًا عليٌّ
هنا قُدّم المفعولان (سعيدًا ونقودًا) على الفاعل ( عليّ) لأهميتهما، ذلك أنّ الفاعل عليّ من شأنه أن يعطي فلا غرابة في الإخبار عن ذلك. ولكن الغريب أن يعطي سعيد نقودًا، فالغرابة في الشخص الذي أعطاه، وفي الشيء الذي أعطى أياه. فإنّ عليًّا لا يعطي زيدًا من جهة ولا يعطي نقودًا من جهة أخرى، ولكن هذه المرة أعطى سعيدًا، واعطاه نقودًا. فقدّم الهذين الشيئين لأهميتهما.
10ـ أعطى نقودًاعليٌّ سعيدًا.
يقال هذا التعبير إذا كان من شأن علي أن يعطي سعيدًا ولكن الاهتمام وقع على ذكر النقود، لأن من شأن عليّ ألاّ يعطي سعيدًا نقودًا فإن سعيدًا ليست به حاجة إلى النقود، ولكن هذه المرة أعطاه نقودًا.
وهكذا تترتب الأهمية في الفهم والتعبير، حسب التقديم والتأخير.
فكنت ـ كالعادة ـ أحتار ما أقول.
وهكذا كنت أعاني الذي أعاني مع ذلك الحسين.
والى اللقاء مع " عذابٍ " أخر نتيجة تلك الدروس.











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
"حسين", ميراث, القرآن, حلقات, والضاد.

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc