و الكارثة الأكبر أختي أمة الرحمن هي في رضى بعض من الشعوب العربية مع رضى الأمريكان و الإسرائيليين على هته السياسة المنافقة التي يتبعها هذا الأمير ... فكثير من المدوخين بقناة الجزيرة المروجة للسياسة القطرية أصبحوا يدافعون على سياسة التطبيع التي تمارسها قطر و الجزيرة و إبتلعوا طعم هته السياسة الصهيونية .. فبعد أن كان المواطن العربي مقتنعا بوجوب زوال دولة إسرائيل من الخريطة وتفكيك هذا الكيان الغير شرعي (قبل ظهور الجزيرة) إنخرط مؤخرا المواطن العربي في لعبة السياسة الإسرائيلية و الجزيرة و أصبح يفرح بتقدم الليكود على كديما و بإنهزام ليفني أمام باراك و أصبح لايقلقه زيارة أمير عربي للدولة الصهيونية بل ويعتبرونه بطلا قوميا طالما أنه يقدم المساعدات الغذائية و الغاز مجانا لقطاع غزة و لاتقلقهم القواعد العسكرية الأمريكية على أراض عربية تحمي أمن إسرائيل و تنطلق منها المقاتلات لدك بلد عربي شقيق في مقابل أن هذه الدولة توفر الحماية لمشايخ طرق يتهجمون على بلدانهم و يصفونها بالعميلة للغرب و للولايات المتحدة ... عندما يعتبر المواطن العربي أن دولة تشكل حلف محوري وتقليدي مع إسرائيل و تشكل ضلعا في حلف الناتو أنها دولة حليفة وينظر إليها كموديل يحتذى به لأنها أرسلت مساعدات غذائية لقطاع غزة المحاصر من إسرائيل الحليفة فهنا الكارثة و الطامة الحقيقية ... عندما تقزم القضية الفليسطينية و تحصر في قطاع غزة و يصبح الصراع الفليسطيني الإسرائيلي صراع وقود لا صراع وجود و مايحتاجه الفليسطيني من العرب هو البطانيات و السلع الغذائية بدل موقف رافض رفضا مبدئيا لوجود دولة إسمها إسرائيل فهنا تكمن الكارثة الحقيقية ... لقد صُهيٍن العقل العربي و المواطن العربي بدفع من إعلام هته الدولة المطبعة و التي تحمل باقي العرب على التطبيع شعبيا لا سياسيا ... لقد نجحت قطر فعلا فيما عجز عنه باقي المطبعين و فيما عجزت عنه السياسات السابقة للكيان الصهيوني في إحتواء العرب ... المواطن العربي اليوم سعيد جدا بتغطية القناة التي تبين بشاعة الهجمات الإسرائيلية ورعونة سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة و يتابع بشغف قدوم حكومة إسرائيلية متزنة بسياسة أكثر ليونة تمكن المساعدات التركية و القطرية من الوصول لقطاع غزة لإعادة بعث الدفئ في العلاقات و إعادة فتح السفارات ... إسرائيل بفضل قطر و الجزيرة أضحت واقعا عربيا و علينا تقبله و مطالب الشعوب العربية إنحصرت في تحسين المستوى المعيشي و تحسين النظام السياسي ... و حرب الشعوب العربية المصيرية ليست مع إسرائيل بل مع حكامها ومع إيران و المقاومة لم تعد قطيعة سياسية و تمويل للحركات التحررية بل سفن إغاثة لقطاع غزة بها حليب أطفال و بطانيات .