بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد خلقك وزينة عرشك ومداد كلماتك يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
اليوم حكايتنا حكاية فيل أبصر مزارعا مملوءة بالمحاصيل فأغتر بنفسه وأعتقد أن ليس له مثيل ، عاد أحبائه وسار بيوم حر فوق الرمال رغم أن وزنه ثقيل ، فغاصت قدماه إلى الركب فارتعب وقال مال ولهذا الطريق الطويل ، سال العرق على جلده وكثر الذباب على جسمه فغطت أنفه وعيناه فتمنى لو كان جسمه هزيل ، ولمحاسن الصدف رآه فأر فظن انه قتيل ، لكن سرعان ما اتضح الأمر فأسرع لنجدته ولم يحسب لفزعه ولا لشيء من هذا القبيل ، وصل إليه فقال مالك أيها الضخم لا تتحرك أم دفعك غرورك لتكون ذليل ، ذرفت دموعه خوفا من دخول الفأر بخرطومه وقال أرجوك لا تدخل بخرطومي فوق هذا الكثيب المهيل،فأضطرب وأصبح مريضا وعليل ، أشار الفار إليه بأن لا تخف فالرمال سطحية ولن تزيد غوصا مهما كنت ثقيل ، اتبع الفيل إرشادات الفأر وما أشار عليه حتى لا يكون قتيل وبدأ بإبعاد الرمال بالغوص تارة وتارة إخراجه فمه ولو بالشيء القليل وخلال هذه الأثناء هبت ريح قوية فأزاحت الكثبان من على أقدامه فهرول مسرعا وكأنه بطل وليس له مثيل ، ناداه الفأر ، يا فيل يا فيل مالك تجري فالطريق أمامك مسدودة ولن تصل إلى تلك المزارع فالطريق خطيرة ومملوءة بالأهاويل ، ارجع فإني سأهديك إلى طريق مختصر أو أحسن الوصف والسبيل لكن الفيل إستمر بظنه أنه فائز ولن يكون أمامه أي عراقيل ، تركه الفأر ولم يلحق به فغابت حيلته لأنه لم يفهم الشرح والتحليل.
بعده رجع وسكن الغابة واتخذ لنفسه مأوى و ارتفع شأنه بين العائلة ولم يصبح ذليل ، وتباهى بنجاته من الرمال ونسى مساعدة حيوان صغير إسمه فأر كان جسمه هزيل وشوه صورته بين الناس حتى يحتقر وقال فيه كل قول رذيل،
عاش الفيل دهرا وهو سعيد وينشر بين الحيوانات الأباطيل وفي كل يوم يحكي حكاية تشوه صورة الفأر ويروي الأساطيل، وذات يوم جاء الفأر للغابة
منزعج وقلبه منكسر مما وصله من أقاويل وذهب إلى الفيل مباشرة وهو لا ينوى لشأنه إلا التقليل ، لكنه تدارك الخطأ الذي سيرتكبه فغير الخطة وقال لابد لي من دليل ، وعندما وصل إليه ناداه يا فيل يا فيل تعالى غدا ظهرا أنت و أحبائك من الحيوانات وقبل أن يحل الليل لأقص حكايات من
عهد قابيل وهابيل ولم تسمع بها من قبل أنت ولا أبائك يا من لأسلافه مثيل ، قبل الفيل الدعوة وفي يوم الغد جاء ومعه الكثير من الحيوانات وكل من له خليل ، وقف الفأر على جميزة (جذع شجرة مقصوصة )وقال:
أيها الجمع أنا أقل حيوان فيكم شأنا أليس هذا ماروه صديقكم الفيل ، قال الجميع نعم وإنك منبوذ وليس لك خليل ، قال لهم اسمعوا ليس لشأني مجال حديث ولا أقول إلا الحق وعندي الدليل ، تكلم الجميع هات ما عندك وانصرف حتى لا تعصر كالمنديل فأنت ليس لك مقام بيننا فأنت عميل ، قال ماذا قلتم ، أهذا جزاء من يسعى لفعل الخير ويرجو أن يعم الخير ولم يترك صاحبكم الفيل بالرمال قتيل ، إذا سأوضح المعنى بلغة يفهمها كل من اغتر بنفسه وداس على ضعاف الخلق مثلي ولم يرعى لا مبدءا و تعدى حدود رب جليل ، ثم أردف قائلا إن صاحبكم ظالم ومستبد ويكفي الإشارة لزمن كانت له حكاية قد تم رجمه فيها بحجارة من سجيل ،حملتها طير أبابيل ، وإني ماض بفعل الخير حتى أخر قترة من دمي ألم يعجبكم ما قلت أم لفيلكم هذا علم وقوة شرح وتحليل ، قال الفيل أنت لم تفعل شيئا وكل ما سعيت له أن تكبر في أعين الكل و لن أتركك تنجح مهما قدمت من زرع أو سنابيل،قال عندها الفأر ها قد حصحص الحق واعترفت بأنك كنت ماض إلى حقل قمح كان صاحبه من خيرة الخلق لم يترك فقيرا أو محتاجا او عابر سبيل، قال جميع الحيوانات أتعرف يا فأر كنا ننعتك بالجبن وكنا نضنك عديم ولست أصيل ، قال الفأر ألم أقل لكم إن الرمي بالغيب لا يظهر الحقيقة وبذلك تكثر النميمة و يظلم حتى من كان ذا رأي صواب لا خائن ولا عميل .
واجتمع الحيوانات ورفعوا الفأر عاليا وقالوا بصوت واحد أنت فأر لكن الفعل فعل كريم ذا بصيرة ورأي صالح قدم البرهان والدليل أما الفيل صديقنا سيبعد عن الغابة لكذبة ما كان ليرتكبها لو لم يكن مخادعا و لأمته خائنا وكان فعله غير جميل.
نعم أحبتي انتهت قصتنا برفع الفأر الصغير ووضع مقام الفيل لحسن تدبير الأول ولسؤ سلوك الثاني مع أن أمة الحيوان لا تعرف من الجاني ومن القتيل ، ولقد رويت القصة بشكل قافية بقليل من التعليل وهي رواية نسجتها رغم أنني بمزاج سيئ ورجوت من المولى رحمة وعزة ودوام صحة وعافية ورزقا وتوفيقا و صلاة على محمد وآله ومن لم يصلي عليه فهو بخيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2021-05-29, 00:26
***فأر وفيل ***
العرض العادي
