الفنان الفرنسي الشهير
أنريكو ماسياس لا يترك أي فرصة تتاح له إلا ويبدي حبه وتعلقه بقسنطينة الأرض التي ولد بها هو وأهله، وبالجزائر التي يعتبرها بلده.
غاستون غريناسيا الإسم الحقيقي لماسياس، ولد بقسنطينة من أبوين يهوديين سيلفان وسوزان زاوش بتاريخ 1938/12/11 من عائلة فنية عازفان في جوق ريمون ليريس المعروف بالشيخ ريمون، شيخ المالوف بقسطينة، وتربي ماسياس في حظرة الفن
الأندلسي رفقة صديقته سوزي التي
أصبحت زوجته فيما بعد، وكان عازف كمان
بالفرقة الموسيقية.
ولكون شيخ المالوف ريمون من مؤيدي
الجزائر الفرنسية بقسنطينة، أهدرت الثورة
دمه وأغتيل في 1961/6/22 ويدخل
ماسياس في حزن من رحيل أستاذه في فن
المالوف.
وبعد إستقلال الجزائر يغادرها مرغما رفقة
من يطلق عليهم فيما بعد بالأقدام السوداء.
وبوصوله إلى باريس تزوج بحبيبته سوزي
ليريس إبنة معلمه وملهمه شيخ ربمون
في 1963/02/16، ويبدأ رحلته في رحاب
الفن وإلى الشهرة بعد أن تلقفته
الدوائر الفنية الفرنسية، ولكن قلبه معلقا
ببلده قسنطينة.
ويتجلى تعلقه بقسنطينة والجزائر في
أغانيه: في 1964 مستهل مشواره الفني
يغني #غادرت بلدي، #أغنيته الشهيرة
#قسنطينة#،
#Adieu mon pays# وأغاني أخرى مثل
#قلبي لا زال هناك#.
وكان قد صرح هذه السنة أن مغادرة
الجزائر ستبقى جرحا غائرا في قصة حياته،
وأنه بعد أن بلغ من العمر عتيا، يطلب
تحقيق أمنيته قبل أن يموت وهو تمكينه
من زيارة أرض مولده قسنطينة والجزائر.
إن الرجل بغض النظر عن أراءه السياسية
المعروف بتأييده لما يسمي "إسرائيل".
لكن يبدي حبا غير منقطيع النظير إلى
حد الهوس ببلده الجزائر، وكلما يذكر
قسنطينة أو الجزائر يذرف دموعا،
وحرقة الى الوطن الحبيب وشوق
لا يطاق إلى مهد الطفولة أين الذكريات
الجميلة.
فمن وجهة النظر الإنسانية، الرجل يحب
الجزائر ويريد رؤيتها قبل أن يموت، وهو
يبلغ من العمر 85 سنة.
أنقول للذي يبدي حبا للجزائر، لا نريدك،
فهي الأرض التي ولد بها، فليس من
حقه أن يزورها.
الإمارات، دولة عربية ومسلمة أقامت
تطبيعا شاملا مع إسرائيل، وعلاقات
أكثر من حسنة مع الكيان الصهيوني،
بيان وزارتنا للخارجية أكد على عمق
علاقات الجزائر بالإمارات والحرص
على تمتينها.
ماسياس، فرد يحب الجزائر ويقول عنها
أنها بلده، نحرمه عن زيارتها على رأيا
سياسيا أبداه في شبابه.
فهل من سميع مجيب لتحقيق أمنية
ماسياس؟ في زيارة الحزائر قبل أن
يموت، ولما لا إقامته لحفل فني
في قسنطينة أو العاصمة.
بقلم الأستاذ محند زكريني