في إحدى اللقاءات الصحفية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تحسر عن غياب الجزائر الإفريقي وأنه لمس ذلك حتى من الزعماء الأفارقة، وعن عدم وجود خطوط جوية تربط الجزائر بالعواصم الإفريقية، متساءلا أنتظرنا 60 سنة من الإستقلال لإقامة خط بحري يربط الجزائر بالعاصمة السنيغالية دكار، وذلك فما يشبه معاينة لهذا الغياب.
بعد هذا التصريح كان الملاحظون ينتظرون أن ترمي الجزائر بثقلها على المستوى القاري لإسترجاع مكانتها الإفريقية.
وذلك أضعف الإيمان، برمجة زيارة ماراطونية لرئيس الجمهورية إلى البلدان المؤثرة إفريقيا وتلك التي تجمعها مع الحزائر علاقات الجيرة، وعلاقات صداقة متينة، وتلك التي لها معنا أجندة سياسية.
إلا أنه وللأسف لم يحدث ما توقعه الملاحظون.
حتى القمم الإفريقية تغيب عنها رئيس الجمهورية، أخيرها قمة نيامي الإستثنائية حول التصنيع والتنوع الإقتصادي، التي أسندت الرئاسة مهمة تمثيل الجزائر إلى الوزير الأول.
كان الواجب أن تحضر الجزائر على مستوى رئيس الحمهورية قمة نيامي خاصة وأنها تنعقد في بلد جار وشقيق وهو النيجر، والمرافعة على رأية الجزائر وتصوراتها بخصوص جدول الأعمال والدفاع عن مصالحها.
مرة أخرى تفوت الجزائر فرصة التواجد على المستوى الإفريقي وتواصل رئيس الجمهورية مع القادة الأفارقة بخصوص الأجندة السياسية الإفريقية محور الإهتمام المشترك.
رغم تحسر رئيس الجمهورية على غياب الجزائر الإفريقي، إلا أن الأمر لا يزال على حاله، بتخلفه عن قمة نيامي حول التصنيع والتنوع الإقتصادي.
بقلم الأستاذ محند زكريني