الدبلوماسية...معركة اسرائيل الوجودية

[Su2013]

خيارات الكيان الدبلوماسية عند التأسيس

منذ البدايات الأولى للحركة الصهيونية العالمية في مدينة بازل,كان التوجه الأساسي هو الاعتماد على النفس في نيل المكانة المرغوبة و الوصول للأهداف المنشودة,نفس السياسة انتهجها بن غوريون المؤسس للكيان حيث اعتمد على سياسة العداء ضد كل ما يهدد مصالح الكيان الهش آنذاك.مبالغة متطرفة جعلت الكيان يعيش عزلة حقيقية في أولى مراحل تكوينه,لتتطور بعد ذلك الخيارات الدبلوماسية مع تأمين مؤسسة جيش فاعلة و قادرة على المواجهة,ووصول الميزانية إلى باب مسدود لأن مساعدات الأمم المتحدة لا تكفي...وجاء الدعم الأمريكي بشكل أقوى.وفي المقابل تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية الكيان كأداة ضغط ضد من يعادي سياساتها في المنطقة..

الولايات المتحدة,تتخلى عن الكيان و لماذا..

الولايات المتحدة لا تقدم المساعدات المالية و الغطاء الديبلوماسي القوي و الدعم العسكري الغير محدود لدولة بحجم الكيان بالمجان..بل هي إلقاء طعم من أجل استغلال الكيان لتنفيذ سياسات واشنطن,وأبرز دليل كان في اجتياح لبنان حيث شجع ريغن الإسرائيليين على المضي قدما ودفع الفلسطينيين إلى أبعد من نهر الليطاني,بل إلى احتلال بيروت..لتغليب الفصيل اللبناني المدعم أمريكيا في الحرب الأهلية..لكن بعد تفجير السفارة الأمريكية و مقتل المئات من المارينز تغيرت سياسة واشنطن تماما و أجبرت الكيان على التفاوض من أجل الخروج نهائيا من لبنان,الكيان الذي اختار العصيان و أحكم قبضته على الجنوب و تخلى عن بيروت دفع الثمن غاليا..إذ تخلت واشنطن جزئيا عن دعمه و لم تقدم أي مساعدات عسكرية تذكر من أجل كبح حركات المقاومة في الجنوب اللبناني.ويذهب الكثير من المنظرين في الكيان إلى تعزيز فكرة استقلالية إسرائيل عن القرار الأمريكي...خاصة مع التحول البارز داخل معسكر الديمقراطيين المتمثل في انخفاض شعبية التيار الصهيوني من جهة..و ارتفاع درجة الوعي بالقضية الفلسطينية من جهة أخرى.إضافة إلى قلة المنافع الإستراتيجية من هذا الدعم المكلف,المهم النتيجة واحدة وهي أن دعم الكيان من قبل الولايات المتحدة سيصبح واجبا إيديولوجي حزبي (منحصر في الحزب الجمهوري والجمعيات المتعاطفة مع الكيان) وليس خيار وطني أو من أولويات الدولة كما كان الحال من قبل.

الكيان و العرب...بين الاختلال و التوازن

يقال بأن هناك اتفاق غير مكتوب,ينص على أن تقوم البعثة الدبلوماسية الألمانية أو نظيرتها الأمريكية بتمثيل الكيان في البلدان و المناطق و المحافل و أمام المنظمات التي لا توجد فيها ممثليات رسمية أو بعثات دبلوماسية إسرائيلية,اتفاق جسد أثناء مبادلات الأسرى بعد حرب2006.بينما ينقسم العرب ما بين ممانع و مقاطع,بين مطبع و مندد بالعلاقة مع الكيان,إلا أن مسألة التعاون التجاري والانضمام إلى المنظمات الاقتصادية العالمية يبقى رهن موقف الدولة من الكيان أمر اقتنعت به دولة خليجية كبرى (أرفض ذكرها لكون الأمر لا يتعدى مجرد مكتب إداري في طابق فندق),و لو أن المقاطعة التجارية لا تجدي نفعا مع الكيان باعتباره دولة غير مصنعة,لكن التطبيع كذلك لا يضفي ميزات سحرية على من يقبله...أما ما يجدي حقا هو ممارسة الضغط الاقتصادي أثناء فترات الحرب..ولو كانت ضد حزب واحد وفي شبر من الأرض...

إفريقيا...الوجهة المستقبلية

إفريقيا تلك القارة الغنية بالموارد,موطن الحروب الأهلية ومكمن الفقر...لم يغفل الكيان يوما الأمل في استمالة القارة بثرواتها التي يقف جنرالات فاسدين على مخازنها,وتصرف شعوبها كل فلس على رشاش و مسدس...إذ سمح وشجع الكيان على هجرة يهود إثيوبيا و مارس كل أنواع المكر و الترغيب و الترهيب لتسهيل هجرة يهود المغرب...وان كانت سفارات القاهرة و نيجيريا الأكثر شهرة,إلا أن الكيان قد حاول ركب موجة حركات التحرر وموجة التخلص من الاستعمار إذ فتح الباب مع غانا و أوغندا و ساحل العاج قبل عقود من الزمن..ويميل الكيان أكثر إلى منطقة غرب إفريقيا حيث شارك نتنياهو شخصيا في إحدى المؤتمرات الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و يعتزم كذلك فتح سفارة في ليبيريا..كما يبقي على أمل استمالة بقية دول إفريقيا خاصة دول الساحل..وأجهد كبار دبلوماسيي الكيان عقولهم ليلا نهارا من أجل نيل ثقة أحد حكومات ليبيا الثلاث تخللتها لغة المغازلة تارة و لغة التهديد تارة أخرى وسينجح الكيان في هذه المهمة المعقدة للأسف الشديد.

دبلوماسية الكيان..نظرة عامة

70 سفارة في 70 بلد,هو عدد قليل بالنسبة للكيان,إلا أن لائحة الثقة الحصرية لا تتجاوز الخمس بلدان,وان كانت الآفاق قد فتحت بعد اتفاقية كامب ديفيد..الا أن كل شيء تهاوى بعد الانتفاضة الثانية و حروب غزة و لبنان..هزائم الكيان الذي اعتاد على التفاوض على الغنائم أصبح اليوم يتفاوض على جثث و أشلاء مع أحزاب و حركات..دول معادية و مناطق ليس لها أي أهمية إستراتيجية هكذا يقسم الكيان من لم يسعى لإقامة روابط معهم.لتبقى إسرائيل مثل فتاة سوء..الكل ينكرها في العلن و الكل يعرفها في السر.

[abou abd]

اليهود لعبوا دور المظلوم وكسبوا تعاطف الدول ونحن لعبنا دور البطل من خلال ذكر الأمجاد مثل غزوة بني النظير وبني قريظة .. وصرنا المجرم المفترض المتهم حتى تثبت براءته
ذكاء اليهود تم توظيفه في الصراع الديبلوماسي وحسب اعتقادي ستطاعت اسرائيل اختراق الحظر وهي تكتسب أصدقاء جدد واخرها الهند في وقت يتراشق فيه العرب بينهم بالعمالة . وهي في توسع رغم الانتفاضة ورغم الحروب مع المقاومة لأن الألة الاعلامية العالمية بيد اليهود

[Su2013]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abou abd

اليهود لعبوا دور المظلوم وكسبوا تعاطف الدول ونحن لعبنا دور البطل من خلال ذكر الأمجاد مثل غزوة بني النظير وبني قريظة .. وصرنا المجرم المفترض المتهم حتى تثبت براءته
ذكاء اليهود تم توظيفه في الصراع الديبلوماسي وحسب اعتقادي ستطاعت اسرائيل اختراق الحظر وهي تكتسب أصدقاء جدد واخرها الهند في وقت يتراشق فيه العرب بينهم بالعمالة . وهي في توسع رغم الانتفاضة ورغم الحروب مع المقاومة لأن الألة الاعلامية العالمية بيد اليهود

المشلكة الكبيرة هو ما الذي سيكون عليه العرب في الصراع المقبل (حدوث صراع مقبل مسألة وقت)...أخاف من أن يحرموا دعم حزب الله و يقولوا شيعة,أو يحرموا دعم حماس و يقولوا اخوان,أو يحرموا دعم الجبهة الشعبية و يقولوا اشتراكية,أو يحرموا دعم حركة الجهاد ويقولوا سلفية...مافهمتش هل ندعم لواء جولاني أو لواء غيفعاتي مثلا...شاهد الفرق بين العرب و بين الاسرائيلين..في السلم يقطع و يجرح اليمين و اليسار بعضهم البعض داخل الكنيست لكن في الحرب يتكتل اليمين و اليسار و الشباب و الشيوخ و المحافظين و اليهود الألتراأرثودوكس و السافارد و الأشكيناز و يهود أوروبا و المشرق و الدرز الاسرائيليين و الليبراليين يتكتل كل فصيل و كل فريق ديني في صف واحد مع الحرب ووراء هيئة الأركان..بينما ينقسم العرب الى 77 ألف فصيل أثناء الحرب و ينتظرون سقوط كل فصيل على حدى حتى تأكل النيران رؤسهم ثم يتباكون على الجزيرة و العربية و نيويورك تايمز و يشتكون التأمر و الخيانة و الغدر متناسين أنهم هم البلاء و الخيانة والغدر بالجهل و التعصب في السلم و الحرب.