بسم الله الرحمن الرحيم
ثمار التقوى عاجلاً وآجلاً
(بقلم عبدالعزيز عبدالرحمن الشثري)
أيها المسلمون، قال الله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران: 102]، يأمر الله عبادَه بالتقوى في هذه الآية ويحثُّهم عليها، وقد فسَّرها ابن مسعود - رضي الله عنه - بأن: "يُطاع فلا يُعصى، ويُذكَر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر"، والتقوى هي وصية الله - تعالى - للأولين والآخرين؛ قال - تعالى -: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ [النساء: 131]، كما هي وصية نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -( ).
وحقيقة التقوى - كما قال طلق ابن حبيب -: "أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله؛ ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله؛ تخشى عقاب الله"، فالتقوى هي: السلامة وطريق السعادة والفلاح، بها نجا الناجون، وبها انتصر المسلمون على أعدائهم، وبها فُتحتِ البلاد، ومُصِّرت الأمصار، وبها دانتْ رقابُ الجبابرة؛ فالتقوى فيها فوائدُ كثيرةٌ لا تحصى، نُنبِّه على البعض منها كما وضَّحها الله في كتابه العزيز؛ منها:
أن الله أورث أهلها الجنة؛ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا [مريم: 63].
ومن فوائد التقوى: أن الله مع أهلها، المعيَّة الخاصة التي تقتضي المحبةَ والنصرة والتأييد؛ قال - تعالى -: إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 128].
ومن فوائد التقوى: أن الله - تعالى - هو وليُّهم، ومن تولاه الله أفلح وسَعِد؛ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس: 62، 63].
ومن فوائد التقوى: إنجاء الله لهم - أي: للمتقين - بعد ورودهم النار؛ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم: 71].