شاءت الصدف أن تتزامن الحملة الانتخابية للإنتخابات البرلمانية في الجزائر مع شهر أفريل المعروف عند العام والخاص بكذبته المشهورة التي تصادف أول يوم من أيامه والتي يطلق عليها سمكة أفريل ، لكن شهر أفريل من عام 2012 في الجزائر لن تكفيه سمكة أوله ، بل ستزهى أيامه ولياليه بأسماك متعددة الأشكال ومختلفة الألوان ، ولا شك أن من يقرأ كلماتي هذه يعي جيدا عن أي الأسماك أتحدث وعن مصدرها ، أسماك لا تحتاج إلى مياه طبيعية ولا إلى أحواض اصطناعية تعيش فيها ، أسماك نادرة الوجود تعيش في الهواء الطلق لأنها جزء منه ، بل أحد مكوناته الأساسيه ، كما أنها لا تحتاج لصيادين مهرة بقدر ما تحتاج إلى مستهلكين من طينة خاصه ، لهم قابلية سريعه لتناولها كيفما كانت ومع أي طبق قدمت ، يتلذذون بها ويسيل لعابهم من طعمها حتى وإن كانت غير طازجة ولا نظيفة ، بل أحيانا يستهويهم منظرها المتعفن ورائحتها الكريهة ، وينظمون أبياتا وأشعارا في وصف حسنها وجمالها وحلاوة مذاقها ، رغم أنهم يدركون بأنها من هواء لاتسمن ولا تغني من جوع بل تضر أكثر مما تنفع ، ولكن وكما يقولون في الأمثال : الأذن تعشق قبل العين أحيانا ، فهنيئا لهم بما عشقوا ، ولنا رب كريم ندعوه أن يجود علينا بأسماك نهواها ونعشقها تفتن الأنظار وتملأ البطون ودمتم سالمين معافين في أبدانكم وعقولكم