الإخوان يخرجون قميص يوسف للشعوب العربية

[سندباد علي بابا]

الإخوان يخرجون قميص يوسف للشعوب العربية

هل ما يقوم به الإخوان الآن في الخارج مما يسمى عندهم بــ "المُراجعات" أو في داخل الأقطار العربية هو: مُصالحات مع خصومهم "تكتيك" أم تصفيات حسابات ومعارك تموقعات تحسباً لما بعد الأحداث الجارية الآن في العالم والأقاليم والمناطق والبؤر المُشتعلة بالحروب الاقتصادية والعسكرية وغيرها؟؟؟

الإخونجي طالب يتهجم على الرئيس السابق ويغازل تلك المنطقة العزيزة على قلوبنا!!


عندما تهجم الإخونجي طالب مدرسة من خلال مذكراته التي ينشرها أحد المواقع الإلكترونية المحسُوبة على الإخوان بعامة وعلى إخوان السلطة في الكثير من الأحزاب المشكلة لها على الرئيس السابق وأنه أهدر عشرات من المليارات من الدولارات في ما يسمى بالفساد ويغازل شخصية تاريخية من تلك المنطقة العزيزة على قلوبنا فإنه أرد بذلك توجهين رسالتين هامتين لطرفين مهمين:


الطرف الأول، وهو فرنسا، فالرئيس السابق كما غيره من رؤساء مروا على الحكم كان يعلم جيداً أن حكم البلاد يمر عبر باريس، وبالتالي فإن هذا الشخص الطالب في المدرسة هو الآخر من عناصر فرنسا، وذهابه لها وايابه منها مثل تنقله من قريته إلى المدينة، كما أنه عاش وقضي سنوات من عمره هناك وهو يملك كما غيره من المسؤولين وغير المسؤولين ممن يعيش في فرنسا شقق وممتلكات وله علاقات ممتازة مع السلطات الفرنسية كما حال جماعة الإخوان وكل الأحزاب حتى الحزب الذي خاض الحرب على فرنسا وطردها من تلك البلاد ماضياً وحاضراً.
لذلك من المعيب أن يزايد هذا الشخص على رجل بحجم وقيمة وقامة الرئيس السابق!!


والطرف الثاني، وهو إخوتنا في تلك المنطقة العزيزة على قلوبنا باعتبارهم يشكلون وزن شعبي مهم ومعادلة سياسية صعبة لحكم بلادنا، فححديثه عن الشخصية التاريخية المنحدرة من تلك المنطقة الطيبة من البلاد هو مغازلة لشعب المنطقة سواء كشعب وقومية أو كأفراد في السلطة.


لقد أراد طالب المدرسة تشويه الرئيس السابق وتمجيد تلك الشخصية التاريخية المُنحدرة من تلك المنطقة الطيبة من البلاد.. عندما وضع بخبث مُقارنة بين الرجلين.


هذا الشخص الطالب نسي أنه كان جُزءً من نظام تمخض عن الإستقلال سواء في عهد العقيد أو من خلفه والذين ينظر لهما أهل المنطقة أنهما أضرا بمنطقتهما.


لكن هو يحاول في هذه الأثناء تجاوز هذه المعضلة "بمسح الموس" في الرئيس السابق دون سواه سواء من تقدمه في حكم البلاد أو من جاء أو سيجيء بعده، وهو بذلك يحاول تبرئة النظام الستيني، ولأن له مطامح سياسية هو أو من يمثلهم من تيار إخواني إسلامي مُتعطش للسلطة وللحكم في بلادنا.


إنه يُريد من شعب ونخب السياسية لتلك المنطقة وفي السلطة أن يسمحُوا له أو لتياره الوصول إلى السلطة مستقبلاً.. والتي تبدو كمصالحة مع الخصوم.


يجب التذكير أن طالب المدرسة الإخونجي كان عضو في الحزب التاريخي الذي كان يعج بشتى الايديولوجيات والمشارب والتيارات الفكرية مثل العلماني والشيوعي والإسلامي والإخواني .. وبالتالي حزب بهذا الشكل والذي يقوم على انتخاب قيادته كل فترة وتتغير هذه القيادة كل فترة من الظلم بمكان إطلاق تسمية المعارضة له بأنه "جهاز"!!!


لم يتوقف التيار الإخواني يوماً ولم يكل أو يمل مُنذ استقلال البلاد [وحتى اللحظة] على محاولة اختراق هذا الحزب التاريخي كما غيره من القوى الأخرى.. واستطاعوا تحقيق ذلك الأمر في نهاية المطاف في عهد خليفة العقيد وما بعد أحداث التسعين، ومن الأهمية بمكان التذكير أنهم يُسيطرون اليوم عليه في القيادة الحالية للحزب.


لقد كان هناك صراع مرير بين التيارات المتناقضة حد الصراع المسلح في ذلك الحزب التاريخي.


لما سيطر التيار العلماني في ذلك الحزب التاريخي في فترة حكم العقيد كان تأثير هذا التيار سياسياً وثقافياً واقتصادياً له الأثر البالغ.


ولما جاء عبد الحميد شاهدنا طبيعة الحزب الإخوانية التي تعاطف فيها مع التيار الإخواني ألــ le fils وهكذا..


الطالب والرئيس السابق كانا وزيرين في مراحل سابقة في حكومة واحدة وبالتالي لا يخلو الأمر من تنافس وغيرة وحقد.. بين الرجلين، فعدو الرجل من هو في مهنته.


الرئيس السابق علماني يساري تقدمي/ لكنه لم يُخفي وقتها ليبيراليته واعجابه بالنموذج الغربي.


بينما طالب إسلامي إخواني تقليدي محافظ.. هذا أيضاً من أسباب الخلاف أي الإيديولوجيا.


لقد قطع الرئيس السابق ديمقراطياً وبواسطة الإنتخابات وصناديق الإقتراع الطريق على هذا الشخص والإخوان متمثلا في محفوظ في الإنتخابات الرئاسية المتعاقبة خلال الأزمة التي كانت تمر بها البلاد وبعد الأزمة.


شكل ذلك الأمر غصة في حلق التيار الإخواني فقد مات محفوظ قهراً وكمداً اعتقاداً منه أنه الفائز وأنه تم تزوير النتائج لصالح الرئيس السابق كما يذيع اليوم أنصار عبد القادر ما تعلق بانتخابات 12، كما أن انسحاب الإخونجي طالب أمام الرئيس السابق يعود بالأساس لأسباب وجيهة منها فقدانه لبرنامج سياسي واضح لمعالجة معضلة البلاد ولكاريزما وشرعية تاريخية ودبلوماسية كتلك التي يمتلكها منافسه الذي فاز عليه في النهاية.


لقد استطاع الرئيس السابق رغم صعوبة حكم بلاد مثل بلادنا بحكم تعدد مراكز القوة واختلاف الإيديولوجيات في داخل النظام نفسه وتباين المصالح فيه.. من إنقاذ الجمهورية من العناصر الظلامية الإخوانية في ذلك الوقت.


إن هذه المذكرات بهذا الشكل لا يمكن قراءتها إلا ضمن حلقة من حلقات تصفية الحسابات في داخل النظام نفسه والسلطة نفسها والحزب التاريخي نفسه في ظل تبعية عناصر من هذه لمؤثرات خارجية محلية وأخرى خارجية أُممية.


إن تحالف التيار الوطني العروبي الثوابتي القومي مع التيار الإسلامي الإسلاماوي الإخواني الآن لا يبرر هذه الهجمة على الرموز التاريخية والسياسية للبلاد وتصفية الحسابات التاريخية وعقلية الإنتقام والإغتيال المعنوي لـــ رجال عظماء غيبهم الموت رغم أخطائهم ففي النهاية لا نحن ولا هم معصومين من الخطأ وفوق كل ذلك لسنا ملائكة.. حالياً وفي قتنا الراهن وضمن ضعف هذا الطرف أو ذاك.


إن الحديث عن شخص بحشره في دائرة المقارنة مع غيره مقارنة ظالمة وهو تصرف غير موضوعي وغير أخلاقي وغير ديني وغير علمي ولا ينم عن أخلاق الفرسان وبالتالي لا يمكن قراءة تلك المذكرات إلا ضمن الإنتهازية التي عُرف بها هذا التيار وعناصره عبر التاريخ والتي لا يُراد بها إجلاء الحقيقة بقدر ماهي وسيلة لتحقيق منفعة ومصلحة ما وبخاصة في الظرف الحالي ووقتنا الراهن في ظل التقلبات الدولية الخارجية والمحلية الداخلية.

[سندباد علي بابا]

الإخوان رموا بالوطن العربي في غيابات الجب..


واتهموا الذئب [الأنظمة العربية] ظُلماً بأكله..


وجاؤوا للشعوب العربية بقميص يوسف ملطخاً بدماء ليقولوا لهم أنه عندما كانت الأحداث الدامية تجري في بلادنا كانوا يلعبون..


والذئب هو من أكل الوطن العربي!!!

[سندباد علي بابا]

تبقى الأسرة والتعليم والمدرسة أكبر وأقوى تأثيراً من وسائل التواصل ووسائل الإعلام..


شرط عدم خُضوعهما أي الأسرة والتعليم لأية إملاءات أو مؤثرات خارجية مفروضة تحت أي مسمى أو ذريعة ومن طرف ما يعرف بالمنظمات الدولية الأممية وغير الأممية التي هي في


النهاية مُنظمات خاضعة للغرب وتشتغل لحساب الغرب..


الأسرة والتعليم الوطني هُما الوحيدان الكفيلان بتحصين المجتمع من التفكك والتمزيق والدولة من الإنهيار والإضمحلال والفناء .. شرط أن تتغذى الأسرة والتعليم من كل ماهو وطني محلي


أصيل.


أسرة قوية وتعليم قوي بمعني وطنيان تساوي مجتمع محصن ودولة خالدة..