غريق الظلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

غريق الظلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-26, 15:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
chamssou89
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي غريق الظلام

ثم عاد الى غرفته فأبهره النور الساطع الذي احتلها ، و وجد النوافذ قد فتحت على مصراعيها ، و ابتسم وجه الشمس في توهج كأنها تبتز هذا الكسول الغارق في الظلام.....
و الحق أن طباع الفتى لم تكن هكذا من قبل ، و لم يفطر على النوم المتأخر نتيجة حتمية للسهر المتأخر

ألقى بالمنشفة المبتلة على ارض الغرفة فتكومت هاجية هذا الاهمال،
و نظر هو الى المرآة المتصدعة الملتصقة بباب الخزانة القديمة المكتظة بالملابس التي مضى على معظمها زمن الموضة فظهرت رثة باهتة لا تكاد تميز لها ألوانا

و نظر هو الى جسمه الذي ترهلت فيه البطن و نحف فيه الصدر و الذراعان و الاكتاف ، فاعتلت وجهه نظرة متجهمة حزينة انقلبت نظرة سخط عاتمة
كيف تغير شكل جسمه حتى انه لو لم ير وجهه الوسيم لظن انه جسم كهل في الاربعين ، و هو الذي شب على الرياضة لا يتركها إلا ايام الامتحان حين يكد طلبا للنجاح.
و فيما هو يحاور نفسه يسألها فتجيبه تارة و يغيب عنها الجواب تارة اخرى اذ فاجأه جالسا الى الكرسي الصغير في طرف الغرفة ينظر اليه نظرة ملؤها الجد و الحزم، و ارتعب هو لهول ما رآه فدار و التصق بالمرآة و تلعثم في قلق شديد: أبي !!!!!!
- ما بك يا بني تجلد فلم أعلمك الضعف و لم اعلمك الخوف
- و لكنك يا أبي .....(في رعب شديد)
- أنا هنا و هذا كل ما يهم لا تسأل عن أشياء ان تبد لك تسؤك
أجاب وحيد بإيماءة هازا رأسه و قد استحال اضطرابه و قلقه فرحا ، و أراد ان ينادي أمه فلم يسعفه صوته المختنق بمزيج العواطف المكتظة ، و فهم الاب ما يرمي اليه فشد على معصمه ثم القى بكلتا يديه القويتين على كتفيه فاسترعى جميع انتباهه ، و الولد كان قبل هذا في اللحظات القليلة يكبت دموعه و يمثل الجلد و هو لا يتقنه ، و لكن احساسه بيدي والده تشد على كتفيه نفذ الى قلبه و فكره فثارت الذكريات الساكنة، ذكريات طفولته السعيدة و انزلقت في سرعة دموع حارة تشهد بصدق الخوف و الألم و صدق الحنين و الحاجة و صدق الفرحة العارمة و الأمل المنشود.









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-10-26, 21:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إيمان إيمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية إيمان إيمي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جمييييييييييلة جدا هذه الكلمات
بارك الله فيك أخي
فلنتفائل قليلا

تحياتي لك









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-27, 12:46   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
rania l
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية rania l
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chamssou89 مشاهدة المشاركة
ثم عاد الى غرفته فأبهره النور الساطع الذي احتلها ، و وجد النوافذ قد فتحت على مصراعيها ، و ابتسم وجه الشمس في توهج كأنها تبتز هذا الكسول الغارق في الظلام.....
و الحق أن طباع الفتى لم تكن هكذا من قبل ، و لم يفطر على النوم المتأخر نتيجة حتمية للسهر المتأخر

ألقى بالمنشفة المبتلة على ارض الغرفة فتكومت هاجية هذا الاهمال،
و نظر هو الى المرآة المتصدعة الملتصقة بباب الخزانة القديمة المكتظة بالملابس التي مضى على معظمها زمن الموضة فظهرت رثة باهتة لا تكاد تميز لها ألوانا

و نظر هو الى جسمه الذي ترهلت فيه البطن و نحف فيه الصدر و الذراعان و الاكتاف ، فاعتلت وجهه نظرة متجهمة حزينة انقلبت نظرة سخط عاتمة
كيف تغير شكل جسمه حتى انه لو لم ير وجهه الوسيم لظن انه جسم كهل في الاربعين ، و هو الذي شب على الرياضة لا يتركها إلا ايام الامتحان حين يكد طلبا للنجاح.
و فيما هو يحاور نفسه يسألها فتجيبه تارة و يغيب عنها الجواب تارة اخرى اذ فاجأه جالسا الى الكرسي الصغير في طرف الغرفة ينظر اليه نظرة ملؤها الجد و الحزم، و ارتعب هو لهول ما رآه فدار و التصق بالمرآة و تلعثم في قلق شديد: أبي !!!!!!
- ما بك يا بني تجلد فلم أعلمك الضعف و لم اعلمك الخوف
- و لكنك يا أبي .....(في رعب شديد)
- أنا هنا و هذا كل ما يهم لا تسأل عن أشياء ان تبد لك تسؤك
أجاب وحيد بإيماءة هازا رأسه و قد استحال اضطرابه و قلقه فرحا ، و أراد ان ينادي أمه فلم يسعفه صوته المختنق بمزيج العواطف المكتظة ، و فهم الاب ما يرمي اليه فشد على معصمه ثم القى بكلتا يديه القويتين على كتفيه فاسترعى جميع انتباهه ، و الولد كان قبل هذا في اللحظات القليلة يكبت دموعه و يمثل الجلد و هو لا يتقنه ، و لكن احساسه بيدي والده تشد على كتفيه نفذ الى قلبه و فكره فثارت الذكريات الساكنة، ذكريات طفولته السعيدة و انزلقت في سرعة دموع حارة تشهد بصدق الخوف و الألم و صدق الحنين و الحاجة و صدق الفرحة العارمة و الأمل المنشود.
الذِكرّى الحَزينَه بُيوتٌ مُتهالِكه واطفَالٌ حُفاه وإمرأةٌ مُسِنه
وطُرقاتٌ مَهجورَه وأكوامٌ كَانت تُسمَى مَدينَه









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-27, 19:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
chamssou89
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الظلام, عريق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc