غريق
..
..
مضى وقت طويل لم نلتقي يا صديقي
..
..
ما أخبار المدينة؟
..
..
لا تسأل لم تبقى بها لا بسمة ولا نسمة
..
..
إلا وأصبحت حزينة
..
..
لا حجرة ولا شجرة إلا وأصبحت دفينة
..
..
منكوبة المدينة يا صديقي مكذوبة
..
..
وأنبائها كلها أكذوبة
..
..
أفراحها منبوذة
..
..
لياليها بالسمرة معبودة
..
..
لم يبقى زحام بالشوارع
..
..
لم يبقى للحشمة موانع
..
..
أصبحنا يا صديقي كالضفادع
..
..
نجوب المستنقعات
..
..
ونداس بالأرجل في الشوارع
..
..
وراء الجامع
..
..
جرس الكنيسة قارع
..
..
وأذان التنصير للصلاة قاطع
..
..
تخيل يا صديقي أنها عادت إلى مدينتنا
..
..
الحملات الصليبية والجيوش المغولية
..
..
يا صديقي مدينتنا أصبحت تحارب الهجرة العلمية بأسلحة ذرية
..
..
متجاهلة الهجرة السرية
..
..
هجرة الانسان من حالة نفسية إلى حالة هستيرية
..
..
تحارب الهجرة العلمية وتنسى هجرة الإنسان لنفسه
..
..
إلى أحضان شيطانية
..
..
وتمرده على عقائده الدينية
..
..
تنسى هجرة الإنسان لأخلاقه وعاداته
..
..
وتحرش العقل يا صديقي يصاحبه
..
..
وأصاب العقم النساء
..
..
فلم تنجب إلا جثث بشرية بعقول آلية
..
..
لا تبالي بحقوق الإنسانية
..
..
والعقائد أصبحت أمور تقليدية لا تعترف بها المسارات الحضارية
..
..
وشجعونا على الهجرة السرية صوروا لنا الحياة الحضارية
..
..
جنة فردوسية يدخلها من قبل أيادي مسيحية
..
..
وباركته كلمات يهودية
..
..
إنها المدينة يا صديقي وهجرتنا لبرودة عواطفها
..
..
فلم أضن يوما أن المدينة تحب صاحب اليد الطائلة فقط
..
..
وأن مركبتي حين دخلت البحر مدركون هم أنها زائلة
..
..
لكن البحر وما أجمل البحر يغضب ولا يفرق بين الرفيق والصديق
..
..
ويصيبنا كلنا دواره عندها
..
..
لا يستطيع أن يهزء غريق من غريق
..
..
كتبت بقلم عباس أحمد عبد الحليم بتاريخ 09/10/2014 على الساعة 12:00