يسخرون منك حين تخطئ في الإنجليزية فتقول she have بدل she has، مع أن الإنجليزية لغة أجنبية وليس من الواجب عليك إتقانها.
وحين تصحح لأحدهم خطأ في العربية التي هي لغته الأم، يقول لك: اللغة ليست مهمة وهي مجرد وسيلة تواصل.
التحقير اللغوي الممارس منذ احتلال الدول العربية، كرس في أذهان الناس أن الخطأ في لغة أجنبية مدعاة للسخرية والتنمر، أما الخطأ في اللغة العربية فهو أمر عاديّ ولا يستوجب أي سخرية أو تصحيح. فصرتَ ترى اليوم صناع المحتوى العربي على يوتيوب وغيره، يفسدون النحو والعروض وقواعد اللغة بدون أي قلق ولا يتحققون من سلامة ما يعرضونه، بل ويخطئون أحيانا في قراءة القرآن، أمّا حين يورد أحدهم كلمة أو جملة من الإنجليزية في إحدى حلقاته، تراه يتثبت ويتحقق حتى يأتي بها بصورة سليمة، فالحرص على سلامة الإنجليزية أولى بكثير من الحرص على سلامة العربية.
انتبهوا جيدا إلى التحقير اللغوي ولا تسمحوا لأحد أن يستهين باللغة العربية ويجعلها دون مكانتها، أيا كان ذلك الشخص.
محمد لغضف- الأمالي