بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد الحصى وعدد الثرى و عدد ما نرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
إن لغة التخاطب بين الناس تختلف وتتغير ومهما كانت الوسيلة فإنه في بعض الأحيان يغيب النطق أو تصم الأذان لكن التعبير يكون موجها وقاصدا الغاية لإيصال المعلومة لمتلقيها بإشارات أو بأصوات أو حتى بهمسات وأنفاس لها مخارج ورسالات متجهة مباشرة صوب المتلقي و حتى يفهم المقصود من الطلب أو الحاجة من النداء أو الكلام ، فإننا نجد التخاطب بالإشارة أو الحركة أبلغ في إيصال الطلب للمتلقي دون الحاجة إلى لسان ينطق ولا يجيد النطق،أو يقول ولا يفهم قوله،ومع هذاتبقى نعمةالصوت ومخارج الحروف وتهذيب اللسان من أسمى الطرق للتخاطب بين الأفراد والمجتمعات.
ومن هذه المقدمة البسيطة سأكتب و أنسج وفي قالب قصة معبرة عن شخصين متآخين قاما بمغامرة وعاد بما يسر و بفيد والحديث بينهما بلغة تفهم ببساطة دون الحاجة إلى مترجم أو شخص للقول يعيد، ولكم الحكاية:
أحبتي :
كان بالمدينة شخصين متآخيين ومتحابين في الدين و عشرة طيبة وملح وسكر ، جمعتهما أخوة الدين وحب الوطن والغيرة على كل ما هو نافع ،ولدا وتربيا بحي كل ما فيه جميل ،الناس هادئة متآخية ، يتعفف فيه المحتاج ويساعد فيه الغني الفقير ، إذا نودي للصلاة تركت المحلات مفتوحة، ولبى الكل النداء ، باختصار الكل فيه متاح ومباح إلا الكفر بأنعم الله والمعصية للخالق ، كان حيا مثاليا وكانا هاذين الشخصين ينعمان بهذا الفضل من رب العالمين ، نشأتهما كانت طيبة تعلما الأصول من أبائهم وأجدادهم ، لا يخالفون أحدا إلا إذا ظلم ، يسعون بين الناس بالحسنى لهم أسلوب خطابة جميل،إذا تكلم أحد منهم صمت الآخر وسمع الجميع القول ، والمفيد كانا من خيرة الأشخاص بتلك المدينة ، حتى الإمام يبحث عن وجودهما بين الصفوف ويطلب المساعدة منهم في الدروس وإلقاء حلقات الذكر .
وذات يوم جاءت عصبة وقطنت المدينة وكان ذلك بكل الأحياء و مجموعة منهم بالقرب من مسجد الحي حيث كانت هذه الشرذمة لا تراعي العادات والتقاليدولا العرف ولا الاحترام المتبادل بين المتساكنين،وقامت هذه العصبة الفاسدةبالتقرب من الناس و أغرتهم وأبهرتهم واتبعها بعض من لا يفقهون اللغة والحديث ، فانخدع الجميع وتكونت مجموعات للرذيلة والفحشاء والغطاء عنها باسم التقدم ومسايرة المدن العظمى يومها كثر ت بهذه المدينة الآفات و قل الوعي والاحترام وكثرت الأسقام وأصبح الكل يسمع فلان مات،وعجز الجميع لإيجاد دواء للأسقام حتى الذين جاؤ كان حالهم يخبر عن الفشل ،فتباحثا العاقلون السبب وعرف وبطل العجب و بطلب من الإمام قرر كل من بطلي قصتنا الخروج من هذاالحي وكذا المدينة وهَجرِ كل أمر شر ،وعد كل منهما العدة والزاد واتفقا على الالتقاء عند مسجدا لمدينة بعد صلاة العشاء حتى يترافقان إلى الغابة القريبة ثم يسلك كل منهما مسلكا و طريقا إلى مدينة أخرى ليكتشف حالها و يعيش بين سكانها ويأتي بالخبر اليقين لدواء او شيء به مدينته تستعين وهذا بالطبع بعد الاستعانة برب العالمين ثم يكون اللقاء في نفس المكان الذي افترقا فيه ويحكي كل منهما ما مر به من مغامرات، على أن يأتي كل منهما بعلاج شاف لسقم حل وعجز عنه كل طبيب وأهل المدينة منه قد مل.وفي ليلة الخروج وبعد انتهاء صلاة العشاء التقى كلا الشخصين عند باب المسجد وسار ا معا حتى وصلا طرف الغابة التي لمدخلها طريقين واحد يؤدي إلى مدينة غنية و الآخر ى تؤدي إلى مدينة فقيرة،وعند نقطة الافتراق جلس كل منهما على الأرض وبدأ كل واحد منهما يبكي على فراق الآخر، فإذا بصوت ينبعث من أعلى الغابة الكثيفة الأشجار وينادي كل واحد باسمه قائلا .
وهذا ماسنراه بالجزء الثاني من هذه القصة وللقصة تتمة أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.