اريد مقالة قبل 16 افريل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > منتدى السنة الأولى متوسط > قسم الاستفسارات و طلبات الأعضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اريد مقالة قبل 16 افريل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-04-04, 18:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
امنة محمد
عضو محترف
 
الصورة الرمزية امنة محمد
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 لم يتم ترشيح اجابة مفضلة اريد مقالة قبل 16 افريل

يا اعضاء المنتدى اريد مقالة شعرية ليوم 16 افريل

انتظر ردودكم الغالية









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-04-09, 14:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
loooooove mimi
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية loooooove mimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف مقالة شعرية ’؟؟؟؟
يعني خاطرة ام مقال
و ما هو الموضوع؟ ؟؟؟؟؟؟؟
اذا تريد المساعدة الرجدووووا الرد السريع
ok !!!!!!!










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-11, 20:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ام أسامة عبد ال
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

كتاب العربية:صفحة :211



2










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-12, 13:01   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
داعي الله ياسين
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية داعي الله ياسين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

1. يوم العلم 16 أفريل

2. قصيده يوم العلم - شعر يوم العلم - يوم العلم - 16 ابريل يوم العلم ويكيبيديا

نسيم في كل عام
يفجرني بإلهام
تسايرني أيام وراء أيام
و تغمرني بأحلام
تصور لي معالم
تقص علي مزاعم
تجعلني أحلل و أفكر
أراجع و أتدبر
في عبر فرعون
جالوت ومال قارون
بخلاء الجاحظ و أمرؤ القيس
ابن حجر و السديس
نسيم كأنه مسك ورود
من حديقة بلا حدود
أبعاده إلى مالا نهاية
و ميزاته مشبعة كفاية
يدفعني لأسبح على صنع مكواة
و أسرار الخلايا و النواة
نسيم يهز لي الكيان
حين يسمع لي النصر و الإستطان
الطيران و رفع البنيان
مشتقات و زخرفة الألوان
المقالات الفلسفية والأدبية
المعارك و الحروب الصليبية
نسيم يطلق العنان للتفائل
و يوضع حد للتكاسل
يريني معني الهندسة النورانية
و معني القوة الإستثنائية
يذكرني بالمخترعين و الأوائل
و بأن كل ما في الدنيا زائل
يوم العلم حكمة أكيدة
تجمع النجوم و تبرز أمور جديدة
الحمد لله الذي بصرني
و للثناء حمسني
إسمع إن السنين إلا من ثواني
فلا تحقر و كن دائما إنساني
أقصد أن العلم بلا أخلاق لايكفي
إنه كالفيروس يمرض و لايعافي
العلم دائما يصاحبه ثناء
و الجهل يصاحبه هجاء
لو أردت أن تتوسع في العلم أكثر
فعليك أن تكون للجهل أبصر
من الحكمة أن تعرف الجهل حين تلقاه
فهذا يعطيك فرصة لتتوقاه
الجهل ميراث الشياطين
فهو سلاحهم في السمواة السبع و الأرضين
الجهل نقطة سوداء
صغيرة لكنها أخطر داء
كلما غفلت عن العلم تكبر
إلى درجة أنها قد تجعلك تكفر
إذا سبح لله الذي خلق آدم و حواء
و جعل لكل داء دواء



الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولانا من كثير الهبات والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له عظيم الرحمة شديد النقم ، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله أوتي جوامع الكَلِمْ فبلغ عن ربه شريعته بأفصح لسان وهدى وعلم فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد:
فهناك آية في كتاب الله عرفها العلماء وطبقوها في حياتهم فأخذت بأيديهم نحو المعالي وغفل عنها قوم آخرون فلم يستطيعوا التقدم في العلم بنفس المستوى تلكم الآية هي قول العليم جل جلاله :{.. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.أمة العلم والهدى المعلمين والمعلمات هم شموع تضيء للأمة طريق المجد والتقدم،هم شموع تمحى بها ظلمات الجهل والتخلف عن الأمة، المعلمون والمعلمات هم اخطر فئة في المجتمع لأن عقول ونفسيات أبناء وبنات الأمة بين أيديهم يشكلونها كما يرون فإذا صلحت هذه الفئة صلح المجتمع بأكمله ويفسد المجتمع ويتخلف بقدر ما يستشري الفساد في هذه الفئة ، وقدمر بنا خلال الأسبوع الماضي الاحتفال بيوم المعلم ، فأحببت أن أقف مع المعلم في مناسبة هذا اليوم وقفات:
الوقفة الأولى:أقول فيها للمعلم والمعلمة إن الإسلام قد رفع من شأنكم وأعلا من قدركم قبل أن يكرمكم البشر أو أن يجعلوا لكم يوماً في السنة ، أمر بتقديركم طوال العمر ولكم في الآخرة الأجر العظيم يقول ربنا جل وعلا:{ يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} ويقول:{.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} والأيات في بيان فضل العلم وأهله كثيرة معلومة،وفي السنة يخبرنا من لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى بأن الكون بأكمله يتفاعل مع معلمي الناس الخير أخرج الترمذي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ)) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ))،فكونوا أخواني والمعلمين وأخواتي المعلمات على يقين أنه كلما تمسكتم بالدين وحرصتم على غرسه في قلوب أبناء المسلمين كلما عرف الناس لكم قدركم وبقدر ما يكون التضييع في القضية الأولى يكون النقص في القضية الثانية .
الوقفة الثانية: أقول للمعلمين والمعلمات أنه بلاشك هناك نقص كبير في تقدير مكانة المعلم في المجتمع حتى أصبح الطلاب يتطاولون على أستاذتهم ويعينهم على ذلك مع الأسف عوامل كثيرة ، لكن من بين أسباب ذلك ثلة من العلمين وأخشى أن تكون في ازدياد لم تدرك عظم المكانة والمسؤولية التي أسندت إليها ففرطت وكانت قدوة سوء فسقطت هيبتهم كمعلمين من أعين الناس ثم اخذ ذلك ينسحب على بقية المعلمين،فنسمع عن معلمين يضربون مديرهم أمام الطلاب ، ونسمع عن مدرسين يتقاتلون بالسباب والأيدي أمام الطلاب،فكيف يكون لأمثال هؤلاء مكانة عند طلابهم فضلاً عن عامة المجتمع، ومن أسباب ذلك أيضاً ضعف التربية وسوء الأدب من قبل البيت للأولاد فتجد ذلك الأب الذي ما أن يأتيه الإبن شاكياً من معلمه إلا قام لنصرته نصرة جاهلية وقد يتطاول ويهدد المعلم أمام الطالب مما يسقط هيبة ذلك المدرس من عين الطالب.
الوقفة الثالثة:أقول فيها لمن يحسدون المعلمين والمعلمات على عِظَمٍ في الرواتب أو زيادة في الإجازة انظروا ماذا يقدم المعلم أولاً ثم بعد ذلك احكموا فالمعلم المخلص تجده يذوب في اليوم عشرات المرات حتى يوصل المعلومة للطلاب،الموظف على جالس على كرسيه وفي جو مريح إذا ناقشه مراجع في موضوع لمدة عشر دقائق ضاق درعاً ورأى أن ذلك اليوم يوم عصيب فما بالكم بمن يقف طوال الساعات المقرر له تدريسها على قدميه يتكلم ويكتب ويمسح،الموظف إذا انتهت ساعات الدوام انتهت علاقته بالعمل لكن المدرس المخلص تجده حتى في بيته كثير الانشغال بامور الطلاب فهو إما يحضر لدروس الغد وإما يصحح دفاتر الطلاب وإما منشغل برصد نتائج وهكذا ولو حسبت له ساعات العمل تلك لوجد أنه قد يعادل ساعات الموظف العادي بمرة ونصف إن لم تكن الضعف فهنيئاً للمدر س المخلص ما يتمتع به من مميزات ، وليُعد من قصر العدة ليوم السؤال والحساب.
الوقفة الرابعة:أود أن أنبه فيها المعلمين والمعلمات على وظيفة قد يغفلون عنها في خضم العمل وهي وظيفة يبارك الله بها للمعلم والمعلمة في أجرهم الدنيوي ، ويعظم بها الأجر الأخروي ألا وهي تعظيم الله وشريعة الله وغرس حب رسول الله في نفوس الطلاب والتنفير من كل منكر حرمه الله وتحقيره في نفوسهم،وأقول للمعلم هذه رسالتك كمسلم قبل أن تكون معلماً،وبالتالي فهي ليست قصراً على تخصص دون تخصص بل إن كل معلم متى ما استتشعر هذه المهمة العظيمة وهذا الواجب الجليل أمكنه أن يوصله للطلاب من خلال مادته،فاحرصوا على ذلك رحمني الله وإياكم تغنموا أنتم ويغنم طلابكم وتسعد أمتكم .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ االْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}الحج

3. الخطبة الثانية
4. إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له من يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الأمة التي لاتقدر علمائها ومعلميها لاخير فيها بل هي في الواقع تسعى إلى الزوال والانهيار ، وأقدم بعض النصائح لعلها تساعد في تحقيق الاحترام المطلوب للمعلم ،
أولها:أن نعرف أنه ليس كل من تخرج من الجامعة ذكراً كان أو أنثى يصلح لأن يكون معلماً يُستأمن على عقول أبناء المسلمين فلابد من وضع ضوابط لقبول المتقدمين لهذه المهمة الخطيرة لاسيما وأن الحاجة الماسة قد بدأت تضيق فلابد أن ننتقل من مرحلة التركيز على الكم للتركيز على الكيف وبالذات في الجانب الأخلاقي والسلوكي بجوار الجانب العالمي،
ثانيها: أقول للمعلم والمعلمة أن الإنسان هو لذي يفرض مكانته ومحبته ولايستجديها من الآخرين فالمعلم الذي حلق لحيته وأطال ثوبه وقبُح لفظه وانحط تفكيره كيف يطالب الآخرين باحترامه ، والواقع يثبت أن المدرس الجاد المخلص والذي يسعى لإتقان فنون التربية هو الذي يحظى باحترام المجتمع،
ثالثها:أقول للأباء والأمهات لابد من تربية الأولاد على احترام المعلم والمعلمة لأنهم إذا لم ينشأوا على هذا الأدب قد ينسحب عليكم حتى لايعرفوا لكم أنتم غداً قدراً ، والمعلم والمعلمة إنما هم معينون لكم في العملية التربوية للأولاد فإذا أسقطتم هيبتهم من قلوب الأبناء ضاع منكم أكثر من نصف العملية التربوية مما يستدعي أن تبدلوا جهداً مضاعفاً وقد لاتستطيعوا سد الثغرة التربوية لدى الأبناء التي حصلت بسببكم .









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-12, 13:02   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
داعي الله ياسين
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية داعي الله ياسين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم أجــــــــد شــــــــــــعرا..........متأسف










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-12, 13:17   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
داعي الله ياسين
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية داعي الله ياسين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كفى بالعلم في الظلمات نورا ****يبينلنا في الحياة الامورا
فكموجد به الذليل اعتزازا****وكم لبس به الحزين سرورا
تزيدبه لعقول هدى ورشدا *** وتستعلي النفوس به شعورا









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-14, 12:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
امنة محمد
عضو محترف
 
الصورة الرمزية امنة محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-14, 17:55   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
داعي الله ياسين
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية داعي الله ياسين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اكراما للعلم وأهل العلم في هذا اليوم الذي يحتفي فيه الجزائرييون بالعلم نبراس الدروب وسيراج الشعوب ومجد الامة التي تحترم العلم وحملته، في الوقت الذي لا تزال الكثير من الاصوات في هذا البلد العزيز تقلل من أهمية الثقافة والمعرفة وقيمة العلم والعلماء بشكل أو بآخر وتدفع بأبناء الجزائر الأخيار من أدمغة البلد إلى الهجزة هذه وقفة تأمل واعتبار وتدبر في مسيرة من أبو إلا أن تظل الجزائر واقفة وماجدة دائما.. خطبة عيد المعلمالمنقولة إذاعياً منمسجد بني أمية الكبيريوم الجمعة17/3/26الخطيبالدكتور محمد راتب النابلسالحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ، وجعل الظلمات والنور ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . يا رب علمنا من علمك المخزون ، واحفظنا بسر اسمك المصون ، وحققنا بحقائق أهل القرب ، واسلك بنا مسالك أهل الحب ، وأغننا بتدبيرك عن تدبيرنا ، وأخرجنا من ذل معصيتك إلى عز طاعتك ، وطهرنا من الشك والشرك ، اللهم بك نستنصر فانصرنا ، وعليك نتوكل فلا تكلنا ، وإياك نسأل فلا تخيبنا ، ومن فضلك نرغب فلا تحرمنا ، ولجنابك ننتسب فلا تبعدنا ، وببابك نقف فلا تطردنا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، غنى كل فقير ، وعز كل ذليل ، وقوة كل ضعيف ، ومفزع كل ملهوف ، فحاشا يا رب أن نفتقر في غناك ، و أن نضل في هداك ، و أن نذل في عزك ، و أن نضام في سلطانك وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله ، خير نبيٍ اجتباه ، وللعالمين أرسله ، أدى الأمانة و بلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في الله حق الجهاد ، وهدى العباد إلى سبيل الرشاد اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات موضوع الخطبة اليوم الإسلام والعلم ، فبالعلم يكرم المرء ، وبالجهل يهان فالنبي صلى الله عليه وسلم حدد الغاية الأولى من بعثته ، والمنهج الأمثل لدعوته ، فقال فيما رواه الإمام مالك : ( إنما بُعثتُ معلماً ، إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ) فالهدف الأول لدعوته ، هو إرساء البناء الأخلاقي للفرد ، والمجتمع ، لأنه ثمن سعادة الدنيا والآخرة ، والوسيلة هي التعليم لا التعنيف ، قال صلى الله عليه وسلم : ( علموا ولا تُعنِّفوا ، فإن المعلم خير من المُعنِّف ) .والله جل جلاله بدأ أول سورة أنزلت من القرآن الكريم بكلمة " اقرأ " التي نزلت أول ما نزلت من القرآن الكريم :اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ( سورة العلق ) . وقد أشار الله جل جلاله إلى العلم بمفتاحه وهو فعل اقرأ ، وفي اللغة إن الفعل إذا حذف مفعوله أطلق معناه ، فلنقرأ في كتاب الله ، أو في بيان المعصوم صلى الله عليه وسلم ، أو في كتاب الكون ؛ فالكون قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والنبي صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي ، لكن الله جل جلاله قال : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " فالأصل في القراءة الأولى أن تكون قراءة بحث وإيمان ، تنتهي يقيناً إلى معرفة الله موجوداً وواحداً وكاملاً ، وخالقاً ومربياً ومسيرا ، وهذه القراءة مقدور عليها بدليل أنها تنطلق من أقرب شيء إلى الإنسان من نفسه التي بين جنبيه ، قال تعالى : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ " . ولكن القراءة الثانية هي قراءة الشكر والعرفان ، أساسها شكر المنعم على نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَق ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ " قراءة شكر وعرفان ، بعد قراءة البحث والإيمان ، لقد سخر الله الكون لهذا الإنسان تسخير تعريف وتكريم ، أما تسخير التعريف فكل ما السماوات وما في الأرض ينطق بوجود الله ووحدانيته وكماله ، ويشف عن أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى ، قال تعالى :وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( سورة الجاثية ) .أما تسخير التكريم ففي قوله تعالى :وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ( سورة الإسراء ) .واجب الإنسان تجاه تسخير التعريف أن يؤمن ، وواجب الإنسان تجاه تسخير التكريم أن يشكر ، فالإنسان إذا آمن وشكر فقد حقق الغاية من وجوده ، لذلك يتوقف التأديب والمعالجة ، يقول الله عز وجل :مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ( سورة النساء ) ." اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الذي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ فالتعليم بالقلم هو اللغة التي امتن الله جل جلاله على الإنسان بها حينما قال :الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَالبيان الشفهي يعبر به الإنسان عن أفكاره وعن مشاعره ، ويتعرف إلى أفكار الآخرين ومشاعرهم ، فيتعلم بالبيان ويعلم ، والبيان الكتابي تنتقل المعارف من إنسان لآخر من دون اتصال ، ومن جيل إلى جيل من دون مجاورة ، ومن أمة إلى أمة من دون معاصرة ، ثم تنتقل المعارف وتتراكم إلى خزائن العلم للإنسانية كلها ، هذا بفضل "عَلَّمَ بِالْقَلَمِ " أما القراءة الثالثة فهي قراءة الوحي والإذعان ، فمعرفة طرف من حقيقة الذات الإلهية ، وكمالها المطلق ، ومعرفة الماضي السحيق ، والمستقبل البعيد ومعرفة حقيقة الحياة الدنيا ، ومعرفة حقيقة الحياة الآخرة ، ومعرفة حقيقة الإنسان وسر وجوده ، وغاية وجوده ، ومعرفة حقيقة النبوات ، و الرسالات ، ومعرفة حقيقة المنهج ودقائقه ومفردات التكاليف ، وتفاصيلها ، هذا كله يؤخذ من الوحيين الكتاب والسنة ، وهذا مما يستنبط من قوله تعال : " عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " .ولكن لا يعني هذا الكلام أن المسلمين اليوم يقرؤون هذه القراءات الثلاث ولو قرؤوها لما استطاع أحد أن ينال منهم ، ولكن هذا من قبيل ما ينبغي أن يكون لا ما هو كائن أما القراءة الرابعة فهي القراءة النفعية ليس غير ، وهذه القراءة لاتتناقض مع القراءات الثلاث ، ولكن ... حينما نكتفي بها ، ونسخرها لنهب الثروات وسحق الشعوب ... تكون قراءة طغيان وعدوان ، قال تعالى :كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ( سورة العلق ) .وهذا طغيان العلم الذي يقود الإنسان الذي قرأ هذه القراءة النفعية ، بعيداً عن الإيمان والعرفان والإذعان ، يقوده هذا العلم إلى القوة فيبني مجده على أنقاض الآخرين ، ويبني غناه على فقرهم ، ويبني قوته على ضعفهم ، ويبني أمنه على خوفهم ، ويبني عزه على ذلهم ، ويبني حياته على موتهم ، وبهذا يكون قد طغى بالعلم ، واستخدم العلم لغير ما أريد منه ، وقد ضرب الله لنا مثلاً في القرآن الكريم قوم عاد نموذجاً متكرراً لهذا الإنسان الذي قرأ قراءة نفعية فطغى وبغى ونسي المبتدا والمنتهى ، ونسي الجبار الأعلى فعاد ـ مثلاً ـ تفوقت في شتى الميادين قال تعالى :أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ( سورة الفجر ) . وعاد تفوقت بالبناء والعمران والحصون والمنشئات ، والصناعات ، قال تعالى :أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ( سورة الشعراء ) . وعاد تفوقت بالقوة العسكرية قال تعالى :وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ( سورة الشعراء ) .وعاد تفوقت بالناحية العلمية قال تعالى :وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ( سورة العنكبوت ) .ولم يكن فوق عاد إلا الله ، بدليل أن الله ماأهلك قوماً إلا وذكرهم أنه أهلك من أشد منه قوةً ، إلا عاداً حين أهلكها قال :أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ( سورة فصلت ) .وعاد بسبب تفوقها وبعدها عن الله وقراءتها لما في الكون قراءة نفعية تكبرت بغير حق ، واستعلت وتغطرست وتجبرت وبغت ،لا في بلدها فحسب بل في كل البلاد ، قال تعالى: فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ( سورة فصلت ) . فماذا كانت محصلة هذا التفوق المادي ، لقد طغوا في البلاد ، والطغيان مجاوزة الحد بالعدوان ، ولم يقل طغوا في بلدهم ، بل قال " طَغَوْا فِي الْبِلَادِ " في البلاد كلها ، ليصف طغيانهم بالشمول ، وأنهم أكثروا فيها الفساد ، ولم يقل فسدوا ، ليبن أن إفسادهم عم الأرض .والحديث عن مصير عاد في القرآن لا يخص عاداً الأولى بل يتجه إلى كل قوم سلكوا مسلك عاد ، فقوم عاد نموذج متكرر بدليل أن الله تعالى يقول :وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ( سورة الأعلى ) .وهذا يعني فيما يعني أن هناك عاداً ثانية ، أو انتظروا عاداً ثانية ، لقد كان تأديبهم بالأعاصير التي تدمر كل شيء أتت عليه .وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ( سورة الحاقة ) .فماذا كانت النتيجة ؟فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ( سورة الفجر ) .أي بالمرصاد لكل من يكون على شاكلة عاد من أمم الأرض إذن هناك قراءات أربع : قراءة بحث وإيمان ، وقراءة شكر وعرفان ، وقراءة وحي وإذعان ، وقراءة طغيان وعدوان ، الثلاث الأولى تسمو بالإنسان وتسعده ، والرابعة تسقطه وتشقيه ، ونحن إذ نكرم المعلم في عيده نتمنى عليه أن يجعلها منهجاً له تعليمه وتوجيهه إن طلب العلم وقراءة ما في الكون والكتاب ، قراءات ثلاث فريضة محكمة من فرائض الدين ، لا تقل أهمية عن فرائضه الأخرى ، بل هي أخطر فرائضه ، وفي الحديث الصحيح : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) .[حديث حسن بطرقه كما قال الحافظ المزي، رواه الإمام أحمد في العلل ، وابن ماجة في السنن رقم 224 ]حتى إن طلب العلم يفضُلُ في ثمراته نوافل العبادات .. ففيما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة ، وطلب العلم يوماً خير من صيام ثلاثة أشهر ... [روي في مسند الفردوس ، عن أبن عباس ] والإسلام من خلال القرآن والسنة ، يرفض أشد الرفض أن تكون القوة ، أو المال ، أو النسب ، أو المظهر أساساً للمفاضلة بين الناس ، لكنه اعتمد العلم قيمة وحيدة مرجِحة بين بني البشر .. قال تعالى : ..ِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ...[سورة الزمر 9]روى الديلمي وابن عبد البر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تعملوا العلم ؛ فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمـــه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبيل الجنة ، والأنيس في الوحشة ، والصاحــب في الوحدة ، والمحدِّث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح عند الأعداء ، والزين عند الأخلاء ، والقرب عند الغرباء ، ويرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الجنة قادة ... ) .[رواه ابن عبد البر في العلم وقال حديث حسن ]والعلم ؛ علم بالله ، وعلم بأمره ، وعلم بخلقه ، أو علم بالحقيقة ، وعلم بالشريعة ، وعلم بالخليقة ، والعلم بالله أصل الدين ، والعلم بأمره أصل العبادة ، والعلم بخلقه أصل في صلاح الدنيا .لقد دعا الإسلام إلى العلم بالله ، من خلال التفكر في خلق السماوات والأرض ، حيث تتابع الأمر به في سور القرآن ، وعُدَّ الأساس الأول لبناء دعائم العقيدة والإيمان .. قال تعالى : قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ [سورة يونس]










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-14, 17:56   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
داعي الله ياسين
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية داعي الله ياسين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

والتفكر في خلق السماوات والأرض نوع من العبادات بل هو من أرقى العبادات ، ففي صحيح ابن حبان عن عطاء أن عائشة رضي الله عنها قالت : (( أتاني النبي صلى الله عليه وسلم في ليلتي وقال : ذريني أتعبد لربي عز وجل فقام إلى القُربة ، فتوضأ ، ثم قام يصلي، فبكى حتى بلَّ لحيته ، ثم سجد حتى بلَّ الأرض ، ثم اضطجع على جنبه ، حتى أتي بلالٌ يؤذنه بصلاة الصبح ، فقال يا رسول الله ما يبكيك ؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله تعالى عليَّ في هذه الليلة : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ[سورة آل عمران] ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ) .وورد عنه أنه قال : ( أمرت أن يكون صمتي فكراً ، ونطقي ذكراً ، ونظري عبرةً ) وقال الحسن البصري ، رحمه الله : " من لم يكن كلامه حكمةً فهو لغو ، ومن لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو ، ومن لم يكن نظره عبرةً فهو لهو .. " . انظر إلى الشمس وسل من رفعها ناراً ، ومن نصبها مناراً ، ومن ضربها ديناراً ، ومن علقها في الجو ساعة ، يدب عقرباها إلى قيام الساعة ، ومن الذي آتاها معراجها ، وهداها أدراجها ، وأحلها أبراجها ، ونقَّل في سماء الدنيا سراجها ، الزمان هي سبب حصوله ، ومنشعب فروعه وأصوله ، وكتابه بأجزائه وفصوله ، لولاها ما اتسقت أيامه ، ولا انتظمت شهوره وأعوامه ، ولا اختلف نوره وظلامه ، ذهب الأصيل من مناجمها ، والشفق يسيل من محاجمها ، تحطمت القرون على قرنها ، ولم يمح التقادم لمحة حسنها . وهي تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة حجماً ، وتبعد عن الأرض مئة وخمسين مليون كيلو متر مسافة ، وهناك نجم في برج العقرب يتسع للأرض والشمس مع المسافة بينهما ، وتصل الحرارة في مركزها إلى عشرين مليون درجة ، فلو ألقيت الأرض في جوف الشمس لتبخرت في زمن قصير ، ويزيد طول ألسنة اللهب المنطلقة من سطحها عن نصف مليون كيلو متر ، لقد صدق الله العظيم إذ يقول : سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ؛ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سورة فصلت] وانظر إلى القلـــب في فعله وأثره ، وغرضه ووطره ، وقــــدْرِه وقَدَره ، وحيطانه ، وجدره ومنافذه وحُجره ، وأبوابه وستره ، وكهوفه وحفره ، وجداوله وغدره ، وصفائه وكدره ، ودأبه وسهره ، وصبره وحذره ، وعظيم خطره ، لا يغفل ولا يغفو ولا ينسى ولا يسهو ، ولا يعثر ولا يكبو ، ولا يخمد ولا يخبو ، ولا يمل ولا يشكو ، وهو دائب صبور بأمر الذي أحسن خلقته ، وأعدَّ له عدته ، وأوقد فيه جذوته ، وقدّر له أجله ومدته ، يعمل من دون راحةٍ ولا مراجعةٍ ولا توجيه . يضخ في اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعبة من الدم ، تجري في مئة وخمسين كيلو متراً من الأوعية ، ويضخ القلب في عمر متوسط ما يملأ حجماً يساوي واحدةً من أكبر ناطحات السحاب في العالم .. لقد صدق الله العظيم إذ يقول : سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ ، وَفِي أَنْفُسِهِمْ ؛ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سورة فصلت]وانظر لتلك الشجـــرة ذات الغصون النضرةكيف نمت من حبـــة وكيف صارت شجـرةفابحث وقل من ذا الـذي يُخرج منهــا الثمرةوانظر إلى الشمس التـي جذوتهــا مستعـرةمن ذا الذي أوجدهــا في الجو مثل الشـررةوانظر إلى الليل فمــن أوجد فيـه قمــرهوزانه بأنجــــــم كالــدرر المنتثـرةوانظر إلى الغيم فمــن أنـزل فيه مطــرهفصـير الأرض بــه بعد اصفرار خضـرهذاك هـــــو الله الذي أنعمه منهمــرةذو حكمة بالغــــة وقـــدرة مقتــدرة*** هذا عن العلم بالله ، علم الحقيقة ، فماذا عن العلم بأمر الله علم الشريعة ؟ إن الإنسان إذا تفكر في خلق السماوات والأرض ، فعرف الله خالقاً ومربياً ومسيراً ، وعرف طرفاً من أسمائه الحسنى ، وصفاته الفضلى ، يشعر بدافع قوي إلى التقرب إليه من خلال امتثال أمره ، واجتناب نهيه ، عندها يأتي علم الشريعة ليبيّن أمر الله ونهيه في العبادات والمعاملات والأخلاق .والشريعة عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ، فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور، ومن الرحمة إلى القسوة ، ومن المصلحة إلى المفسدة ، ومن الحكمة إلى خلافها ، فليست من الشريعة وإن أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل .قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام البخاري في صحيحه : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، وإنما العلم بالتعلم ) .وفي الحديث الشريف الصحيح : ( قليل الفقه خير من كثير العمل ).بل إن التفقه في أحكام الشريعة والعمل بها يُعدُّ أفضل أنواع العبادات قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الدار قطني : ( ما عُبدَ الله بشيءٍ أفضل من فقه في دين ، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد ، ولكل شيءٍ عماد ، وعماد الدين الفقه ) . بقي علم الخليقة ، لقد دعا الإسلام إلى العلم بطبائع الأشياء وخصائصها ، والقوانين التي تحكم العلاقة بينها ، كي نستفيد منها تحقيقاً لتسخير الله جلّ وعلا للأشياء .. قال تعالى : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وتعلُّم العلوم المادية يحقق عمارَة الأرض عن طريق استخراج ثرواتها ، واستثمار طاقاتها ، وتذليل الصعوبات ، وتوفير الحاجات تحقيقاً لقوله تعالى : هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا [سورة هود]وتعلم العلوم المادية ، والتفوق فيها قوة ، يجب أن تكون في أيدي المسلمين ، ليجابهوا أعداءهم ، أعداء الحق والخير والسلام ، تحقيقاً لقوله تعالى : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ، وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ….[سورة الأنفال 6] لأن القوة في هذا العصر هي قوة العلم ، بل إن الحرب الحديثة ليست حرباً بين ساعدين ، بل هي حرب بين عقلين . ولحكمة بالغة لم يشأ الله جل وعلا أن يكون الانتفاع بخيرات الأرض وثرواتها وطاقاتها انتفاعاً بشكل مباشر ، يلغي دور الإنسان ، وإنما جعل هذا الانتفاع متوقفاً على جهد بشري : علم وعمل ، فقد أودع الله في البذرة قوة إنبات ، ولكن لابد للإنسان من أن يزرعها ويرعاها ، وأن يحصدها ، ليجني ثمارها ، وأودع الله في الأرض خامات المعادن ، ولكن لابد للإنسان من أن يبحث عنها ويكتشفها ، وأن يستخرجها ، كل هذا ترسيخاً لقيم العلم والعمل ، وابتلاءً لإنسانية الإنسان ، فهل يرفعه العلم والعمل إلى أعلى عليين ، أم يسقطانه إلى أسفل سافلين ؟. وبالتحرر من الجهل والوهم ، واعتماد النظرة العلمية ، واتباع الطريقة الموضوعية ، نستطيع أن نسقط كل الدعاوى الباطلة المزيفة التي يطرحها أعداؤنا أعداء الدين للنيل من إمكاناتنا وطموحاتنا ، فباعتماد النظرة العلمية تصح رؤيتنا ، وبإيماننا بالله واستقامتنا على أمره نستمد قوتنا ، قال تعالى : إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ، وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ[سورة آل عمران] إن التعلم والتعليم قوام هذا الدين ، ولا بقاء لجوهره ، ولا ازدهار لمستقبله إلا بهما . والناس أحد رجلين : متعلم يطلب النجاة ، وعالم يطلب المزيد .. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العالم والمتعلم شريكان في الخير ، ولا خير في سائر الناس )[ انظر إرواء الغليل للألباني 2/141 ط المكتب الإسلامي] وقد قيل : تعلموا العلم ؛ فإن كنتم سادة فقتم ، وإن كنتم وسطاً سدتم ، وإن كنتم سوقةً عشتم لكن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .ولا بد من أن تكون عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامسة فتهلك وإن هذا العلم دين ، فانظر عمَّن تأخذ دينك .. خذه عن الذين استقاموا ، ولا تأخذه عن الذين مالوا .• العلم الذي نرتزق منه وكفى .. ليس إلا حرفة من الحرف .• والعلم الذي لا يصل تأثيره إلى نفوسنا ، ومن ثم إلى سلوكنا ، ما هو إلا حذلقة لا طائل منها .• العلم الذي يجعلنا نتيه به على غيرنا ، ما هو إلا نوع من الكبر .• والعلم الذي يعطل فينا المحاكمة السليمة والتفكر السديد نوع من التقليد .• والعلم الذي يوهمنا أننا علماء كبار ، هو نوع من الغرور ..• والعلم الذي يسعى لتدمير الإنسان ، والفتك به ، ويسعى لصناعة المرض نوع من الجريمة • والعلم الذي نستخدمـه للإيقاع بين الناس ، والعدوان على أموالهم وأعراضهم ، نوع من الجنوح والانحراف .• والعلم الذي لا يتصل بما ينفعنا في ديننا ، ودنيانا ، نوع من الترف المذموم ..• وفي الدعاء النبوي الشريف : ( اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن أذن لا تسمع ، ومن عين لا تدمع ، ومن نفس لا تشبع ) .وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم واعظين ، ناطقاً وصامتاً ، فالناطق هو القرآن ، والصامت هو الموت ، ويهما كفاية لكل متعظ ) وقد أخبر الواعظ الناطق عن الواعظ الصامت ، حيت قال الله تعالى :أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ* ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَيانفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحيبينها ، لاشك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله تعالى ، إذن فما أكفرك ، ثم أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ، إذن فما أجهلك ، والحمد لله رب العالمين .الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صل ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين إليكم هذه القصة كنموذج من العلماء العاملين :كان أيوب ملك مصر وكان جباراً شديد الهيبة ، حتى إنه ما كان أحد يستطيع أن يتكلم بحضرته ، ولا أن يشفع لأحد عنده ، ولا يتكلم أحد أمامه إلا جواباً لسؤال ، وإذا سجن إنساناً نسيه ، ولا يستطيع أحد أن يكلمه فيه ، أو يذكره به ، وكان له هيبة وعظمة ، في نفوس الناس سواء الخاصة منهم والعامة ، فماذا كان موقف العالم الجليل العز بن عبد السلام من هذا الملك الجبار ؟ في يوم العيد خرج موكب السلطان يجوب شوارع القاهرة ، والناس مصطفون على جوانب الطريق ، والسيوف مسلطة ، والأمراء يقبلون الأرض بين يدي السلطان هيبةً وأبهةً ، وهنا وقف العز بن عبد السلام ، وقال : يا أيوب ، هكذا باسمه مجرداً بلا ألقاب ، فالتفت أيوب الجبار القوي ليرى من الذي يخاطبه باسمه الصريح ، وبلا مقدمات ، وبلا ألقاب ، ثم قال له العز بن عبد السلام : ما حجتك عند الله عز وجل غداً إذا قال لك : ألم أبوئك ملك مصر ، فأبحت الخمور ؟ فقال : أو يحدث هذا في مصر ؟ قال : نعم ، في مكان كذا وكذا حانة يباع فيها الخمر ، وغيرها من المنكرات ، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة ، فقال : يا سيدي أنا ما فعلت هذا ، إنما هو من عهد أبي ، فهز العز بن عبد السلام رأسه ، وقال : إذاً أنت من الذين يقولون : إنا وجدنا آباءنا على أمة ، قال : لا أعوذ بالله ، وأصدر أمراً بإبطالها فوراً ومنع بيع الخمور في مصر .وسأله طالب من طلابه : يا سيدي : كيف واجهت السلطان ولم تخف من بطشه ؟ قال : يا بني استحضرت عظمة الله عز وجل وهيبته فلم أرَ أمامي أحداً .ومرة طرق باب العز بن عبد السلام نائب السلطنة ، ومعه مجموعة من الأمراء ، وكانت سيوفهم مسلطةً يريدون أن يقتلوه ، فخرج ولد العز بن عبد السلام ، واسمه عبد اللطيف ، فرأى موقفاً مهيباً مخيفاً ، فرجع إلى والده ، وقال يا والدي انج بنفسك ، الموت الموت ، قال : ما الخبر ؟ قال : كيت وكيت ، فقال العز بن عبد السلام لولده : يا ولدي والله إن أباك لأحقر ، وأقل من أن يقتل في سبيل الله ، ثم خرج مسرعاً إلى نائب السلطنة ، فلما رآه نائب السلطنة يبست أطرافه ، وتجمد ، وأصابته حالة من الذعر والرعب ، وأصبح يضطرب ، وسقط السيف من يده ، واصفر وجهه ، وسكت قليلاً ، ثم بكى من هاب الله هابه كل شيء ، ومن لم يهب الله أهابه الله من كل شيء . الدعاء • اللهم أخرجنـا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .• اللهم أغننا بالعلم ، وزينا بالحلم ، وأكرمنا بالتقوى ، وجملنا بالعافية .• اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحتك في عبادك الصالحين . • اللهم صن وجوهنا باليسار ، ولا تبذلها بالإقتار ، فنسترزق من دونك ونسأل شر خلقك ، ونبتلى بحمد من أعطى وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء ، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء .• اللهم أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام والمسلمين ، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، لما تحب وترضى اللهم وفق بينهم ، ووحد كلمتهم ، واجمعهم على الحق والخير والهدى وانصرهم على أعدائك وأعدائهم يا كريم .• اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه لكل خير ، ومن أراد بهم غير ذلك فخذه أخذ عزيز مقتدر .• اللهم انصر أهلنا في العراق وفلسطين ، على أعدائهم ، الذين باؤوا بغضب منك .• اللهم وفِّق السيد رئيس الجمهورية ، بشار الأسد ، لما فيه خير البلاد والعباد ، وهيئ له بطانة خير ، ووزراء صدق ، يا رب العالمين ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .• والحمد لله رب العالمين عباد الله .... إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .أقم الصلاة ، وقوموا إلى صلاتكم ، يرحمكم الله










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-11, 16:30   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
لؤي طالب العلم
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية لؤي طالب العلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ايييييييييييي مقااااااااااااالة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ موووووو فاهم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالة, اريد, افريل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc