ماكدونالد والاصمعي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية

قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ماكدونالد والاصمعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-28, 19:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اشبيلية
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية اشبيلية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ماكدونالد والاصمعي

السلام عليكم.
اعتدنا ان نختار اطايب الاشعار ....لكن اليوم انتقلت العدوى الى الفن النثري .....
المقال الذي احضرته اليوم ....يعد من اروع ما قرأت .



للامانة ...المقال من منتديات الساخر...للكاتب -الى آخره -
.....
....................
.............................

"صوت صفير البلبل ، هيّج قلبي الثملِ "
ركب الأصمعي يوما ناقته ، وجر إزاره ، وأقفل هاتفه النقال ، ليبتعد عن كل مشغل لاه ..
وعزم على أن يدور المدينة من أولها إلى أطرف أطرافها ، ليستقصي خبرا ، وينشد أثرا ، ويلمح عبرا ..
وانطلقت الناقة مسرعة صوب طريق المدينة الطويل ، لا تأبه بالمسارات والأزقة ..ولا لوحات التنبيه ..ولا خطوط الطريق المتعرج ..بيضاءها وصفراءها
والأصمعي فوق ذلك ، فاغر الفم ، راجف القلب ، مضطرب النظرات ، لا يدري أين هو ، أفي البرزخ يختال .. أم بالقبر لا زال ..؟
أما الدنيا فهي أقل من أن تكون هكذا .. هكذا كان يحدث نفسه ..جر ناقته من خطامها حتى كادت تسقط ، ووقف مبهوتا ، يسترجع الشعر والعربية و النحو ..
ولكن .. لا نحوه ، ولا شعره ، ولا عربيته أغنت عنه شيئا

توقف ساعة من دهر ، يتهجأ "ماك دونالد" ويتعتع ، ويخطئ ويستعجب ،إذ يعلم أنه ماهر بالقراءة ..
حتى إذا لم يتبينها ، ورأى بداخلها هؤلاء الوالجين والخارجين يحملون كؤوسا حمراء كقنينات الخمر .. حوقل واسترجع ، وهبّ من لحظته ، وحلف ليلجنّ دار الخلافة الساعة ليؤدي النصيحة إلى الخليفة مشافهة بلا ترجمان : أي فجور هذا ، وأي اشهار للمنكر هذا .. ؟
أن يعلن علج من علوج الروم أو زمول من زماميلهم عن نفسه وسط المدينة ، والناس والجون عليه خارجون بأمتعتهم ، وزاد ، وبهجة ، بل وبشراب أسود اللون والرائحة والمخبر .. إن هذا لأمر يراد

وما أن سار حتى استوقفته "ماك دونالد" ، فككها ، حللها ، سماعية هي أم قياسية ، على وزن فعلالي ، أم على وزن الشيطان أم ما الأمر يا اصمعي ..؟؟هكذا كان يحدث المسكين نفسه ، وعقد العزم فشدد في عقده ، واعتلى ظهر راحلته وانطلق مسرعا لا يلوي على شيء ، يبتغي وسط المدينة ، حيث دار الإمارة وامير المؤمنين ،ولن يخيب فيه رجاه وأمله ..

رمى الآفاق قبل القريب من الارض ببصره ، كلُ شيء غريب وذا ينفذ صبره ، حتى الشمس ، اخت يوشع قد تنكرت له ، إذ تحملق قرصها فيه شزر ، ما عهد الشمس هكذا ، أتراها اصيبت بشيء يقال له الإحتباس الحراري أم هو الشيء الآخر المسمى بـ ثقب الأوزون، ألم يوقعوا بعد على معاهدة "كيوتو" ؟
التفت يسارا فوجد كلاما يعقله ، وعربية يعرفها ، قرأ فرحا جذلا: (النادي الأدبي )!!
كبّر وافتر مبسمه عن ضواحك ، وترنم ترنم الصادي ، خلع نعليه وظن أنه بالوادي ، وبعد أن ولج ببعيره ردهة النادي ، استقبله قيِّمه "حارس الأمن" بغلظة وجفاء :
- وين يا أخ ..؟
- إلى أين .. أتراني والجا دار أبيك .. أم يممت خدر اختك..؟؟
- الأخ "سعودي"؟
- أنا الأصمعي يا أحمق!
- أقول الأخ سعودي ؟؟ ولا تكثر هرج
- أي عربية هذه التي تنطق ، أم هي رطانة العجم ..
وعلا صوته بعد أن اشطاط غضباً
فخرج مدير النادي يستقصي مصدر الجلبة ، خشية أن تتحول إلى عراك يدوي وحلبة ، ولحسن الحظ أنه قد زار النادي في ذلك اليوم ، وكان من شأنه أنه كثير الغياب والنوم ، وحينا يكون في المزادات يروم منخفض الصفق والسوم ..
ولما رأى الراحلة والعمامة ، والأعرابي الذي رأسه كالثغامة ، ارتدى وجهه عريض الإبتسامة ، نص في الفرجة دونما مسارعة، قال قبل أن يبدي ملامة:
- " من أنت ..؟ لا يكون .."
- الأصمعي ..

أمعن في حيلته ، وأراد أن يحاكيه في مسرحيته ، وعلى الفور قال في ساعته:
- "أي أصمعي يا رجل ..؟"
- وكم أصمعيا تعرف ..؟
- " هل تصدق يا أخ ، أنني أبتهج لمرأى مثلك ، ممن يحبون التراث ، ويتزيون بزيه وسحنته، ويكرهون بهارج هذه الحضارة المجنونة ، سـوف أحاول أن أطرح عليهم في الإجتماع القادم ، مسألةَ ضمك لمقتنيات التراث بنادينا .. تفضل ، تفضل ..قلّط ، قلّط "

لم يفقه الأصمعي شيئا مما قال الرجل ، ولاذ بالصمت فما نطق ولا استهل ، لكنه استجاب لإشارة يده ، وولج النادي بعده ، وسأل ..
- ماذا عندكم بناديكم هذا؟
- " عندنا ـ طال عمرك ـ الشعر والنثر ، وما تناثر بينهما.."
- أنشدني إذن ..
- "هل تريد لمحمود درويش أم حجازي ؟؟"
- أتتخذني هزوءاً !! من هؤلاء النكرات الهوالك يا أخا العرب؟؟
- " أقول اركد وانا اخوك .. ترى هذولا أشعر اهل هذا الزمان !!"
- قاتل الله الغفلة ، وأين جرير ، وأين الكميت ، .. ، والأخطل والأعشى ، وهل نسيت العباس بن الأحنف حتى تأتي إلى موالي القوم ، ثم تصمني بأنّ هؤلاء أشعر شعراء يمكن أن أسمع لهم ..
- " أسمع يا أخ .. أحسّ بالرجعية تجتاحك من كل مكان ..في لهجتك .. وزيك .. وأخيرا شعراءك هؤلاء ، الذين لا يفرقون ما بين المدرسة الكلاسيكية ، ولا رمزية المهجر ، وأظنني"..
- ثكلتك أمك اللحظة .. هل تشتمني وتتشمت بي ؟؟
- "عن الغلط لو سمحت ، إلا الوالدة ، أنا قلت لك .."
- والله لبطن الأرض خير من ظهرها .. أوَ قُدِّرَ لي أن أحيا حتى ينمو إلى أسماعي شتائم من أمثالك ، يا لكع بن لكع ؟

وخرج الأصمعي وهو من الغضب في مزيد ، يهز رأسه أسفا وحنقاً من جديد، ولاعنا كل الأسماء التي وجدها بالداخل ، يحدث نفسه : أقول له انشدني عن أشعرهم ، فيقول هل سمعت بفاطمة ناعوت .. نعته الله وإياها بكل سوء .. واستنشده عن شعر يني يعرب ، فيقول لي أسمعك الساعة مقطعا لأليوت ، قطع الله إليته وإلية من عرّفه عليه .. ثم شخص ببصره إلى الارض وانشد : ولكن الفتى العربي فيها ،،، غريب اليد والفم واللسان ...وحلف ليمضين صوب دار الخليفة يستنجده ، ويطلبه المدد في أن يخرج الروم وأذنابهم من البلد ، بعد كل هذا الرطن الذي وجده ، والكبد الذي ألمّه وكبَّده ..فمضت به الراحلة ، تسلك السكك الممهدة القاحلة ، ولا يجل في عينه إلا ضياع اللغة وبوار الشعر والقافية ،حتى وصل لسور عظيم ..قد ارتص الجند وقوفا به محيطين ، عن اليمين واليسار مهطعين عِزين ..وتراصوا على عمدان مزروعة ، واسلحة بإيديهم مشهورة ليس بينها سيف ولا رمح ..والناس لا تمر من أمامهم إلا منجفلين سراعا ، فكاد لفرط غضبه أن يلج ، غير أنه تهيب ، وتريث ، وود لو سأل أحدهم: إن كان الخليفة بها أم بالحج أم أنّ هذا العام عام الغزو ؟؟

وما برح حتى مر بجانبه فتى ، قد لبس قمصيا عليه تصاوير زاهية ، وسروالا يستره ويصفه ، فأنكر ملبسه وهيئته ، لكن عمامته شفعت له عند الإمام الأصمعي ، فصاح به:
- يا رجل ..
- "إسفيه"
- من هو السفيه ، لاحول ولاقوة إلا بالله ، أهذه دار الخليفة ..؟
- " أيس كلام إنته"
- قلت لك أهذه مثوى رحل الخليفة التي يصدر منها فرمانه ..؟
- "إنت مزنون .. هذا سفارة أمريكية .. يالله يمسي من هنا ، حكومة بعدين سيل انته"
- ماذا تقول ـ لحاك الله ـ ألا تحسن كلمة ولا تفقه قولاً بلا لحن وعجمة ؟؟
وحلف بأغلظ الايمان هذه المرة ليمضينّ غير آبه بكل كوامن اسئلته ، حتى يطرحها بين يدي حامي حمى المسلمين ، خليفة الدنيا وحارس الدين ، وصادف اقتحامه ببعيره ، خروجَ القنصل الأمريكي ، والذي افتر باسما يقول للجنود بانجليزية:أنه منذ زمن وهو يتمنى أن يرى مفاجأة من هذا النوع في جدة ، إنه حتى الساعة لم يتمتع بركوب أحدها .. فهرع إليه الأصمعي ، وهو يرى الجنود يحيطون به من كل جانب ، وذاكم الأمرد الاملص من بينهم يضحك له ويوميء له بعينيه ، وتعابير وجهه ، أنْ تعال !
- لعائن الله عليكم تترى ، أبيَ مسّ من الجن أم تخطف الشياطين عقلي؟
أفسحوا الطريق ، لألقى الخليفة ، أبغيه في شأن جلل ، .. ، وهز راحلته يحثها على الولوج ، التمعت عينا السفير الزرقاوين ، ولمح الأصمعي .. تدور في عينه ملامح الشر ، ولم يدر الأحمق ما الأمر ، ولا الأصمعي كذلك درى ، فخرجت الأوامر بقصف البعير ومن عليه ..


فاعتلت الصحف من صبيحة اليوم التالي عناوين مثيرة ، تشد المواطنين:
" رجعيٌ تقليديٌ مفخخ ، يحاول اقتحام السفارة الأمريكية ببعيره ، والسلطات الأمنية تتصدى له بكل بسالة ، وتحبط مخططاته .. "

وفي ثنايا الخبر:
" القبض على عشرة آخرين معه ، وجد بحوزتهم مبالغ مالية طائلة ، وكمية من الكلانشكوف والديناميت الكافي لتكرار كارثة تشرنوبل ، واخيراً الإعلان عن عشرين مطلوبا أمنيا لاذوا بعد مداهمة أخر أوكارهم بالفرار"

الصحف الأخرى ، تحدثت عن بسالة رجال الأمن ، وعن عدد الأسلحة التي صودرت من قبل الجاني أو الجناة كما يقول تقرير وزارة الداخلية ، ..

العربية ، بثت شريطا مصورا للحادثة ..
وأكدت على جرم هؤلاء الرجعيين ، وخطورة أمرهم ، واستضافة ، الهمام النحرير ، مساري الذايدي ، الذي أبدى في تحليله السياسي الأروع ، أن هؤلاء الرجعيين ـ وحسب ما يعرفه عنهم وعن أحوالهم ـ يرون بحرمة امتطاء السيارات ، وكل مستلزمات الحضارة الجديدة والمعاصرة ، وتوقع عمليات مثيلة متقاربة في الآونة القادمة ، حاثا السلطات الأمنية على التصدي لكل "بعارين" طريق الرياض -القصيم ، واصفا إيها بأنها الأخطر نوعا ورجعية ، وكذلك راكبوها .. حسبما قال فض الله فاه ..

وكذلك فعل المحلل المخلخل الآخر :فارس بن حزام ..والذي أشار للقناة أن توقع وقوع مثل هذه الحالة ، من قبل ، وأنه ذكر ذلك في أحد تصريحاته الخاصه جدا جدا لاحداهنّ ، في برنامج الساعة الواحدة ليلا .. لكن حِلْمَ أمير المواطنين ورأفته ، منعت السلطات من أن تستبق الحدث الآثم وتمنع وقوعه ، واخذ الضالين بالظن ..!
وهكذا مات الأصمعي ، وهو بعد يتجرع متهجيا وقائع المحنة "ماك دونالد" ..

سيناريو : رماد انسان
تنفيذ واخراج : إلى آخره!








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-06, 17:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صُبح الأندلس
عضو فضي
 
الصورة الرمزية صُبح الأندلس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع و أسلوب ساخر هادف
و أظن علماء العربية يتمنون رجعة إلى الدنيا فقط ليتبرؤوا منا ، ثم يعودوا إلى قبورهم غير آسفين علينا .









رد مع اقتباس
قديم 2012-12-08, 19:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
choayb1987
عضو فريق رفع إعلانات التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلااااا










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-14, 13:45   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
selma ahmed
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية selma ahmed
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هايلة ههه ممتعة القراءة لم اقرا شيئا منذ زمن بهذا السبك الجيد بورك في قلمك










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-29, 22:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قمر الخلق
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية قمر الخلق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

واسفاه على ما مضى من مجدك يا لسان امام المرسلين
واسفاه على من قد حملوا في يوم ما شعلتك









رد مع اقتباس
قديم 2013-08-07, 03:35   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ابراهيم سوفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابراهيم سوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ماكدونالد, والاصمعي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc