االقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

االقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-13, 22:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










456ty االقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر

( القول في بعض الصفات كالقول في بعضٍ) فإن كان المخاطب ممن يقول بأن الله حيٌّ بحياة، عليمٌ بعلم، قديرٌ بقدرة، سميعٌ بسمع، بصيرٌ ببصر، متكلمٌ بكلام، مريدٌ بإرادة، ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع فى محبته ورضاه وغضبه وكراهته، فيجعل ذلك مجازاً، ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات.


فيقال له: لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته بل القول في أحدهما كالقول في الآخر، فان قلت: إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل.

وإن قلت: إن له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به، قيل لك: وكذلك له محبة تليق به وللمخلوق محبة تليق به، وله رضا وغضب يليق به، وللمخلوق رضا وغضب يليق به). مجموع الفتاوى (3/17)

هذا كلام ابن تيمية رحمه الله
-وقد بناه على أن الصفات متساوية، وأنه لا فرق بين الصفات التي ثبتت بالخبر، وبين الصفات التي ثبتت بالخبر والعقل، وهذه التسوية لا يمكن أن تصح، وهذه القاعدة لا يمكن أن تثبت، إذ الفروق - بين الصفات الثابتة بالعقل والنقل وبين الصفات الخبرية - واضحة جلية، ذكرها أهل العلم.
-
(وهذا الأصل لا يمكن أن يستقيم أبدا، لأن الباحث في نصوص الصفات يجد بوضوح الفروق الآتية:

1) الصفات غير الخبرية كلها ثابتة بالسمع مع العقل، بخلاف الصفات الخبرية التي طريق ثبوتها الخبر المجرد، وهذا أمر متفقٌ عليه عند الجميع، وهذا لوحده كافٍ في الرد على هذا الأصل، فإذا اقترن بذلك أن العقل يعارض ظاهر الخبر – كما يرى أهل التأويل- بَانَ الفرق الأوسع، ولنأخذ مثالاً على هذا:
كون الله قادراً، هذا ثابت بالعقل، فالعقل لا يتصور إلهاً عاجزا، وثابتٌ بالنقل أن الله على كل شيء قدير.
وأما اليدان فعلى أقل تقدير يتفق عليه الجميع أن العقل لا يدرك هذه الصفة.
لكن بالنظر العقلي المجرد قد يصل الإنسان إلى نفي ذلك عن الله، لأن العقل حاكم على اليد أنها صفة الحيوان، يستعين بها على أداء أعماله، فهي دليل عجزه، بدليل أن الأشل أو الأقطع لا يستطيع أداء عمله كما يريد، فاليد جاءت لتكمل نقصا ذاتياً في الحيوان، فلماذا تكون للفعال المطلق يد؟

ثم اليد دليل التركيب في الذات، وهذا أمارة الحدث، لافتقاره إلى المركِّب أو المخصِّص.
فإن قيل: إن اليد ليست هي العضو المعروف في الحيوان، ولكنها يد تليق بالله.

قيل: العقل لا يعرف غير هذه اليد بمعناها المعروف في الحيوان، وأما اليد التي تقولون عنها: تليق بذات الله، فإن كانت تفيد التركيب فعلى أي صفة كانت فهي لا تليق بالله، لأننا لم ننف اليد المعروفة إلا لأنها تفيد التركيب.

وإن كانت لا تفيد التركيب، فهذا هو قول المؤولين، لأنهم قالوا: الله يخلق بقدرته، فحينما يرد مثلا: أن الله خلق الأنعام وبنى السماء بيده: [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ] {يس:71}، [وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ] {الذاريات:47}، وقد اتفقنا هنا أن اليد ليست عضواً، وإنما هي صفة يقدر الله بها على الخلق، فلا أقرب لمعنى هذه اليد من القدرة.

2) إذا جعلنا الدليل العقلي بجانب، واتجهنا إلى دراسة الأدلة السمعية في الصفات، فإننا سنجدها مختلفة، فأغلب الصفات التي دل العقل على وجوبها جاءت في النقل مقصودة لذاتها، وربما مقترنة بصيغة الأمر بالإيمان بها، [فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ] {محمد:19}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:231}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {البقرة:233}، وهكذا في الإرادة والسمع والقدرة ونحوها، بينما أغلب النصوص في الصفات الخبرية لم تأت لتقرير صفةٍ لله، أو الأمر بالإيمان بها، وإنما يتكلم الله سبحانه عن سفينة نوح ويصف سيرها فيقول سبحانه وتعالى: [تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ] {القمر:14}، وتكلم الله عن الإنفاق وسعته عند الله فيقول عز وجل: [بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ] {المائدة:64}، ولم يأت أبداً نصٌ يقول: آمنوا أن الله له عينٌ أو اعلموا أن الله متصف باليدين، بينما تجد التأكيد على الصفات الأخرى حتى كان من أسلوب القرآن المعروف أن يختم آياته بتقرير تلك الصفات، [وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {المائدة:120} [وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الشُّورى:11} } [وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {إبراهيم:4}، [وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:29}، بينما لم يرد وهو الذي له يدان ونحوها.


وخلاصة الأمر أن الصفات غير الخبرية سيق لها النص أصالة وأغلب الصفات الخبرية لم يُسَق النص لها، وإنما ذكرت في النص عرضاً، والفرق بين الحالتين معروف في كتب الأصول، فافترقت الخبرية عن غيرها من هذا الجانب، وهو في غاية الأهمية والله أعلم.

3) اشتقاق الأسماء الحسنى من الصفات غير الخبرية يعطيها قوة تفتقر إليها الصفات الخبرية، وعلى سبيل المثال: الله قدير وهو متصف بالقدرة، وعليم وهو متصف بالعلم، وسميع وهو متصف بالسمع، وهكذا.
بينما أغلب الصفات الخبرية لم تشتق منها أسماء الله ، فلم يسم الله نفسه ماكرا أو مستهزئا أو مخادعا أو مترددا أو مستويا أو النازل أو الآتي ونحوها، وهذا فارق آخر لا يقل أهمية عن سابقيه.

4) شيوع الخلاف في الصفات الخبرية عند أهل السنة والجماعة، بل وعند السلف، كما نقل ابن تيمية لنا اختلاف الصحابة في تأويل الساق، وكما اختلف هو وتلميذه ابن القيم في تأويل الوجه، مع عدم وجود أي خلاف يذكر في غير هذه الصفات لا عند السلف ولا عند غيرهم من أهل السنة، دليل على وجود فرق بين هذه الصفات وتلك، فكيف إذاً يسلَّم لابن تيمية هذا الأصل). الصفات الخبرية عند أهل السنة والجماعة (ص122)

وقد جلَّى المسألة من وجه آخر العلامة محمد صالح بن أحمد الغرسي فقال: (هل يصح أن يقال: لله تعالى يد لا كيدنا وجنب لا كجنبنا....؟
وأما أنه هل يصح أن يقال: لله يد لا كيدنا وجنب لا كجنبنا ورجل لا كرجلنا وأصبع لا كأصبعنا؟ وهل يصح أن يقال: لله تعالى رحمة ليست كرحمتنا ورضى ليس كرضانا وغضب ليس كغضبنا؟. الثاني صحيح والأول غير صحيح. والفرق بينهما من وجوه:

الأول: أنك في الثاني تثبت صفة معنوية لله تعالى أثبتها الله تعالى لنفسه من الرضى والغضب ونحوهما، ثم تنفي عن الله تعالى ما يوهمه اللفظ من التغير والإنفعال الذي هو على الله تعالى محال، فتعود هذه الصفات إلى صفة الإرادة أو إلى صفة الفعل كما قدمناه، فيكون كلامك من نوع قولنا: لله علم لا كعلمنا حيث أثْبَتَّ لله تعالى العلم، ونفيتَ أن يكون على وجه النقص الذي هو في حقه تعالى محال، فينفعك قولك: "ليس كرضانا" بعد قولك: "لله تعالى رضا" حيث يفيد قولك هذا أن رضاه تعالى ونحوه ليس على وجه التغير والإنفعال الذي هو على الله محال.
وأما في قولك: "لله تعالى يد لا كيدنا" فمن أجل أن اليد موضوع للعضو المعلوم، وهي منفية عن الله تعالى أصلا بدلائل مخالفته للحوادث، فقد أثْبَتَّ بقولك هذا لله ما هو منفي عنه أصلا ورأسا، ولم تثبت له ما هو ثابت له أصلا ومنفي عنه وصفا وكيفية، حتى ينفعك بعد قولك: "لله يد" قولُك: "لا كيدنا"، بل يكون قولك: "لا كيدنا" كلاما لا معنى له ومناقضا لقولك: "لله يد" إن كنت أردت بقولك: "لا كيدنا" نفي الوصف والأصل لأنك نفيت به ما أثبته بقولك: "لله يد"، ويكون مؤكدا للتشبيه والتمثيل إن أردت بقولك: "لا كيدنا" نفي الوصف دون الأصل لأنك تكون قد أثبت لله أصل الجارحة، ونفيت عنها الوصف والهيئة المخصوصة ليد الإنسان، فيكون كلامك هذا من قبيل قولك: "لله نسيان لا كنسياننا ومرض لا كمرضنا".

والثاني: أن الله تعالى قد أسند الرحمة والرضى والغضب ونحوها إلى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله على وجه الإسناد التام الذي هو بين الفعل وفاعله والمبتدأ وخبره ونحوها، حيث وصف الله تعالى نفسه بالغفور الرحيم والرحمن الرحيم، وقال: (إلا من رحم الله) الدخان 42 وقال تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقال: (وغضب الله عليهم).
وأما ما هو موضوع للأعضاء والجوارح ونحوها فلم يرد في كلام الله تعالى وكلام رسوله إسنادها إلى الله تعالى على هذا الوجه، وإنما ورد نسبتها إلى الله تعالى على وجه الإضافة فقط كقوله تعالى: (بيده الملك) وقوله: (في جنب الله).

الثالث: أن الرضى والرحمة والغضب ونحوها قد سيقت في كلام الله تعالى وكلام رسوله على وجه إثباتها لله تعالى، ولم تسق فى كلامهما على طريق إثبات أمر آخر لله تعالى، وأما اليد والجنب والرجل والأصبع ونحوها فلم تسق فى كلام الله تعالى وكلام رسوله على طريق إثباتها لله تعالى، بل سيقت على طريق إثبات أمر آخر لله تعالى. فمثلا قوله تعالى: (تبارك الذي بيده الملك) سيق لإثبات الملوكية والسلطنة المطلقة لله تعالى ،لا لإثبات اليد لله تعالى، وقوله تعالى: (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) سيق لإثبات الحسرة على التفريط في حقوق الله، لا لإثبات الجنب لله تعالى.

وقول النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) سيق لبيان أن قلب الإنسان طوع إرادته تعالى وقدرته يقلبه كيف يشاء، ولم يَرِدْ لإثبات الأصابع لله تعالى، ولا لبيان أن في جوف كل إنسان أصبعين من أصابع الرحمن مكتنفتين بقلبه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، إلى غير ذلك من الأمثلة، والله تعالى أعلم بالصواب). منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق.


يتبع.............................................. ........................منقول فقط









 


قديم 2013-12-14, 16:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
habiba81
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية habiba81
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-12-14, 18:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ajmal 7awa2
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الطرح










قديم 2013-12-14, 19:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الفداء الجلفي مشاهدة المشاركة
( القول في بعض الصفات كالقول في بعضٍ) فإن كان المخاطب ممن يقول بأن الله حيٌّ بحياة، عليمٌ بعلم، قديرٌ بقدرة، سميعٌ بسمع، بصيرٌ ببصر، متكلمٌ بكلام، مريدٌ بإرادة، ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع فى محبته ورضاه وغضبه وكراهته، فيجعل ذلك مجازاً، ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات.


فيقال له: لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته بل القول في أحدهما كالقول في الآخر، فان قلت: إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل.

وإن قلت: إن له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به، قيل لك: وكذلك له محبة تليق به وللمخلوق محبة تليق به، وله رضا وغضب يليق به، وللمخلوق رضا وغضب يليق به). مجموع الفتاوى (3/17)

هذا كلام ابن تيمية رحمه الله
-وقد بناه على أن الصفات متساوية، وأنه لا فرق بين الصفات التي ثبتت بالخبر، وبين الصفات التي ثبتت بالخبر والعقل، وهذه التسوية لا يمكن أن تصح، وهذه القاعدة لا يمكن أن تثبت، إذ الفروق - بين الصفات الثابتة بالعقل والنقل وبين الصفات الخبرية - واضحة جلية، ذكرها أهل العلم.
-
(وهذا الأصل لا يمكن أن يستقيم أبدا، لأن الباحث في نصوص الصفات يجد بوضوح الفروق الآتية:

1) الصفات غير الخبرية كلها ثابتة بالسمع مع العقل، بخلاف الصفات الخبرية التي طريق ثبوتها الخبر المجرد، وهذا أمر متفقٌ عليه عند الجميع، وهذا لوحده كافٍ في الرد على هذا الأصل، فإذا اقترن بذلك أن العقل يعارض ظاهر الخبر – كما يرى أهل التأويل- بَانَ الفرق الأوسع، ولنأخذ مثالاً على هذا:
كون الله قادراً، هذا ثابت بالعقل، فالعقل لا يتصور إلهاً عاجزا، وثابتٌ بالنقل أن الله على كل شيء قدير.
وأما اليدان فعلى أقل تقدير يتفق عليه الجميع أن العقل لا يدرك هذه الصفة.
لكن بالنظر العقلي المجرد قد يصل الإنسان إلى نفي ذلك عن الله، لأن العقل حاكم على اليد أنها صفة الحيوان، يستعين بها على أداء أعماله، فهي دليل عجزه، بدليل أن الأشل أو الأقطع لا يستطيع أداء عمله كما يريد، فاليد جاءت لتكمل نقصا ذاتياً في الحيوان، فلماذا تكون للفعال المطلق يد؟

ثم اليد دليل التركيب في الذات، وهذا أمارة الحدث، لافتقاره إلى المركِّب أو المخصِّص.
فإن قيل: إن اليد ليست هي العضو المعروف في الحيوان، ولكنها يد تليق بالله.

قيل: العقل لا يعرف غير هذه اليد بمعناها المعروف في الحيوان، وأما اليد التي تقولون عنها: تليق بذات الله، فإن كانت تفيد التركيب فعلى أي صفة كانت فهي لا تليق بالله، لأننا لم ننف اليد المعروفة إلا لأنها تفيد التركيب.

وإن كانت لا تفيد التركيب، فهذا هو قول المؤولين، لأنهم قالوا: الله يخلق بقدرته، فحينما يرد مثلا: أن الله خلق الأنعام وبنى السماء بيده: [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ] {يس:71}، [وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ] {الذاريات:47}، وقد اتفقنا هنا أن اليد ليست عضواً، وإنما هي صفة يقدر الله بها على الخلق، فلا أقرب لمعنى هذه اليد من القدرة.

2) إذا جعلنا الدليل العقلي بجانب، واتجهنا إلى دراسة الأدلة السمعية في الصفات، فإننا سنجدها مختلفة، فأغلب الصفات التي دل العقل على وجوبها جاءت في النقل مقصودة لذاتها، وربما مقترنة بصيغة الأمر بالإيمان بها، [فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ] {محمد:19}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:231}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {البقرة:233}، وهكذا في الإرادة والسمع والقدرة ونحوها، بينما أغلب النصوص في الصفات الخبرية لم تأت لتقرير صفةٍ لله، أو الأمر بالإيمان بها، وإنما يتكلم الله سبحانه عن سفينة نوح ويصف سيرها فيقول سبحانه وتعالى: [تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ] {القمر:14}، وتكلم الله عن الإنفاق وسعته عند الله فيقول عز وجل: [بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ] {المائدة:64}، ولم يأت أبداً نصٌ يقول: آمنوا أن الله له عينٌ أو اعلموا أن الله متصف باليدين، بينما تجد التأكيد على الصفات الأخرى حتى كان من أسلوب القرآن المعروف أن يختم آياته بتقرير تلك الصفات، [وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {المائدة:120} [وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الشُّورى:11} } [وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {إبراهيم:4}، [وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:29}، بينما لم يرد وهو الذي له يدان ونحوها.


وخلاصة الأمر أن الصفات غير الخبرية سيق لها النص أصالة وأغلب الصفات الخبرية لم يُسَق النص لها، وإنما ذكرت في النص عرضاً، والفرق بين الحالتين معروف في كتب الأصول، فافترقت الخبرية عن غيرها من هذا الجانب، وهو في غاية الأهمية والله أعلم.

3) اشتقاق الأسماء الحسنى من الصفات غير الخبرية يعطيها قوة تفتقر إليها الصفات الخبرية، وعلى سبيل المثال: الله قدير وهو متصف بالقدرة، وعليم وهو متصف بالعلم، وسميع وهو متصف بالسمع، وهكذا.
بينما أغلب الصفات الخبرية لم تشتق منها أسماء الله ، فلم يسم الله نفسه ماكرا أو مستهزئا أو مخادعا أو مترددا أو مستويا أو النازل أو الآتي ونحوها، وهذا فارق آخر لا يقل أهمية عن سابقيه.

4) شيوع الخلاف في الصفات الخبرية عند أهل السنة والجماعة، بل وعند السلف، كما نقل ابن تيمية لنا اختلاف الصحابة في تأويل الساق، وكما اختلف هو وتلميذه ابن القيم في تأويل الوجه، مع عدم وجود أي خلاف يذكر في غير هذه الصفات لا عند السلف ولا عند غيرهم من أهل السنة، دليل على وجود فرق بين هذه الصفات وتلك، فكيف إذاً يسلَّم لابن تيمية هذا الأصل). الصفات الخبرية عند أهل السنة والجماعة (ص122)

وقد جلَّى المسألة من وجه آخر العلامة محمد صالح بن أحمد الغرسي فقال: (هل يصح أن يقال: لله تعالى يد لا كيدنا وجنب لا كجنبنا....؟
وأما أنه هل يصح أن يقال: لله يد لا كيدنا وجنب لا كجنبنا ورجل لا كرجلنا وأصبع لا كأصبعنا؟ وهل يصح أن يقال: لله تعالى رحمة ليست كرحمتنا ورضى ليس كرضانا وغضب ليس كغضبنا؟. الثاني صحيح والأول غير صحيح. والفرق بينهما من وجوه:

الأول: أنك في الثاني تثبت صفة معنوية لله تعالى أثبتها الله تعالى لنفسه من الرضى والغضب ونحوهما، ثم تنفي عن الله تعالى ما يوهمه اللفظ من التغير والإنفعال الذي هو على الله تعالى محال، فتعود هذه الصفات إلى صفة الإرادة أو إلى صفة الفعل كما قدمناه، فيكون كلامك من نوع قولنا: لله علم لا كعلمنا حيث أثْبَتَّ لله تعالى العلم، ونفيتَ أن يكون على وجه النقص الذي هو في حقه تعالى محال، فينفعك قولك: "ليس كرضانا" بعد قولك: "لله تعالى رضا" حيث يفيد قولك هذا أن رضاه تعالى ونحوه ليس على وجه التغير والإنفعال الذي هو على الله محال.
وأما في قولك: "لله تعالى يد لا كيدنا" فمن أجل أن اليد موضوع للعضو المعلوم، وهي منفية عن الله تعالى أصلا بدلائل مخالفته للحوادث، فقد أثْبَتَّ بقولك هذا لله ما هو منفي عنه أصلا ورأسا، ولم تثبت له ما هو ثابت له أصلا ومنفي عنه وصفا وكيفية، حتى ينفعك بعد قولك: "لله يد" قولُك: "لا كيدنا"، بل يكون قولك: "لا كيدنا" كلاما لا معنى له ومناقضا لقولك: "لله يد" إن كنت أردت بقولك: "لا كيدنا" نفي الوصف والأصل لأنك نفيت به ما أثبته بقولك: "لله يد"، ويكون مؤكدا للتشبيه والتمثيل إن أردت بقولك: "لا كيدنا" نفي الوصف دون الأصل لأنك تكون قد أثبت لله أصل الجارحة، ونفيت عنها الوصف والهيئة المخصوصة ليد الإنسان، فيكون كلامك هذا من قبيل قولك: "لله نسيان لا كنسياننا ومرض لا كمرضنا".

والثاني: أن الله تعالى قد أسند الرحمة والرضى والغضب ونحوها إلى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله على وجه الإسناد التام الذي هو بين الفعل وفاعله والمبتدأ وخبره ونحوها، حيث وصف الله تعالى نفسه بالغفور الرحيم والرحمن الرحيم، وقال: (إلا من رحم الله) الدخان 42 وقال تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقال: (وغضب الله عليهم).
وأما ما هو موضوع للأعضاء والجوارح ونحوها فلم يرد في كلام الله تعالى وكلام رسوله إسنادها إلى الله تعالى على هذا الوجه، وإنما ورد نسبتها إلى الله تعالى على وجه الإضافة فقط كقوله تعالى: (بيده الملك) وقوله: (في جنب الله).

الثالث: أن الرضى والرحمة والغضب ونحوها قد سيقت في كلام الله تعالى وكلام رسوله على وجه إثباتها لله تعالى، ولم تسق فى كلامهما على طريق إثبات أمر آخر لله تعالى، وأما اليد والجنب والرجل والأصبع ونحوها فلم تسق فى كلام الله تعالى وكلام رسوله على طريق إثباتها لله تعالى، بل سيقت على طريق إثبات أمر آخر لله تعالى. فمثلا قوله تعالى: (تبارك الذي بيده الملك) سيق لإثبات الملوكية والسلطنة المطلقة لله تعالى ،لا لإثبات اليد لله تعالى، وقوله تعالى: (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) سيق لإثبات الحسرة على التفريط في حقوق الله، لا لإثبات الجنب لله تعالى.

وقول النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) سيق لبيان أن قلب الإنسان طوع إرادته تعالى وقدرته يقلبه كيف يشاء، ولم يَرِدْ لإثبات الأصابع لله تعالى، ولا لبيان أن في جوف كل إنسان أصبعين من أصابع الرحمن مكتنفتين بقلبه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، إلى غير ذلك من الأمثلة، والله تعالى أعلم بالصواب). منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق.


يتبع.............................................. ........................منقول فقط

جازاك الله خيرا يا استاذ ابو فداء معلمنا في العقيدة السنية الصحيحة وجعلك الله فارسا من فرسان السنة والجماعة وسدا منيعا ضد كل الفرق الظالة والمنحرفة ماظهر منها ومابطن









قديم 2013-12-14, 20:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samid_dz مشاهدة المشاركة
جازاك الله خيرا يا استاذ ابو فداء معلمنا في العقيدة السنية الصحيحة وجعلك الله فارسا من فرسان السنة والجماعة وسدا منيعا ضد كل الفرق الظالة والمنحرفة ماظهر منها ومابطن
إن كان من عضو في هذا القسم لا علاقة له البتة بما يُطرح من مواضيع و همُه إشاعة الفوضى لاغير فهو أنت يا "بطاش"

لهذا
أسأل الله أن يرزقك رجاحة العقل ثم العلم النافع









قديم 2013-12-14, 21:20   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبداللطيف18
بائع مسجل (أ)
 
الصورة الرمزية عبداللطيف18
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي شكر

ماشاء الله










قديم 2013-12-18, 23:10   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samid_dz مشاهدة المشاركة

) الصفات غير الخبرية كلها ثابتة بالسمع مع العقل، بخلاف الصفات الخبرية التي طريق ثبوتها الخبر المجرد، وهذا أمر متفقٌ عليه عند الجميع، وهذا لوحده كافٍ في الرد على هذا الأصل، فإذا اقترن بذلك أن العقل يعارض ظاهر الخبر – كما يرى أهل التأويل- بَانَ الفرق الأوسع، ولنأخذ مثالاً على هذا:
كون الله قادراً، هذا ثابت بالعقل، فالعقل لا يتصور إلهاً عاجزا، وثابتٌ بالنقل أن الله على كل شيء قدير.
وأما اليدان فعلى أقل تقدير يتفق عليه الجميع أن العقل لا يدرك هذه الصفة.
لكن بالنظر العقلي المجرد قد يصل الإنسان إلى نفي ذلك عن الله، لأن العقل حاكم على اليد أنها صفة الحيوان، يستعين بها على أداء أعماله، فهي دليل عجزه، بدليل أن الأشل أو الأقطع لا يستطيع أداء عمله كما يريد، فاليد جاءت لتكمل نقصا ذاتياً في الحيوان، فلماذا تكون للفعال المطلق يد؟

ثم اليد دليل التركيب في الذات، وهذا أمارة الحدث، لافتقاره إلى المركِّب أو المخصِّص.
فإن قيل: إن اليد ليست هي العضو المعروف في الحيوان، ولكنها يد تليق بالله.

قيل: العقل لا يعرف غير هذه اليد بمعناها المعروف في الحيوان، وأما اليد التي تقولون عنها: تليق بذات الله، فإن كانت تفيد التركيب فعلى أي صفة كانت فهي لا تليق بالله، لأننا لم ننف اليد المعروفة إلا لأنها تفيد التركيب.

وإن كانت لا تفيد التركيب، فهذا هو قول المؤولين، لأنهم قالوا: الله يخلق بقدرته، فحينما يرد مثلا: أن الله خلق الأنعام وبنى السماء بيده: [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ] {يس:71}، [وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ] {الذاريات:47}، وقد اتفقنا هنا أن اليد ليست عضواً، وإنما هي صفة يقدر الله بها على الخلق، فلا أقرب لمعنى هذه اليد من القدرة.









قديم 2013-12-20, 00:03   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
صهيب رائع
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

( القول في بعض الصفات كالقول في بعضٍ) فإن كان المخاطب ممن يقول بأن الله حيٌّ بحياة، عليمٌ بعلم، قديرٌ بقدرة، سميعٌ بسمع، بصيرٌ ببصر، متكلمٌ بكلام، مريدٌ بإرادة، ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع فى محبته ورضاه وغضبه وكراهته، فيجعل ذلك مجازاً، ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات.


فيقال له: لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته بل القول في أحدهما كالقول في الآخر، فان قلت: إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل.

وإن قلت: إن له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به، قيل لك: وكذلك له محبة تليق به وللمخلوق محبة تليق به، وله رضا وغضب يليق به، وللمخلوق رضا وغضب يليق به). مجموع الفتاوى (3/17)
هذا كلام ابن تيمية رحمه الله
صهيب رائع: كلام يكتب بماءالذهب










قديم 2013-12-20, 15:18   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب رائع مشاهدة المشاركة
( القول في بعض الصفات كالقول في بعضٍ) فإن كان المخاطب ممن يقول بأن الله حيٌّ بحياة، عليمٌ بعلم، قديرٌ بقدرة، سميعٌ بسمع، بصيرٌ ببصر، متكلمٌ بكلام، مريدٌ بإرادة، ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع فى محبته ورضاه وغضبه وكراهته، فيجعل ذلك مجازاً، ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات.


فيقال له: لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته بل القول في أحدهما كالقول في الآخر، فان قلت: إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل.

وإن قلت: إن له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به، قيل لك: وكذلك له محبة تليق به وللمخلوق محبة تليق به، وله رضا وغضب يليق به، وللمخلوق رضا وغضب يليق به). مجموع الفتاوى (3/17)
هذا كلام ابن تيمية رحمه الله
صهيب رائع: كلام يكتب بماءالذهب
2) إذا جعلنا الدليل العقلي بجانب، واتجهنا إلى دراسة الأدلة السمعية في الصفات، فإننا سنجدها مختلفة، فأغلب الصفات التي دل العقل على وجوبها جاءت في النقل مقصودة لذاتها، وربما مقترنة بصيغة الأمر بالإيمان بها، [فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ] {محمد:19}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:231}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {البقرة:233}، وهكذا في الإرادة والسمع والقدرة ونحوها، بينما أغلب النصوص في الصفات الخبرية لم تأت لتقرير صفةٍ لله، أو الأمر بالإيمان بها، وإنما يتكلم الله سبحانه عن سفينة نوح ويصف سيرها فيقول سبحانه وتعالى: [تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ] {القمر:14}، وتكلم الله عن الإنفاق وسعته عند الله فيقول عز وجل: [بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ] {المائدة:64}، ولم يأت أبداً نصٌ يقول: آمنوا أن الله له عينٌ أو اعلموا أن الله متصف باليدين، بينما تجد التأكيد على الصفات الأخرى حتى كان من أسلوب القرآن المعروف أن يختم آياته بتقرير تلك الصفات، [وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {المائدة:120} [وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الشُّورى:11} } [وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {إبراهيم:4}، [وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:29}، بينما لم يرد وهو الذي له يدان ونحوها.


وخلاصة الأمر أن الصفات غير الخبرية سيق لها النص أصالة وأغلب الصفات الخبرية لم يُسَق النص لها، وإنما ذكرت في النص عرضاً، والفرق بين الحالتين معروف في كتب الأصول، فافترقت الخبرية عن غيرها من هذا الجانب، وهو في غاية الأهمية والله أعلم.
افهم وتعلم









قديم 2013-12-20, 20:03   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الفداء الجلفي مشاهدة المشاركة
) الصفات غير الخبرية كلها ثابتة بالسمع مع العقل، بخلاف الصفات الخبرية التي طريق ثبوتها الخبر المجرد، وهذا أمر متفقٌ عليه عند الجميع، وهذا لوحده كافٍ في الرد على هذا الأصل، فإذا اقترن بذلك أن العقل يعارض ظاهر الخبر – كما يرى أهل التأويل- بَانَ الفرق الأوسع، ولنأخذ مثالاً على هذا:
كون الله قادراً، هذا ثابت بالعقل، فالعقل لا يتصور إلهاً عاجزا، وثابتٌ بالنقل أن الله على كل شيء قدير.


وأما اليدان فعلى أقل تقدير يتفق عليه الجميع أن العقل لا يدرك هذه الصفة.
لكن بالنظر العقلي المجرد قد يصل الإنسان إلى نفي ذلك عن الله، لأن العقل حاكم على اليد أنها صفة الحيوان، يستعين بها على أداء أعماله، فهي دليل عجزه، بدليل أن الأشل أو الأقطع لا يستطيع أداء عمله كما يريد، فاليد جاءت لتكمل نقصا ذاتياً في الحيوان، فلماذا تكون للفعال المطلق يد؟

ثم اليد دليل التركيب في الذات، وهذا أمارة الحدث، لافتقاره إلى المركِّب أو المخصِّص.
فإن قيل: إن اليد ليست هي العضو المعروف في الحيوان، ولكنها يد تليق بالله.

قيل: العقل لا يعرف غير هذه اليد بمعناها المعروف في الحيوان، وأما اليد التي تقولون عنها: تليق بذات الله، فإن كانت تفيد التركيب فعلى أي صفة كانت فهي لا تليق بالله، لأننا لم ننف اليد المعروفة إلا لأنها تفيد التركيب.

وإن كانت لا تفيد التركيب، فهذا هو قول المؤولين، لأنهم قالوا: الله يخلق بقدرته، فحينما يرد مثلا: أن الله خلق الأنعام وبنى السماء بيده: [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ] {يس:71}، [وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ] {الذاريات:47}، وقد اتفقنا هنا أن اليد ليست عضواً، وإنما هي صفة يقدر الله بها على الخلق، فلا أقرب لمعنى هذه اليد من القدرة.

العقل يعرف ان الانسان من صفاته السمع والبصر و الكلام و نفس العقل يعرف ان الخالق يسمع ويبصر و يتكلم
فالعقولكم مشبهة اذن

اما قول اصحاب التاويل ان اقرب معنى لهذه اليد هي القدة
فما اقرب معنى لليد في هذه الاية قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ









قديم 2013-12-20, 20:38   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
adziri
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

للاعضاء الاحرار والاحرار فقط والاستاذ الكريم ابو الفداء
هذه المشاركة المتواضعة
___________________

قد أجاب وأجاد على هذا السؤال سيدى الشيخ الأزهرى حفظه الله
وهذا نص كلامه حفظه الله من منتديات روض الرياحين

سأل أخونا الكريم حسام الإسلام في ملتقى الإخوان فقال

(( .. أعرف أن فريقاً من الأشاعرة يثبت لله الوجه واليد وعمدتهم في ذلك أن الله قال لإبليس -عليه لعائن الله تتري- : "مامنعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ أستكبرت أم كنت من العالين" ص 75 فلو جاز أن تحمل اليد علي القدرة .. لما جاز -في هذا الموضع ثم في غيره- أن تحمل عليها لامتناع وجود قدرتين !
وهم في ذلك فريقان .. فمنهم من يثبت بعض ماقال بعضهم أنه يوهم التشبيه ، ومنهم من يتأوله ...أرجو الإفادة )) اهـ .

كما اعترضت الأخت المؤمنة بما نصه :

(( لو كان المراد باليد القوة ، ماكان لآدم فضل على ابليس ، بل ولاعلى الحمير والكلاب ، لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله ، ولو كان المراد باليد القوة ، ماصح الاحتجاج على ابليس ، إذا إن ابليس سيقول : وأنا يا رب خلقتني بقوتك ، فما فضله علي؟؟ )) اهـ .

فأقول متوكلا على الله جوابا على هذا :




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه أولي الجد والعزم والوفا وبعد ..

نعم إن قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) لا يجوز أن يراد به القدرة ، لأنه لو أريد به القدرة لم يختص آدم بها فإبليس أيضا خلق بقدرة الله ، وكان لإبليس أن يقول : يارب أنا أيضا خلقتني بقدرتك فما الذي ميز آدم علي ؟؟ .

هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل ـ هنا ـ بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .

لكن هذا الاعتراض القوي الذي يبطل التأويل بالقدرة مبني على أن هذا التأويل مبطل لتميز آدم ، ومقتضى هذا الاعتراض القوي أن كل تفسير يعارض تميز آدم يكون مردودا ..

فهل تفسير اليدين بالصفة يعارض التمييز فيبطل ، أم لا فيصح ؟؟

الجواب : إن حمل اليدين في الآية على الصفة يبطل التميز أيضا من وجهين :

الأول :
لا يعتبر خلق آدم باليد تميزا ، لقوله تعالى : (( ألم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) فأخبر أنه عمل الأنعام بيده ، فيضطر الخصم إلى التأويل هنا ليسلم له تميز آدم فيؤول اليد هنا فيقول صلة
والإنصاف أنه لافرق بين قوله (( خلقت بيدي )) وقوله (( عملت أيدينا )) إلا عند المتكلفين ، وبالتالي يلزم إما التأويل هنا أو هناك ـ وليس أحد الموضعين بأولى من الآخر عند العقلاء ـ وإما إسقاط تميز آدم لأن الأنعام كلها صارت مشاركة له في هذا التكوين باليد بل يلزم تفضيل الأنعام على باقي الأنبياء الذين لم يخلقوا باليد وهذا باطل فبطل ما أدى إليه وهو حمل اليد في الآيتين على الصفة ، وقد ناقشت بعضهم في مجلس حافل فأبى أن يؤول في الآيتين !! ومع هذا أصر على وجود تميز !! فهدى الله أخوين كريمين إلى الحق .

الثاني :
إن تفسير اليدين في الآية بالصفة لا يعد تمييزا لآدم لأن إبليس كما يجوز أن يقول : يارب خلقتني بقدرتك وخلقته بقدرتك ولا فضل لقدرتك على قدرتك لأن صفاتك لا تتفاوت أقول : كما يقول إبليس هذا هنا ، فإنه يمكنه أن يقول أيضا : يارب أي فضل لآدم علي بخلقه باليد ؟؟ فأنا خلقتني بقولك كن فكنت ، وكلامك صفتك العظيمة ـ التي استحق موسى عليه السلام التفضيل بسماعها ـ فإن كان آدم خلقته بصفة من صفاتك فأنا أيضا خلقتني بصفة من صفاتك ، وصفاتك أجل وأعظم من أن تتفاوت ويفضل بعضها بعضا فلا وجه لتفضيله علي

( تنبيه مهم جدا ) :

حذار ثم حذار ثم حذار أن يقول قائل : إن ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة أو الكلام ، لأن مؤدى هذا إلى تفاضل صفات الله !! ومن يقول بهذا فقد ضل ضلالا مبينا ، ولو جاز لقائل أن يقول بأن صفة اليد أفضل من صفة الكلام والقدرة ، لجاز لقائل أن يقول العكس بل ويقول بأن القدرة التي خلق بها آدم أعظم من القدرة التي خلق بها إبليس وبهذا يحصل التمايز !! ، وهذا كله باطل كما لا يخفى فحذار .

وهناك جواب ثالث يمنع من حمل اليد في هذه الآية على الصفة ، وهو قوله تعالى : (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) فأخبر تعالى أن عيسى وآدم ( متماثلان ) في الخلق ـ والتماثل هو التشابه من كل وجه ـ وقد علمنا يقينا أن عيسى لم يخلق بصفة اليد واختلفنا في آدم فوجب أن نحمل ما اختلفنا فيه على ما اتفقنا عليه وهو أن عيسى لم يخلق بصفة اليد قطعا فوجب كذلك في آدم لضرورة كونهما متماثلين في الخلق والتكوين.

فإن قيل : لم لا يجوز أن يكون خلق آدم بصفة اليد وصفة الكلام معا ؟؟ .

فالجواب : أن هذا لو جاز لما كان آدم مثل عيسى في الخلق ، والله أخبر أنه مثله في الخلق وعيسى لم يخلق إلا بكن .

ويجاب أيضا : أتجوزون أن يخلق الله آدم بيدين صفتين اثنتين من جنس واحد أم هما صفة واحدة ؟؟ فإن قالوا : بيدين صفتين !! قلنا : فلم أنكرتم على من قال بقدرتين اثنتين وقلتم لا يجوز أن يكون هناك قدرتان بل قدرة واحدة ؟؟!!.

وإن قالوا : اليدان صفة واحدة لا صفتان ، قلنا : فإن جاز أن تكون اليدان يدا واحدة !! مع أنهما اثنتان كما في الآية جاز لخصومكم أن يقولوا عن القدرتين بأنهما ليستا قدرتين بل قدرة واحدة !! .

فبان بما قدمناه باختصار ـ ولدينا مزيد ـ أن ما يحتج به من يتمسك بهذه الآية يمكن الرد عليه وتبين أيضا أنه من باب الظنيات لا القطعيات ، ومن ثم ارتضينا هذا وذاك ولم نعنف أحدا ممن ذهب إلى هذا أو ذاك وقلنا المسألة اجتهادية فمن قال بالصفة لم ننكر عليه ومن قال بالتأويل الصحيح لم ننكر عليه .

وأختم هنا بتنبيهين :

الأول :
أن تأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على الأشاعرة أصلا ، وكيف ذلك ومحققوهم يمنعون هذا التأويل ؟؟!! لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل .

الثاني :
أن التأويل الذي لا ينخرم أبدا ولا ترد عليه كل هذه الإشكالات هو تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ، وأحسب أن الأئمة الذين أيدوا هذا التأويل الجليل كالإمام ابن الجوزي والإمام شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة والأستاذ العلامة الكوثري قد انتبهوا إلى ما انتبهت إليه من الإيرادات لكني لم أقف على تقرير لهم يشبه ما قدمته ، فالإنصاف أن القارئ إذا أراد أن ينقل هذا الذي قدمته أن ينسبه إلى الفقير إلى الله .

وأنا متأكد أن بعض الإخوة قد يتساءل كيف وقف الأزهري على هذا التوجيه القوي ووفق إليه ؟؟ فأقول هذا له قصة خلاصتها توفيق الله ، وأقول أيضا من باب إرجاع الفضل إلى أصحابه أنني استفدت هذه الدلائل بهذا الشكل بعد تمعن شديد في كلام إمامنا شيخ السنة أبي الحسن الأشعري في الإبانة رضي الله عنه ، وقطعا لو رجع غير المتخصصين إلى كلام الأشعري فلن يجدوا فيه هذا الذي قررته هنا !! لأنهم لو وجدوه لم يكن فرق بينهم وبين أهل الاختصاص ورضي الله عن الإمام الأشعري ما أدق نظرته وأعمق فكرته ، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه










قديم 2013-12-20, 20:43   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
adziri
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

جاء في حديث يأجوج ومأجوج الطويل الذي رواه مسلم عن النواس بن سمعان بعد ذكر الدجال وقتله على يد عيسى قال ".....ثم يأتيه قوم قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور..."

فتأمل في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فليس تثنية اليدين ووليس معناهما هنا في هذا الحديث الطرفان قطعاً إذ لا يمكن أن يكون المقصود أن الناس لم يكن لهم عند ظهور يأجوج ومأجوج اليد التي هي عضو في الجسد .

وهذا يدل على أن اليد في لغة العرب تأتي بالتثنية والجمع والافراد على معنى الجارحة وتأتي على معان أخرى غير الجارحة فإذا علمنا قطعاً أن وصف الله بمعنى من معاني البشر كالعضو والطرف والجارحة كفر مخرج من الملة فلابد أن لليدين في الآية معنى غير هذا المعنى الباطل .

وإذا كان كذلك فالمفهوم من الحديث أن اليدين بمعنى القدرة والقوة .
وكذلك في الآية فإن معناها القدرة وهو تأويل محتمل ذكره بعض أهل السنة ،ولكن الاضافة إلى الله لغرض التشريف والعناية والاختصاص كما يقال بيت الله الحرام ونحو ذلك .

ومع ذلك فتأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول جمهور المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على معتقد الأشاعرة أصلا ، لأن جمهورهم على خلاف هذا التأويل ! كما ذكر الشيخ الأزهري وكلامه حق وقدذكر ذلك الامام البغدادي رحمه الله تعالى وغيره.

وكذلك قول الشيخ الأزهري (لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل ).

وهذا حق لا غبار عليه .

وكذا قول الشيخ الأزهري (تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ...)

أيضاً لا غبار عليه .فتمسك بهذا الكلام للشيخ الأزهري فهو يكفي ويشفي جزاه الله خير الجزاء.
وإذا أردت الزيادة فعليك بتفسير الامام الرازي رحمه الله لهذه الآية في تفسيره.










قديم 2013-12-20, 20:45   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
adziri
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اعجبتني مشاركة احد الاعضاء قال فيها
___________

فى الحقيقة هناك تأويل لصفة اليدين أقرب من هذا و أسهل
و هو فى الحقيقة لا يخرج أيضا على ظاهر النص كما سنرى

اليد فى العربية (الفضل)
و يقول أبو بكر رضى الله عنه عن أبى جهل (كانت لى عليه يد) أى فضل

و على هذا المحمل تؤخذ (لما خلقت بيدى) أى لما خلقت بفضلى عليكما
أى الجن و الملائكة

فإذا علمنا أن صفات الله تعالى لا يجوز فيها التثنية و الجمع علمنا أن صفة (اليدين) مغايرة تماما لصفة (الأيدى)

يقول ابن حزم فى مقدمة المحلى (و نشهد أن له يد و يدان و أيدى كما قال)

و فضل الله الملائكة و الجن على سائر المخلوقات (عدا الإنس) بالتكليف
ففضله عليهما خلاف فضله على ما سواهما من الأنعام و الحرث و الدواب

من هنا سنجد أن هذا تفضيل لبنى آدم على سائر المخلوقات أولا
ثم تفضيلة على الملائكة و الجن بأمرهم بالسجود له جميعا

أظن هذا يرفع الاشكال تماما
و ربما خرج عن التأويل ايضا









قديم 2013-12-20, 21:28   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
adziri
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

منقول واعجبني اجتهاد هذا الطالب
______________

أسلوب ابن تيمية وأعوانه ناشرى فكره ومتشابهاته فى الأمة
رص الأدلة الكثيرة جدا من الكتاب والسنة حتى يتعب القارئ فى قراءتها ثم يخرج بنفس الشبهة ولا يجد لها حلا
واقرأ الواسطية مثلا , وانظر الى كمية الأدلة فيها [ وهذا موضوع آخر ]
مباشرة اليك الآتى :
أولا :
قال تعالى :
[إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ]
فهذه يد واحدة
وقال تعالى :
[ ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى ]
فهاتان يدان اثنتان
وقال تعالى :
[ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ]
فهذه أيادى كثيرة – جمع -
فأيهما تنسبه الى الله تعالى ؟
ثانيا :
قال تعالى :
[ إن مثل عيسي عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ]
فعيسى خلق ب[كن ] وآدم مثل عيسي فيتكون النتيجة أن آدم خلق ب [كن]
قال تعالى :
[ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ]
لاحظ كلمة [ له ] الضمير هنا عائد على [ الشيء ] بمعنى أن الله تعالى بمجرد ارادته للشيء يوجد فى الحال
وقال تعالى :
[ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ]
ينتج من هذا كله أن الله تعالى لايحتاج الى العمل [ اليدوى ] حتى يخلق أو يرزق أو يعطى أويمنع , فعطاؤه [ كلام ] وعذابه [ كلام ] [ يقول للشيء كن فيكون ]
ثالثا :
لو أضفنا الى الله تعالى اليدين على الحقيقة وقلنا بأن لهما وجود حقيقى بلا كيف فهذا هو التجسيم , وهذا هو قول ابن تيمية وأتباعه [ يعرفون المعنى على الحقيقة ويوفوضون الكيفية ] واليدين هنا عملهما الخلق والإيجاد , والقدرة عملها الخلق والإيجاد , فلابد من وجود قدرتين [ وهم ينكرون ذلك ]
ولو أضفنا الى الله تعالى [ الأيدى ] لترتب عليها وجود قدرات كثيرة لاقدرة واحدة ولا اثنتين , فهل يصح ذلك ؟
ولو أصروا على يدين اثنتين فقط لله تعالى ونفوا أيادى كثيرة فهم مجسمون على الحقيقة ومشبهون لله بالإنسان , وهذا اعتقادهم فى حديث [ خلق الله آدم على صورته ] وهذا تجسيم مهما نفوه ,
ما الحل وما العمل ؟؟؟
لله تعالى قدرة واحدة , ليس لله تعالى يد ولا يدين ولا أيدى على الحقيقة , لسبب بسيط وهو :
أن ذات الله تعالى غيب لاتدرك , لابالعقل ولا بالوهم ولا بالخيال , فلايمكن أن تضيف شيئا على الحقيقة , فليس أمامنا الا [ كلام ] عربى بحروف عربية , والله تعالى هو الذى خلق الحروف , فكيف يعبر ويكيف المخلوق خالقه ؟ كيف يستوعب الحرف معانى العزة والجلال والجبروت , هيهات هيهات , ثم هيهات هيهات
والله تعالى لم يحدد لليد المضافة اليه معنى محدد , والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد معنى محدد فمن الذى يحدد بعدهما ؟
لماذا أضاف الى نفسه اليد واليدين والأيدى ؟
1- إما أن تفوض الأمر لله تعالى
وهذا ليس تجهيلا كما قال الجهلاء , لأننا نعرف المعانى البشرية لليد وغيرها , ولا نعرف المعانى الالهية , لانعرف بالتحديد لماذا أضاف الله تعالى اليد الى نفسه , والإستواء الى نفسه , والنزول الى نفسه , وهكذا
فهذا مقام التفويض وهو أسلم
2- وإما أن نشتغل بالتأويل فنؤول اليد على حسب سياقها فى الآية فمعنى اليد فى قوله تعالى [ يد الله فوق أيديهم ] أى عهد الله وميثاقه , والقرينة هنا قوله تعالى [ فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ] فدل على أن اليد بمعنى العهد والميثاق
واليدين فى قوله تعالى [ خلقت بيدى ] بمعنى كمال العناية والرعاية, والتفضيل والتكريم لآدم على سائر الخلق , فكيف يتصور الإنسان أن الله تعالى قبض قبضة من تراب الأرض وعالجها بيده ؟
وفى البداية والنهاية لابن كثير أن الذى أخذ القبضة من الأرض ملك الموت
[ذكر السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: (فبعث الله عزوجل جبريل في الارض ليأتيه بطين منها فقالت الارض أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني فرجع ولم يأخذ وقال رب: إنها عاذت بك فأعذتها فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها فرجع فقال كما قال جبريل فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الارض وخلطه ولم يأخذ من مكان واحد
وأخذ من تربة بيضاء وحمراء وسوداء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين فصعد به فبل التراب حتى عاد طينا لازبا) ------------
الى آخر القصة
والأيدى فى قوله تعالى [ مما عملت أيدينا ] تطلق على اجتماع صفة القدرة والرحمة والنعمة فى الأنعام , ولذلك سميت [ أنعام ]
القدرة للخلق والإيجاد , والرحمة لأن الأنعام تحمل عن الإنسان مالا يقدر على حمله , والنعمة أنه يأكل ويشرب منها
قال تعالى [ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) ]
وقال تعالى :
[وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)]
فلماذا اتباع المتشابه والإصرار على التجسيم , ؟
ولماذا اللف والدوران والتمويه على الناس بكلام بعيد عن الحق والصواب ؟

هذا ما تيسر والله المستعان










قديم 2013-12-20, 22:22   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adziri مشاهدة المشاركة
منقول واعجبني اجتهاد هذا الطالب
______________

أسلوب ابن تيمية وأعوانه ناشرى فكره ومتشابهاته فى الأمة
رص الأدلة الكثيرة جدا من الكتاب والسنة حتى يتعب القارئ فى قراءتها ثم يخرج بنفس الشبهة ولا يجد لها حلا
واقرأ الواسطية مثلا , وانظر الى كمية الأدلة فيها [ وهذا موضوع آخر ]
مباشرة اليك الآتى :
أولا :
قال تعالى :
[إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ]
فهذه يد واحدة
وقال تعالى :
[ ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى ]
فهاتان يدان اثنتان
وقال تعالى :
[ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ]
فهذه أيادى كثيرة – جمع -
فأيهما تنسبه الى الله تعالى ؟
ثانيا :
قال تعالى :
[ إن مثل عيسي عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ]
فعيسى خلق ب[كن ] وآدم مثل عيسي فيتكون النتيجة أن آدم خلق ب [كن]
قال تعالى :
[ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ]
لاحظ كلمة [ له ] الضمير هنا عائد على [ الشيء ] بمعنى أن الله تعالى بمجرد ارادته للشيء يوجد فى الحال
وقال تعالى :
[ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ]
ينتج من هذا كله أن الله تعالى لايحتاج الى العمل [ اليدوى ] حتى يخلق أو يرزق أو يعطى أويمنع , فعطاؤه [ كلام ] وعذابه [ كلام ] [ يقول للشيء كن فيكون ]
ثالثا :
لو أضفنا الى الله تعالى اليدين على الحقيقة وقلنا بأن لهما وجود حقيقى بلا كيف فهذا هو التجسيم , وهذا هو قول ابن تيمية وأتباعه [ يعرفون المعنى على الحقيقة ويوفوضون الكيفية ] واليدين هنا عملهما الخلق والإيجاد , والقدرة عملها الخلق والإيجاد , فلابد من وجود قدرتين [ وهم ينكرون ذلك ]
ولو أضفنا الى الله تعالى [ الأيدى ] لترتب عليها وجود قدرات كثيرة لاقدرة واحدة ولا اثنتين , فهل يصح ذلك ؟
ولو أصروا على يدين اثنتين فقط لله تعالى ونفوا أيادى كثيرة فهم مجسمون على الحقيقة ومشبهون لله بالإنسان , وهذا اعتقادهم فى حديث [ خلق الله آدم على صورته ] وهذا تجسيم مهما نفوه ,
ما الحل وما العمل ؟؟؟
لله تعالى قدرة واحدة , ليس لله تعالى يد ولا يدين ولا أيدى على الحقيقة , لسبب بسيط وهو :
أن ذات الله تعالى غيب لاتدرك , لابالعقل ولا بالوهم ولا بالخيال , فلايمكن أن تضيف شيئا على الحقيقة , فليس أمامنا الا [ كلام ] عربى بحروف عربية , والله تعالى هو الذى خلق الحروف , فكيف يعبر ويكيف المخلوق خالقه ؟ كيف يستوعب الحرف معانى العزة والجلال والجبروت , هيهات هيهات , ثم هيهات هيهات
والله تعالى لم يحدد لليد المضافة اليه معنى محدد , والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد معنى محدد فمن الذى يحدد بعدهما ؟
لماذا أضاف الى نفسه اليد واليدين والأيدى ؟
1- إما أن تفوض الأمر لله تعالى
وهذا ليس تجهيلا كما قال الجهلاء , لأننا نعرف المعانى البشرية لليد وغيرها , ولا نعرف المعانى الالهية , لانعرف بالتحديد لماذا أضاف الله تعالى اليد الى نفسه , والإستواء الى نفسه , والنزول الى نفسه , وهكذا
فهذا مقام التفويض وهو أسلم
2- وإما أن نشتغل بالتأويل فنؤول اليد على حسب سياقها فى الآية فمعنى اليد فى قوله تعالى [ يد الله فوق أيديهم ] أى عهد الله وميثاقه , والقرينة هنا قوله تعالى [ فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ] فدل على أن اليد بمعنى العهد والميثاق
واليدين فى قوله تعالى [ خلقت بيدى ] بمعنى كمال العناية والرعاية, والتفضيل والتكريم لآدم على سائر الخلق , فكيف يتصور الإنسان أن الله تعالى قبض قبضة من تراب الأرض وعالجها بيده ؟
وفى البداية والنهاية لابن كثير أن الذى أخذ القبضة من الأرض ملك الموت
[ذكر السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: (فبعث الله عزوجل جبريل في الارض ليأتيه بطين منها فقالت الارض أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني فرجع ولم يأخذ وقال رب: إنها عاذت بك فأعذتها فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها فرجع فقال كما قال جبريل فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الارض وخلطه ولم يأخذ من مكان واحد
وأخذ من تربة بيضاء وحمراء وسوداء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين فصعد به فبل التراب حتى عاد طينا لازبا) ------------
الى آخر القصة
والأيدى فى قوله تعالى [ مما عملت أيدينا ] تطلق على اجتماع صفة القدرة والرحمة والنعمة فى الأنعام , ولذلك سميت [ أنعام ]
القدرة للخلق والإيجاد , والرحمة لأن الأنعام تحمل عن الإنسان مالا يقدر على حمله , والنعمة أنه يأكل ويشرب منها
قال تعالى [ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) ]
وقال تعالى :
[وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)]
فلماذا اتباع المتشابه والإصرار على التجسيم , ؟
ولماذا اللف والدوران والتمويه على الناس بكلام بعيد عن الحق والصواب ؟

هذا ما تيسر والله المستعان

رائع جدا ، هكذا هي الاجابة ايها الاخ الكريم ، بارك الله فيك وزادك علما وفهما الحمد لله على نعمة الاسلام









 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخر, البعض, الصفات, االقول, كالقول


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc