نظرات في الصفات العشر لتربية الفرد

[hachani62]

نظرات في الصفات العشر لتربية الفرد -*- بقلم حشاني زغيدي -*-

ضحىت التربية آخر أولويات المجتمع . وأن الأنظمة غير أبهة بموروث نتاج الفكر الإنساني الذي يمثل رصيدا خصبا لنموّ القيم والمثل العليا التي تعكس آمال المجتمعات ورغباتها في المحافظة على معتقداتها وثقافاتها ونُظمها وأساليب حياتها و صياغة مستقبلها وفق منظومة الأفكار التي تدين بها .

إن التربية تصقل الانسان و تهذب طبعه و تطور استعداداته ليكون مؤهلا لقيادة المشروع و تحصيل الريادة و الأستاذية و قد ظهر ذلك الاهتمام في مدرسة الامام البنا رحمه الله التي تنوعت فيها أنماط التربية في شمول عد من المناهج القليلة في الريادة فكانت عنايتها بالجانب الايماني و الدعوي و الحركي حيث انصهرت في ذلك النموذج الفريد للفرد المميز داخل بناء الحركة طهر في لب تلك التربية التي سنبين تفاصيلها يايجاز نفرده لاهتمام بتربية الفرد في الحركة

تولي الحركة اهتماما فريدا لتربية حيث يكون للمناضل محضنا تربويا يوفر للمنتسب تكوينا متدرجا ليرقى بالفرد بكل ما يكمل النقص و القصور في الجوانب التي يحتاجها لصياغة الشخصية الاسلامية في جوانبه المتنوعة و الشاملة و هي ليست بدعا و لكنها من ذلك النبع الصافي المستمد من كتاب الله و سنة رسوله و يعد المحضن التربوي أحد أهم ركائز التربية التي لا يستعلي أن يكون من روادها صغير او كبير مناضل بسيط أو قائد فكل معني بها .

و ان هذه التربية التي صاغها الإمام البنا تجمل صفات عشر التي تضمنت صفات الفرد المنشود ومراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق : إصلاح نفسه حتى يكون : قوى الجسم ، متين الخُلُق ، مثقف الفكر ، قادرا علي الكسب ، سليم العقيدة ، صحيح العبادة ، مجاهدا لنفسه ، حريصًا علي وقته ، منظما في شئونه ، نافعا لغيره . وذلك واجب كل أخ علي حدته و هي تعد من صفات القوة المنشودة في تربيتنا التي وجب على القائمين استكمالها وفق الخطط المرسومة في منهاج الحركة .

و أن هذه الصفات مرتبة بنسق رائع فبدءا بسلامة العقيدة وهذا يتبعه صحة العبادة ثم قوة الإرادة والقدرة على التغير للأفضل مجاهدا لنفسه ثم إحاطته بما يدور حوله من خلال سعة ثقافته ثم سلامته من الآفات والأمراض بحرصه على صحته وتقويته لجسمه من خلال قوي الجسم ثم يتبع أثر ذلك في معاملته مع غيره فهو مثين الخلق ثم في نشاطه في الحياة وسر تفوقه و تميزه ليكون منظما في شئونه ، حريصا على وقته ثم في عفته مستغنيا عن سؤال الناس ليكون قادرا على الكسب ثم في إيجابيته في مجتمعه تحقيقا لمشروع النفع العام فهو لا يسعى لنفسه دائما وإنما هو نافع لغيره و السعي لبلوغها مطلب ذاتي ثم جماعي من خلال المجاهدة مستمرة لبلوغ الغاية .

وأن الله تعالي طلب من الأمة المجاهدة أن تستَعدَّ وأن تعدَّ كل ما استطاعت من القوى حيث قال جل شأنه ( وأعُّدوا لهم ما استطعتم من قوة ) وقد أخرج مسلم وغيره عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول وهو علي المنبر ( وأعدَّوا لهم ما استطعتم من قوة " ألا أن القوّة الَّرمْيُ " . و قد ظهرت ثمار تلك التربية مع أشاوش أبطال غزة الدين أبهروا العالم بذلك الصمود الأسطوري الذي ننتظر ان يكون نتاجه نصرا مؤزرا بإذن المولى تعالى وهي تؤتي أكلها مع من أعطاها حقها رعاية و تهذيبا و تدريبا و الزمن كفيل أن بتحقيق ذلك المبتغى .

و الله أكبر و لله الحمد الجزائر في 09 / 08 /2014

[العوفي العوفي]

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول وهو علي المنبر ( وأعدَّوا لهم ما استطعتم من قوة " ألا أن القوّة الَّرمْيُ " .