السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد أُبْتُلِيَتْ أمتنا بأوبئة فكرية قاتلة أكلت الأخضر واليابس و أحدتث شرخا كبيرا في المجتمع وهدمت بنيانه ونقضت أسسه السليمة التي قامت على الوحي المعصوم حيث كان المسلمون يعيشون في أمن فكري وطمأنينة نفسيّة ولم يسلموا طبعا من الخلافات الإجتماعية والأسرية فلم يسلم من هذا حتى الأنبياء المرسلون ولكن لم يخرجوا به عن حدود المعقول بحيث تتعرض فطرتهم السليمة للتشويه والإنتكاسة والشذوذ والخروج عن السواء النفسي .
وهذه الأوبئة تتمثل في تيارات فكريّة مصدرها الغرب النصراني حين خرج عن دينه المحرّف وتمرّد عليه بعدما إكتشف فيه تناقضات صارخة ومخالفات صريحة للعقل السليم والفطرة الإنسانية حيث كان يستمد أحكامه من البابوات الذين جعلوا من أنفسهم أربابا من دون الله سبحانه .
إلاّ أنّ هذا الخروج كان يجب أن يأخذ طريقه إلى الحقّ وإلى الوحي المعصوم و لكن كان الخروج إلى مصدر بشري آخر مثل البابوات إلا أن الإختلاف يكمن في أن هذا المصدر ليس له صبغة دينية .
فيبقى السؤال المطروح هنا : إذا نزع هؤلاء القوم فكرة الإله وقطعوا العلاقة بين الأرض والسماء فمن أين يستمدون تصوراتهم التي تتعلق بأمور غيبية مثل : كيف جاء الإنسان إلى الأرض ؟ ما سبب تنوع البشر إلى ذكر وأنثى ؟ كيف بدأت الحياة ؟
الجواب : أنهم استمدوا هذا من فرضيات و ظنون الفلاسفة وتخرصاتهم وقد قال الله سبحانه عن الكفار : إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
ونحن بطبيعة الحال كمسلمين لدينا هذه الأجوبة ، فقد أخبرنا الله سبحانه بأن الحياة بدأت بآدم وحوام وأنه خلق آدم عليه السلام أولا من طين ثم خلق حواء من ضلعه و أنزلهما إلى الأرض بعدما أكلا من الشجرة .......... إلى آخر القصة .
و قد بيّن لنا الله سبحانه الحكمة من خلق الأنثى وطبيعة العلاقة الموجودة بينها وبين الرجل .
قال الله تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)
فالأصل في هذه العلاقة الإنسانية بين كائنين مختلفين هي المودّة والرحمة وليس الحرب والعداوة .
وقال الله تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا .. الأية
فقد دل القرآن الكريم بشكل واضح على أن الله سبحانه خلق الأنثى من نفس الذكر ليسكن إليها وتكون له سكنا وتأتلف قلوبهما ولم تخلق له لتكون عدوّا منافسا .
ومن بين التيارات الفكرية التي نقضت هذا الأصل وخلقت صراعا كبيرا بين الذكور والإناث وتسربت افكارها إلى بلدان المسلمين ما يسمى بالنسوية .
فما هي النسوية ؟ وما هو تصورها لحركة التاريخ ونشأة الحياة ؟ وما هي مذاهبها ؟ وما هدفها ؟ وما هي الشبهات التي جعلت المسلمين يتأثروا بها ؟
يتبع ....................