قال النبي صلى الله عليه وسلم : إسباغُ الوضوءِ شطرُ الإيمانِ و الحمدُ للهِ تملأ الميزانَ ، و سبحان اللهِ و الحمدُ للهِ تملآنِ أو تملأ ما بين السماءِ و الأرضِ ، و الصلاةُ نورٌ ، و الصدقةُ برهانٌ ، و الصبرُ ضياءٌ ، و القرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك ، كلُّ الناسِ يَغدو ، فبائعٌ نفسَه ، فمُعتِقُها أو موبِقُها
الراوي:أبو مالك الأشعري المحدث:الألباني المصدر:صحيح الترغيب الجزء أو الصفحة:189
إن القرآن الكريم ليس حروفا تتلى ولا أصوات تسمع ولا رواية تروى ، بل هو كلام رب العالمين الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وهو شفاء لما في الصدور وتطهير للقلوب من دنس الشبهات والشهوات ولهذا أمر الله سبحانه بتدبر القرآن والعمل به لكي يحصل المقصود .
عن ابن مسعود قال: " إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ: كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ، الْعَمَلُ فِيهِ قَائِدٌ لِلْهَوَى. وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ: قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، الْهَوَى فِيهِ قَائِدٌ لِلْعَمَلِ، اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ - فِي آخِرِ الزَّمَانِ- خيرٌ مِنْ بعض العمل"
اخرجه البخاري في الأدب المفرد- بَابُ الْغِنَاءِ وَاللَّهْوِ - الجملة الأخيرة أوردها الحافظ في "الفتح" (10/510) من رواية المؤلف وقال: "وسنده صحيح، ومثله لا يقال من قبل الرأي- وحسنه الالباني رحمه الله تعالى في صحيح الأدب المفرد..
إنّه لمن الخزي والعار أن تجد من يحمل القرآن في صدره و أعماله وأقواله و معتقاداته مخالفة تماما لما حمل في صدره .
كم من حافظ لكتاب الله يوالي وينصر الكفار بأقواله ويخذل المسلمين ويسفههم ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .... الأية .
كم من حافظ لكتاب الله لا يقيم للشرك إعتبارا ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
وقوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا
كم من حافظ لكتاب الله يوالي ويعادي على الوطن أو على العرق ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
كم من حافظ لكتاب الله وتجده يكذب لدرجة الخروج عن فطرة الإنسان السوي التي أودعها الله في خلقه ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) الشعراء .
كم من حافظ لكتاب الله وتجده يدعو لدولة القانون ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وقوله : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45]
وقوله : ، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]
كم من حافظ لكتاب الله تجده يدعو لحكم الشعب وأن السيّد هو الشعب ولا يحكم أحد الشعب إلّا بما يرضي الشعب ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة:49] ثم قال بعدها: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
يا أيها الحافظ لكتاب الله ، لا تحسب أن هذه كرامة بل هذه أمانة ، فالقرآن حجة لك أو عليك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.