الصّبر على المصائب والرِّضا بالابتلاء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصّبر على المصائب والرِّضا بالابتلاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-11-25, 06:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
aboamine
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية aboamine
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 الصّبر على المصائب والرِّضا بالابتلاء

يقول الحقّ سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}. بيّن المولى سبحانه في هاته الآية المباركة لعباده أنّه لم يخلق الحياة والموت في هذا الكون للعبث، وإنّما ليبتليهم فينظر كيف يعملون، وليعلَم الصّابر من القانط، والرّاضي من السّاخط: {وَبَشّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
واعلم رعاك الله أنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء، ثمّ الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على حسب دينه، كما ورد في الأثر، وربّنا سبحانه إذا أحبّ عبدًا ابتلاه؛ لأنّه يعجّل له عقابه في الدّنيا، وعذاب الدّنيا يزول ولا يدوم، بخلاف عذاب الآخرة.
إنّ في هذه الدّنيا مصائب ورزايا ومحنًا وبلايَا وآلامًا تضيق بها النّفوس، ومزعجات تورث الخوف والجزع، فكم ترى من شاك، وكم تسمع من لوّام باك، يشكو سقمًا أو حاجة وفقرًا، متبرم من زوجه أو ولده، لوّام لأهله وعشيرته، وكم ترى من كسدت تجارته وبارت صناعته، وآخر قد ضاع جهده ولم يدرك مرامه.
فمن العجائب في هذه الدّنيا أن ترى أشباه رجال قد أتخمت بطونهم شبعًا وريًا، وترى أولي عزم من الرّجال ينامون على الطوى؛ بل إنّ من الخليقة مَن يتعاظم ويتعالى حتّى يتطاول على الذّات الإلهية والعياذ بالله، وعلى العكس هناك مَن يستشهد دونها، وفيها مَن يستشهد دفاعًا عن الحقّ وأهل الحقّ، تلك هي الدّنيا تضحك وتبكي، وتجمع وتشتّت، شدّة ورخاء، سرّاء وضرّاء، دار غرور لمَن اغترّ بها، وهي عبرة لمَن اعتبر بها، إنّها دار صدق لمَن صدّقها، وميدان عمل لمَن عمل فيها: {لِكَيْلَا تَأْسُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.
في هذه الدّنيا تتنوّع الابتلاءات وتتلوّن الفتن، يبتلى أهلها بالمتضادات والمتباينات: {وَنَبْلُوكُمْ بِالْشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. ولكن، إذا استحكمت الأزمات وترادفت الطوائف، فلا مخرج إلّا بالإيمان بالله والتوكّل عليه وحسن الصّبر، ذلك هو النّور العاصم من التخبّط، وهو الدّرع الواقي من اليأس والقنوط.
ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتها فرجت وكنتُ أظنّها لا تفرَج
فمن آمن بالله وعرف حقيقة دنياه، وطَّن نفسه على احتمال المكاره، وواجه الأعباء مهما ثقلت، وحسن ظنّه بربّه، وأمل فيه جميل العواقب، وكريم العوائد، كلّ ذلك بقلب لا تشوبه ريبة، ونفس لا تزعزعها كربة، مستيقنًا أنّ بوادر الصّفو لا بدّ آتية: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
إنّ أثقال الحياة وشواغلها لا يطيق حملها الضّعاف المهازيل، ولا يذهب بأعبائها إلّا العمالقة الصّابرون أولو العزم من النّاس، أصحاب الهمم العالية. يقول سيّد الخلق صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يَبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو ولده ثمّ صبر على ذلك حتّى يبلغ المنزلة الّتي سبقت له من الله عزّ وجلّ”.
فكم من محنة في طيّاتها منح ورحمات، تأمّل أخي الفاضل حال نبيّ الله يعقوب عليه السّلام وهو يضرب المثل في الرّضا عن مولاه، والصّبر على ما يلقاه صبرًا جميلًا: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُ أَنْفُسَكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، كلّ ذلك من هذا الشّيخ الكبير صاحب القلب الوديع، الّذي يقول بعدئذ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِيَ إِلَى اللهِ}.
فمن هنا علينا أن نستيقن أنّ ربّنا هو العالم بشؤوننا، فهو المُعِزّ وهو المذل، هو الخافض، وهو الرّافع، هو المعطي وهو المانع، ولنَعلَم أنّ أمر المؤمن كلُّه خيرٌ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له.

منقول









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-11-25, 14:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة

الرضا بقدر الله عز وجل والتسليم الكامل بذلك

وهذا من شأنه أن يَعْمُر الأمن

والإيمان قلب المؤمن

فيعيش في غاية السعادة

وإن تضجر بقدر الله

فإنه يعيش حياة البؤس ، والشقاء

وإنما التوجه إلى الله بالضراعة

كما فعل أيوب عليه السلام

والصبر على المكاره يزيل من النفوس الهم والغم.


اخي الفاضل

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2019-11-26, 13:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
bayt4
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الله ينور عليك على المقال اللذي فعلا كان صاحبه صبورا في سردها










رد مع اقتباس
قديم 2019-12-24, 23:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Mahmoud saad
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الصبر مفتاح الفرج










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc