لماذا سُمح لغيرنا أن يتقدمُوا ومُنع العرب فتأخروا . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لماذا سُمح لغيرنا أن يتقدمُوا ومُنع العرب فتأخروا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-12-31, 20:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B1 لماذا سُمح لغيرنا أن يتقدمُوا ومُنع العرب فتأخروا .

لماذا تقدم غيرنا (كوريا الجنوبية ، ماليزيا ، تركيا ) وتأخر العرب .
" إن هذا الموضوع ليس تبريرا ولا صك على بياض لأسلافنا ولا هو بالهروب إلى الأمام ، وليس ديماغوجية بل هو للاعتراف بالصعوبات التي عاشتها وتعيشها وستعيشها البلدان العربية ماضيا وفي الحاضر وفي الغد . لكن ليس من العدل أن نحاكم أناس كانوا في المسؤولية والقيادة اجتهدوا في سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات بمنظور سنة 2011 إلى 2019 ، ليس معقولا أن يحاسب جيل 2019 بما توفر له من امكانيات وظروف جيلا آخر سابق عنه في إطار ما توفرت له من إمكانيات وأوضاع دولية وعالمية وصراع أقطاب (قطبين : شيوعي/ رأسمالي) . ليس من الحكمة ورجاحة العقل أن ننظر إلى التجربة الماضية التي دارت مجرياتها في العالم العربي ونحاكمها ونصدر الحكم بالإعدام والذنب المشهود بظروف الحاضر والوضع الحالي ودون المرور على الظروف والعقبات والعراقيل التي اعترضت آباءنا وأجدادنا من مثل : وجود استعمار ، خروج بلداننا لتوها من استعمار " عمر " لقرون ولعقود من السنوات وما خلفه من دمار كبير على جميع الأصعدة ، وخوضهم لحروب تحرير الأراضي العربية (التي أفشلتها أمريكا العظمى ، التي تعرفون معناها اليوم بما تعنيه من قوة عسكرية جبارة 700 مليار دولارسنويا ميزانية البنتاغون والجيش الأمريكي ، التحكم في النظام المالي أي الاقتصاد العالمي الأمر الذي يمكنها من شن حروب اقتصادية على أي دولة في العالم وإخراج الناس من أجل الخبز ليتحول الأمر بعد ذلك إلى فوضى وحرب أهلية مزلزلة ، وامتلاكها لعملة الدولار أقوى عملة وأوسعها في التبادل التجاري ) ... وما عاناه آباءنا من مخططات دولية وأطماع جغرافية وعلى مواقع جيوسياسية وصراع على النفط العربي بين الشركات المتعدد الجنسيات التي هي في أغلبها غربية وتجارة سلاح مربحة وتوفير مناصب عمل وأموال لخزانة هذه الدول الاستعمارية الامبريالية ، دون أن ننسى الهم الأكبر لآبائنا الذي بدأ مع زرع الغرب للكيان الصهيوني في فلسطين وفي الأراضي العربية ، وحصار أنظمة عربية وتجويعها النفط مقابل الغذاء (بطاقات الحصص التموينية ) ، وإسقاط أنظمة عربية وقتل زعماء وطنيين عرب .
والعمل جاري اليوم عند هذا الغرب الامبريالي على اللعب بمنظومات التعليم وتغيير المناهج (تغيير الهويات والعبث بالثوابت) وسياسيا باللعب بموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية ، واجتماعيا على أوضاع المرأة والعبث بقوانين الأحوال الشخصية والأسرة والحريات الفردية ، ودينيا باللعب بفكرة التسامح وحرية التعبد ، وثقافيا بضرورة القبول بالتنوع الثقافي والعرقي والتنوع اللغوي (تقسيم شعب الدول الواحدة إلى شعوب متنافرة ومتصارعة اثنيات عرقية ودينية ومذهبية ) ، لأن الفكرة نجحت بامتياز في عراق ما بعد صدام حسين ، وكل ذلك استكمالا لإفشال أي مشروع نهضة في الدول العربية كما درجت على القيام به هذه الدول الغربية الاستعمارية الامبريالية وحداويا وسياسيا وعسكريا وعلميا ، وعليه يبقى طرح هذا السؤال : لماذا تقدم غيرنا وفشل العرب ؟ سؤال يصبح عبثيا وبلا معنى يراد به في المحصلة ضرب ما تبقى من معنويات لدى الإنسان العربي ورغبته في بعث كل ما يستنهض أمته وقواها الحية ولعل أهمها وأبلغها القومية العربية الجديدة المبنية على أساس اللغة والعلم والتاريخ والأحلام المشتركة والدين الواحد والمصير المشترك " .
عند عرضا لهذا الموضوع يجب أن نتناوله بشكل موضوعي وفي إطار الأسباب التاريخية التي أدت لتخلف العرب وتقدم غيرهم ، وليس القفز على تلك الأسباب التاريخية الحاسمة التي هي جزء من مشكلتنا ولكنها بأي حال من الأحوال لا نعتبرها مبررا وحيدا لتخلفنا ولا سببا وحيدا في سعينا للتطور ، إن ما حدث للعرب حدث لغيرهم في دول إفريقيا بأجمعها باستثناء جنوب إفريقيا والتي تعود لأسباب موضوعية وجود الرجل الأبيض حاكما ومسيطرا فيها ونقل التكنولوجيا من الغرب ومن بريطانيا بالذات ومن نماذج القيم قبل سقوط نظام التمييز العنصري " الأبارتايد " وهو(حال العرب) شبيه بحال جميع الدول في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية بأجمعها وعدد كبير جدا من دول آسيا فهي متخلفة رغم نيلها استقلالها منذ مدة طويلة إلا أن الأسباب عندها شبيهة إلى حد ما بالأسباب عندنا نحن العرب .
هناك العديد من الأسباب الموضوعية التي جعلت العرب يتخلفون وغيرهم يتقدمون على كل الأصعدة رغم الفارق بين تلك الدول والدول العربية في الكثير من المعطيات التي يمتلكها العرب ولا تمتلكها تلك الدول في ظل التوقيت الواحد بين المجموعتين للإقلاع نحو النهضة من كلا الطرفين ، فلماذا وصلت هذه الدول : كوريا الجنوبية ، وماليزيا ، تركيا ؟
للإجابة عن هذا السؤال بصورة موضوعية دون القفز عن الأسباب الحقيقية لتخفلنا و تقدم تلك الدول ولن يكون ذلك مجديا وموضوعيا إلا إذا انطلقنا من التاريخ بالعودة إلى الماضي ، وليس خطف شباب اليوم وحشوه بأسباب حاضرة ومحاكمات جاهزة للأنظمة العربية التي حكمت في تلك الفترة أي الفترة الماضية من تاريخ أمتنا لفرض قطيعة بتجريم تلك الأنظمة حتى يتم تمرير فكرة قبول الأنظمة الجديدة المقترحة اليوم بعد أحداث ما يسمى غربيا " بالربيع العربي " بسهولة ومرونة منقطعة النظير هذه الأنظمة المقترحة التي يقف على أبوابها الإسلام السياسي ( الإخوان المسلمين ) و في ظل تفكيك المجتمعات وفق الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية التي تجمعها الدولة المدنية في إطار المواطنة والحرية والديمقراطية والتنوع الثقافي والعرقي والإثني وقيم التسامح والتعايش السلمي والعيش المشترك ... فيديرالية أو كونفيديرالية ...إلخ .
1 - تخلف العرب وتقدم غيرهم .... لأن أغلبية دول العالم العربي كانت مستعمرة من دول غربية امبريالية تصل إلى قرون من الزمن .. وأيضا بعد أن استعمرتها تركيا لمدة قرون مقرونة بالاستبداد والجهل والطغيان .
2 – تخلف العرب وتقدم غيرهم ...لأن أغلب الدول العربية خرجت من نير الاستعمار في إطار الحركات التحررية مخربة ومدمرة فكريا وثقافيا وجسديا ونفسيا وفي بنيته التحتية ومنهوبة في ثرواتها .
3 – تخلف العرب وتقدم غيرهم ... لأن الدول الاستعمارية خرجت وتركت خرائط وحدودا وهمية (سايكس بيكو ) زاد الاستعمار من استغلالها والنفخ فيها لإشعال الحروب بين أبناء الأمة الواحدة من أجل نهب خيراته وتسويق سلعه من أسلحة ووسائل حربية وتشغيل مصانعه وتوفيرمناصب ليد العاملة لأبنائه .
4 – تخلف العرب وتقدم غيرهم ...لأن الغرب زرع في قلب العالم العربي كيانا مسخا يدعى " الكيان الصهيوني " .
5– هذا الكيان الصهيوني اغتصب مقدساتهم القدس الشريف والمسجد الأقصى ... هذا الكيان الذي استنزف خيرات العرب وشغلهم (بقضية فلسطين) عن أي قضية أخرى ... استنزفهم في حرب 1948 وفي حرب 1967 (النكسة) و1973 (النصر والعبور الكبير) ، والحرب الأهلية في لبنان من 1975 حتى 1990 ، وأيلول الأسود في الأردن 1970 حتى 1971 ، واجتياح لبنان في مطلع الثمانينات 1982 ، وحرب لبنان الثانية 2006 وغزو العراق للكويت في 1991 والحرب على العراق وحصاره 12 عاما عجافا ، والحرب على العراق مرة ثانية سنة 2003 وإسقاط نظامه وإعدام زعيم عربي صبيحة عيد الأضحى (صدام حسين ) ، والحرب على ليبيا في 2011 وإسقاط نظامه واغتيال زعيم عربي وسحله ( معمر القذافي ) وأحداث ما يسمى غربيا بالربيع العربي من 2011 موجة أولى وموجة ثانية تدور مجرياتها اليوم في أكثر بلد عربي .
6– تخلف العرب وتقدم غيرهم ... لأنهم ابتلوا بالنفط والغاز والذي كان سببا لأطماع الغرب فحاول هذا الغرب تأميم هذه الثروة فخلق الإرهاب والنزاعات بين العرب والدول العربية الذي يبدو أن أمريكا اليوم ليست بحاجة إليه بعد أن أصبحت أكبر دولة منتجة للغاز الصخري ولعل سعيها للانسحاب من المشرق العربي وترك المنطقة لإسرائيل (دركي المنطقة الجديد) للتفرغ للشرق الأقصى وعدوتها الصين (الاتحاد السوفياتي الجديد)... وتخويف بعضهم من عدو وهمي كما هو الحال بالنسبة لإيران والثورة الخمينية سنة 1979 والتمدد الشيعي فأشعل حرب الثماني سنوات بين البلدين المسلمين العراق وإيران وكان يسلح كلا الطرفين حتى يحطما بعضهما البعض .
أوروبا دمرت عن بكرة أبيها بعد الحرب العالمية الثانية وقفت معها الولايات المتحدة لكونها كانت بعيدة نسبيا عن مخلفات الحرب اللهم إلا في جزر هاواي بعد التخلي عن الحياد نتيجة قصف اليابان لتلك الجزر وأيضا بمشروع مالي اقتصادي كبير (ضخ أموال طائلة ) لإعادة الاعمار سمي بمشروع مارشال لإعمار أوروبا سنة 1947 ... فأوروبا لم تجد من يعطل مسيرة بنائها بعكس الدول العربية التي ظل الاستعمار الغربي التقليدي بالإضافة إلى الكيان الصهيوني وأمريكا يقف وراء كل الإخفاقات والهزائم التي لحقت بها حتى يومنا هذا... وإفشال المشاريع لتلك الدول العربية على مر تلك الفترة وحتى حاضرا ومستقبلا .
1/ عندما فكر العرب بالقومية العربية وهي شكل وحداوي تقدمي ... دمرها الغرب بتخويف ملوك وأمراء الخليج فتآمروا على ذلك المشروع ...وانتهى مع موت الزعماء صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعبد الله صالح .
2/ عندما فكر العرب في الوحدة "الجمهورية المتحدة" عمل الغرب وإسرائيل وبعض الدول العربية الرجعية للتآمر عليها وزرع الخلافات والدسائس حتى تم حلها ومات المشروع في مهده .
3/ عندما فكر الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر في الاستقلال الاقتصادي في تأميم قناة السويس من الشركات المتعددة الجنسيات التابعة للدول الغربية الامبريالية تم العدوان الثلاثي على مصر : بريطانيا وإسرائيل وفرنسا .
4/ عندما أراد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بناء السد العالي رفض الغرب تمويله وساعد الاتحاد السوفياتي المصريين في تشييد هذا المشروع .
5/ عندما حاول الزعيم المصري جمال عبد الناصر بناء مصانع وصناعات ثقيلة أفشل الغرب الامبريالي هذا المشروع ...
6/ عندما قرر الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز الاستقلال وسيادة القرار بتوقيف ضخ البترول سنة 1973 تضامنا مع العرب ومصر تم اغتياله بتخطيط من السي أي أي .
7/ عندما فكر صدام حسين في امتلاك القوة ... وفكر في بناء عقول علمية واهتم بالتعليم وقضى على الأمية وبنى جيشا قويا وفكر في امتلاك قنبلة نووية وبناء مدفع عملاق ... عمل الغرب الإمبريالي على شن حربين مدمرتين عليه وبينهما 12 سنة من حصار الشعب العراقي وتفتيش قصوره وإهانة شعبه بتجويعه وإهانة رموزه السياسية ... فتم غزوه بأسباب واهية ... وتم نهب بتروله وأمواله ومخزونه من الذهب وتم تكبيل حكوماته التي جاءت بعد "بول بريمر" بمعاهدات ومواثيق وتعويضات خيالية لكل من هب ودب من دول غربية وإسرائيل ودول عربية إلى عقود من الزمن وسلط عليه الغرب كل أصناف الإرهاب وهابية وإخوانية وقاعدة وداعش التي تكفلت بنهب وتهريب أثاره أحيانا وتدميرها ومسحها من على ظهر الوجود أحيانا أخرى ... وأحيا هذا الغرب في العراق النعرات العرقية: كردي/عربي ، عربي/تركماني (عراقيين من أصول تركية ) ، وديني: مسلم/مسيحي/ايزيدي ... ومذهبي: سني/شيعي ...إلخ ، وعمل الغرب وإسرائيل على قتل كل الكفاءات العلمية والهندسية ... بقتل العلماء بخاصة في الطاقة النووية قتلوا يحي المشد (العالم المصري) الذي عمل في مشروع المفاعل النووي العرقي في عهد صدام حسين ... وأرجع الغرب العراق إلى 1000 سنة إلى الوراء ... جفاف (سدود تركيا على نهري العراق) وفقر وأصبح العراق اليوم لا يصلح إلا كساحة للقتل وممارسة هواية حمل السلاح والتمتع بالقتل التي جاءت بكل الشذاذ من العالم لممارسة هذه الهواية الجديدة .
8/ عندما تمسك بشار الأسد بالدولة الاجتماعية وبنى اقتصاده على قدرات البلد وعندما فكر في امتلاك القوة ببناء مفاعل نووي عمل هذا الغرب على قصف مفاعل دير الزور قيد النشأة وتم تفجير سوريا من الداخل اشعال حرب أهلية مدمرة ... واغتيال الكفاءات العلمية والعسكرية وترحيل اليد العاملة المتخصصة إلى تركيا ومن ثم إلى مصانع أوروبا لتشغيلها بسبب غيابها نتيجة عصر الشيخوخة التي كانت ومازالت تعيشه القارة العاقر .
كوريا الجنوبية وتركيا هي دول محسوبة على العالم الغربي ... تركيا عضو في الناتو وكانت أحد أكبر الدول التي لعبت دورا كبيرا في محاصرة الإتحاد السوفياتي أكبر عدو للغرب آنذاك ولذلك ما استفادت منه أوروبا من أمريكا استفادت منه تركيا ... فتركيا كانت بل ولا زال ينظر إليها الغرب كدولة أوروبية لذلك لا غرابة في حصول هذا التقدم فيها بهذا الشكل ... هي ليست كألمانيا ولكنها كايطاليا والبرتغال واسبانيا وهي قاعدة عسكرية متقدمة لحلف النيتو الذي يسعى اليوم للجم جموح روسيا للعودة بقوة للعب دور أكبر أوشبيه بدور الاتحاد السوفياتي السابق في العالم ... علاقة تركيا بأوروبا شيء وعلاقة أمريكا بتركيا شيء آخر ... أمريكا نفضت يدها حتى من أوروبا وحلف النيتو وتريد حصتها أو سحب ربيبتها بريطانيا إلى جانبها وتغادر بعدها المنطقة إلى الأبد للتفرغ إلى الخطر القادم من الشرق الصين العدو الجديد للولايات المتحدة الأمريكية هذا هو الظاهر والباطن الله أعلم.
وكوريا الجنوبية حليفة قوية للغرب وأمريكا تحديدا وهناك أسباب سياسية وجيوسياسية وعسكرية دفعت الولايات المتحدة والغرب لمساعدة كوريا اقتصاديا على مدار العقود الماضية وصناعة نهضتها الحالية ومرافقتها في بناء تطورها وتقدمها الحالي.. وهي ما تعلق بالصين الشيوعية وكوريا الشمالية التي تناصب العداء للغرب وأمريكا على الخصوص ايديولوجيا واقتصاديا وسياسيا ... فكوريا الجنوبية اليوم بها أكبر القواعد الأمريكية التي تراقب وتتحرش بالصين وبكوريا الشمالية ... فأمريكا هي من صنعت نهضة تايوان المتمردة على الصين وصنعت نهضة كوريا الجنوبية وساعدت حتى اليابان بعد جنوحها للاستسلام والخضوع والخنوع اثرى هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ... حتى نهضة هونغ كونغ ذات الحكم الذاتي والتي عادت من بريطانيا إلى الصين في 1997 ... نهضتها وتقدمها يعود للبريطانيين ... فلماذا فعلت أمريكا الاستعمار المعاصر وبريطانيا الاستعمار القديم هذا الأمر في هذه البلدان على غير العادة ... في العراق أو أفغانستان أو في مصر زمن الملك فاروق ؟ والجواب بسيط أن أمريكا صنعت نهضة هذه الدول الفاقدة للسيادة والإستقلال وللقرار السياسي والعسكري إذا ما اندلعت حرب ما في الحاضر والمستقبل لحصار كوريا الشمالية وتركيعها ولإلحاق الهزيمة بالصين التي ظلت كابوس أمريكا في تلك المنطقة من العالم وتهديدا عسكريا ...ويبدو أنها اليوم تنظر إلى الصين كخطر اقتصادي وتقني وعلمي يهدد مكانة الولايات المتحدة ... وهي ما زالت تنظر إلى كوريا الشمالية (كما فنزويلا وكوبا) كخطر عسكري ولكن الأخطر كخطر ايديولوجي اقتصادي في حالة نجاح وعودة النموذج الشيوعي في حال فشلت التدابير المتخذة طيلة 60 عاما ويزيد وفي ظل بروز علامات انهيار وفشل وإفلاس النظام الرأسمالي .
وأما ماليزيا فهي دولة محظوظة لا أحد انشغل بها وربما ساعدها الموقع الجغرافي في ابتعادها عن بؤر النزاعات وطبيعة المكان الجغرافي الذي تتموقع فيه .... فهذه الدولة وجدت في منطقة بعيدة عن الحروب وعن أطماع المتعطشين للثروات والنهب ومفتعلي الحروب وبائعي السلاح ، أضف إلى ذلك أن هذا الموقع الهادئ الذي يختفي جيوساسيا ... شجع المستثمرين من الهاربين من عديد دول العالم بأموالهم للاستثمار في أماكن بها استقرار اقتصادي وأمان أمني ، لذلك من صنع معجزة ماليزيا هي العولمة وتدفق رؤوس مال المستثمرين والشركات المتعدد الجنسيات ... حتى لقبت هي وغيرها من البلدان الآسيوية " بالنمور الآسياوية " بدليل أنه عندما تم سحب المستثمرين لأموالهم في سنة 1997 لأسباب مجهولة ...ربما محاولة اعاقة تقدم هذه الدول كما يُفعل الآن بالصين شهدت ماليزيا ودول النمور الآسياوية أزمة اقتصادية كبيرة كادت تودي بها كدول اقتصادية صاعدة .
فوضع دول مثل : كوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا ليس هو وضع الدول العربية في السياق التاريخي والمخاطر الحاضرة والمستقبلية ومن الظلم بمكان مقارنة هذه الدول : كوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا بالدول العربية بالقفز عن الأسباب التاريخية أي بظروف الماضي لهذه الدول وبظروف المرافقة والمتابعة والمساعدة المقدمة لهذه الدول من الغرب دون أن ننسى الموقع الجغرافي التي تمتعت به هذه البلدان بعكس الظروف القاسية والمخططات المرسومة من " برنار لويس " إلى " برنار ليفي " للدول العربية دون أن ننسى وجود الكيان الصهيوني في داخل أراضيها ومطامع الدول الاستعمارية الغابرة والحديثة والمعاصرة في ثرواتها وشهوتها في الانتقام لأن الذنب الوحيد للعرب أنهم مسلمون وأن الإسلام انطلق من شبه الجزيرة العربية للعالم كافة ، هذا الإسلام الدين العظيم الذي يتهمه هؤلاء زورا وبهتانا وظلما بأنه سبب الإرهاب في العالم ... وهم يعلمون علم اليقين أن لا علاقة لهذا الدين بهذه الآفة ، لسبب بسيط أن من صنع الإرهاب بشباب العرب المغرر به أو المرتزق أو العميل هو الغرب حتى يجد حجة للتدخل العسكري بخاصة في الدول التي بها نفط وغاز وثروات باطنية وسطحية ومواقع استراتيجية لبناء قواعده العسكرية لفرض الهيمنة على هذه الدول وعلى العالم .
صحيح فيه نقائص في دولنا العربية ، صحيح هناك فشل للكثير من مشاريعنا القومية العربية ، صحيح أننا تخلفنا عن كوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا التي توفرت لهم أو بصحيح العبارة وفرها الغرب الإمبريالي لمصالح سياسية واقتصادية وجيوسياسية ظهرت فيما بعد وخدمت هذا الغرب بصورة جيدة ومكنته من القضاء على أعدائه التاريخيين وهيمنته على العالم لفترة غير قصيرة من الزمن وفرض إرادته وسياسته ومخططاته في العالم ولكن الصحيح أيضا أن المشكلات المفتعلة التي لم يخترها العالم العربي وفرضت عليه فرضا لاختلال موازين القوى لصالح الدول الغربية الإمبريالية التي تعرض لها تكون أحد الأسباب الرئيسية وليس كل الأسباب في هذا التخلف والفشل وما عاشه وتعيشه الدول العربية اليوم من أزمات تهدد وجوده ، يجب قول ذلك حتى نكون موضوعيين ومنصفين وعادلين ونريد الوصول إلى الحقيقة وليس تحقيق أهداف سياسية ايديولوجية ... وحتى لا نخدع الشباب العربي المتعولم (الذي ولد في زمن العولمة وما أدراك ما العولمة وثورة المعلوماتية والسيبرانية ووسائط التواصل ووسائل الاتصالات الرهيبة) بتشكيكه وصرفه عن وطنه بإزاحة النقاط المضيئة من تاريخه حتى لو كانت أفكارا لم ترقى للتطبيق أو فشلت لأسباب ذاتية (ضعفنا) وموضوعية (قوتهم) لكن تبقى النية الخالصة لهؤلاء ممن اجتهد من قادة العرب الماضون مَعلمُنا ...أو بعبارة أخرى: القفز على معطياته (التاريخ) الحاسمة في ذلك الوقت التي تعطي صورة سوداء لها من الأسباب الخارجية الدولية الأثر البالغ وبث صور ناصعة عن حاضر له من الظروف الدولية في بزوغه الأثر الأكبر .
- ما دامت فرنسا الاستعمارية التي لم تتخلص من عقدة الاستعمار وترفض الاعتراف باستقلال الجزائر وتسعى لإعادة الوصاية عليها والرجوع بها إلى ما قبل 5 جويلية 1962 ... ودائما هي وراء الجزائر ... تلتقط لها كل كبيرة وصغيرة وتتحرش بها في الطالعة والنازلة ...
- وما دامت ايطاليا الاستعمارية التي ترى في ليبيا كعكة وملكية لها بمشروعية احتلالها لها في وقت سابق ... وراء ليبيا في الطالعة والنازلة وتتحرش بها في البحر والأرض وتلوح لها بعقود ومواثيق ومعاهدات اقتصادية ابرمت في الماضي...
- وما دامت تركيا الاستعمارية التي ترى في سوريا "بايلك" الباب العالي وأرض عثمانية وتلوح بالتركمان السوريين والإخوان المسلمين (الجيش الحر+ النصرة ...إلخ) وتتحرش بسوريا ليل نهار في السماء والأرض وفي البحر ....وقس هذا الكلام على أمريكا الاستعمارية وبريطانيا الاستعمارية ...إلخ .
فلن نتقدم ولن نتطور أبدا ولن نلحق حتى بالهندوراس ... مهما حاول أولياء الجرذان ومهما فجروا من " ثورات " عربية وبلغوا من " أربعة (رباع)عربية " أو ما يسمى بالثورات الملونة المزعومة ... لن يتغير حالنا أبدا ...فهذه الأحداث في عالمنا العربي جاءت لخدمة مصالح اقتصادية وجيوسياسية وتوسع ونفوذ ونشر قواعد عسكرية وتوفير الطاقة الناضبة والمتجددة وممرات مائية واستنزاف ثروات باطنية وسطحية ومخزونات ذهب وثروات في الجرف البحري وتجنيد مرتزقة وإرهابيين بالوكالة وشراء مواقف وذمم في الهيئات الدولية لدول بعينها دول استعمارية لها رواسب من الحقد والكراهية وتصفية الحسابات والمطامع في بلداننا العربية ... و"الثورة " وما يسمى " الربيع العربي " هو الأكذوبة أو الذريعة أو حصان طروادة الذي سيُبلغ هذه الدول مآربها سواء استعمارا غابرا عبرت عليه تركيا " فهل ثار " ثوار ليبيا " لكي يستقدموا الاحتلال التركي للسيطرة على ليبيا وتتريكها وجعلها ولاية عثمانية ... ولكي يستجدي " ثوار ليبيا " أمريكا وبريطانيا وايطاليا المحتل السابق لنجدتهم من ليبي آخر هو الماريشال حفتر ويرفضون الجلوس مع بعضهم البعض وحل مشاكل ليبيا بين الليبيين أنفسهم ... ترى لو كان سيد الشهداء عمر المختار حيا ... كيف سيكون حاله ؟؟؟ و إيران أو استعمارا حديثا عبرت عليه فرنسا وبريطانيا وايطاليا أو استعمارا معاصرا بالعولمة ووسائل التواصل والثورة التقنية الهائلة التي تسيطر عليها أمريكا الاستعمارية ومن خلف الستار أكبر وأقذر استعمار الكيان الصهيوني الذي يحرك كل شيء من المال إلى الأسواق التجارية إلى البارجات وناقلة الطائرات إلى أصغر زر في الحواسيب من الجيوش الإلكترونية التي تحشد لكل ما هو دمار وخراب في أوطاننا وفي العالم .
الدليل على تدخل الغرب ماضيا وحاضرا وكونه جزء كبير من فشلنا اليوم ، ما يحصل للسعودية وما يفرض عليها من أشياء تتعارض مع طبيعة وقيم البلاد وإسلامها ...
وهاهي إيران (دولة إسلامية) غير بعيدة عن السعودية يفرض عليها الغرب خطة لتفكيك برنامجها النووي السلمي وبرامجها الصاروخية الدفاعية ....
وهناك بعيدا نحو أقصى الشرق كوريا الشمالية يفرض عليها الغرب بالقوة وبالتهديد والوعيد والحصار الاقتصادي شروطا تعجيزية لتفكيك ترسانتها النووية وبرنامجها الصاروخي الباليستي ....
وهاهي الصين أعظم دولة في القرن الحالي والألفية الجارية يفرض عليها الغرب شروطا اقتصادية وعسكرية ويلعب ضدها بأوراق هونغ كونغ وتحريك الشارع فيها وتايون بتسليحها وإقليم التبت بمسألة حقوق الإنسان والأقليات الدينية الأيغور (أقلية مسلمة تعود أصولها إلى تركيا) وضرورة احترام التنوع الثقافي الديني وكوريا الشمالية خاصرة الصين الأضعف بالتهديد بإشعال حرب مدمرة فيها ...إلخ
فهل آباءنا وأسلافنا الميامين الذين أفشل الغرب كل مشاريعهم الوطنية الوحداوية الرائدة في الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات كانوا أكثر قوة من هذه الدول التي ذكرت والتي تتعرض لمخططات لمحاصرتها ومنع تقدمها وريادتها في العالم (وقبلها اسقاط الاتحاد السوفياتي) ؟؟؟؟ فهُم اجتهدوا (آباءنا وأسلافنا) على أية حال وفي كل الأحوال رغم علمهم باختلال موازين القوى لصالح الغرب الإمبريالي آنذاك ...ولكن يحسب لهم شجاعتهم ومواقفهم الرجولية البطولية وحفاظهم على أوطاننا رغم نهاياتهم الدراماتيكية التي تعرض لها البعض منهم في نهاية المشوار وبقوا مخلدين في ذاكرة الأمة .
بقلم : الزمزوم









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-12-31, 22:18   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قنون المربي والأستاذ
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية قنون المربي والأستاذ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم
اقتبست من موضوعك هذه الجملة:لن يتغير حالنا أبدا
وأطرح السؤال التالي:كيف تغير حال أجدادنا الأوائل، فبعد أن كانوا قبائل متناحرة وحدهم الإسلام فكونوا دولة عظمى رغم إحاطتهم بأمبراطوريات تكن لهم العداء وأقصد الامبراطورية الفارسية، البيزنطية والرومانية
اعتبره سؤال بريئ









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-31, 22:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
amoros
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمزوم مشاهدة المشاركة
لماذا تقدم غيرنا (كوريا الجنوبية ، ماليزيا ، تركيا ) وتأخر العرب .
" إن هذا الموضوع ليس تبريرا ولا صك على بياض لأسلافنا ولا هو بالهروب إلى الأمام ، وليس ديماغوجية بل هوللاعتراف بالصعوبات التي عاشتها وتعيشها وستعيشها البلدان العربية ماضيا وفي الحاضر وفي الغد . لكن ليس من العدل أن نحاكم أناس كانوا في المسؤولية والقيادة اجتهدوا في سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات بمنظور سنة 2011 إلى 2019 ، ليس معقولا أن يحاسب جيل 2019 بما توفر له من امكانيات وظروف جيلا آخر سابق عنه في إطار ما توفرت له من إمكانيات وأوضاع دولية وعالمية وصراع أقطاب (قطبين : شيوعي/ رأسمالي) . ليس من الحكمة ورجاحة العقل أن ننظر إلى التجربة الماضية التي دارت مجرياتها في العالم العربي ونحاكمها ونصدر الحكم بالإعدام والذنب المشهود بظروف الحاضر والوضع الحالي ودون المرور على الظروف والعقبات والعراقيل التي اعترضت آباءنا وأجدادنا من مثل : وجود استعمار ، خروج بلداننا لتوها من استعمار " عمر " لقرون ولعقود من السنوات وما خلفه من دمار كبير على جميع الأصعدة ، وخوضهم لحروب تحرير الأراضي العربية (التي أفشلتها أمريكا العظمى ، التي تعرفون معناها اليوم بما تعنيه من قوة عسكرية جبارة 700 مليار دولار ميزانية البنتاغون والجيش الأمريكي ، التحكم في النظام المالي أي الاقتصاد العالمي الأمر الذي يمكنها من شن حروب اقتصادية على أي دولة في العالم وإخراج الناس من أجل الخبز ليتحول الأمر بعد ذلك إلى فوضى وحرب أهلية مزلزلة ، وامتلاكها لعملة الدولار أقوى عملة وأوسعها في التبادل التجاري ) ... وما عاناه آباءنا من مخططات دولية وأطماع جغرافية وعلى مواقع جيوسياسية وصراع على النفط العربي بين الشركات المتعدد الجنسيات التي هي في أغلبها غربية وتجارة سلاح مربحة وتوفير مناصب عمل وأموال لخزانة هذه الدول الاستعمارية الامبريالية ، دون أن ننسى الهم الأكبر لآبائنا الذي بدأ مع زرع الغرب للكيان الصهيوني في فلسطين وفي الأراضي العربية ، وحصار أنظمة عربية وتجويعها النفط مقابل الغذاء (بطاقات الحصص التموينية ) ، وإسقاط أنظمة عربية وقتل زعماء وطنيين عرب .
والعمل جاري اليوم عند هذا الغرب الامبريالي على اللعب بمنظومات التعليم وتغيير المناهج (تغيير الهويات والعبث بالثوابت) وسياسيا باللعب بموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية ، واجتماعيا على أوضاع المرأة والعبث بقوانين الأحوال الشخصية والأسرة والحريات الفردية ، ودينيا باللعب بفكرة التسامح وحرية التعبد ، وثقافيا بضرورة القبول بالتنوع الثقافي والعرقي والتنوع اللغوي (تقسيم شعب الدول الواحدة إلى شعوب متنافرة ومتصارعة اثنيات عرقية ودينية ومذهبية ) ، لأن الفكرة نجحت بامتياز في عراق ما بعد صدام حسين ، وكل ذلك استكمالا لإفشال أي مشروع نهضة في الدول العربية كما درجت على القيام به هذه الدول الغربية الاستعمارية الامبريالية وحداويا وسياسيا وعسكريا وعلميا ، وعليه يبقى طرح هذا السؤال : لماذا تقدم غيرنا وفشل العرب ؟ سؤال يصبح عبثيا وبلا معنى يراد به في المحصلة ضرب ما تبقى من معنويات لدى الإنسان العربي ورغبته في بعث كل ما يستنهض أمته وقواها الحية ولعل أهمها وأبلغها القومية العربية الجديدة المبنية على أساس اللغة والعلم والتاريخ والأحلام المشتركة والدين الواحد والمصير المشترك " .
عند عرضا لهذا الموضوع يجب أن نتناوله بشكل موضوعي وفي إطار الأسباب التاريخية التي أدت لتخلف العرب وتقدم غيرهم ، وليس القفز على تلك الأسباب التاريخية الحاسمة التي هي جزء من مشكلتنا ولكنها بأي حال من الأحوال لا نعتبرها مبررا وحيدا لتخلفنا ولا سببا في سعينا للتطور ، إن ما حدث للعرب حدث لغيرهم في دول إفريقيا بأجمعها باستثناء جنوب إفريقيا والتي تعود لأسباب موضوعية وجود الرجل الأبيض حاكما ومسيطرا فيها ونقل التكنولوجيا من الغرب ومن بريطانيا بالذات ومن نماذج القيم قبل سقوط نظام التمييز العنصري " الأبارتايد " وهو شبيه بحال جميع الدول في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية بأجمعها وعدد كبير جدا من دول آسيا فهي متخلفة رغم نيلها استقلالها منذ مدة طويلة إلا أن الأسباب عندها شبيهة إلى حد ما بالأسباب عندنا نحن العرب .
هناك العديد من الأسباب الموضوعية التي جعلت العرب يتخلفون وغيرهم يتقدمون على كل الأصعدة رغم الفارق بين تلك الدول والدول العربية في الكثير من المعطيات التي يمتلكها العرب ولا تمتلكها تلك الدول في ظل التوقيت الواحد بين المجموعتين للإقلاع نحو النهضة من كلا الطرفين ، فلماذا وصلت هذه الدول : كوريا الجنوبية ، وماليزيا ، تركيا ؟
للإجابة عن هذا السؤال بصورة موضوعية دون القفز عن الأسباب الحقيقية لتخفلنا و تقدم تلك الدول ولن يكون ذلك مجديا وموضوعيا إلا إذا انطلقنا من التاريخ بالعودة إلى الماضي ، وليس خطف شباب اليوم وحشوه بأسباب حاضرة ومحاكمات جاهزة للأنظمة العربية التي حكمت في تلك الفترة أي الفترة الماضية من تاريخ أمتنا لفرض قطيعة بتجريم تلك الأنظمة حتى يتم تمرير فكرة قبول الأنظمة الجديدة المقترحة اليوم بعد أحداث ما يسمى غربيا " بالربيع العربي " بسهولة ومرونة منقطعة النظير هذه الأنظمة المقترحة التي يقف على أبوابها الإسلام السياسي ( الإخوان المسلمين ) و في ظل تفكيك المجتمعات وفق الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية التي تجمعها الدولة المدنية في إطار المواطنة والحرية والديمقراطية والتنوع الثقافي والعرقي والإثني وقيم التسامح والتعايش السلمي والعيش المشترك ... فيديرالية أو كونفيديرالية ...إلخ .
1 - تخلف العرب وتقدم غيرهم .... لأن أغلبية دول العالم العربي كانت مستعمرة من دول غربية امبريالية تصل إلى قرون من الزمن .. وأيضا بعد أن استعمرتها تركيا لمدة قرون مقرونة بالاستبداد والجهل والطغيان .
2 – تخلف العرب وتقدم غيرهم ...لأن أغلب الدول العربية خرجت من نير الاستعمار في إطار الحركات التحررية مخربة ومدمرة فكريا وثقافيا وجسديا ونفسيا وفي بنيته التحتية ومنهوبة في ثرواتها .
3 – تخلف العرب وتقدم غيرهم ... لأن الدول الاستعمارية خرجت وتركت خرائط وحدودا وهمية (سايكس بيكو ) زاد الاستعمار من استغلالها والنفخ فيها لإشعال الحروب بين أبناء الأمة الواحدة من أجل نهب خيراته وتسويق سلعه من أسلحة ووسائل حربية وتشغيل مصانعه وتوفير يد عاملة لأبنائه .
4 – تخلف العرب وتقدم غيرهم ...لأن الغرب زرع في قلب العالم العربي كيانا مسخا يدعى " الكيان الصهيوني " .
5– هذا الكيان الصهيوني اغتصب مقدساتهم القدس الشريف والمسجد الأقصى ... هذا الكيان الذي استنزف خيرات العرب وشغلهم (بقضية فلسطين) عن أي قضية أخرى ... استنزفهم في حرب 1948 وفي حرب 1967 (النكسة) و1973 (النصر والعبور الكبير) ، والحرب الأهلية في لبنان من 1975 حتى 1990 ، وأيلول الأسود في الأردن 1970 حتى 1971 ، واجتياح لبنان في مطلع الثمانينات 1982 ، وحرب لبنان الثانية 2006 وغزو العراق للكويت في 1991 والحرب على العراق وحصاره 12 عاما عجافا ، والحرب على العراق 2003 وإسقاط نظامه وإعدام زعيم عربي صبيحة عيد الأضحى (صدام حسين ) ، والحرب على ليبيا في 2011 وإسقاط نظامه واغتيال زعيم عربي وسحله ( معمر القذافي ) وأحداث ما يسمى غربيا بالربيع العربي من 2011 موجة أولى وموجة ثانية تدور مجرياتها اليوم في أكثر بلد عربي .
6– تخلف العرب وتقدم غيرهم ... لأنهم ابتلوا بالنفط والغاز والذي كان سببا لأطماع الغرب فحاول هذا الغرب تأميم هذه الثروة فخلق الإرهاب والنزاعات بين العرب والدول العربية الذي يبدو أن أمريكا اليوم ليست بحاجة إليه بعد أن أصبحت أكبر دولة منتجة للغاز الصخري ولعل سعيها للانسحاب من المشرق العربي وترك المنطقة لإسرائيل للتفرغ للشرق الأقصى وعدوتها الصين (الاتحاد السوفياتي الجديد)... وتخويف بعضهم من عدو وهمي كما هو الحال بالنسبة لإيران والثورة الخمينية سنة 1979 والتمدد الشيعي فأشعل حرب الثماني سنوات بين البلدين المسلمين العراق وإيران وكان يسلح كلا الطرفين حتى يحطما بعضهما البعض .
أوروبا دمرت عن بكرة أبيها بعد الحرب العالمية الثانية وقفت معها الولايات المتحدة لكونها كانت بعيدة نسبيا عن مخلفات الحرب اللهم إلا في جزر هاواي بعد التخلي عن الحياد نتيجة قصف اليابان لتلك الجزر وأيضا بمشروع مالي اقتصادي كبير (ضخ أموال طائلة ) لإعادة الاعمار سمي بمشروع مارشال لإعمار أوروبا سنة 1947 ... فأوروبا لم تجد من يعطل مسيرة بنائها بعكس الدول العربية التي ظل الاستعمار الغربي التقليدي بالإضافة إلى الكيان الصهيوني وأمريكا يقف وراء كل الإخفاقات والهزائم التي لحقت بها حتى يومنا هذا... وإفشال المشاريع لتلك الدول العربية على مر تلك الفترة وحتى حاضرا ومستقبلا .
1/ عندما فكر العرب بالقومية العربية وهي شكل وحداوي تقدمي ... دمرها الغرب بتخويف ملوك وأمراء الخليج فتآمروا على ذلك المشروع ...وانتهى مع موت الزعماء صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعبد الله صالح .
2/ عندما فكر العرب في الوحدة الجمهورية المتحدة عمل الغرب وإسرائيل وبعض الدول العربية الرجعية للتآمر عليها وزرع الخلافات والدسائس حتى تم حلها ومات المشروع في مهده .
3/ عندما فكر الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر في الاستقلال الاقتصادي في تأميم قناة السويس من الشركات المتعددة الجنسيات التابعة للدول الغربية الامبريالية تم العدوان الثلاثي على مصر : بريطانيا وإسرائيل وفرنسا .
4/ عندما أراد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بناء السد العالي رفض الغرب تمويله وساعد الاتحاد السوفياتي المصريين في تشييد هذا المشروع .
5/ عندما حاول الزعيم المصري جمال عبد الناصر بناء مصانع وصناعات ثقيلة أفشل الغرب الامبريالي هذا المشروع ...
6/ عندما قرر الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز الاستقلال وسيادة القرار بتوقيف ضخ البترول سنة 1973 تضامنا مع العرب ومصر تم اغتياله بتخطيط من السي أي أي .
7/ عندما فكر صدام حسين في امتلاك القوة ... وفكر في بناء عقول علمية واهتم بالتعليم وقضى على الأمية وبنى جيشا قويا وفكر في امتلاك قنبلة نووية وبناء مدفع عملاق ... عمل الغرب الإمبريالي على شن حربين مدمرتين عليه وبينهما 12 سنة من حصار الشعب العراقي وتفتيش قصوره وإهانة شعبه بتجويعه وإهانة رموزه السياسية ... فتم غزوه بأسباب واهية ... وتم نهب بتروله وأمواله ومخزونه من الذهب وتم تكبيل حكوماته التي جاءت بعد بول بربمر بمعاهدات ومواثيق وتعويضات خيالية لكل من هب ودب من دول غربية وإسرائيل ودول عربية إلى عقود من الزمن وسلط عليه الغرب كل أصناف الإرهاب وهابية وإخوانية وقاعدة وداعش التي تكفلت بنهب وتهريب أثاره أحيانا وتدميرها ومسحها من على ظهر الوجود أحيانا أخرى ... وأحيا هذا الغرب في العراق النعرات العرقية: كردي/عربي ، عربي/تركماني (عراقيين من أصول تركية ) ، وديني: مسلم/مسيحي/ايزيدي ... ومذهبي: سني/شيعي ...إلخ ، وعمل الغرب وإسرائيل على قتل كل الكفاءات العلمية والهندسية ... بقتل العلماء بخاصة في الطاقة النووية قتلوا يحي المشد (العالم المصري) الذي عمل في مشروع المفاعل النووي العرقي في عهد صدام حسين ... وأرجع الغرب العراق إلى 1000 سنة إلى الوراء ... جفاف (سدود تركيا على نهري العراق) وفقر وأصبح العراق اليوم لا يصلح إلا كساحة للقتل وممارسة هوية حمل السلاح والتمتع بالقتل التي جاءت بكل الشذاذ من العالم لممارسة هذه الهوية الجديدة .
8/ عندما تمسك بشار الأسد بالدولة الاجتماعية وبنى اقتصاده على قدرات البلد وعندما فكر في امتلاك القوة ببناء مفاعل نووي عمل هذا الغرب على قصف مفاعل دير الزور قيد النشأة وتم تفجير سوريا من الداخل اشعال حرب أهلية مدمرة ... واغتيال الكفاءات العلمية والعسكرية وترحيل اليد العاملة المتخصصة إلى تركيا ومن ثم إلى مصانع أوروبا لتشغيلها بسبب غيابها نتيجة عصر الشيخوخة التي كانت ومازالت تعيشه القارة العاقر .
كوريا الجنوبية وتركيا هي دول محسوبة على العالم الغربي ... تركيا عضو في الناتو وكانت أحد أكبر الدول التي لعبت دورا كبيرا في محاصرة الإتحاد السوفياتي أكبر عدو للغرب آنذاك ولذلك ما استفادت منه أوروبا من أمريكا استفادت منه تركيا ... فتركيا كانت بل ولا زال ينظر إليها الغرب كدولة أوروبية لذلك لا غرابة في حصول هذا التقدم فيها بهذا الشكل ... هي ليست كألمانيا ولكنها كايطاليا والبرتغال واسبانيا وهي قاعدة عسكرية متقدمة لحلف النيتو الذي يسعى اليوم للجم جموح روسيا للعودة بقوة للعب دور أكبر أوشبيه بدور الاتحاد السوفياتي السابق في العالم ... علاقة تركيا بأمريكا شيء وعلاقة أمريكا بتركيا شيء آخر ... أمريكا نفضت يدها حتى من أوروبا وحلف النيتو وتريد حصتها أو سحب ربيبتها بريطانيا إلى جانبها وتغادر بعدها المنطقة إلى الأبد للتفرغ إلى الخطر القادم من الشرق الصين العدو الجديد للولايات المتحدة الأمريكية هذا هو الظاهر والباطن الله أعلم.
وكوريا الجنوبية حليفة قوية للغرب وأمريكا تحديدا وهناك أسباب سياسية وجيوسياسية وعسكرية دفعت الولايات المتحدة والغرب لمساعدة كوريا اقتصاديا على مدار العقود الماضية وصناعة نهضتها الحالية ومرافقتها في بناء تطورها وتقدمها الحالي.. وهي ما تعلق بالصين الشيوعية وكوريا الشمالية التي تناصب العداء للغرب وأمريكا على الخصوص ايديولوجيا واقتصاديا وسياسيا ... فكوريا الجنوبية اليوم بها أكبر القواعد الأمريكية التي ترقب وتتحرش بالصين وبكوريا الشمالية ... فأمريكا هي من صنعت نهضة تايون المتمردة على الصين وصنعت نهضة كوريا الجنوبية وساعدت حتى اليابان بعد جنوحها للاستسلام والخضوع والخنوع اثرى هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ... حتى نهضة هونغ كونغ ذات الحكم الذاتي والتي عادت من بريطانيا إلى الصين في 1997 ... نهضتها وتقدمها يعود للبريطانيين ... فلماذا فعلت أمريكا الاستعمار المعاصر وبريطانيا الاستعمار القديم هذا الأمر في هذه البلدان على غير العادة ... في العراق أو أفغانستان أو في مصر زمن الملك فاروق ؟ والجواب بسيط أن أمريكا صنعت نهضة هذه الدول الفاقدة للسيادة والإستقلال وللقرار السياسي والعسكري إذا ما اندلعت حرب ما في الحاضر والمستقبل لحصار كوريا الشمالية وتركيعها ولإلحاق الهزيمة بالصين التي ظلت كابوس أمريكا في تلك المنطقة من العالم وتهديدا عسكريا ...ويبدو أنها اليوم تنظر إلى الصين كخطر اقتصادي وتقني وعلمي يهدد مكانة الولايات المتحدة ... وهي ما زالت تنظر إلى كوريا الشمالية (كما فنزويلا وكوبا) كخطر عسكري ولكن الأخطر كخطر ايديولوجي اقتصادي في حالة نجاح وعودة النموذج الشيوعي في حال فشلت التدابير المتخذة طيلة 60 عاما ويزيد وفي ظل بروز علامات انهيار وفشل وإفلاس النظام الرأسمالي .
وأما ماليزيا فهي دولة محظوظة لا أحد انشغل بها وربما ساعدها الموقع الجغرافي في ابتعادها عن بؤر النزاعات وطبيعة المكان الجغرافي الذي تتموقع فيه .... فهذه الدولة وجدت في منطقة بعيدة عن الحروب وعن أطماع المتعطشين للثروات والنهب ومفتعلي الحروب وبائعي السلاح ، أضف إلى ذلك أن هذا الموقع الهادئ الذي يختفي جيوساسيا ... شجع المستثمرين من الهاربين من عديد دول العالم بأموالهم للاستثمار في أماكن بها استقرار اقتصادي وأمان أمني ، لذلك من صنع معجزة ماليزيا هي العولمة وتدفق رؤوس مال المستثمرين والشركات المتعدد الجنسيات ... حتى لقبت هي وغيرها من البلدان الآسيوية " بالنمور الآسياوية " بدليل أنه عندما تم سحب المستثمرين لأموالهم في سنة 1997 لأسباب مجهولة ...ربما محاولة اعاقة تقدم هذه الدول كما يُفعل الآن بالصين شهدت ماليزيا ودول النمور الآسياوية أزمة اقتصادية كبيرة كادت تودي بها كدول اقتصادية صاعدة .
فوضع دول مثل : كوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا ليس هو وضع الدول العربية في السياق التاريخي والمخاطر الحاضرة والمستقبلية ومن الظلم بمكان مقارنة هذه الدول : كوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا بالدول العربية بالقفز عن الأسباب التاريخية أي بظروف الماضي لهذه ... وبظروف المرافقة والمتابعة والمساعدة المقدمة لهذه الدول من الغرب دون أن ننسى الموقع الجغرافي التي تمتعت به هذه البلدان بعكس الظروف القاسية والمخططات المرسومة من " برنار لويس " إلى " برنار ليفي " للدول العربية دون أن ننسى وجود الكيان الصهيوني في داخل أراضيها ومطامع الدول الاستعمارية الغابرة والحديثة والمعاصرة في ثرواتها وشهوتها في الانتقام لأن الذنب الوحيد للعرب أنهم مسلمون وأن الإسلام انطلق من شبه الجزيرة العربية للعالم كافة ، هذا الإسلام الدين العظيم الذي يتهمه هؤلاء زورا وبهتانا وظلما بأنه سبب الإرهاب في العالم ... وهم يعلمون علم اليقين أن لا علاقة لهذا الدين بهذه الآفة ، لسبب بسيط أن من صنع الإرهاب بشباب العرب المغرر به أو المرتزق أو العميل هو الغرب حتى يجد حجة للتدخل العسكري بخاصة في الدول التي بها نفط وغاز وثروات باطنية وسطحية ومواقع استراتيجية لبناء قواعده العسكرية لفرض الهيمنة على هذه الدول وعلى العالم .
صحيح فيه نقائص في دولنا العربية ، صحيح هناك فشل للكثير من مشاريعنا القومية العربية ، صحيح أن تخلفنا عن كوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا التي توفرت لهم أو بصحيح العبارة وفرها الغرب الإمبريالي لمصالح سياسية واقتصادية وجيوسياسية ظهرت فيما بعد وخدمت هذا الغرب بصورة جيدة ومكنته من القضاء على أعدائه التاريخيين وهيمنته على العالم لفترة غير قصيرة من الزمن وفرض إرادته وسياسته ومخططاته في العالم ولكن الصحيح أيضا أن المشكلات المفتعلة التي لم يخترها العالم العربي وفرضت عليه فرضا لاختلال موازين القوى لصالح الدول الغربية الإمبريالية التي تعرض لها تكون أحد الأسباب الرئيسية وليس كل الأسباب في هذا التخلف والفشل وما عاشه وتعيشه الدول العربية اليوم من أزمات تهدد وجوده ، يجب قول ذلك حتى نكون موضوعيين ومنصفين وعادلين ونريد الوصول إلى الحقيقة وليس تحقيق أهداف سياسية ايديولوجية ... وحتى لا نخدع الشباب العربي المتعولم (الذي ولد في زمن العولمة وما أدراك ما العولمة وثورة المعلوماتية والسيبرانية ووسائط التواصل ووسائل الاتصالات الرهيبة) بتشكيكه وصرفه عن وطنه بإزاحة النقاط المضيئة من تاريخه حتى لو كانت أفكارا لم ترقى للتطبيق أو فشلت لأسباب ذاتية (ضعفنا) وموضوعية (قوتهم) لكن تبقى النية الخالصة لهؤلاء ممن اجتهد من قادة العرب الماضون معلمُنا ...أو بعبارة أخرى: القفز على معطياته (التاريخ) الحاسمة في ذلك الوقت التي تعطي صورة سوداء لها من الأسباب الخارجية الدولية الأثر البالغ وبث صور ناصعة عن حاضر له من الظروف الدولية في بزوغه الأثر الأكبر .
- ما دامت فرنسا الاستعمارية التي لم تتخلص من عقدة الاستعمار وترفض الاعتراف باستقلال الجزائر وتسعى لإعادة الوصاية عليها والرجوع بها إلى ما قبل 5 جويلية 1962 ... ودائما هي وراء الجزائر ... تلتقط لها كل كبيرة وصغيرة وتتحرش بها في الطالعة والنازلة ...
- وما دامت ايطاليا الاستعمارية التي ترى في ليبيا كعكة وملكية لها بمشروعية احتلالها لها في وقت سابق ... وراء ليبيا في الطالعة والنازلة وتتحرش بها في البحر والأرض وتلوح لها بعقود ومواثيق ومعاهدات اقتصادية ابرمت في الماضي...
- وما دامت تركيا الاستعمارية التي ترى في سوريا "بايلك" الباب العالي وأرض عثمانية وتلوح بالتركمان السوريين والإخوان المسلمين (الجيش الحر+ النصرة ...إلخ) وتتحرش بسوريا ليل نهار في السماء والأرض وفي البحر ....وقس هذا الكلام على أمريكا الاستعمارية وبريطانيا الاستعمارية ...إلخ .
فلن نتقدم ولن نتطور أبدا ولن نلحق حتى بالهندوراس ... مهما حاول أولياء الجرذان ومهما فجروا من " ثورات " عربية وبلغوا من " أربعة (أرباع)عربية " أو ما يسمى بالثورات الملونة المزعومة ... لن يتغير حالنا أبدا ...فهذه الأحداث في عالمنا العربي جاءت لخدمة مصالح اقتصادية وجيوسياسية وتوسع ونفوذ ونشر قواعد عسكرية وتوفير الطاقة الناضبة والمتجددة وممرات مائية واستنزاف ثروات باطنية وسطحية ومخزونات ذهب وثروات في الجرف البحري وتجنيد مرتزقة وإرهابيين بالوكالة وشراء مواقف وذمم في الهيئات الدولية لدول بعينها دول استعمارية لها رواسب من الحقد والكراهية وتصفية الحسابات والمطامع في بلداننا العربية ... و"الثورة " وما يسمى " الربيع العربي " هو الأكذوبة أو الذريعة أو حصان طروادة الذي سيُبلغ هذه الدول مآربها سواء استعمارا غابرا عبرت عليه تركيا " فهل ثار " ثوار ليبيا " لكي يستقدموا الاحتلال التركي للسيطرة على ليبيا وتتريكها وجعلها ولاية عثمانية ... ولكي يستجدي " ثوار ليبيا " أمريكا وبريطانيا وايطاليا المحتل السابق لنجدتهم من ليبي آخر هو الماريشال حفتر ويرفضون الجلوس مع بعضهم البعض وحل مشاكل ليبيا بين الليبيين أنفسهم ... ترى لو كان سيد الشهداء عمر المختار حيا ... كيف سيكون حاله ؟؟؟ و إيران أو استعمارا حديثا عبرت عليه فرنسا وبريطانيا وايطاليا أو استعمارا معاصرا بالعولمة ووسائل التواصل والثورة التقنية الهائلة التي تسيطر عليها أمريكا الاستعمارية ومن خلف الستار أكبر وأقذر استعمار الكيان الصهيوني الذي يحرك كل من المال إلى الأسواق التجارية إلى البارجات وناقلة الطائرة إلى أصغر زر في الحواسيب من الجيوش الإلكترونية التي تحشد لكل ما هو دمار وخراب في أوطاننا وفي العالم .
الدليل على تدخل الغرب ماضيا وحاضرا وكونه جزء كبير من فشلنا اليوم ، ما يحصل للسعودية وما يفرض عليها من أشياء تتعارض مع طبيعة وقيم البلاد وإسلامها ...
وهاهي إيران (دولة إسلامية) غير بعيدة عن السعودية يفرض عليها الغرب خطة لتفكيك برنامجها النووي السلمي وبرامجها الصاروخية الدفاعية ....
وهناك بعيدا نحو أقصى الشرق كوريا الشمالية يفرض عليها الغرب بالقوة بالتهديد والوعيد والحصار الاقتصاد شروطا تعجيزية لتفكيك ترسانتها النووية وبرنامجها الصاروخي الباليستي ....
وهاهي الصين أعظم دولة في القرن الحالي والألفية الجارية يفرض عليها الغرب شروطا اقتصادية وعسكرية ويلعب ضدها بأوراق هونغ كونغ وتحريك الشارع فيها وتايون بتسليحها وإقليم التبت بمسألة حقوق الإنسان والأقليات الدينية الأيغور (أقلية مسلمة تعود أصولها إلى تركيا) احترام التنوع الثقافي الديني وكويا الشمالية خاصرة الصين الأضعف بالتهديد بإشعال حرب مدمرة فيها ...إلخ
فهل آباءنا وأسلافنا الميامين الذين أفشل الغرب كل مشاريعهم الوطنية الوحداوية الرائدة في الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات كانوا أكثر قوة من هذه الدول التي ذكرت والتي تتعرض لمخططات لمحاصرتها ومنع تقدمها وريادتها في العالم ؟؟؟؟ فهم اجتهدوا (آباءنا وأسلافنا) على أية حال وفي كل الأحوال رغم علمهم باختلال موازين القوى لصالح الغرب الإمبريالي آنذاك ...ولكن يحسب لهم شجاعتهم ومواقفهم الرجولية البطولية وحفاظهم على أوطاننا رغم نهاياتهم الدراماتيكية التي تعرض لها البعض منهم في نهاية المشوار وبقوا مخلدين في ذاكرة الأمة .
بقلم : الزمزوم

الاجابه بسيطه وواضحه وجليه لان هم عندهم هذاونحن عندنا هذا









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-01, 22:37   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
said27330
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.********.com*› ... ›*Writer*› روائع الشاعر مازن الشريف ›*Videos










رد مع اقتباس
قديم 2020-01-06, 14:18   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أين كانت تركيا وماليزيا وباكستان ... إلخ طوال 70 عاما من حروب العرب على الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه ويدعمه (أمريكا والغرب وماتعنيه أمريكا والغرب من سلاح وقدرات جبارة) ...هذه الحروب التي خسرها العرب لأن العرب لم يكونوا يحاربون اسرائيل ولكن العرب كانوا يحاربون أمريكا والغرب برمته لا نستحي عندما نقول أن العرب خسروا تلك الحروب لأن القاصي والداني يعلم اختلال موازين القوى بين الطرفين العرب من جهة وأمريكا والغرب برمته + is من جهة ثانية أخرى... وماذا قدمت أشباه الدول الإسلامية هذه للقضية الفلسطينية من تضحيات: من وقتها أو من مالها أو من أنفُسها ؟؟؟ويأتي في الأخير شخص غُسل دماغه مُلقن يقفز على التاريخ ويمسحه "بأستيكه" ... بفعل سحرة وسحر الإخوان وعبيد وحريم السلطان ويقول: لماذا لا نكون مثل: تركيا وماليزيا ؟؟؟ ... يا خي " بوهيوف " ...هذا ليس تبربر لأي كان وليس هروب للأمام ... هذا حق وواقع وجب الإقرار به مهما كان خلافكم مع تلك الأنظمة أو نواياكم (صراع على السلطة / شهوة انتقام / تصفية حسابات / شكل من أشكال الجهاد لإقامة الدولة الإسلامية .. إلخ ) ، وهذه حقائق تاريخية لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها أو انكارها .










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc