بمجرد توقيع فايز السراج رئيس حكومة طرابلس المعترف بها دوليا مع رئيس تركيا طيب رجب أردوغان، الاتفاقية المزدوجة الأمنية وترسيم الحدود البحرية، وتصريح رئيس تركيا أن هذه الأخيرة قد ترسل عساكرها إلى ليبيا إذا ما طلبت منها هذه الأخيرة، ومصادقة برلمان تركيا على الاتفاق المزدوجة.
ثارت ثائرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسيل من تصريحات مثل "أن مصر لم تتدخل بشكل مباشر في ليبيا رغم أنها تستطيع ذلك، معلنا انه لن يسمح لأي أحد (ملمحا إلى تركيا) السيطرة على ليبيا" ، وبذلك فإن ما يقال بأن مصر تقدم المساعدة للواء الليبي خليفة حفتر قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي فهو حقيقة، ومؤخرا زودته حتى بالدبابة المصنوعة محليا.
إن الجزائر القوة الإقليمية حسب تصريح تبون، تستبعد من صنع القرار الإقليمي، بعد أن انكفأت على نفسها ، وهي تتفرج على الأوضاع كأن الأمر لا يعنيها، حتى أنها لم تبدي أي موقف من الذي يحصل بليبيا ولا عن استبعادها من مؤتمر برلين، ولولى مفوض السلم الإفريقي إسماعيل شرقي الذي أخذته العزة بالنفس ودفع عن بلاده.
إن ليبيا أصبحت حلبة للصراع القوى الإقليمية والدولية، فالسراج يتلقى المعونة بالأخص من تركيا وقطر، أما حفتر فيتلقى المعونة بالأخص من مصر والإمارات بشكل مباشر ومن ورائهما السعودية، وبشكل غير مباشر من روسيا والسودان من خلال المرتزقين الروس والسودانيين.
أما بلادي الجزائر حاملة شعار عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وزاد له السيد تبون فقرة "النأي بالنفس" (شعار لبنان الحريري عندما عاد من فترة احتجازه بالسعودية وهو رئيسا لحكومة بلاده).
إن جزائر الأمس وفرت الملجأ لكل مكافح ومضطهد من نيلسون مانديلا ورفاق مارتين لوثر كينغ وأتباع أمة الإسلام المطالبين بحقوق السود بأمريكا، وأتباع ألندي بالشيلي الهاربين من اضطهاد بينوشي، واليسار المكسيكي مرورا بالباسكيين الاسبان والكوريسكيين، إلى مناضلي المؤتمر الوطني الإفريقي ضد الابارتيد على رأسهم أوليفير تامبو، والسوابو الناميبية على راسها سام نجوما، وسامورا ماشيل الموزمبيق، ثوار أنغولا والراس الاخضر وثوار كل البلاد الافريقية المكافحين، إلى ثوار فلسطين من عرفات، حواتمة، حبش، أبوجهاد ورفاقهم إلى ثوار فيتنام، حتى لقبت بمكة الثوار التي تهوى إليها قلوب الثوار أينما وجدوا، الوصف الذي أطلقه عليها أميلكار كابرال، وأنها بذلك لم تعير أي اهتماما للقوى العالمية على رأسها أمريكا وحتى أنها لم تتوجس منهم خيفة، ما جعلها تستشار في كل القضايا الإقليمية، وأنها عاصمة ذات ثقل عالمي، ويطلب يدها للمساعدة في حل النزاعات الدولية.
واليوم بلادي تعزف عن الخوض في الشأن الليبي، ناسية أن الإقليم الليبي يعتبر امتدادا للأمن القومي الجزائري والقبائل الليبية هي امتداد للقبائل الجزائرية والعكس، ما جعل لا الفرقاء الليبيين ولا القوى الدولية يعيرون اهتماما للموقف الجزائري، وتستبعد من حضور المؤتمر الدولي حول ليبيا المزمع انعقاده أوائل شهر جانفي الداخل ببرلين بألمانيا.
حتى أن رئيس تركيا يرافع عن عدم رضاه عن استبعاد الجزائر وتونس وقطر، وأنه نقل إلى مستشارة ألمانيا ميركل رغبته في حضور الدول الثلاث، وعاود الإدلاء بذلك في زيارته الأخيرة إلى تونس.
بقلم الأستاذ محند زكريني
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2019-12-26, 19:02
استبعاد الجزائر من مؤتمر برلين
العرض العادي
