هل مات الشباب العربي من أجل "أردوغان" ؟؟؟

[الزمزوم]

هل مات شباب المغرب العربي وتم تدمير البلدان المغاربية فيما يسمى " الربيع العربي " في كل من تونس وليبيا من أجل تحقيق أحلام التركي القومي المتطرف "أردوغان" ؟؟؟
ترى من الذي خدمه " الربيع العربي " ؟؟؟ التركي القومي المتطرف يقطف أولى ثمار الخراب العربي في المنطقة المغاربية .

بدأت ثمار ما يسمى بالربيع العربي " تتهاطل على المستفيدين الحقيقيين من الأحداث الدموية في المنطقة العربية ، ليس بالضرورة من شن الحروب مثل الناتو الذي يعيش اليوم على حسب تعبير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موتا سريريا ولا من تورط بصورة مباشرة من حكام أوروبا مثل نيكولاس ساركوزي وغيره من الذين ذاقوا الهزيمة في الانتخابات السابقة التي تقدموا لها وهم اليوم يعيشون متابعات قضائية تخص تورطهم في قضايا فساد وفي الغد سيتابعون بلا شك على جرائم حرب في منطقتنا العربية وفي العالم ، إن من يقطف الثمار اليوم وبكل جدارة هو من استخدام الإعلام والتسويق للخلافة العثمانية والذي استخدم الاحتلال الناعم المتمثل في الأعمال الفنية التلفزيونية التي أسرت قلوب الأسر العربية والذي استخدم الشرعية التاريخية والمتمثلة في ارث الدولة العثمانية ليتسلل داخل المجتمع العربي وكأن العرب لا يستطيعون التقدم والتطور وامتلاك القوة إلا إذا احتلهم الأتراك أو الفرس أو غيرهم من الاستعمار الفرنسي والبريطاني والأمريكي ... ومن خلال اللعب بالطابور الخامس أو الوكلاء والمقصود بهم ههنا الإخوان المسلمين بما يعني ذلك من اعلام قوي وما يمتلكه هؤلاء من كفاءات وإطارات وكوادر عالية التدريب وعلاقات عامة قوية ومتينة مع مسؤولي ومخابرات الدول الغربية العظمى وخدمة وولاءا دام لأكثر من 80 عاما للاستعمار القديم بالأمس وللاستعمار الحديث اليوم ... منذ تأسيس الجماعة على يد حسن البنا وإلى هذه اللحظة من الولاء الأعمى وتقديم الخدمة في عديد القضايا والسبل والوسائل دون تردد لعدو الأمة الوحيد الغرب ، وأموال كبيرة يمتلكها التنظيم الدولي ومليشيات مسلحة وذئاب منفردة وقدرة على خلق الأزمات والتحكم في التنظيمات المسلحة في العالم وخطاب سياسي واجتماعي مغلف بالدين (عبد الله عزام ) ... إلخ .
فأكبر شخص وسياسي استفاد من هذه الأحداث الدامية هو القومي المتطرف رجب طيب أردوغان الذي يقدم العنصر التركي على أي عنصر آخر ويقدم " الحضارة العثمانية " على أي حضارة أخرى ويختزل الحضارة العربية الاسلامية في أصالتها في جده عثمان وفي حداثتها في كمال أتاتورك .
فأول الثمار التي قطفها في المنطقة العربية والتي خرقت الاجماع العربي وقضت على ما تبقى من وحدة اقتصادية وسياسية ولم يبقى هناك معنى لجامعة الدول العربية إلا نظريا ... تدشينه لقاعدتين عسكريتين في دويلة قطر على تخوم حدود الدول الخليجية تضاف إلى القواعد الأمريكية هناك في " قاعدة العديد " ...إلخ .
واستحواذ تركيا على مناطق جغرافية في السودان وقاعدة عسكرية في جيبوتي وأريتريا واثيوبيا أبي أحمد ،
أما في منطقة المغرب العربي الكبير فقد استطاع القومي المتطرف أردوغان أن يخدع ويراوغ الكل في ظل الظرف العالمية والعربية التي تمر لها عندما أمضى وثيقة مع فائز السراج الذي ليس لديه شرعية شعبية ولا تفويض من الشعب الليبي والذي يقبع في حكم ليبيا منذ 2011 تاريخ اسقاط النظام الليبي " بثورة فبراير " دون انتخابات وهو الذي يسيطر على العاصمة الليبية بمساعدة من مليشيات الإخوان والأمازيغ الليبيين (الأمازيغ قاموا بدعم السراج والإخوان ليس حبا في الخلافة العثمانية ولا حبا في الإخوان ولكنه تكتيك سياسي لحسابات خاصة على خطى الأكراد في العراق) ، والذي نصبه الغرب والدول الاستعمارية حاكما لليبيا في العاصمة طرابلس كما نصب من قبل هذا الغرب لحكومة بغداد الطائفية بعد سقوط نظام صدام حسين وكما نصب الغرب اليوم راشد الغنوشي (الذي كان يعيش في بريطانيا لعدة عقود " لندنستان مقر تنظيم الإخوان الدولي ) والإخوان المسلمين حكاما جددا لتونس بعد سرقة أحلام الشباب التونسي هذا الغرب ليس كله ولكن بعض الدول الاستعمارية التي لها أطماع في بترول وغاز وصحراء ليبيا الغنية بالثروات أمثال حلف الناتو الذي تسيطر عليه فرنسا وأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني بالإضافة إلى الرئيس السابق لفرنسا نيكولا ساركوزي ... واليوم الديمقراطيون الذي يتأهبون للعودة إلى حكم أمريكا من خلال الرئاسيات والمتحالفين مع الإخوان ومع أردوغان ومع تميم بن حمد هم من أعطى الضوء للسراج لترسيم اتفاقية الحدود المائية والملف الأمني مع ليبيا السراج ، وهذا سيعطي شرعية قانونية لأردوغان للسيطرة على شرق المتوسط حتى حدود ليبيا المائية وما فيه من ثروات باطنية غاز وبترول ونفوذ سياسي كبير ...كما يمنح امتيازات اقتصادية كبيرة للأتراك في الجُرف البحري لليبيا وللغاز والبترول الليبي ... وما تكتنزه صحراء ليبيا من ثروات وما تشكله أرض ليبيا وما تحتله من بعد جيوسياسي ... فالأكيد أن الأتراك يخططون بعد هذه الخطوة لإقامة قاعدة عسكرية لهم في ليبيا شبيهة بقاعدتهم العسكرية الأولى والثانية في قطر إن لم تكن قواعد عديدة بحكم وجود مساحة شاسعة وشعب قليل استنادا لاتفاقية أمنية وقعت للتو بين الرجلين أردوغان والسراج .
الأمر الثاني هو القلق المتنامي لدى الشعب التونسي من انتشار السيطرة التجارية للأتراك في تونس (غزو تركي لتونس بــ : بضائع وسلع وتجار أتراك ووظائف للأتراك وسيطرة أتراك على مؤسسات اقتصادية وغير اقتصادية للأتراك في تونس وسيطرة على مصارف وبنوك تونس ) في ظل سيطرة حزب اخواني على مقاليد الحكم فيها وفي ظل تفشي البطالة بشكل كبير بين أقران البوعزيزي ، ويبدو أن هذه السيطرة التجارية سيتبعها فقدان للقرار وللسيادة التونسية في العديد من الموضوعات والقضايا والمجالات إذا أن هذه السيطرة ستجلب معها في المستقبل القريب جدا ضغوطا على السياسات الداخلية والخارجية للحكومة التونسية وستؤدي حتما لتنازلات أهمها اقامة قواعد عسكرية تركية في تونس وسيطرة اقتصادية تركية على أسواق تونس الواعدة في السياحة الجنسية والزراعة والسياحة الطبية والطاقة الناضبة والمتجددة وما تشكله تونس من موقع استراتيجي على الضفاف الجنوبية من البحر المتوسط وقربها من القارة الأوروبية (ايطاليا) .