عندما أتجول في ربوع بلادي وأنا أصادف إلى اليوم الإخوة السوريين يتسولون على قارعة الطرق وحتى السريعة منها فيعرضون حياتهم وأولادهم للخطر، وعلى أبواب المساجد، تتحسر نفسي حزنا واسى على منظرهم، وينتابني تذمرا عارما على ما وصلت إليه أوضاعهم.
الأوضاع التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ومعارضوه معا، اللذين عاثوا في الأرض فسادا، وفي البنيان والعمران تدميرا، وكلنا شاهد إلى ما آلت إليه حلب وكامل سوريا، تلك المدينة الجميلة التي أصبحت خرابا، فحلب شاهدة على هذه الحرب القذرة بين الإخوة الأعداء، وما تتعرض إليها في هذا الوقت إدلب، وقدر الدمار الذي لحق بسوريا حسب أخر إحصائية بـ400 مليار دولار.
وفي بني البشر هلاكا وتقتيلا وجراحا وتيتيما وترميلا وتشريدا، والدماء والدموع سالت أنهارا، بحيث أودت هذه الحرب القذرة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل أكثر من 380.000 شخص ومن بينهم الشيخ العلامة صديق الجزائر محمد السعيد رمضان البوطي الذي أفتى بقتله بطريقة غير مباشرة العلامة الأخر يوسف القرضاوي (صديق الجزائر وصهرنا السابق)، وتشريد ما يقارب نصف سكان سوريا وأوضاعهم جد مزرية خاصة بدول الجوار.
إني أتساءل هل سوريا رخيصة عليكم إلى هذا الحد أيها السوريون نظاما ومعارضة؟ لكي يولي كل طرف أعداء سوريا عفوا أصدقاءه على الطرف الأخر والعكس، أعلى هذه سوريا أفنى عمره حافظ الأسد ومعارضي النظام منهم الاتاسي (صديق الجزائر)، لا ألف لا.
هذه الحرب القذرة استهدفت سوريا الصمود، خطط لها الغرب وإسرائيل، بمساعدة جوار سوريا، وانخراط الداخل السوري بعد انغلاق النظام على نفسه.
إن سوريا بحاجة ماسة إلى من يضمد جراحها ويوقف نزيف الدم الذي يسيل من جسدها ويكفكف دموعها ويشيدها، ويعيد الأمن والسلام إلى ربوعها، ولحمة الإخاء بين فئات شعبها.
فهل من سميع مجيب؟
بقلم الأستاذ محند زكريني
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2020-01-07, 19:16
سوريا والحرب القذرة
العرض العادي
