إن نتيجة تتويج رئيسا للجمهورية بما يقارب 20 في المائة من تعداد الهيئة الناخبة بنسبة مقاطعة تعادل 60 في المائة، وبنسبة 42 في المائة لم تنتخب عليه، ما يجعل النتيجة غير مريحة وتشوبها شائبة وناقصة الشرعية الشعبية، ستبقى تلاحقة طوال عهدته الانتخابية.
إلا أن تبون يملك من الاوراق الرابحة التي إن أحسن استعمالها سينجح لا محالة في مهامه إذا كان هدفه خدمة الجزائر وشعبها وأهمها:
أ- إن الشعب حتى وإن كان غير راضي دخول تبون المعترك الانتخابي، إلا أنه يحظى بالقبول من طرفه، حتى أن البعض يتعاطف معه عن الإزاحة المخزية التي تعرض لها بإقالته من منصب الوزارة الأولى بعد مشهد المقبرة التي جمعت زعيم العصابة السعيد بوتفليقة، زعيم الأذرع المالية علي حداد وزعيم بقايا العمال حميد سيدي السعيد، لأنه من شيم الشعب الجزائري لا يحب الحقرة.
ب- المساندة المطلقة التي تلقاها من قائد الجيش فور الإعلان عن انتخابه وعبارات الإطراء والمدح التي زفت إليه بوصفه بالرجل المرحلة المناسب والمحنك وتبجيله بلقب الفخامة.
ج- تمرس في تبون في دواليب التسيير الإداري بسرايا الحكم وتدرج في مناصب المسؤولية من رئيس دائرة إلى منصب الوزير الأول وأدرى بلعبة العصب.
إن تبون إن أستغل جيدا ما يملكه وجعل من عهدته منطلقا لقطار الإصلاحات سينجح لا محالة ويلتف عن ناقصة السرعية.
وعليــــــــــــه
- أول ما يلج قصر المرادية الذي يكون عشية يوم الجمعة برفع التضييق عن الحراك الشعبي بإخلاء الحواجز المنتصبة والطرقات وسحب العربات العسكرية من الساحات الوقف الفوري للتوقيفات على أساس الرأي ، إطلاق سراح الموقوفين وسجناء الحراك جمعا، سواء بإصدار العفو عن أصحاب الأحكام النهائية أو بالإفراج التلقائي عن اللذين قضياهم لازالت في التحقيق أو بألا وجه للتابعة عن التهم المتابعين بها.
- توجيه إيعاز للإعلام العمومي والخاص بالتعامل الايجابي مع الحراك الشعبي.
- منع اعلام الشيتة المضلل للحكام، والتخلص من أصحاب الشيتة والوصوليين والانتهازيين اللذين أضروا لحكم الرئيس المخلوع.
- ترك الحراك موحدا وعدم التحاور بانتقائية مع رموزه، خاصة وأن تبون وصفه بالمبارك، وإذا كان يريد التحاور معه فإنه يعرف مطالبه.
- إن بقاء الحراك موحدا وقويا سيخدم تبون وفريقه، ووجود الحراك لا يضر حتى بالاقتصاد كما يدعون، لان المسيرات تجرى أيام الجمعة للشعب وأيام الثلاثاء للطلبة، وسيكون بمثابة البرلمان وترمومتر لقياس ما مدى قبول القرارات التي سيتخذها تبون.
ولأجل كل هذا على تبون أن يتخذ لنفسه مكانة تليق بمقام رئيس الجمهورية، وأن يعطي لنفسه استقلالية عن المؤسسة العسكرية بما يليق به كرئيس مدني بدولة مدنية لا عسكرية.
وبعد استتباب الوضع السياسي، الدعوة فورا لإجراء انتخابات تشريعية مسبقة لما يشوب المجلس الشعبي الوطني برلمان الكادنة من شائبة، وبذلك سيكون المجلس التشريعي بمثابة مجلس تأسيسي من خلاله تتم مراجعة الدستور والقوانين.
الأستاذ محند زكريني