لماذا يعاني سكان "حوض المتوسط" من الاكتئاب والقلق أكثر من غيرهم؟

[سندباد علي بابا]

لماذا يعاني سكان "حوض المتوسط" من الاكتئاب والقلق أكثر من غيرهم؟


كشفت دراسة جديدة أن النظام الغذائي هو أحد العوامل البيولوجية، التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على خطر ظهور أعراض الاكتئاب والقلق، وخاصة عند النساء.


وأثبتت العديد من التجارب الصلة بين النظام الغذائي والصحة العقلية، على سبيل المثال إن "ارتفاع السكر"، الذي يتبع تناول الحلوى هو مثال مألوف للتأثيرات الإيجابية المحتملة للطعام على الحالة المزاجية.


وتشير الأبحاث إلى أن تقلبات نسبة السكر في الدم مسؤولة جزئيًا عن العلاقة بين ما نأكله وكيف نشعر، ومن خلال تأثيراته على هرموناتنا ونظامنا العصبي، يمكن أن تكون مستويات السكر في الدم "وقودًا" للقلق والاكتئاب.


يتميز النظام الغذائي المتوسطي (دول حوض المتوسط) عادةً بالكثير من الخضروات والفواكه وزيت الزيتون والحبوب الكاملة والبقول والمكسرات، مع كميات صغيرة من الأسماك واللحوم ومنتجات الألبان، ومن بين السمات العديدة للنظام الغذائي المتوسطي، التي قد تكون مسؤولة عن تأثيره على الحالة المزاجية، مؤشره الغلوكوزي المنخفض.


المؤشر الغلوكوزي، هو نظام يصنف الأطعمة والأنظمة الغذائية، وفقًا لإمكاناتها في رفع نسبة السكر في الدم. وبالتالي، تماشياً مع الملاحظة التي تفيد بأن تقلبات نسبة السكر في الدم تؤثر على الحالة المزاجية، فقد ارتبطت الأنظمة الغذائية ذات المؤشر الغلوكوزي المرتفع والتي تنتج ارتفاعات حادة في نسبة السكر في الدم بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وإلى حد ما القلق.


تشمل الكربوهيدرات ذات المؤشر الغلوكوزي المرتفع الأرز الأبيض والخبز الأبيض والمقرمشات والمخبوزات. لذلك، فإن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من هذه الأطعمة قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.


ومع ذلك، لا يتأثر الجميع بذات القدر. يمكن أن تنتج الوجبات المتطابقة استجابات لسكر الدم متفاوتة على نطاق واسع لدى أشخاص مختلفين، اعتمادًا على جنس الشخص، وكذلك الجينات والخمو، وميكروبيوم الأمعاء.


ويؤكد العلماء أن عملية تحسين الصحة العقلية من الأمور الضرورية والهامة بالنسبة للإنسان، فقد أظهرت الأبحاث أن النساء، على وجه الخصوص، أكثر حساسية لتأثيرات المؤشر الغلوكوزي والنظام الغذائي بشكل عام.


ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن النظام الغذائي السيئ يمكن أن يجعل تجربة الشخص أسوأ بالتأكيد وبالتالي فهو مهم لأي شخص، وخاصة النساء، والمسنين، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية.


المصدر: سبوتنيك