السلام عليكم. على كل جزائرى غيور على وطنه صغيرا كان او كبيرا ان يتذكر عظماء امته ويترحم عليهم ومنهم الفقير وابن الفقير وابوالفقراء الرئيس الموسطاش الراحل والزعيم الجزائرى العربى المسلم هوارى بومدين قدس الله روحه الذى عرف كيف يصنع الرجال لبناء وطنهم لمدة لم تفق 13 سنة من الحكم. ففى عهده تعلمنا ونحن فى المدارس معنى الوطنية وحب الوطن لانه غرس فينا مبادىء ديننا الحنيف الذى يوصينا عنها الى وهى حب الوطن على لسان سيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد صل الله عليه وسلم الذى قال " حب الوطن من الايمان ". لقد كنا فى عهده اى فى السبعينيات من القرن الماضى نتسابق للمشاركة فى التطوع الذى كان الحزب الواحد ينظمه وخاصة مراحل الثورة الزراعية الثلاثة دون ان ننسى مساهمة افراد الجيش الشعبى الوطنى المثمتل فى شباب الخدمة الوطنية فى بناء وتشييد 1000 قرية بكل المرافق الضرورية للحياة ويناء طريق الوحدة الافريقية. لقد احب وطنه بقوة وشعبه وكان بمثابة الاب الروحى لكل الجزائريين خاصة الفقراء منهم لانه لولى سياسته الرشيدة لما عم التعليم كل ربوع الوطن ولما اصبح ابن الفلاح الفقير استاذا وطبيبا ومهندسا وطيارا وضابطا ووزيرا و... واطارا فى دواته دون تمييز والكثير منهم اطارات عليا فى شتى المجالات وعلماء فى كبريات الجامعات الاجنبية والمخابر العالمية. اننا نشهد له بانه دافع عن الطبقة السفلى من العمال والفلاحين وكان ضد البورجوازية الفاسدة التى تقضى على الاخضر واليابس. لقد بنى البنية التحتية للدولة الجزائرية المعاصرة وهو الذى بنى المصانع الكبرى فى المدن الجزائرية مثل الحجار وغيرها ولمم المحروقات وانشا سوناطراك حتى اصبحنا نتحكم فى قراراتنا بكل سيادة ورؤسنا مرفوعة للاعلى. ولما مات رحمه الله لم يترك بلده مرهون وتابعا لاي قطب يتسول ولم يترك به ديونا بل العكس ترك الخزينة مملوءة من مداخيل المحروقات. وهو الذى دافع عن الامة العربية المغلوبة على امرها فى المحافل الدولية وخاصة القضية الفلسطينية التى رفع شعاره القائل " نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة " ودافع عن الشعوب الضعيفة وناضل من اجل تحريرها من قبضة الاستعمار ويشهد على ذلك شعوب القارة الافرقية وجنوب شرق اسيا و... ولقد اعترف به العدو قبل الصديق حتى ان الوفد الاسرائلى جاء للتعزية عند موته ولكن السلطات الجزائرية انذاك رفضته فى المطار اعترافا لها بمواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية حتى وهو ميت. وعلى كل عربى الافتخار بان الامة العربية انجبت رجلا فى عظمة الرئيس هوارى بومدين هذا الرجل المخلص لعروبته واسلامه الذى مات يغار على القومية العربية وعلى الاسلام رغم التهم التى الصقت به كقول اعدائه بانه كان ديكتاتوريا وشيوعيا و... لقد دافع عن اللغة العربية بكل قوة حتى انه فرضها فى الامم المتحدة لتكون لغة رسمية الى جانب اللغات الاخرى. اننا نتذكر خصاله وهو القائل يكفينى فخرا ان الشعب الجزائرى سيتذكرنى كلما راى الانجازات هنا وهناك وقد قال فى احدى خطاباته " كل دينار نكسبه من النفط يدهب فى الاستثمار... ". انه الرئيس الذى اقتدى بالرسول صل الله عليه وسلم الذى عاش مسكينا وسط المساكين ولقد مات فقيرا فى 27 ديسمبر 1978 وفى رصيده 6000 دج فقط حسب شهادة مقربيه الذى قال عنه احدهم بانه لم يترك ثروة لاهله او لزوجته بل ترك الجزائر واقفة تنافس دول العالم لانه كان امينا عليه ورشيدا فى حكمه وكان يخشاه عظماء قرنه. ولما سئل ذات يوم لماذا لم تنجب الابناء حتى يتذكرك شعبك فرد عليهم قائلا كل الجزائريين ابنائى واخشى ان يستغلون من طرف الانتهازيين. لقد مات وترك زوجة صغيرة دون الاربعين بلا مسكن ولا ثروة وترك اهله فى اكواخ وبيوت قصديرية فى ريف الاوراس الاشم.
فمن هذا المنبر ادعوا شباب ما بعد بومدين اى الذين لم يعايشونه ان لا يسمعوا التصريحات العدائيه بالداخل وان ياخدوا الحقيقة من الرجال الوطنيين المخلصين وان لا يتسرعوا بالحكم على مرحلته بالفشل كما ينعته الناكرون وان يميزوا بين الحق والباطل ويقارنوا مراحل الحكم التى مرت بها بلادنا منذ الاستقلال. ان ثلثى الشعب الجزائرى او اكثر يحبون الرئيس حبا لا مثيل له وما حضور الملايين الى جنازته وعظماء العالم مصل الملاكم محمد على لخير دليل على تماسكهم برئيسهم ورغم مرور قرابة اربع عقود على وفاته الا انهم يدعون له بالخير فى صلواتهم وفى المناسبات الوطنية ويبكونه بحرقة.
فرحمك الله يا بومدين ويا ابن الاوراس ورحم والديك وجعل الله عملك سترا لك من النار يوم القيامة وادخلك الله جنة الفردوس الاعلى مع الشهداء الابرار والصالحين. امين والحمد لله رب العالمين.