الحمدُ للهِ رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اقتدى بهديه إلى يوم الدين
.
بعد التوكل على الله ورجاء مرضاته عزمت على نقل ما يحتاجه كل مسلم في حياته من العلوم هي ليست من فروض الكفاية وبخاصة في زماننا هذا ، حيث أصبح كل ذي غاية فاسدة يحتج بالأكاذيب ويجد له أذانً صاغية تسمع لقوله وتنقل عنه وتُشاركه الإثم و الوزر وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا وذلك لجهلهم وليس تعمُداً والله أعلم بهم ، وأقصد بهذا العلم ـ علم الحديث ـ أو ـ مصطلح الحديث ـ و هو علم يختص بمعرفة صحة الحديث المنسوب إلى رسول الله صلـى الله عليه وسلم ، والحديث الحسن ، والحديث الموضوع ـ الكاذب ـ وكفى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحذير الأمة من نقل الأكاذيب ونسبها له رادع لكل من ينقل ويتكلم ويُحدث الناس بالمكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعَنْ سَلَمَة بْن الْأَكْوَع قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول "مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " صَحِيح الْبُخَارِيّ. وعَنْ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : "إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْرِي , فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " متفق عليه. وعَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " متفق عليه. وبعد كل هذا الوعيد إخواني وأخواني أليس من الواجب أن نهتم بهذا العلم ـ علم الحديث ـ حتى نكون على بينة فيما ننقِل ونتكلم به أمام الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ربما ـ كذب ـ عليه صلى الله عليه وسلم ولربما لم نحاول حتى الأخد من الوسائل التي تُنير طريقنا وتكشف لنا حقيقة الصحيح من المكذوب ولم نأخد بهذه الألة ـ فعلم الحديث ـ من علوم الألة وبها نعرف الصحيح و الحسن والضعيف و الموضوع فلنتوكل على الله إخواني أخواتي وتعالوا لنتدارس سوياً ـ منظومة البيقونية و ـ بشرحها ـ للشيخ ابن العثيمين رحمه الله فإنها سهلة بإذن الله وتحتاج فقط لعزيمة ونية تبتغي وجه الله وأنصح الكل بمحاولة حفظ هذه المنظومة فهي مُيسرة للكل ولو حفظت بيت كل يوم ففي شهر وأيام ستكون حافظ لهذه المنظومة والتي ستكون الكاشف لكل الأحاديث وإصطلاحاتها والتي ستمر أمامك في حياتك بإذن الله ، وبإذن الله سأضع متن المنظومة للبيقوني رحمه الله وغداً بإذن الله سأضع المقدمة والتي فيها مفاتيح الشرح وبعدها سأبدء في نقل بيت أو قسم وشرحه وأرجوا من الإخوة و الأخوات الإعانة و التقويم و النصح والله من وراء القصد ومن كان أهل لنقل الشرح وتبسيطه إن تطلب الأمر فليتقدم مشكوراً محمودا
.
اقتباس:
متن المنظومة البيقونية
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - أبدأُ بالحمدِ مُصَلِّياً ... على مُحمَّدٍ خَيِر نبيْ أُرسلا
2 - وذِي مِنَ أقسَامِ الحديث عدَّة ... وكُلُّ واحدٍ أتى وحدَّه
3 - أوَّلُها "الصحيحُ" وهوَ ما اتَّصَل ... ْإسنادُهُ ولْم يُشَذّ أو يُعلّ
4 - يَرْويهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ ... مُعْتَمَدٌ في ضَبْطِهِ ونَقْلهِ
5 - وَ"الَحسَنُ" الَمعْرُوفُ طُرْقاً وغَدَتْ ... رِجَالُهُ لا كالصّحيحِ اشْتَهَرَتْ
6 - وكُلُّ ما عَنْ رُتبةِ الُحسْنِ قَصْر ... فَهْوَ "الضعيفُ" وهوَ أقْسَاماً كُثُرْ
7 - وما أُضيفَ للنبي "الَمرْفوعُ" ... وما لتَابِعٍ هُوَ "المقْطوعُ"
8 - وَ"الُمسْنَدُ" الُمتَّصِلُ الإسنادِ مِنْ ... رَاويهِ حتَّى الُمصْطفى ولْم يَبنْ
9 - ومَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِل ... ْإسْنَادُهُ للمُصْطَفى فَ"الُمتَّصلْ"
10-"مُسَلْسَلٌ" قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أتَى ... مِثْلُ أمَا والله أنْبأنِي الفتى
11 - كذَاكَ قَدْ حَدَّثَنِيهِ قائِما ... ًأوْ بَعْدَ أنْ حَدَّثَنِي تَبَسَّمَا
12 - "عَزيزٌ" مَروِيُّ اثنَيِن أوْ ثَلاثهْ ... "مَشْهورٌ" مَرْوِيُّ فَوْقَ ما ثَلاثهْ
13 - "مَعَنْعَنٌ" كَعَن سَعيدٍ عَنْ كَرَمْ ... "وَمُبهَمٌ" مَا فيهِ رَاوٍ لْم يُسَمْ
14 - وكُلُّ مَا قَلَّت رِجَالُهُ "عَلا" ... وضِدُّهُ ذَاكَ الذِي قَدْ "نَزَلا"
15 - ومَا أضَفْتَهُ إلى الأصْحَابِ مِن ... ْقَوْلٍ وفعْلٍ فهْوَ "مَوْقُوفٌ" زُكنْ
16 - "وَمُرْسلٌ" مِنهُ الصَّحَابُّي سَقَطْ ... وقُلْ "غَريبٌ" ما رَوَى رَاوٍ فَقطْ
17 - وكلُّ مَا لْم يَتَّصِلْ بِحَال ... ٍإسْنَادُهُ "مُنْقَطِعُ" الأوْصالِ
18 - "والُمعْضَلُ" السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنَان ... ِومَا أتى "مُدَلَّساً" نَوعانِ
19 - الأوَّل الإسْقاطُ للشَّيخِ وأنْ ... يَنْقُلَ مَّمنْ فَوْقَهُ بعنْ وأنْ
20 - والثَّانِ لا يُسْقِطُهُ لكنْ يَصِفْ ... أوْصَافَهُ بما بهِ لا يَنْعرِفْ
21 - ومَا يَخالِفُ ثِقةٌ فيهِ الَملا ... فـ"الشَّاذُّ" و"الَمقْلوبُ" قِسْمَانِ تَلا
22 - إبْدَالُ راوٍ ما بِرَاوٍ قِسْمُ ... وقَلْبُ إسْنَادٍ لمتنٍ قِسمُ
- وَ"الفَرَدُ" ما قَيَّدْتَهُ بثِقَةِ ... أوْ جْمعٍ أوْ قَصِر على روايةِ
24 - ومَا بعِلَّةٍ غُمُوضٍ أوْ خَفَا ... "مُعَلَّلٌ" عِنْدَهُمُ قَدْ عُرِفَا
25 - وذُو اخْتِلافِ سنَدٍ أو مَتْنٍ ... "مُضْطربٌ" عِنْدَ أهيْلِ الفَنِّ
26 - وَ"الُمدْرَجاتُ" في الحديثِ ما أتَتْ ... مِنْ بَعْضِ ألفاظِ الرُّوَاةِ اتَّصَلَتْ
27 - ومَا رَوى كلُّ قَرِينٍ عنْ أخهْ ... "مُدَبَّجٌ" فَاعْرِفْهُ حَقًّا وانْتَخهْ
28 - مُتَّفِقٌ لَفْظاً وخطاً "مُتَّفقْ" ... وضِدُّهُ فيما ذَكَرْنَا "الُمفْترقْ"
29 - "مُؤْتَلِفٌ" مُتَّفِقُ الخطِّ فَقَطْ ... وضِدُّهُ "مُختَلِفٌ" فَاخْشَ الغَلَطْ
30 - "والُمنْكَرُ" الفَردُ بهِ رَاوٍ غَدَا ... تَعْدِيلُهُ لا يْحمِلُ التَّفَرُّدَا
31 - "مَتُروكُهُ" مَا وَاحِدٌ بهِ انفَردْ ... وأجَمعُوا لضَعْفِه فَهُوَ كرَدّ
32 - والكذِبُ الُمخْتَلَقُ المصنُوعُ ... علَى النَّبيِّ فذَلِكَ "الموْضوعُ"
33 - وقَدْ أتَتْ كالَجوْهَرِ المكْنُونِ ... سَمَّيْتُهَا: مَنْظُومَةَ البَيْقُوني
34 - فَوْقَ الثَّلاثيَن بأرْبَعٍ أتَت ... ْأقْسامُهَا ثمَّ بخيٍر خُتِمتْ
|
يتبع غداً بإذن الله بالمقدمة في علم المصطلح وغاية هذا العلم وبداية الشرح للبيقونية والله ولي التوفيق