*** بيت الفتى اليتيم (الجزء الخامس) ***

[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل عليه عدد ما نعلم وعدد مالا نعلم وعدد ما خط القلم ، وعدد ما أنعمت من نعم ، وعدد ما سبق به علمك ، وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أنا الفتى اليتيم بعد خروجه من المدرسة ذهب إلى حيث يقطن حارس الحديقة الطيب فوجده جالسا على أريكة بالقرب من منزله ، فألقى التحية لكن الرجل لم يرد وأعاد مرة وأخرى لكن الرجل كان قد غادر الحياة إلى الدار الآخرة وهو باسم الثغر والنور يملئ وجهه ، ويده اليمنى تحمل ظرفا بريديا كان قد أهم بإخراجه من الجيب الداخلي لملابسه ومكتوب على ظهره (إليك هذه الرسالة يا فتى )،فهم الولد أن حارس الحديقة قد فارق الحياة وأنه عاد يتيما كما كان ، فأخذ الظرف ووضعه بمحفظته ثم نادى الإسعاف و الحماية المدنية ، ولما حظرت الحماية إلتفى من بالحديقة على هذا الحارس الطيب ، ثم دعوا له ولما أخذ إلى المستشفى رافقه هذا الولد اليتيم والدموع تنهمر على وجنتاه وهو صابر ولا يتكلم ، فقال له أحد أفراد الحماية المدنية لماذا تبكي يا بني هل هو من أقاربك فأجاب الفتى إنه أكثر من ذلك بكثير لكن الدموع لم تتوقف حتى وصل الى المستشفى وهنا حضر مسئول المدينة وكذا الأستاذ وكذا قاضي المحكمة ، وتمت مراسيم غسله ثم دفنه ، وبعدها نادى قاضي المحكمة الفتى وقال له غدا اتصل بالمحكمة وقل لهم أريد فلانا القاضي ، وسيصلونك إلي ، لكن مسئول المدينة قال له يا فتى ستقيم عندي بمنزلي وسنقوم بالعناية بمنزلك ومنزل الشيخ الطيب حارس الحديقة الذي تكفل بك ، فقال له الفتى يا عماه لم يبقى إلا يوما واحدا وغدا سأكون راشدا لذلك أفضل أن أعيش بمنزلي وأكمل مسيرة حياتي أما عن بيت الشيخ فإن له بنتا عند خالتها وهي في الأصل أخت لي من الرضاعة ، فإن أردت المساعدة فلتحضرها لتقيم بمنزلها وإذا احتجنا أي شيء سنتصل بك ، فقال له مسئول المدينة لقد أفصحت يا فتى لكنني لن أتركك لوحدك وسأرسل من يرافقك حتى يشتد ساعدك في الاتكال على نفسك ، أما الأستاذ فما كان منه إلا أن قال له يا بني إذا كان والداك قد تركاك أمانة عند هذا الشيخ فأنت أمانة عندي حتى تكون أسرة ولن أتركك
حتى تتحصل على أعلى مراتب العلم ، و لن أتخلى عنك وكل يوم سأزورك بمنزلك ، ثم قال له إني منذ مدة لاحظت شرود ذهنك لكنني تأكدت انك قوي عند الشدائد ، فهذه هي سنة الحياة والحمد لله ستكون بعد مدة قصيرة كل تصرفاتك مبنية على قرارات أنت الذي تتخذها ،ولك كل الاهليه .
غادر الجميع وعاد الفتى الى المنزل بسيارة كان مسئول المدينة قد أوصى سائقه بإيصاله بها ، دخل الفتى من الباب الخلفي للمنزل وليس على جهة الحديقة ، وجلس يقرأ ما كتب بالظرف الذي تركه حارس الحديقة الطيب ، فوجد فيه .
وهذا ما سنعرفه بالجزء السادس من قصة بيت الفتى اليتيم ، وللقصة تتمة أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.