بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد الحصى وعدد الثرى و عدد ما نرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أيها الأحبة لما أعطى الصديق رقم 01 الرسالة الى الرجل صاحب الكوخ وقرا ما فيها ابتسم وقال له كنت أريد لك أن تعرف أن أصحاب المال
ذو النفوذ والبعيدين عن طريق الحق ، لن يرضوا بوجود أناس يعلمون أن المال زائل وأن الدنيا دار فناء ، وكنت أعلم أن الصاحب فيها قليل إما صاحب سؤ أو صاحب مبدأ منبوذ من الجميع ، إذا أراد الإصلاح فلن يتأتى له ذلك إلا بعد جهد جهيد ووجد أذان صاغية لا تريد للباطل أن يزيد
وهذا الذي يبدوا انك تعلمته، درسا بالحياة وعرفت مقدار الناس ، وأن إحقاق الحق يلزمه رجال طلقوا الدنيا وعشقوا الآخرة عرفوا مقدار أنفسهم
وزادتهم الثقة بربهم إقداما ، تعلموا العلم عَلَمُوه وعَمِلوا .
يا أخي قد علمت من رسالة صديقي المتواجد بالمدينة الغنية أنك عزيز النفس شديد الاستقامة ، سعيت من أجل جلب الخير لموطنك لكنك وللأسف
خيبت أمالك ، فلا تنزعج ، فإنني ومنذ رحيلك عملت على دراسة بعض الأعشاب واستخرجت منها عقارا قد يكون مفيدا في علاج السقم الذي حل بمدينتك، ووصفته بسيطة ومكوناته كذلك وسوف أعطيك الوصفة حتى يمكنك إنجازها بنفسك إذا ما أبدت نتائج حسنة ، والآن يا أخي استرح وغدا إن شاء الله سترحل إلى مدينتك وأنت متفائل غير مخيب للظن من أهلك بالحي والمدينة ، فقال الصديق رقم 01 ، لكن أيها الرجل الحكيم ، الليلة موعد إلتقائي بالصديق رقم 02 بنفس المكان الذي إفترقنا منه ، فقال له الرجل صاحب الكوخ ، إذا الموعد موعد والعهد هو العهد فلا تتأخر لكن خذ قسطا من الراحة والليلة ليلة مقمرة وهادئة ، فعند المغيب انطلق حتى تصل الموعد بالوقت المتفق عليه.
استرخى الصديق رقم 01 ثم أخذ العقار وبعض الأوراق التي تشرح وصفته وودع صاحب الكوخ وانطلق مع غروب الشمس عائدا إلى مدينته وهو متفائل بما تحصل عليه ناسيا التعب الذي لاقاه وكعادته بدأ بذكر الله وهو سالك ذلك المسلك ثم الطريق المؤدي إلى المدينة وأراد أن يتأكد من مدخل المسرب المؤدي الى كوخ الرجل الحكيم بين الأشجار لكن المسرب اختفى ولم يكن من أمر الصديق رقم01 إلا أنه نسى من أين يدخل إليه،ولم يتذكر أي من الجهات كان مدخله ،فقال في نفسه سبحان الله لقد كان المسرب من هذه الجهة لكنه عبثا حاول ،وهنا قال إن هذا امتحان آخر ولعلى في ذلك سر لا يعلمه إلا الله ، وإذا عدت مرة أخرى الى هذا المكان سأبحث جيدا بهذه المنطقة وفي كل الاتجاهات ، لأنني الآن في عجلة من أمري والوقت لا يحتمل التأخير .
هذا البطل أكمل طريقه وقرب من الوصول إلى نقطة لقائه مع الصديق 02 .
والآن أيها الأحبة نرجع إلى مغامرة الصديق رقم 02 وما الذي ؟ سيكون من أمره عند الوصول الى المدينة الفقيرة وهل سيحصل على كل الذي خرج من أجله أم أنه سيخفق ، وهذا ما سنراه بالجزء الخامس من قصة المغامرة المفيدة ، وللقصة تتمة أيها الأحبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.