ولدي... والابراج ابراج فلسطين وليست أبراج التنجيم
يا أخي في بلاد موجودة على هذه الكرة الأرضية كيف حالك...
هذه البلاد لم تكن هنا عبثا...هي في الحقيقة أرض الله...
والكل تقاسمها وهنا نحن ليس لنا الحق بأن نلحن كلاما آخر...
هذه البلاد لها جدران ودجى وسكان وتشرق عليها الشمس وتغيب...
ويأتي القمر جميلا بل رائعا في سمائها الصافية...
لا تسأل يا أخي نعم فيها مقابر وفيها دموع وفيها قيود لا ليس فيها عبيد...
فالوثنية إختفت في جميع الكتب...أنا مثلك حي ومثل أي كائن يعيش في هذه البلاد...
نعم أكثرنا يعيش بالرغم من الردى...والزمن حررنا من قضبان الجهل...
بفضل الأب...والأم...
أستمع لهما بهدوء حتى لو لم أكن أفهم ماذا يقولان...ولكني لست أصم ولا أبكم...
في فترة من الزمن بداية الحياة كان فينا شيء من الخنوع والخضوع لأننا لم نكن نفهم أبعاد الحياة على حقيقتها وكبرنا وكانت القوة تلازمنا هي قوة الدين والعلم والفهم وبأن هذه الأرض هي جزء من وجودنا ولم تكن في يوم ما روحنا شريرة...
وعندما كنت أجلس الى مكتبي أفكر ماذا علي أن أكتب اليوم...
معقول يا أبي لقد قتلوا هنادي...وشروق...وندى...وجلاء...وجوهرة...
ما ذنب هؤلاء المساكين قتلتهم الطائرات هناك في تلك البلاد البعيدة هكذا قال التلفزيون...
ضممت ولدي إلى صدري...وأجلسته إلى جواري...
وهمست والدموع تكاد تغمر عالمي هذه أبراجٍ سكنية يا ولدي...وليست سيدات...
إنها ضخمة...عالية شاهقة... تتوسط المدينة وترتفع في سمائها...تسبح ربها...
تتكون من تسعة طوابق وأكثر...
وتتميز فيها عن غيرها من المباني السكنية و تفتخر وتتباهى...
تسكنها عشرات العائلات ومئات المواطنين...
وفيها مكاتب إعلامية وهندسية... وعيادات طبية وصحية...
ومراكز تسوق ومقراتٍ تجاريةٍ...
وشقق سكنية كثيرة يسكنها أهالي المدينة وأجانب...
ولا يوجد فيها معدات عسكرية... ولا أسلحة ولا مخابرات ولا أماكن تجسس...
إنها هنا وصمة عار في جبين من يكره هذه المدينة ويخبرهم بأننا لا نعيش المذلة...
هنا لنخبرهم بأننا أفقنا على كرههم لنا وهذه الأبراج كانت تصرخ دائما نحن هنا...
هي هنا لتخبر العالم عن أن هذا الإنسان هنا أسطورة ولن يموت...
نحن هنا والإصرار بأننا صباح البعث الجديد وأن الإنسان هنا عرف طعم أن الأرض له...
ومات اليأس فينا...ولثمنا السماء نصرا واعتزازا...
نقشنا على هذه الأبراج عيوننا حتى جفوننا لقد ثرنا على أنفسنا يا ولدي...
وهذه السماء تخبرهم بأننا محونا وصمة الذل فينا...
لقد استيقظنا فجرا وفي الأفق سمعنا حيى على الصلاة حي على الفلاح...
أتعرف يا ولدي هذه روابينا فرحة سعيدة لقد بشرناها بأننا عائدون...
صحيح كنا تائهين في الأرض كذا ظنوا ولكننا تعلمنا الإصرار ...
يا ولدي لقد أصبح الشعب طيور جارحة خرجت من مآسيها...
تحياتي