كيـف تكـــــون انســــــاناضــــــجا ؟؟

[قمر السلام]

كثيراما نصادف في حياتنا اناسا نقول عنهم انهم غير ناضجين من الناحية العقلية والاجتماعية وحتى الانفعالية،ونعتبر تصرفاتهم صبيانية فهم يتصرفون وكأنهم صغار وتعوزهم في كثير من امورهم الخبرة والتجربة التي من شانها ان تساعدهم على التخلص من كثير مما هم فيه

فالنضج هو السبيل الذي يسلكه الفرد عن طريق الفعالية الموجهه لتفهم علاقته بالاخرين وبالأشياء التي تحيط به من حوله للوصول الى التحسن المتواصل في المواقف الاجتماعيه التي يعايشها

فاذا كان الانسان منا يغضب مثلا لاتفه الاسباب واقلها ،

او يحب حبا شديدا ويكره كرها شديدا بدون عوامل قويه واسباب مقنعه،

وان كانت نظرته للحياة نظرة سطحيه وبعيدة عن الحقيقة والواقع،

وان كان يسبح في عالم الخيال كثيرا

ولا يحاول الربط بين الخيال والواقع بمعنى ان يكون خياله موجها توجيها ايجابيا ،

واذا كان يتهرب من حل مشكلاته النفسيه والاجتماعيه وسلوكياته الخاطئه

فهذه الامور جميعها تعتبر دليلا قويا ومؤشرا واضحا على شخصية غير ناضجة


بعض التوجيهات والارشادات التي تساعد على بناء شخصية ناضجة

اولا:النظر الى الحياة نظرة واقعيه :
فالشخص الناضج والعاقل ينظر الى الحياة على انها حقيقة وتحتاج الى كثير من الواقعية وقليل من الخيال وبعيدا عن الاوهام والتخمينات التي لا مصداقية لها فلا يستسلم الشخص للاوهام والخيالات فان من طبيعة الاشخاص الغير ناضجين رسم خطط حياتهم وترتيب افكارهم عبر الخيال وفقط وهذا خطا كبير .

ثانيا:لتكن شخصيتك وحدة غير مجزأة :
هناك مثل شهير يقول(البيت المنقسم على نفسه لا يصمد طويلا)
فان لم تكن شخصيتك وحدة متكاملة فلربما كان في داخلك شخصيات متصارعه كل واحدة تحطم ما لدى الاخرى ،فمثلا هناك فتاة تبحث عن زوج لها وعن فارس احلامها لكن عندما يتقدم لخطبتها انسان طيب ومثقف تبدأ الشخصية الغير ناضجة التي تقوم على الاحلام والخيالات بصنع فارس للاحلام غير الذي تقدم لخطبتها مما يعني رفض هذا المتقدم ......وهكذا.......

ذكرنا سابقا ان من اهم الامور التي تعين وتيسر الوصول للنضج العاطفي والعقلي هو النظر الى الحياة نظرة واقعية بعيدة عن الخيال والاوهام والتضخيمات والصور المبالغ فيها التي يرسمها العقل بعيدا عن الواقعية وهنا نصل الى امر مهم وهو

ان الخيال ينقسم الى قسمين .......

هناك خيال مبدع وخيال ايجابي وخاصة اذا كان مركزا وموجها

فالخيال الموجه والمدروس والقائم على وعي ودراية امر من الامور الضرورية للابداع والانتاج الخارق والمثمر ومن خلاله تميز المبدعون والعباقرة قديما وحديثا ،

وهناك خيال سلبي وهو الخيال الذي يعارض النضج الذي نتحدث عنه الان......انه الخيال الذي يجعل الانسان بعيدا عن واقعه وعن الحياة التي هو فيها وعن القدرات التي يستطيعها والامكانيات المتاحه له ،انه الخيال الذي يجعل الانسان يضيع سني عمره هباء منثورا وهو يسبح في خيال وافكار لا اساس لها ولا قاعدة صلبه تستند اليها

هناك فتاة كانت ترفض الكثير من الخطاب وبلغت سن الرابعة والعشرين وهي لا تزال ترفض الكثيرين من الخطاب بحجة انها تحب رجلا يسكن في دولة غير الدولة التي هي فيها بحجة انها تحبه وفقط وفي النهاية قرر الرجل ان يتزوج ويدع تلك الفتاة للعذاب والقهر بالاضافة الى عمرها الذي ضاع سدى.....

.في رايكم هل تسمى هذه الفتاة ناضجة عقليا وعاطفيا وهي تخسر عمرها وحياتها وتحرم نفسها من تكوين اسرة طيبة مباركة فقط لانها احبت شخصا وهو يسكن دولة غير دولتها بمعنى انه بعيد عنها لدرجة كبيرة.........

.ان هذا الخيال من شانه ان يجرنا الى هوة سحيقة الغور ومن شأنها ان تجعلنا ندفع الثمن غاليا اذا لم نتدارك انفسنا ونزيد من الجرعات الدينية و الثقافيه والوعي الذي من شأنه ان يهذب عواطفنا وعقلياتنا .

ان عواطفنا وافكارنا بحاجة الى تربية وتهذيب ومراجعة مستمرة حتى تكون ضمن الحدود التي لا يحسن بنا ان تجاوزها لان هذا التجاوز قد يكون احيانا يملك اغراء شديدا لكن يعقبه الم وحسرات وعذاب لا ينقضي ان لم نستطع التحكم فيه .

كثير منا حين يتامل نفسه يجد انه لربما لازال يتصرف تصرفات لربما وصفت احيانا بالصبيانيه....

.والسبب اننا بعد لم نحاول ان نكتشف ما يحسن بنا ان نفعله في هذا السن وما يحسن بنا الا نفعله ....

ان النضج العقلي والعاطفي يحتم علينا ضرورة البحث عن الامور التي تعتبر ضمن القائمة الحمراء التي لا يحسن ولا ينبغي لنا ان نقترب منها واحيانا يجب علينا ان نبتعد عنها........

هل يحسن بالناضج ان يكون امعة في افكاره وان يكون مقلدا لكل ناعق...

هل يحسن بمن بلغ درجة من العمر يملك حينها الخبرة الواسعه والتجربه الكبيرة ان يقع في تصرف صبياني او يقوم باعمال من تخصص المراهقين مثلا......

من الامور التي تساعد على النضج ايضا

النظر الى النفس نظرة موضوعية بمعنى ضرورة الانفصال عن الذات والنظر اليها عن بعد بدون التأثر بوجهة النظر الشخصية لتصبغ احكامنا عن انفسنا وقدراتنا وقابلياتنا فمن تمام الرأي وسداده ان يفلح الانسان في التوفيق بين ما عنده من القدرات وبين ما يحب بلوغه من الاهداف وهذه القدرة هي التي تسمى عند علماء النفس (الاستبصار) ولها صلة كبيرة واتصال وثيق بحضور البديهة والحدس الواقعي وكل هذه الامور من عناصر الشخصية المهذبة والقوية فان الابحار في عالم من الامور التي نتوق لحصولها مع يقيننا بصعوبه الحصول عليها امر يقودنا الى الابحار ايضا والابتعاد عن النضج وعن صناعة شخصية قويه

من الامور ايضا انه يلزمك ان تكون لديك في حياتك فلسفة خاصة واهداف خاصة تسعى لتحقيقها فان الانسان الذي ليست لديه امور محدده تجمع شتات قلبه وذهنه فانه سيكون في كل لحظة واخرى على عتبة الانزلاق الى ما لا يعرفه ولا يدري اين سيقوده

ولهذا اعترف عالم النفس (يونج) حين قال ما معنى كلامه انه لا يمكن ان يساعد انسانا على الشفاء مهما كان اذا لم يكن الشخص المريض الذي امامه يمتلك عقيدة دينيه وفلسفة من شانه ان يثق بها وان تمنحه القوة واليقين.......

ونحن هنا نقول ان الانسان اذا لم يكن على علاقة وثيقة بالله تعالى واستعدادا كبيرا للتوكل على الله وتفويض الامر اليه والتعلق به في جميع الامور التي ترد علينا وسؤاله التوفيق في كل صغيرة وكبيرة فاننا سنخسر اعظم مورد من موارد القوة التي نطلبها لصناعة الشخصية القوية

فالعقيدة تمنح الانسان قوة لا تقارنها قوة اخرى ولهذا نرى الذين يشتهرون بالتمسك بعقائدهم هم اثبت الناس واشجع الناس وما دام اننا نمتلك اصدق عقيدة واعظم دين فلزام علينا ان نتمسك بها حتى نعيش وفق ما نريده ونطلبه

منقوووووووول