كالجســــد الواحــــــد ...

[الربيع ب]

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم ‏الأنبياء وإمام المرسلين ، سيد الأولين والآخرين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..‏
يقول تعالى " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ "
ويقول " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ "
وقال جل وعلا " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " .‏
في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل ‏الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) .
وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ‏‏(( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه )) . ‏
إنطلاقا من هذا وتذكيرا للنفس ولكل مسلم على وجه البسيطة كان لزاما علينا ونحن ننعم بالدفء ورغد العيش وصحبة الأهل والولد ، أن نذكر ‏إخوة وأهلا لنا في كثير من بقاع الأرض ، يعانون الأمرين من قتل وتشريد وسجن وتعذيب وعطش وجوع وما لا يخفى على ذي لب وبصيرة ‏، مسلم مؤمن ينتمي إلى جسد هذه الأمة فيؤذيه ما يؤذيها ، ويؤلمه ما يؤلمها ، فإن جاع مسلم أو مرض أو قتل أو عذب هنا وهناك أحس بذلك ‏ووجد في النفس لوعة وحرقة لما يسمعه ويراه مما ألحق بهذا الجسد من الأوجاع التي لا تكاد تبرحه ، والجروح التي لا تكاد تجف ، فهاهنا ‏حقيقة الإيمان ومختبر الرجال وصدق الإسلام والانتماء إلى هذه الأمة .. عند الشدائد والمحن ...‏
أين موقفك من ذلك ؟ فهاهي فلسطين تشكو إلى الله بأقصاها تآمر الغرب والشرق عليها ، وغفلة المسلمين بالإسهام في هذا التآمر ، أو ضعف ‏الكثيرين فليس لهم إلا الدعاء ، ويا له من سلاح لو عرف المستعمل استخدامه ..‏
وهذه عراق الرافدين ، وشام الخير ، واليمن اليمان بلد الإيمان ، ومصر الكنانة ، وتونس وليبيا ، وأفغانستان ، والأحواز ، و بورما ، والشيشان ‏، ومسلموا مالي ، والصومال ، مورو .. وغيرها من بلاد الله الواسعة التي يضطهد فيها المسلمون ويقتلون بكرة وعشيا ، وتغتصب أراضيهم ، ‏وتنتهك أعراضهم ، وتسلب أموالهم على مرأى ومسمع من العالم كله ، ثم نهرع إلى البيت الأبيض - الأسود - ومجلس الأمن – الهلع والرعب - ‏وهيئة الأمم – المتحدة على سلب خيرات المسلمين وتفريقهم حتى يكونوا لقمة صائغة – ليبتعدوا عن ربهم وينسوا أنه هو القريب المجيب .. ‏‎!!!‎
إن أهل الكفر من يهود ونصارى ومجوس ما اجتمعوا يوما ولن يجتمعوا أبدا على خير لهذه الأمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وعلى ‏المسلمين أو يوحدوا الصف ويلموا الشمل ويجتمعوا على كلمة سواء – لا إله إلا الله محمد رسول الله – فهناك قوتهم وعزهم وكرامتهم ، وهو ‏طريق سلفهم ممن سادوا الأرض شرقا وغربا ، وعلينا أن نحس كوننا مسلمين بما يعانيه كل مسلم في كل شبر من أرض الله ..‏
وصدق الشاعر حين قال : ‏
إذا اشتـكى مسلم في الهندِ أَرّقَنِـي ** وإنْ بكى مسلم في الصين أبكـــاني
ومِصْرُ رَيحانَتِي والشـامُ نَرْجَسَـتي ** وفي الجزيرةِ تاريـخـي وعُنـواني
وفي العراق أَكُـفّ المَجْـــدِ تَرْفَعُــني ** على كُــلّ باغٍ ومأفونٍ وخَــوّانِ
ويسمعُ اليَمَنُ المحــبوبُ أُغـنيـَتي ** فيســــتريحُ إلى شَـدْوِي وألحـــاني
ويسْكـُنُ المســــجدُ الأقصى وقُبّتُـهُ ** في حَبّةِ القلبِ أرعـــــاهُ ويرعــاني
أرى بُخـــــارى بلادي وهـــــي نائية ** وأستريحُ إلـى ذكـــــرى خُراسانِ
شريـعةُ اللـهِ لَمّتْ شَـــــمْلَـنا وبَنَتْ ** لنـــا مَعـــــــالِمَ إحســانٍ وإيمــــــانِ ‏
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور ‏
اللهم وحد صفوف المسلمين ، ولم شملهم ، واجمع كلمتهم ، وأعل رايتهم ، وانصرهم على القوم الكافرين يا رب العالمين ‏
اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصرا ومعينا ، اللهم اكفهم كل ظالم وطاغية و عدو بما شئت .‏

كتبه : الربيع ب .

[الربيع ب]

وآلمني وآلم كل حر ** سؤال الدهر أين المسلمون

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

دم المصلين في المحراب ينهمر *** و المستغيثون لا رجع و لا أثر
و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت *** عيونها في عذاب الصمت تنتظر
تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت *** جحافل الحق لما جاءها الخبر
هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ *** هل في الحجاز و نجد جلجل الغير
هل قام بليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس .. هل أودى بها الضجر
هل أجهشت في بيوت الله عاكفة *** كل القبائل و الأحياء و الأسر
تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ *** و نحن بالقولة النكراء نعتذر
ياليت شعري أضاعت كل عزتنا *** حتى استباح حمانا جهرة قذر
أين المنادون بالتحرير و يحهموا *** أين الصمود و أين السهل و الوعر
أين المرابون في أسواق أمتنا *** في كل صقع لهم للخزي مؤتمر

[عائشة قدوتي]

أحوالنا لا تستحق النصر من الله هذه هي الحقيقة
جزاكم الله خيرا

[الربيع ب]

بارك الله فيك أختنا الفاضلة

قال تعالى " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
النصر مشروط
وما التزم المسلمون بالشرط نصرهم الله تعالى على عدوهم ، مهما كانت عدته وعتاده
قال الفاروق عمر رضي الله عنه : إنا لا نقاتل الناس بعدد ولا عدة إنما نقاتلهم بهذا الدين فلعلكم أحدثتم أمراً'.

[الربيع ب]

ياأُمَّةَ الإسلامِ هَلْ مِنْ رجعةٍ ؟ ** لِلدِّينِ حتى نجمعَ الأشتاتِ
ويعودُ مجدٌ قد بناه رسولُنا ** والصحبُ والأتباعُ بالغَزَواتِ
في هَدْيِهِمْ سُنَنٌ تُضِئُ طريقَنا ** وتُمَزِّقُ الأعداءَ في لَحَظَاتِ
كانواشِدَادَاً في الِّلقَاءِ ورحمةً ** للمسلمين وطبَّقوا الآياتِ
أمراً بمعروفٍ ونهياً عن خنَى ** وتبادُلاً للنُّصحِ والخِبراتِ
وتآلفاً وتكاتُفَاً وتعاوناً ** وتشاوراً يهدي إلى الخيراتِ
وتَمَعُّرَاً إِنْ كان ثَمَّةَ فاحشٌ ** وقوامةً بالفضلِ والنَّفَقَاتِ
فالحُرُّ لايُرضيهً تركُ نسائِهِ ** من غيرِ راعٍ يحفظُ الحُرُمُاتِ
ياأُمَّتِي هذازمانُ تقَلُّبٍ ** سِيروا مسيرةَ واثقِ الخُطُواتِ
إن تنصروا ربي يحقق نَصْرَكُم ** وَعْدَاً بِشَرْطٍ يُذْهِبُ العَثَراتِ
وأنا بذَرْتُ الحَبَّ هل مِنْ عاملٍ ؟ ** يسقي ويجني يانعَ الثمراتِ
فأَخَالُهاعندالحَصَادِ ثمينةً ** تُغني وتَفرُجُ مُحكمَ الكُرُبَاتِ

[وليد كمال]

اللهم اهدنا فيمن هديت

[تومي لحسن]

جزاكم الله خيرا

[الربيع ب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد كمال

اللهم اهدنا فيمن هديت

اللهم آمين وكل المسلمين يا رحمان يا رحيم
واجعلنا هداة مهتدين

[الربيع ب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تومي لحسن

جزاكم الله خيرا

وجزاكم بالمثل والمزيد أخي الفاضل
نسأل الله تعالى أن يصلح حال المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا
يويحد صفوفهم ويرفع رايتهم وينصرهم على القوم الكافرين

[غريب في الأنام]

باركك الله أخي ، وهذه الآلام والجراح والضربات قد أنهكت هذا الجسد الذي نراه كل يوم إلى ضعف
ويساهم في ذلك المسلمون بانقاسمه وتفرقهم شيعا وأحزابا،كل حزب بما لديهم فرحون
وكأنهم حققوا النصر على عدو ليفرح واحدهم بما يلم بأخيه من المصائب في الدين قبل مصائب الدنيا بدلا من ان يكون ناصحا مرشدا معينا على الخير
فتزيد الهوة ويتسع الخرق بين ابناء القبلة الواحدة والدين الواحد ،ويشمت الاعداء منا ويفرحون وربما وقفوا مع واحد في الصف ضد اخيه وهو فرح بهذا النصر حتى يحين دوره وقد ضعفت شوكته بانكسار شوكة اخيه قبله
وباع الخير بما هو ادنى
ولن يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح به اولها كما قال الامام مالك رحمه الله

[رَكان]

أحسنت القول يا الربيع ب .

[fouadmilianni]

شكرا جزيلا