يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-03-12, 09:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

المقدمة


الحمد لله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق، والصلاة والسلام على إمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعد:


فإن غالب الناس في هذا الزمن بين غالٍ وجافٍ، فمنهم من غلا في الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصل به الأمر إلى الشرك -والعياذ بالله- من دعا الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به، وفيهم من غفل عن اتباع هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته فلم يتخذها نبراسًا لحياته ومعلمًا لطريقه.


ورغبة في تقريب سيرته ودقائق حياته إلى عامة الناس بأسلوب سهل ميسر كانت هذه الورقات القليلة التي لا تفي بكل ذلك. لكنها وقفات ومقتطفات من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله، ولم أستقصها، بل اقتصرت على ما أراه قد تفلت من حياة الناس، مكتفيًا عند كل خصلة ومنقبة بحديثين أو ثلاثة، فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم حياة أمة وقيام دعوة ومنهاج حياة.. وهو عليه الصلاة والسلام أمة في الطاعة والعبادة، وكرم الخلق وحسن المعاملة، وشرف المقام، ويكفي ثناء الله عز وجل عليه:}وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ{.


وأهل السنة والجماعة ينزلون الرسول صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله إياها، فهو عبد الله ورسوله وخليله وصفيه، يحبونه أكثر من أولادهم وآبائهم بل أكثر من أنفسهم لكنهم لا يغلون فيه ولا يطرونه وحسبه تلك المنزلة.


ونحن على هذا الأمر سائرون فلا نبتدع الموالد ولا نقيم الاحتفالات، بل نحبه كما أمر ونطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.

وإن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم وتباعدت بيننا الأيام.. فأدعو الله عز وجل أن نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «وددت أنا قد رأينا إخواننا» قالوا: ألسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: «أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد» فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: «أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فإنهم يأتون غرًا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض...»([1]).


أدعو الله عز وجل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه وسلم ويقتفي سيرته وينهل من سنته كما أدعو الله عز وجل أن يجمعنا معه في جنات عدن، وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

([1]) رواه مسلم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 09:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الزيارة

سنعود قرونًا خلت ونقلب صفحات مضت، نقرأ فيها ونتأمل سطورها، ونقوم بزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته عبر الحروف والكلمات.. سندخل بيته ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه، نعيش في البيت النبوي يومًا واحدًا فحسب، نستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل.


لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءتهم وأخذوا يزورون الشرق والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق، ونحن أحق منهم بزيارة شرعية لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم نطل على واقعه جادين في تطبيق ما نراه ونعرفه، ولضيق المقام نعرج على مواقف معينة في بيته، علنا نربي أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا.


أخي المسلم:


نحن لا نعود سنوات مضت وقرونًا خلت لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب، بل نحن نتعبد لله عز وجل بقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه وطريقه، امتثالاً لأمر الله عز وجل لنا بوجوب محبة رسوله الكريم، ومن أهم علامات محبته صلى الله عليه وسلم طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.


يقول الله عز وجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره صلى الله عليه وسلم وجعله إمامًا وقدوة: }قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ{([1]).


وقال تعالى: }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{([2]).


وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو من أربعين موضعًا في القرآن([3]) ولا سعادة للعباد، ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسوله، }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ{.


وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم حبه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...»([4]).


وقال عليه الصلاة والسلام: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده»([5]).


وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيرة عطرة زكية منها نتعلم وعلى هديها نسير.


([1]) سورة آل عمران، الآية: 31.

([2]) سورة الأحزاب، الآية: 21.

([3]) مجموع فتاوى ابن تيمية 1/4.

([4]) متفق عليه.

([5]) رواه مسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 10:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الرحلة

الرحلة إلى حيث بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤية دقائق حياته وأسلوب معاملته أمر مشوق للغاية كيف إذا احتسبنا فيه الأجر والمثوبة. إنها عظة وعبرة، وسيرة وقدوة، واتباع واقتداء، وهذه الرحلة رحلة بين الكتب ورواية على ألسنة الصحابة، وإلا فلا يجوز شد الرحال إلى قبر ولا بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى غيره، سوى لثلاثة مساجد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»([1]).


ويجب أن نمتثل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فلا نشد الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة والله عز وجل يقول: }وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا{.


ونحن لا نتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن وضاح: «أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم الفتنة»([2]).


وقال ابن تيمية رحمه الله عن غار حراء: وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يتحنث فيه، وفيه نزل عليه الوحي أولاً، لكن من حين نزل عليه الوحي ما صعد إليه بعد ذلك، ولا قربه، لا هو ولا أصحابه، وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه، وكذلك المؤمنون معه بمكة، وبعد الهجرة أتى مكة مرارًا في عمرة الحديبية، وعام الفتح، وأقام بها قريبًا من عشرين يومًا وفي عمرة الجعرانة، ولم يأت غار حراء ولا زاره..»([3]).


ها نحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا، إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «هذا جبل يحبنا ونحبه»([4]).


وقبل أن نلج بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونرى بناءه وهيكله، لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وكان متقللاً منها، لا ينظر إلى زخارفها وأموالها: «بل جعلت قرة عينه في الصلاة»([5]).


وقد قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا: «مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها»([6]).


وقد أقبلنا على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نستحث الخطى سائرين في طرق المدينة، هاهي قد بدت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنية من جريد عليه طين، بعضها من حجارة مرضومة([7]) وسقوفها كلها من جريد.


وكان الحسن يقول: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي([8]).


إنه بيت متواضع وحجر صغيرة لكنها عامرة بالإيمان والطاعة وبالوحي والرسالة!
***


([1]) متفق عليه.

([2]) القصة في البخاري ومسلم.

([3]) مجموع الفتاوى 27/251.

([4]) متفق عليه.

([5]) رواه النسائي.

([6]) رواه الترمذي.

([7]) مرضومة: أي بعضها فوق بعض.

([8]) الطبقات الكبرى لابن سعد 1/499، 501، وانظر السيرة النبوية لابن كثير 2/274.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 10:11   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

صفة الرسول صلى الله عليه وسلم

ونحن نقترب من بيت النبوة ونطرق بابه استئذانًا.. لندع الخيال يسير مع من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصفه لنا كأننا نراه، لكي نتعرف على طلعته الشريفة ومحياه الباسم.


عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير»([1]).


وعنه رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعًا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئًا قط أحسن منه»([2]).


وعن أبي إسحاق السبيعي قال: «سأل رجل البراء بن عازب:أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر»([3]).


وعن أنس رضي الله عنه قال: «ما مسست بيدي ديباجًا ولا حريرًا، ولا شيئًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم»([4]).


ومن صفاته عليه الصلاة والسلام الحياء حتى قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: «كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه»([5]).


إنها صفات موجزة في وصف خلقة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه وقد أكمل له الله عز وجل الخلق والخلق بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.


([1]) رواه البخاري.

([2]) رواه البخاري.

([3]) رواه البخاري.

([4]) متفق عليه.

([5]) رواه البخاري.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 10:17   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام الرسول صلى الله عليه وسلم


أما وقد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض صفاته، لنرا حديثه وكلامه، وما هي صفته وكيف هي طريقته لنستمع قبل أن يتحدث عليه الصلاة والسلام.


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بين، فصل، يحفظه من جلس إليه»([1]).


وكان هينًا لينًا يحب أن يفهم كلمه، ومن حرصه على أمته كان يراعي الفوارق بين الناس، ودرجات فهمهم واستيعابهم، وهذا يستوجب أن يكون حليمًا صبورًا.


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامًا فصلاً يفهمه كل من يسمعه»([2]).


وتأمل رفق الرسول وسعة صدره ورحابته وهو يعيد كلامه ليُفهم.


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثًا لتعقل عنه»([3]).


وكان صلى الله عليه وسلم يلاطف الناس ويهدئ من روعهم، فالبعض تأخذه المهابة والخوف.


عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل يرعد فرائصه فقال له صلى الله عليه وسلم: «هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد»([4]).
***


([1]) رواه أبو داود.

([2]) رواه أبو داود.

([3]) رواه البخاري.

([4]) رواه ابن ماجه.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 10:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

داخل البيت

أذن لنا واستقر بنا المقام في وسط بيت نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام، لنجيل النظر وينقل لنا الصحابة واقع هذا البيت من فرش وأثاث وأدوات وغيرها.


ونحن نعلم أن لا ينبغي إطلاق النظر في الحجر والدور، ولكن للتأسي والقدوة نرى بعضًا مما في هذا البيت الشريف، إنه بيت أساسه التواضع ورأس ماله الإيمان، ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم؟ فقد قال عليه الصلاة والسلام: «لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تصاوير»([1])، ثم أطلق بصرك لترى بعضًا مما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعمله في حياته اليومية.


عن ثابت قال: أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب، غليظًا مضببًا بحديد([2]) فقال: يا ثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم([3]).


وكان صلى الله عليه وسلم يشرب فيه الماء والنبيذ([4]) والعسل واللبن([5]).


وعن أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الشراب ثلاثًا»([6]). يعني: يتنفس خارج الإناء.


ونهى عليه الصلاة والسلام «أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه»([7]).


أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده، وفي معاركه الحربية وأيام البأس والشدة، فلربما أنه غير موجود الآن في المنزل، فقد رهنه الرسول صلى الله عليه وسلم عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير اقترضها منه كما قالت ذلك عائشة([8]) ومات الرسول صلى الله عليه وسلم والدرع عند اليهودي.


ولم يكن صلى الله عليه وسلم ليفجأ أهله بغتة يتخونهم، ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله، وكان يسلم عليهم([9]).


وتأمل بعين فاحصة وقلب واع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافًا وقنع»([10])، وألق بسمعك نحو الحديث الآخر العظيم «من أصبح آمنًا في سربه([11]) معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»([12]).

([1]) رواه البخاري.

([2]) مضببًا بحديد: أي مشدودًا بضباب من حديد لكي لا يتفرق الخشب.

([3]) رواه الترمذي.

([4]) قال الحافظ في الفتح: المراد بالنبيذ المذكور: تمرات نبذت في ماء، أي: نقعت فيه، كانوا يفعلون ذلك لاستعذاب الماء.

([5]) رواه الترمذي.

([6]) متفق عليه.

([7]) رواه الترمذي.

([8]) متفق عليه.

([9]) زاد المعاد 2/381.

([10]) رواه الترمذي.

([11]) سربه: أي نفسه، وقيل: قومه.

([12]) رواه الترمذي.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 10:30   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الأقارب

لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم من الوفاء في صلة الرحم ما لا يفي عنه الحديث؛ فهو أكمل البشر وأتمهم في ذلك، حتى مدحه كفار قريش وأثنوا عليه ووصفوه بالصادق الأمين قبل بعثته عليه الصلاة والسلام، ووصفته خديجة رضي الله عنها بقولها: «إنك لتصل الرحم وتصدق...» الحديث.


هاهو عليه الصلاة والسلام يقوم بحق من أعظم الحقوق وبواجب من أعلى الواجبات، إنه يزور أمه التي ماتت عنه وهو ابن سبع سنين.


قال أبو هريرة رضي الله عنه: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله فقال: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت»([1]).


وتأمل محبته عليه الصلاة والسلام لقرابته وحرصه على دعوتهم وهدايتهم وإنقاذهم من النار.. وتحمل المشاق والمصاعب في سبيل ذلك.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: }وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ{([2])، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشًا فاجتمعوا فعمَّ وخصَّ، وقال: «يا بني عبد شمس، يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها([3])»([4]).


وها هو الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يمل ولم يكل من دعوة عمه أبي طالب فعاود دعوته المرة بعد الأخرى، حتى إنه أتى إليه وهو في سياق الموت: «لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال: «أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل»، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ قال: فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به، على ملة عبد المطلب».


فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأستغفرن لك مالم أنه عنك» فنـزلت:}مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ{([5]) قال: ونزلت:}إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ{([6])»([7]).


لقد دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته مرات ومرات، وفي اللحظات الأخيرة عند موته، ثم أتبعه الاستغفار له برًا به ورحمة حتى نزلت الآية، فسمع وأطاع عليه الصلاة والسلام وتوقف عن الدعاء للمشركين من قراباته، وهذه صورة عظيمة من صور الرحمة للأمة ثم هي في النهاية صورة من صور الولاء لهذا الدين والبراء من الكفار والمشركين حتى وإن كانوا قرابة وذوى رحم.

([1]) رواه مسلم.

([2]) سورة الشعراء، الآية: 214.

([3] أي: أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئًا.

([4]) رواه مسلم.

([5]) سورة التوبة، الآية: 113.

([6]) سورة القصص، الآية: 56.

([7]) رواه أحمد والبخاري ومسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 11:50   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته


بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حسن خلقه، وكمال أدبه، وطيب معشره، وصفاء معدنه، فهو خلف الغرف والجدران لا يراه أحد من البشر وهو مع مملوكه أو خادمه أو زوجته يتصرف على السجية وفي تواضع جم دون تصنع ولا مجاملات مع أنه السيد الآمر الناهي في هذا البيت وكل من تحت يده ضعفاء، لنتأمل في حال رسول هذه الأمة وقائدها ومعلمها صلى الله عليه وسلم كيف هو في بيته مع هذه المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة! «قيل لعائشة: ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر: يفلي ثوبه ويحلب شاته، ويخدم نفسه»([1]).


إنه نموذج للتواضع وعدم الكبر وتكليف الغير، إنه شريف المشاركة ونبيل الإعانة، وصفوة ولد آدم يقوم بكل ذلك، وهو في هذا البيت المبارك الذي شع منه نور هذا الدين لا يجد ما يملأ بطنه عليه الصلاة والسلام.


قال: النعمان بن بشير رضي الله عنه وهو يذكر حال النبي عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم: «لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل([2]) ما يملأ بطنه»([3]).


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن كنا آل محمد نمكث شهرًا ما نستوقد بنار إن هو إلا التمر والماء»([4]).


ولم يكن هناك ما يشغل النبي صلى الله عليه وسلم عن العبادة والطاعة.. فإذا سمع حي على الصلاة حي على الفلاح لبى النداء مسرعًا وترك الدنيا خلفه.


عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت؟ قالت: «كان يكون في مهن أهله، فإذا سمع بالأذان خرج»([5]).


ولم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى الفريضة في منزله ألبتة، إلا عندما مرض واشتدت عليه وطأة الحمى، وصعب عليه الخروج وذلك في مرض موته صلى الله عليه وسلم.


ومع رحمته لأمته وشفقته عليهم إلا أنه أغلظ على من ترك الصلاة مع الجماعة فقال صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم»([6]).


وما ذاك إلا من أهمية الصلاة في الجماعة وعظم أمرها. قال صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر»([7])، والعذر خوف أو مرض.


فأين المصلون اليوم؟ بجوار زوجاتهم وقد تركوا المساجد!!! أين عذر المرض أو الخوف!!!



([1]) رواه أحمد والترمذي.

([2]) الدقل: رديء التمر.

([3]) رواه مسلم.

([4]) رواه البخاري.

([5]) رواه مسلم.

([6]) متفق عليه.

([7]) رواه ابن ماجه وابن حبان.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 11:58   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

هديه وسمته صلى الله عليه وسلم


حركة الإنسان وسكنته علامة على عقله ومفتاح لمعرفة قلبه.
وعائشة أم المؤمنين ابنة الصديق رضي الله عنهما خير من يعرف خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وأدق من يصف حاله عليه الصلاة والسلام فهي القريبة منه في النوم واليقظة والمرض والصحة، والغضب والرضا.


تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «لم يكن رسول
الله
صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح»([1]).



وهذا خلق نبي الأمة الرحمة المهداة والنعمة المسداة عليه الصلاة والسلام يصف لنا سبطه الحسين رضي الله عنه بعضًا من هديه صلى الله عليه وسلم حيث قال: سألت أبي عن سير النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه، فقال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ غليظ ولا صخاب، ولا عياب، ولا مشاح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه راجيه، ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدًا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رءوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: «إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه»([2])، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام»([3]).


تأمل في سجايا وخصال نبي هذه الأمة واحدة تلو الأخرى.. وأمسك منها بطرف وجاهد نفسك للأخذ منها بسهم فإنها جماع الخير!


وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعليم جلسائه أمور دينهم.. ومن ذلك

أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو يدعو من دون الله ندًا دخل النار»([4]).


ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه»([5]).


وقوله صلى الله عليه وسلم: «بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»([6]).


وقوله عليه الصلاة والسلام: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم»([7]).


وعنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال: « إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب»([8]).


وقال صلى الله عليه وسلم: «إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة»([9]).


وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم»([10]). والإطراء: هو مجاوزة الحد في المدح.


وعن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ولو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك»([11]).


وعلى هذا فلا تجوز الصلاة في المساجد التي فيها قبر أو قبور.


([1]) رواه أحمد.

([2]) أي: أعينوه.

([3]) رواه الترمذي.

([4]) رواه البخاري.

([5]) متفق عليه.

([6]) رواه الترمذي وأبو داود.

([7]) رواه أبو داود.

([8]) متفق عليه.

([9]) رواه مسلم.

([10]) متفق عليه.

([11]) رواه مسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-13, 20:50   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

بناته صلى الله عليه وسلم

كانت ولادة الأنثى في الجاهلية يومًا أسود في حياة الوالدين، بل وفي حياة الأسرة والقبيلة، وسار الحل بهذا المجتمع إلى وأد البنات وهن أحياء خوف العار والفضيحة، وكان الوأد يتم في صور بشعة، قاسية ليس فها للرحمة موطن ولا للمحبة مكان، فكانت البنت تدفن حية، وكانوا يتفننون في تلك الجريمة فمنهم من إذا ولدت له بنت تركها حتى تكون في السادسة من عمرها، ثم يقول لأمها: طيبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرًا في الصحراء فيبلغ بها البئر، فيقول لها: انظري فيها، ثم يدفعها دفعًا ويهيل عليها التراب بوحشية وقسوة.


وفي وسط هذا المجتمع الجاهلي خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الدين العظيم الذي أكرم المرأة أمًا وزوجة وبنتًا وأختًا وعمة، وقد حظيت البنات بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا دخلت عليه فاطمة ابنته قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها([1]).


ومع محبة النبي عليه الصلاة والسلام لبناته وإكرامه لهن إلا أنه رضي بطلاق ابنتيه أم كلثوم ورقية صابرًا محتسبًا من عتبة وعتيبة ابني أبي لهب بعد أن أنزل الله فيه }تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَب{، وأبى صلى الله عليه وسلم أن يترك أمر الدعوة أو أن يتراجع فإن قريشًا هددت وتوعدت حتى طلقت بنتي الرسول عليه الصلاة والسلام وهو ثابت صابر لا يتزعزع عن الدعوة لهذا الدين.
ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها حيث قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده، فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ما تخطيء مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فلما رآها رحب بها وقال: «مرحبًا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله([2]).


ومن عطفه ومحبته لبناته زيارتهن وتفقد أحوالهن وحل مشاكلهن.. أتت فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى وتسأله خادمًا، فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرته قال علي رضي الله عنه: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: «مكانكما» فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: «ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعًا وثلاثين وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم»([3]).


ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في صبره وعدم جزعه فقد توفي جميع أبنائه وبناته في حياته -عدا فاطمة رضي الله عنها- ومع هذا فلم يلطم خدًا ولم يشق ثوبًا ولم يقم المآدب وسرادقات التعزية، بل كان عليه الصلاة والسلام صابرًا محتسبًا راضيًا بقضاء الله وقدره.


وقد عهد إلينا بوصية عظيمة وأحاديث جليلة هي سلوة للمحزون وتنفيس للمكروب، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها»([4]) . وقد جعل الله عز وجل كلمات الاسترجاع وهي قول المصاب: «إنا لله وإنا إليه راجعون» ملاذًا وملجأ لذوي المصائب، واجزل المثوبة للصابرين وبشرهم بثواب من عنده تعالى: }إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{.
***


([1]) رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

([2]) رواه مسلم.

([3]) رواه البخاري.

([4]) رواه مسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-13, 20:55   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

معاملة الزوجة


في دوحة الأسرة الصغيرة تبقى الزوجة مربط الفرس وجذع النخلة والسكن والقرب.


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»([1]).


ومن حسن خلقه وطيب معشره عليه الصلاة والسلام، نجده ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها ويخبرها خبرًا تطير له القلوب والأفئدة!
قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا: « يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام»([2]).


بل هذا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم وأكملها خلقًا وأعظمها منزلة، يضرب صورًا رائعة في حسن العشرة ولين الجانب ومعرفة الرغبات العاطفية والنفسية لزوجته، وينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى وامرأة لكي تكون محظية عند زوجها!


قالت عائشة رضي الله عنها: « كنت أشرب وأنا حائض، فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع في فيشرب، وأتعرق العرق([3]) فيتناوله ويضع فاه على موضع في»([4]).


ولم يكن صلى الله عليه وسلم كما زعم المنافقون واتهمه المستشرقون بتهم زائفة وادعاءات باطلة.. بل ها هو يتلمس أجمل طرق العشر الزوجية وأسهلها.


عن عائشة رضي الله عنها: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ»([5]).


والرسول صلى الله عليه وسلم في مواطن عدة يوضح بجلاء مكانة المرأة السامية لديه وأن لهن المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة، ها هو صلى الله عليه وسلم يجيب على سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه ويعلمه أن محبة الزوجة لا تخجل الرجل الناضج السوي القويم.


عن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»([6]).


ولمن أراد بعث السعادة الزوجية في حياته عليه أن يتأمل حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وكيف كان عليه الصلاة والسلام يفعل معها.


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد»([7]).


ونبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم لا يترك مناسبة إلا استفاد منها لإدخال السرور على زوجته وإسعادها بكل أمر مباح.


تقول عائشة رضي الله عنها: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: «تقدموا» فتقدموا ثم قال: «تعالي حتى أسابقك» فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى حملت اللحم، وبدنت وسمنت وخرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس «تقدموا» ثم قال: «تعالي أسابقك» فسبقني، فجعل يضحك ويقول: «هذه بتلك»([8]).


إنها مداعبة لطيفة واهتمام بالغ، يأمر القوم أن يتقدموا لكي يسابق زوجته، ويدخل السرور على قلبها، ثم ها هو يجمع لها دعابة ماضية وأخرى حاضرة، ويقول: «هذه بتلك»!


ومن ضرب في أرض الله الواسعة اليوم وتأمل حال علية القوم ليعجب من فعله صلى الله عليه وسلم وهو نبي كريم وقائد مظفر وسليل قريش وبني هاشم، في يوم من أيام النصر قافلاً عائدًا منتصرًا يقود جيشًا عظيمًا، ومع هذا فهو الرجل الودود اللين الجانب مع زوجاته أمهات المؤمنين، لم تنسه قيادة الجيش ولا طول الطريق ولا الانتصار في المعركة أن معه زوجات ضعيفات يحتجن منه إلى لمسة حانية وهمسة صادقة تمسح مشقة الطريق وتزيل تعب السفر!


روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة خيبر وتزوج صفية بنت حيي رضي الله عنها كان يدير كساء حول البعير الذي تركبه يسترها به، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.


كان هذا المشهد مؤثرًا يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم، لقد كان صلى الله عليه وسلم وهو القائد المنتصر والنبي المرسل يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومن مكانته أن يوطئ أكنافه لأهله وأن يتواضع لزوجته، وأن يعينها ويسعدها.


ومن وصاياه عليه الصلاة والسلام لأمته: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا»([9]).


([1]) صحيح الجامع الصغير.

([2]) متفق عليه.

([3]) أي آخذ ما على العظم من اللحم.

([4]) رواه مسلم.

([5]) رواه أبو داود والترمذي.

([6]) متفق عليه.

([7]) رواه البخاري.

([8]) رواه أحمد.

([9]) رواه مسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-14, 17:46   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبد العزيز 07
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد العزيز 07
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-17, 11:23   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

تعدد الزوجات

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة امرأة، تدثرن باسم أمهات المؤمنين، ومات عن تسع نساء وياله من شرف عظيم ومنزلة رفيعة حظيت بها تلك النساء الكريمات، ولقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة الكبيرة، والأرملة والمطلقة والضعيفة، ولم يكن بين تلك الزوجات بكرًا إلا عائشة رضي الله عنها.


تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين وجمع بينهن فكان مثالاً في العدل والقسمة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول لله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها»([1]).


ومن صور العدل ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:



«كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة، فكان إذا قسم بينهن لا ينتمي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها، فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده إليها فقالت عائشة: هذه زينب، فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده»([2]).


وهذا البيت النبوي العظيم لم يكن كذلك لولا ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من توفيق ربه وإلهامه إياه.


وها هو صلى الله عليه وسلم يشكر ربه قولاً وفعلاً كان صلى الله عليه وسلم يحث نساءه على العبادة ويعينهن على ذلك امتثالاً لأمر الله عز وجل:}وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى{([3]).


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني»([4]).


وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أمر قيام الليل وإعانة الزوج والزوجة لبعضهما حتى تأخذ منحى جميلاً في نضح الماء من الزوج أو الزوجة لا فرق. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء»([5]).


ومن كمال المسلم والتزامه بدينه، اعتناؤه بمظهره الخارجي إتمامًا لصفاء داخله ونقائه.


كان عليه الصلاة والسلام طاهر القلب نظيف البدن طيب الرائحة يجب السواك ويأمر به قال صلى الله عليه وسلم: «لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»([6]).


وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من النوم يشوص([7])، فاه بالسواك([8]).


وعن شريح بن هاني قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك([9]).


فما أجملها من نظافة واستعداد لاستقبال أهل البيت!


وكان صلى الله عليه وسلم يقول عند دخول المنزل: «بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا، ثم يسلم على أهله»([10]).


وليهنأ أهل بيتك بالدخول بالنظافة والبدء بالسلام، ولا تكن أخي المسلم ممن استبدل هذا بالعتاب واللوم والتقريع.


([1]) رواه الترمذي.

([2]) رواه مسلم.

([3]) سورة طه 132.

([4]) متفق عليه.

([5]) متفق عليه.

([6]) رواه أحمد.

([7]) رواه مسلم.

([8]) الشوص: الدلك.

([9]) رواه مسلم.

([10]) رواه مسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-27, 06:58   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم



النبي القائد صلى الله عليه وسلم مهموم بأمر أمته، وبجيوشه، وقواده، وبأهل بيته، وبالوحي تارة وبالعبادة أخرى، وهناك هموم أخرى، إنها أعمال عظيمة تجعل أي رجل عاجزًا عن الوفاء بمتطلبات الحياة وبث الروح فيها، ولكنه عليه الصلاة والسلام أعطى كل ذي حق حقه فلم يقصر في حق على حساب آخر وفي جانب دون غيره، فهو صلى الله عليه وسلم مع كثرة أعبائه وأعماله جعل للصغار في قلبه مكانًا، فقد كان عليه الصلاة والسلام يداعب الصغار ويمازحهم ويتقرب إلى قلوبهم ويدخل السرور على نفوسهم كما يمازح الكبار أحيانًا.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله: إنك تداعبنا([1])، قال: «نعم. غير أني لا أقول إلا حقًا»([2]).


ومن مزاحه صلى الله عليه وسلم ما رواه أنس بن مالك قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا ذا الأذنين»([3]).


وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما مازحه إذا جاء فدخل يومًا يمازحه، فوجده حزينًا، فقال: «مالي أرى أبا عمير حزينًا» فقالوا: يا رسول الله مات نغره الذي كان يلعب به، فجعل يناديه: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟»([4]).


ومع الكبار كان للرسول صلى الله عليه وسلم مواقف يروي أحدها أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول: إن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميمًا، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يومًا يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصر: فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من يشتري العبد» فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدًا، فقال النبي: «لكن عند الله أنت غال»([5]).


إنه حسن خلق من كريم سجاياه وشريف خصاله عليه الصلاة والسلام.


ومع تبسط الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله وقومه فإن لضحكه حدًا فلا تراه إلا مبتسمًا كما قالت عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت رسول الله مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لهواته([6])، وإنما كان يبتسم»([7]).


ومع هذه البشاشة وطيب المعشر إلا أنه صلى الله عليه وسلم يتمعر وجهه إذا انتهكت محارم الله قالت عائشة رضي الله عنها: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وتلون وجهه وقال: «يا عائشة: أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله»([8]).


فدل هذا على تحريم اتخاذ الصور في البيت إذا كانت بارزة، وأشد منه تحريمًا الصور المعلقة في الجدار أو التماثيل المنصوبة في الأركان وعلى الأرفف والمناضيد، فإن ذلك مع الإثم المترتب عليه يحرم أهل البيت من دخول ملائكة الرحمة في ذلك البيت.

([1]) تداعبنا: يعني تمازحنا.

([2]) رواه أحمد.

([3]) رواه أبو داود.

([4]) متفق عليه.

([5]) رواه أحمد.

([6]) اللهوات: جمع لهات: وهي اللحم التي في أقصى سقف الفم.

([7]) متفق عليه.

([8]) متفق عليه، والسهوة كالصفة بين يدي البيت، والقرام، ستر رقيق هتكه: أي أفسد الصورة التي فيه.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-27, 07:02   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

نوم النبي صلى الله عليه وسلم


عن أبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فليأخذ داخلة إزاره -أي طرفه- فلينفض بها فراشه وليسم الله، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفس فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»([1]).


وكان من توجيهه صلى الله عليه وسلم لكل مسلم ومسلمة: « إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن»([2]).


وعن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه فنفث فيهما، وقرأ فيهما: }قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{و}قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{، و }قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات»([3]).


عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي»([4]).


وعن أبي قتادة: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرس([5]) بليل اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه»([6]).


ومع نعم الله عز وجل التي أغدقها علينا، تأمل أخي الحبيب في فراش سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل الخلق أجمعين خير من وطأت قدمه الثرى.


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إنما كان فراش رسول
الله
صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم حشوه ليف»([7]).



ودخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر، فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوبًا، وقد أثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيك يا عمر»؟ قال: والله إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على الله عز وجل من كسرى وقيصر، وهما يعبثان في الدنيا فيما يعبثان فيه، وأنت رسول الله بالمكان الذي أرى! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة»؟ قال عمر: بلى، قال: «فإنه كذلك»([8]).

([1]) رواه مسلم.

([2]) متفق عليه.

([3]) رواه البخاري.

([4]) رواه مسلم.

([5]) التعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والراحة.

([6]) رواه مسلم.

([7]) رواه مسلم.

([8]) رواه الإمام أحمد.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc