تتميز اللغة الأمازيغية على العموم بعدة خصائص أهمها: الخاصية الأولى: أنها من بين اللغات القديمة جدا: والتي ولدت مع اللغات الأفرو – أسيوية منذ ما يزيد عن خمسة آلاف سنة،
ومن المعلوم أن نقاشا ضافيا قد وقع بين الدارسين للغات البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا القدامى والمحدثين، حول الانتماء الحقيقي لللغة الأمازيغية، وهذا النقاش تحكمه غالبا نزعات أيديولوجية
وحسبنا أن نستعرض بعض الآراء التي تم رصدها في هذا المجال :
أ- ال رأي الذي يرى أن الأمازيغية تنتمي إلى الحزام الأفرو- أسيوي، الذي تشترك اللغات المنتمية إليه في حوالي ثلاثمائة كلمة، وهذا هو رأي غالبية الدارسين المحدثين الذي تدعمه الاكتشافات الأنثروبولوجية الأركيولوجية، ويدعم هذا الطرح ذاك ال ا كتشاف الهام في جنوب المغرب , حيث اكتشفت وبالصدفة مدينة أمازيغية في جنوب المغرب تعود إ لى خمسة عشر ألف سنة قبل الميلاد كما يرى البعض وعلى رأسهم أستاذ علم الأثار ” مصطفى أوعشي ” , في حين يرى البعض الآخر أنها تعود إ لى تسعة آلا ف سنة قبل الميلاد وقد ظهرت مع الإنسان القفصي على أقل التقديرات …
ب- رأي أخير يرى أن لها علاقة ببعض اللغات الأوروبية كاللغة الباسكية، وربما كان هذا رأي بعض الأوروبيين الذين يبحثون عن روابط لغوية تجعل من الأمازيغ أوروبيي الأصل، للدفاع عن طروحاتهم الاستعمارية،
ويسوق بعض هؤلاء دلائل تتعلق وحسب دراسات بيولوجية بارتباط الأمازيغ بسكان شبه الجزيرة الإبيرية بعلاقات جينية وبوجود توافق معجمي بين اللغتين الأمازيغية والباسكية،
غير أن هؤلاء الباحثين لم يربطوا بين اللغتين لأنهما تنتميان إلى اللغات الهندو- أوروبية بل لأنهم وجدوا تباعدا بين اللغة الباسكية وهذه اللغات، أي أن الباسكية لها أصل أفرو-أسيوي، وبالتالي فإنه لا يستبعد أن يكون هذا الرأي قريبا من الصواب أي تكون الباسكية متفرعة عن الأمازيغية القديمة…