المنطقة الرمادية وحلف شمال الأطلسي العالمي

[الزمزوم]

المنطقة الرمادية وحلف شمال الأطلسي العالمي


25/09/2024


الكسندر دوجين


تسعى الولايات المتحدة جاهدة للحفاظ على هيمنتها العالمية وتقوم بتشكيل تحالفات جديدة حول العالم. في سبتمبر 2021، تم إنشاء التحالف الشرقي aukus بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. والآن تم الإعلان عن تعاون دفاعي استراتيجي مع دولة الإمارات العربية المتحدة. إن الرغبة في تعزيز محور العالم الغربي الإسلامي من خلال إضفاء الطابع الرسمي على العلاقة الإستراتيجية الأمريكية مع الإمارات العربية المتحدة هي شيء جديد تمامًا، ولكنه ليس غير متوقع.


في الآونة الأخيرة، يسعى بايدن إلى إضفاء الطابع الرسمي على هياكل الهيمنة في الولايات المتحدة. ويشمل ذلك تعزيز هياكل الناتو في أوروبا، والتي تكون موجهة بشكل مباشر ضد روسيا، فضلاً عن إنشاء تحالف aukus. وهناك مشكلة أخرى تتلخص في توسيع "الحوار الأمني الرباعي" في جنوب شرق آسيا، والموجه ضد الصين. إن هذا التحالف الذي شكله الهيمنة الأمريكية وأستراليا، التابعة المباشرة للغرب، هو موقع متقدم انضمت إليه اليابان المحتلة والهند، وهي دولة حضارة مستقلة كبيرة.


والآن بدأ الغرب في بناء تحالف رسمي في الشرق الأوسط من خلال التوجه نحو الدول الأكثر تأثراً به: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول إسلامية أخرى، والتي تنجذب أيضاً نحو مجموعة البريكس وروسيا. لقد بدأ بايدن باتخاذ خطوات غير مسبوقة من أجل إبعاد العديد من الدول الناشئة عن طريق التعددية القطبية.


في الواقع، هذه الإجراءات غير مسبوقة. لقد كانت علاقات الغرب مع شركائه في العالم الإسلامي غير رسمية على الدوام. نعم، كان هناك دائمًا نفط واتفاقيات دبلوماسية معينة، لكن حقيقة أن الغرب بدأ يمنح أجنحة لحلف شمال الأطلسي العالمي، كمحاولة لمواجهة تشكيل عالم متعدد الأقطاب، هو بالطبع شيء جديد تمامًا على الصعيد الاستراتيجي. النطاق والجغرافيا السياسية.


وبطبيعة الحال، هذا رد على مجموعة البريكس. ويحاول الغرب ضم بعض الدول التي انضمت إلى مجموعة البريكس (أبرزها الهند والآن الإمارات العربية المتحدة، التي انضمت رسميا إلى مجموعة البريكس ابتداء من أوائل عام 2024) إلى جانبه. إنه رد الغرب على تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، التي تقدمت بطلب الانضمام إلى مجموعة البريكس.


إن المواجهة بين العالم الأحادي القطب والعالم المتعدد الأقطاب آخذة في التزايد. لقد أصبحت بعض البلدان بمثابة حدود جيوسياسية يمكن أن تنتمي في الوقت نفسه إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الهيمنة الغربية) والتعددية القطبية. وهذه ظاهرة مثيرة للاهتمام للغاية، لأنها تنطوي على ظهور منطقة وسطى بين التعددية القطبية والأحادية القطبية، وهي مكان يؤثر فيه الجانبان.


كل هذا يذكرنا بالقوانين التي صاغتها الجغرافيا السياسية الكلاسيكية: "حضارة الأرض" و"حضارة البحر" تتعارضان بشكل مكثف للغاية حيث تتصادمان بشكل مباشر، أي في الهلال الخارجي (ريملاند). والفرق الوحيد هو أنه لا توجد "حضارة أرضية" واحدة، بل "حضارة الأرض الموزعة"، أي "قلب الأرض" الموزع، حيث يمكن لدول العالم المتعدد الأقطاب، وكذلك الغرب نفسه، أن تصبح أقطابًا مستقلة.


كل هذه عملية مثيرة للاهتمام للغاية ويجب علينا متابعتها عن كثب. وبطبيعة الحال، كانت هذه ضربة مباشرة للنخبة الروسية، التي ترى في الإمارات العربية المتحدة بمثابة "منطقة رمادية" للتفاعل مع الغرب. يريد الغرب القضاء على هذا الاحتمال، وبالتالي فإن إدراج الإمارات العربية المتحدة بين شركائه الرئيسيين يعد عملاً عدوانيًا للغاية بكل معنى الكلمة. ويعني محاولة وضع الإمارات العربية المتحدة تحت السيطرة المباشرة للغرب.

[الزمزوم]

يبدو أن الغرب في عجلة من أمره وبدل حربه على الصين يريد اشعال حرب عالمية نووية من أوكرانيا على الجميع يسعى فيها للقضاء على أزمته الاقتصادية


وأزمته الديمغرافية وأزمته مع الصين وأزمته مع روسيا وأزمته السياسية الداخلية أي الحرب الأهلية المتوقعة في أمريكا والانقسامات السياسية


بين النخب السياسية والنخب الحاكمة في أوروبا (اليمين/ اليسار) حول الهجرة وأجندة التغير المناخي .. واشكالية استبدال الطاقة الجديدة محل الطاقات الأحفورية.

[الزمزوم]

أعتقد أن الهيمنة الغربية تكابر وهي في طريق الزوال