ردود على شبهات في مسألة تحريم الاستمناء – العادة السيئة - - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ردود على شبهات في مسألة تحريم الاستمناء – العادة السيئة -

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-12-12, 18:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 ردود على شبهات في مسألة تحريم الاستمناء – العادة السيئة -

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

ردود على شبهات في مسألة تحريم الاستمناء – العادة السيئة -


السؤال

يا ليت تفيدني بدليل قاطع يحرم الاستمناء ؛ لأن كل الأدلة التي سمعت بها لم أرَ فيها دليلاً قاطعاً للتحريم

ففي قوله تعالى ( وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ )

: فهذه الآية قد قيل إنها تخاطب الرجال دون النساء

وفي حديث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وجاء )

: الرسول صلى الله عليه وسلم هنا أعطانا الحل الأفضل ولم يقل فقط الصوم . وإن قيل هناك أضرار في عملها : فما الأمر مع المحتلم لأن كليهما متشابهان : الاحتلام والعادة السرية .

وأيضا يوجد من العلماء من أحل أن المرأة يجوز أن تفعلها للرجل لأنه مثل التقبيل ، إذاً من هنا وضح أنه لا يوجد ضرر ، فكيف يوجد ضرر إذا فعلها بيده وإن فعلتها الزوجة للزوج لا يوجد ؟!.

وإن قيل : فيه إهدار لماء الرجل : فنقول : وماذا عن الاحتلام ؟!

وأيضا قال تعالى : ( ألم نخلقكم من ماء مهين ) والشيء المهان لا يلام ولا يسأل صاحبه .

وأيضا نحن مغتربون ونرى كل يوم ما هو كفيل لإثارة شهوتنا ونحن عزاب .

فرجائي يا شيخ أنك تعطيني الأدلة التي إن شاء الله تزيل عني اللبس الحاصل عندي .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

من الجيد أن يكون المسلم باحثاً في الأدلة في مسألة ، متقصيّاً لأقوال العلماء فيها ، حتى يصل إلى حكم الله تعالى ، فمثل هذا الباحث يؤجر حتى لو أخطأ في إصابة الحق أجراً واحداً .

ويأثم المسلم إذا كان يقوده هواه في بحث المسائل ، ويتعسف في الاستدلال ، ويتحكم في النصوص قبولاً وردّاً لها ، لا وفق قواعد البحث العلمي ، بل وفق هواه ومشتهاه .

ثانياً:

ما ذكرته من الإشكالات حول أدلة تحريم الاستمناء ، يقال فيه :

1. لا نزاع في أن الآية المذكورة هي خاصة بالرجال .

قال ابن العربي – رحمه الله - :

"من غريب القرآن : أن هؤلاء الآيات العشر هي عامة في الرجال والنساء ، كسائر ألفاظ القرآن التي هي محتملة لهم ، فإنها عامة فيهم

إلا قوله : ( وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ) فإنه خطاب للرجال خاصة دون النساء ، بدليل قوله : ( إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) ، ولا إباحة بين النساء وبين ملك اليمين في الفرج" .

انتهى من" أحكام القرآن " ( 5 / 464 ) .

لكن هل يقول عاقل إن المرأة غير مطالبة بحفظ فرجها ، لأن الآية خاصة بالرجال ؟!

إن عدم توجه الخطاب للنساء في هذه الآية ، لا يعني بحال أن الحكم غير موجه إليهن ؛ ولذلك قال ابن العربي رحمه الله ، بعد كلامه السابق نقله مباشرة :

"وإنما عُرف حفظُ المرأة فرجها من أدلة أخر ، كآيات الإحصان عموماً وخصوصاً ، وغير ذلك من الأدلة" .

انتهى من" أحكام القرآن " ( 5 / 464 ) .

ومن هذه النصوص قوله تعالى ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/ من الآية 31 .

ب. الآية الكريمة واضحة الدلالة على تحريم قضاء الشهوة الجنسية في غير الزوجة والأمَة ، فكل من قضى شهوته من الرجال باللواط أو مع بهيمة أو بالاستمناء قد ابتغى غير الحلال الذي شرعه الله تعالى

فيكون ظالماً لنفسه ، متجاوزاً للحدِّ الشرعي ، والمرأة إذا قضت شهوتها الجنسية مع غير الزوج

كالسحاق ، أو مع بهيمة ، أو بالاستمناء : تكون ظالمة لنفسها ، متجاوزة للحد الشرعي ، ودلالة الآية القرآنية التي ذكرتَها واضحة على استنباط هذه الأحكام منها.

قال الشافعي – رحمه الله - :

"فكان بيِّناً في ذِكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ، تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان .
وبيِّنٌ أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات ، دون البهائم .

ثم أكدها فقال ( فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) فلا يحل العمل بالذَّكَر إلا في زوجة أو في مِلك اليمين ، ولا يحل الاستمناء ، والله أعلم" .

انتهى من" أحكام القرآن " ( 1 / 195 ) .

وقال أبو حيان الأندلسي – رحمه الله - :

"ويشمل قوله ( وَرَاءَ ذَلِكَ ) : الزنا ، واللواط ، ومواقعة البهائم ، والاستمناء.

ومعنى ( وَرَاءَ ذَلِكَ ) : وراء هذا الحد الذي حدَّ من الأزواج ومملوكات النساء".

انتهى من" تفسير البحر المحيط " ( 6 / 391 ) .

2. ما ورد في السؤال من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطانا الحل الأفضل بالصوم ، لمن عجز عن النكاح ، ولم يرد الحصر ، يقال فيه :

نعم ، ليس المراد هنا خصوص الحصر ، وقد وردت الرخصة بأشياء أخرى ، كحل لمن عجز عن نكاح الحرائر

مثل التسري بالإماء ، يعني : أن تكون له أمة ـ ملك يمينه ـ يجامعها ، أو يتزوج بأمة ، إذا عجز عن نكاح الحرة ، أو يصبر ويستعفف ، إذا لم يجد نكاحا ، ولم يرغب في الإماء ، أو لم يستطع ذلك أيضا .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

"هذه العادة - الاستمناء - لو كانت جائزة لأرشد إليها النبي صلّى الله عليه وسلّم ؛ لأنها أهون من الصوم ، لا سيما عند الشباب

ولأنها أيسر ؛ ولأن الإنسان ينال فيها شيئاً من المتعة

فهي جامعة بين سببين يقتضيان الحل لو كانت حلالاً ، والسببان هما : السهولة

واللذة ، والصوم فيه مشقة وليس فيه لذة ، فلو كان هذا جائزاً : لاختاره النبي عليه الصلاة والسلام وأرشد إليه ؛ لأنه موافق لروح الدين الإسلامي لو كان جائزاً ، وعلى هذا فيكون الحديث دليلاً على التحريم" .

انتهى من" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 14 / 320 ) .

ثالثا:

هناك اختلاف كبير بين طبيعة الاستمناء وطبيعة الاحتلام ، ولذلك يفترقان في آثارهما على البدن ، كما يفترقان في أحكامهما في الشرع :

أ. فالاحتلام يخرج من غير إرادة صاحبه

لأنه نائم ، بخلاف المستمني المستيقظ .

ب. وهو غير مؤاخذ عليه ، بخلاف الاستمناء .

ج. والاحتلام تفريغ طبيعي للمنيّ من البدن

بخلاف الاستمناء الذي يستجلب الإنسان فيه المني .

د. والمحتلم لا يستعمل يده ، ولا يحتك بشيء ، بخلاف صاحب العادة السيئة .

هـ. ليس للاحتلام أية آثار سيئة ، ولا أعراض مرضية ، لا بدنية ولا نفسية ، بخلاف الاستمناء .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-12-12, 18:13   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


رابعاً:

أن المعول عليه في التحريم ليس هو الضرر وحده ، فلو سلّم أن الاستمناء لا ضرر فيه لم يقتضي ذلك إباحته لصحة دلالة الكتاب والسنة على تحريمه كما سبق

على أنه لا يبعد أن يقال : إن الاستمناء بيد الزوجة لما كان مباحاً انتفى ضرره ، أو قل ، أو جرت العادة ألا يستكثر منه الزوج فلا يتضرر ، بخلاف الاستمناء المحرم

الذي جرت العادة في أهله أنهم لا يقفون فيه عند حد ، حتى إن الواحد منهم قد يستمني في اليوم مرات

ولهذا كان ضرره محققاً ، وما أشرنا إليه من تأثير الحل والحرمة في ذلك يمكن الاعتبار فيه بعدم التضرر من تناول المحرمات الضارة عند الاضطرار ، ف "الضرورة منعت تأثير الوصف وأبطلته "

كما يقول ابن القيم رحمه الله

وينظر : مفتاح دار السعادة (2/ 21).

فلا عجب أن يكون الاستمناء المحرم ضاراً بالبدن ، والاستمناء المباح بين الزوجة غير ضار لهذين الاعتبارين :
1- وهو تأثير الحل والحرمة في طيب الأشياء وخبثها وضررها .

2- جريان العادة بالإكثار من الاستمناء المحرم ، مما يقضي إلى الضرر المحقق .

ولو سلّم انتفاء الضرر ، لم تلزم الإباحة كما سبق .

خامساً:

ما ذكر في السؤال من أن الشيء المهين لا يلام ولا يسأل صاحبه ليس على إطلاقه

لأن معنى ( مَهِين ) في الآية " ضعيف "

ومنه قوله تعالى : ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ) السجدة/ 8 .

وقد فسرها بذلك : ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والطبري وابن كثير ، وغيرهم كثير .

قال البخاري رحمه الله في " صحيحه " ( 4 / 1793 ) :

وقال مجاهد ( مَهِين ) : ضعيف ، نطفة الرجل .انتهى

وقال الطبري – رحمه الله - :

"قول تعالى ذكره : ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ ) أيها الناس ( مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) يعني : من نطفة ضعيفة .

... عن ابن عباس ، قوله : ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) يعنى بالمهين : الضعيف" .

انتهى من" تفسير الطبري " ( 24 / 132 ) .

ونقله عن قتادة ومجاهد في " تفسيره " ( 20 / 173 ) ، وقال :

"ومهين : فعيل ، من قول القائل : مهن فلان ، وذلك إذا زلّ وضعف" .انتهى

وكذا قال ابن كثير في " تفسيره " ( 5 / 466 ) .

وفي ( 8 / 229 ) قال – رحمه الله - :

"( إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) أي: من المني الضعيف ، كما قال : ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ )" .انتهى

وقال ابن القيم – رحمه الله - :

"فالمَهين هاهنا : الضعيف ، ليس هو النجس الخبيث" .

انتهى من" بدائع الفوائد " ( 3 / 640 ) .

ثم إنه إذا قدر أن المهين ـ هنا ـ يعني : أنه لا قْدر له ؛ فهذا الوصف أمر نسبي ، للدلالة على ضعف الإنسان ، وتمام قدرة الله جل جلاله ، وعجيب خلقه .

قال الله تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) الروم/54 .

قال ابن جزي رحمه الله :

" الضعف الأول كون الإنسان من ماء مهين ، وكونه ضعيفا في حال الطفولية ، والضعف الثاني الأخير : الهرم "

انتهى . " التسهيل لعلوم التنزيل" (1471) .

وقال ابن عاشور رحمه الله :

" والغرض من إجراء هذا الوصف عليه الاعتبار بنظام التكوين إذ جعل الله تكوين هذا الجنس المكتمل التركيب العجيب الآثار من نوع ماء مهراق لا يعبأ به ولا يصان " انتهى .

"التحرير والتنوير" (21/151) .

وإذا وصف الله تعالى الدنيا ـ بأسرها ـ بالحقارة والوضاعة والهوان ، فهل يعني ذلك أن من ملك شيئا منها : له أن يصرفه كيف شاء ، وأنه لا يؤمر بحفظه ، ولا يلام على تضييعه ؟!

سادساً:

قال بعضهم : إن قوله تعالى ( فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) لا ينطبق على فاعل الاستمناء ؛ لأنه لا يعتدي على أحدٍ غيره ! .
والجواب عليه :

أن اللفظة في الآية ( الْعَادُونَ ) وليس " المعتدون " ، ومعناها : الظالم ، والمتجاوز حدَّه .

ومنه قوله تعالى : ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ . وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ ) الشعراء/ 165 ، 166 .

قال البغوي – رحمه الله - :

"( فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) الظالمون المتجاوزون من الحلال إلى الحرام" .

انتهى من" تفسير البغوي " ( 5 / 410 ) .

وقال أبو جعفر النحاس – رحمه الله - :

"يقال : عدا ، إذا تجاوز في الظلم" .

انتهى من" معاني القرآن " ( 5 / 99 ) .

ولمعرفة حكم الاستمناء – العادة السيئة – وكيفية علاجها

: انظر جوابي السؤالين :الاول و الثاني القادمين

كما نرجو الإطلاع على جواب السؤال الصالث القادم

ففيه بيان الوسائل التي تعين على غض البصر .

وفي جواب السؤال الرابع

بيان حل مشكلة الشهوة وتصريفها .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-12, 18:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم الاستمناء وكيفية علاجه

السؤال


لدي سؤال أخجل من طرحه ولكن هناك أخت أسلمت حديثا تريد له جوابا وليس لدي جواب بالدليل من القرآن والسنة.

آمل أن تساعدنا. وأسأل الله أن يغفر لي إن كان السؤال غير لائق ولكن بصفتنا مسلمين يجب ألا نخجل في طلب العلم.

وسؤالها هو :

هل الاستمناء جائز في الإسلام ؟


الجواب

الحمد لله

الاستمناء محرم لأدلة من القرآن والسنة :

أولاً : القرآن الكريم :

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :

وقد استدل الإمام الشافعي ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية وهي قوله تعالى :

( والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) 4-6 سورة المؤمنون

وقال الشافعي في كتاب النكاح :

فكان بيّناً في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان .. ثم أكّدها فقال : ( فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) .

فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء والله أعلم . كتاب الأم للشافعي .

واستدل بعض أهل العلم بقوله تعالى : ( وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النور 33 على أن الأمر بالعفاف يقتضي الصبر عما سواه .

ثانيا : السنّة النبوية : استدلوا بحديث عبد اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءةَ (

تكاليف الزواج والقدرة عليه ) فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ( حماية من الوقوع في الحرام )

رواه البخاري فتح رقم 5066 .

فارشد الشارع عند العجز عن النكاح إلى الصوم مع مشقّته ولم يرشد إلى الاستمناء مع قوة الدافع إليه وهو أسهل من الصوم ومع ذلك لم يسمح به .

وفي المسألة أدلة أخرى نكتفي بهذا منها . والله أعلم

وأمّا العلاج لمن وقع في ذلك ففيما يلي عدد من النصائح والخطوات للخلاص :

1- يجب أن يكون الداعي للخلاص من هذه العادة امتثال أمر الله واجتناب سخطه .

2- دفع ذلك بالصلاح الجذري وهو الزواج امتثالاً لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب بذلك .

3- دفع الخواطر والوساوس وإشغال النفس والفكر بما فيه صلاح دنياك وآخرتك لأن التمادي في الوساوس يؤدي إلى العمل ثم تستحكم فتصير عادة فيصعب الخلاص منه .

4- غض البصر لأن النظر إلى الأشخاص والصور الفاتنة سواء حية أو رسماً وإطلاق البصر يجرّ إلى الحرام ولذلك قال الله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) الآية

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تُتْبع النظرة النظرة "

رواه الترمذي 2777 وحسّنه في صحيح الجامع 7953

فإذا كانت النّظرة الأولى وهي نظرة الفجأة لا إثم فيها فالنظرة الثانية محرّمة ، وكذلك ينبغي البعد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري ويحرك كوامن الشهوة .

5- الانشغال بالعبادات المتنوعة ، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية .

6- الاعتبار بالأضرار الصحية الناتجة من تلك الممارسة مثل ضعف البصر والأعصاب وضعف عضو التناسل والآم الظهر وغيرها من الأضرار التي ذكرها أهل الطّب

وكذلك الأضرار النفسية كالقلق ووخز الضمير والأعظم من ذلك تضييع الصلوات لتعدّد الاغتسال أو مشقتّه خصوصا في الشتاء وكذلك إفساد الصوم .

7- إزالة القناعات الخاطئة لأن بعض الشباب يعتقد أن هذه الفعلة جائزة بحجة حماية النفس من الزنا واللواط ، مع أنّه قد لا يكون قريبا من الفاحشة أبدا .

8- التسلح بقوة الإرادة والعزيمة وألا يستسلم الشخص للشيطان . وتجنب الوحدة كالمبيت وحيدا وقد جاء في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيت الرجل وحده " .

رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 6919 .

9- الأخذ بالعلاج النبوي الفعّال وهو الصوم لأنه يكسر من حدة الشهوة ويهذّب الغريزة

والحذر من العلامات الغريبة كالحلف ألا يعود أو ينذر

لأنه إن عاد بعد ذلك يكون نقضا للأيمان بعد توكيدها وكذلك عدم تعاطي الأدوية المسكنة للشهوة لأن فيها مخاطر طبية وجسدية وقد ثبت في السنّة ما يُفيد تحريم تعاطي ما يقطع الشهوة بالكلية .

10- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم مثل قراءة الأذكار الواردة ، والنوم على الشقّ الأيمن وتجنب النوم على البطن لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .

11- التحلي بالصبر والعفة لأنه واجب علينا الصبر عن المحرمات وإن كانت تشتهيها النفس ولنعلم بأنّ حمل النّفس على العفاف يؤدي في النّهاية إلى تحصيله وصيرورته خُلُقا ملازما للمر

وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ . "

رواه البخاري فتح رقم 1469 .

12- وإذا وقع الإنسان في هذه المعصية فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار وفعل الطاعات مع عدم اليأس والقنوط لأنه من كبائر الذنوب .

13- وأخيراً مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله والتضرع له بالدعاء وطلب العون منه للخلاص من هذه العادة هو من أعظم العلاج لأنه سبحانه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه

والله أعلم .

: الشيخ محمد صالح المنجد


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-13, 14:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

طالب ويعيش في الدنمارك ويعاني من العادة السرية


السؤال

أنا من الهند ، وأدرس بالدنمارك ، وأبلغ من العمر 24 عاما ، والحمد لله أنا لا أترك أية صلاة مفروضة ، وأغض بصري عن النساء عندما أكون بالخارج ، ولا أشاهد أفلاماً عدا فلمين أو ثلاثة فى العام

وليست لي أية علاقة بأية فتاة ، لكني اعتدت على الاستمناء وأنا في عمر المراهقة ، عندما أذهب للنوم أقوم بقراءة جميع الأدعية التى سنَّها لنا الرسول ، وأحاول أن أنام وأنا متوضأ

لكن يحدث مرة - على الأقل أسبوعيّاً أنا نفسي لا أعلم تحديداً - أن أستيقظ في منتصف الليل وأبدأ فى الاستمناء

أو زيارة مواقع إلكترونية إباحية حتى أقضى شهوتي بالرغم من أنني وأنا ذاهب للنوم لم أكن أنوي ولو بنسبة 1% القيام بهذه الأشياء ، لكن كل ما يحدث أن تمر هذه الرغبات والشهوات فى خاطري أثناء النهار

وفي صباح اليوم التالى أشعر بالندم لما فعلته فى المساء ، وفي كل مرة أحاول فيها تصحيح هذا الأمر لبضع أيام يتكرر ذات الأمر ثانية ، وهذه الفترة هي أكثر فترة أشعر فيها بالندم والحزن منذ مولدي يا شيخ

لأن هذه العادة مستمرة معي منذ 3 أعوام ، ولا أشعر بالسلام والرضا في حياتي بسبب عصياني لله ، وفي كل مرة أتوب فيها لله

وأعاهده ألا أعود لهذه العادة : أنقض هذا العهد . وقد قرأت إجاباتكم السابقة الخاصة بعادة الاستمناء لكنني أود أن أتلقى منكم إجابة أكثر تحديداً عن هذا السؤال

وسأكون ممتنا لكم طوال حياتي ، كما أسألكم الدعاء لى يا شيخ . وجزاكم الله خيراً .


الجواب

الحمد لله

ذكرنا في هذا الموقع مسائل كثيرة تتعلق بالاستمناء ، فذكرنا حكمه وأنه حرام ، وذكرنا سبل الوقاية من فعله ، وسبل التخلص منه

ينظر لمن شاء جواب السؤال السابق

بعنوان حكم الاستمناء وكيفية علاجه

- ويبدو أنك قد اطلعت على ذلك كله ، وبما أنك تريد شيئاً خاصّاً بك : فسنتكلم معك في أمور محددة :

1. قيامك بالصلوات ، وحرصك على عدم إنشاء علاقات محرمة مع فتيات أجنبيات ، وحرصك على عدم الوقوع في العادة السيئة

وندمك بعد فعلك لها : كل ذلك طيب ، وجيد ، وفي ميزان حسناتك إن شاء الله ، ونشد على يدك في الاستمرار به ، وتقويته ، وعدم التراجع عنه

فلا بدَّ لإيمانك أن يبقى في ازدياد ، ولا تجعل للشيطان فرصة لينال منك ، فيشعرك بالتناقض ، أو يزهدك في الندم والتوبة ، فتكون من الهالكين .

2. لا تجمع مع العادة السيئة معاصيَ أخرى فتغضب بها ربك عز وجل ، وإذا كنت تشكو من غلبة شهوتك على إيمانك وعقلك ، فتمارس هذه العادة السيئة : فأي شيء يدعوك لفعل معاصٍ أخرى تغضب الجبار عز وجل

ونعني به : النظر إلى مواقع إباحية فاسدة ؟! فاتق الله تعالى في نفسك ، ولا تسعر في قلبك نار الشهوة بالنظر المحرم ، أو القراءة للقصص الجنسية

أو غيرها من المثيرات ، فكل ذلك مما لا تعذر به ؛ لأنه بيدك الفعل والترك .

3. وللأسف فأنت تعيش في دولة إباحية ، وتدرس في مكان مختلط ، وترى من المنكرات والفواحش ما يدفعك للوقوع في هذه العادة

وليس من شك أن ارتكابك هذا الخطأ أخف إثما من وقوعك في الزنا ، لو قدر أن الفرصة أمكنتك من هذه الفاحشة ، ودار أمرك بين أن تزني أو تستمني ؛ لكن لو أنك أردت التخلص

فعلا ـ من هذه العادة ، وغيرها من المعاصي والمنكرات : لوجب عليك التخلص من أسباب جلب تلك الشهوات ، من وجود في بلد إباحي ، ومن النظر المحرم ، والاختلاط المنكر .

4. وما ذكرناه في إجاباتنا كافٍ لك ولغيرك ممن يود بصدق التخلص من هذه العادة ، ولكننا سنذكرك بأمرين مهمين نرجو أن يساعداك في التخلص من هذه العادة ، ومن غيرها من المحرمات :

الأمر الأول : هو أن نسألك : هل تستطيع فعل العادة السيئة أمام أهلك وإخوانك ؟

هل تستطيع فعلها أمام أصدقائك وجيرانك ؟ وهل تستطيع فعلها أمام أحدٍ من العلماء أو الصحابة ؟

نجزم عنك بأن الجواب : لا ، لا أستطيع ، ولو بلغت الشهوة مني مبلغها ، أليس كذلك ؟

حسناً ، هل تعلم أنك تفعلها أمام رب السموات والأرض ؟! هل تعلم أن خالق الكون يراك وأنت تفعلها ؟!

هل تعلم أنك تفعلها والملائكة الكرام الكتبة يرونك ؟! فكيف لم تفكِّر في ذلك ؟ كيف جعلت الله تعالى أهون الناظرين إليك ؟!! .

فأيهم أولى بحيائك : من تخفي عنهم فعلتك أمامهم حتى لا يذكرونك بقبيح وسوء ، أم من يتوعدك بالعقوبة على فعلك ؟! .

قال تعالى : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ) النساء/ 108
.
قال الإمام ابن جرير الطبري – رحمه الله – :

يعني جل ثناؤه بقوله : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ ) يستخفي هؤلاء الذين يختانون أنفسهم ما أتَوْا من الخيانة

وركِبوا من العار والمعصية ( مِنَ النَّاسِ ) الذين لا يقدرون لهم على شيءٍ إلا ذكرهم بقبيح ما أتَوْا من فعلهم ، وشنيع ما ركِبوا من جُرْمهم إذا اطلعوا عليه ، حياءً منهم وحذراً من قبيح الأحدوثة .

( وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ ) الذي هو مطلع عليهم ، لا يخفى عليه شيء من أعمالهم ، وبيده العقاب ، والنَّكال

وتعجيل العذاب ، وهو أحق أن يُستحى منه من غيره ، وأولى أن يعظَّم بأن لا يراهم حيث يكرهون أن يراهم أحد من خلقه .

( وَهُوَ مَعَهُمْ ) يعني : والله شاهدهم .

" تفسير الطبري " ( 9 / 191 ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

وهذا مِن ضعف الإيمان ، ونقصان اليقين ، أن تكون مخافة الخلق عندهم أعظم من مخافة الله ، فيحرصون بالطرق المباحة والمحرمة على عدم الفضيحة عند الناس

وهم مع ذلك قد بارزوا الله بالعظائم ، ولم يبالوا بنظره واطلاعه عليهم ، وهو معهم بالعلم في جميع أحوالهم ، خصوصًا في حال تبييتهم ما لا يرضيه .

" تفسير السعدي " (ص 200 ) .

الأمر الثاني : أنك لا تدري متى تموت ، أليس كذلك ؟ ولا تدري على أي شيء تموت ؟ أليس كذلك ؟ فقف مع نفسك وقفة يسيرة

وتأمل : ماذا لو أن الله تعالى قضى عليك بالموت وأنت تفعل هذه العادة السيئة ؟!

وهل هذا من حَسَن الخاتمة أم من سيئها ؟

وكيف ستبعث من قبرك وآخر فعل لك هو هذه العادة ؟

! ولعلك سمعت ما انتشر بالصوت والصورة عن قصص أولئك الفتيات الغافلات اللاتي جاءهن أجلهن وهن على فاحشة منكرة ؛ فمن يضمن لك – ولنا – حسن الخاتمة ؟ ومن يملك أمر الموت وساعة الأجل إلا الله ؟! .

فنرجو منك أخي الفاضل أن تفكر فيما ذكرناه لك ، وأن تتأمله جيِّداً ، واطلب من ربك بصدق وإخلاص أن يطهر قلبك وجوارحك من الآثام والمنكرات

فعَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : ( يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ )

رواه مسلم ( 2577 ) .

وبادر بإشغال وقتك بما هو مفيد ، واحرص على الصحبة الصالحة تحوطك وترعاك ، وعجِّل بالزواج فإنه لا يقطع شهوتك بالحلال إلا الزواج ، ولا يشترط فيه إذن أهلك .

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .

رواه البخاري ( 4778 ) ومسلم ( 1400 ) .

قال الإمام النووي – رحمه الله - :

من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه ، وهي مؤن النكاح

فليتزوج ، ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه : فعليه بالصوم ليدفع شهوته ، ويقطع شر منيِّه ، كما يقطعه الوجاء ، وعلى هذا القول وقع الخطاب مع الشبان ، الذين هم مظنة شهوة النساء ، ولا ينفكون عنها غالباً .

" شرح مسلم " ( 9 / 173 ) .

واحرص على النجاة بنفسك ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى ، وأن يطهر قلبك وجوارحك ، وأن يثبتك على الإيمان واليقين ، وأن يختم لك بخير .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-13, 14:55   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

الوسائل المعينة على غض البصر

السؤال

سؤالي يتعلق بمسألة معقدة..هنا في كندا يوجد نقص في الأخلاق و الناس- خصوصا النساء- كثير منهن لا يرتدين شيئا تقريبا..مشكلتي هي أنني لا أستطيع التوقف عن النظر لهؤلاء النساء

..أعلم أن الزواج فرض عليّ ، وأن علي الذهاب لبلد إسلامي ( و هو ما لا أستطيع عمله الآن )

هل تستطيع إعطائي أي نصيحة لتساعدني في التعامل مع هذه المشكلة .


الجواب

الحمد لله

قلنا هنا مراراً إنه لا يحل البقاء في بلاد الكفر لمن ليس بمعذور عذراً شرعيّاً ، وهذه البلاد فيها الكفر والفسوق والعصيان ، وفيها الانتكاس عن الفطرة التي خلق الله الناس عليها

ومن الفواحش المنتشرة في تلك البلدان التبرج الفاحش حتى لا تكاد تلبس المرأة شيئاً يسترها – كما قال السائل - .

وهذا الواقع يؤدي إلى محرمات وكبائر ومنها : المخالطة والمماسة والزنا ، وكل ذلك مبدؤه النظر .

لذا جاءت الشريعة بتحريم الطرق التي تؤدي للفاحشة ومنها : النظر إلى الأجنبية :

أ. قال تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم النور / 30 .

قال الإمام ابن كثير :

هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا أبصارهم عما حرم عليهم فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه

وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم فإن اتفق أن وقع بصر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً .

تفسير ابن كثير ( 3 / 282 ) .

ب. ويقول تعالى وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن الأحزاب / 53 .

ج. وعن جرير بن عبد الله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري .

رواه مسلم ( 2159 ) .

قال النووي :

ومعنى " نظر الفجأة " : أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال فإن صرف في الحال

فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث فإنه صلى الله عليه وسلم أمره بأن يصرف بصره مع قوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم …

ويجب على الرجال غض البصر عنها في جميع الأحوال إلا لغرض صحيح شرعي وهو حالة الشهادة والمداواة وإرادة خطبتها أو شراء الجارية أو المعاملة

بالبيع والشراء وغيرهما ونحو ذلك وإنما يباح في جميع هذا قدر الحاجة دون ما زاد والله أعلم .

" شرح مسلم " ( 14 / 139 ) .

ثانياً :

وهناك وسائل معينة على غض البصر ، نسأل الله أن يعينك على تحقيقها :

1 - استحضار اطلاع الله عليك ، ومراقبة الله لك ، فإنه يراك وهو محيط بك ، فقد تكون نظرة خائنةً ، جارك لا يعلمها ؛ لكنَّ الله يعلمها . قال تعالى : يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور غافر / 19 .

2- الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه ، قال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم غافر / 60 .

3- أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى ، وهي تحتاج منك إلى شكر ، فنعمة البصر من شكرها حفظها عما حرم الله ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ قال تعالى : وما بكم من نعمة فمن الله النحل / 53 .

4- مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك ، والبعد عن اليأس ، قال تعالى : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا العنكبوت / 69 .

وقال صلى الله عليه وسلم " … ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله … "

رواه البخاري ( 1400 ) .

5 – اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر إذا كان له عنها مندوحة ، ومن ذلك الذهاب إلى الأسواق والجلوس في الطرقات…

قال – صلى الله عليه وسلم – " إياكم والجلوس في الطرقات ، قالوا : مالنا بدٌّ

إنما هي مجالسنا نتحدث فيها ، قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها ، قالوا : وما حق الطريق ، قال : غض البصر ، وكف الأذى … "

رواه البخاري ( 2333 ) ومسلم ( 2121 ) .

6 – أن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال ، ومهما دعاك داعي السوء ، ومهما تحركت في قلبك العواطف والعواصف

فإن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة ، وليس لك أن تحتج مثلاً بفساد الواقع ولا تبرر خطأك بوجود ما يدعو إلى الفتنة

قال تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً الأحزاب / 36 .

7- الإكثار من نوافل العبادات ، فإن الإكثار منها مع المحافظة على القيام بالفرائض ، سببٌ في حفظ جوارح العبد ، قال الله تعالى في الحديث القدسي " … وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه

فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه …

" البخاري ( 6137 ) .

8– تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية ، قال تعالى : يومئذ تحدث أخبارها الزلزلة / 4 .

9- تذكر الملائكة الذين يحصون عليك أعمالك ، قال تعالى : وإن عليكم لحـافظين . كراماً كاتبين . يعلمون ما تفعلون الانفطار / 10 –12 .

10- استحضار بعض النصوص الناهية عن إطلاق البصر ، مثل قوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم النور / 30 .

11– البعد عن فضول النظر ، فلا تنظر إلا إلى ما تحتاج إليه ولا تطلق بصرك يميناً وشمالاً فتقع فيما لا تستطيع سرعة التخلص منه من تأثير النظر إلى ما فيه فتنة .

12– الزواج ، وهو من أنفع العلاج ، قال – صلى الله عليه وسلم – " من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "

أخرجه البخاري ( 1806 ) ومسلم ( 1400 ) .

13– الصوم ، للحديث السابق .

14– أداء المأمورات كما أمر الله ، ومنها : الصلاة قال تعالى : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. العنكبوت / 45 .

15– تذكر الحور العين ، ليكون حادياً لك على الصبر عن ما حرم الله طلباً لوصال الحور ، قال تعالى وكواعب أترابا النبأ / 33 .

وقال – صلى الله عليه وسلم - " … ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً ، ولنصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها "

رواه البخاري ( 2643 ) .

16– استحضار ما في المنظور إليه من النقص وما يحمله من الأذى والقاذورات في أحشائه …؟!

17– العلو بالهمة إلى معالي الأمور .

18– محاسبة النفس بين الحين والآخر ، ومجاهدتها على غض البصر ، واعلم أن لكل جوادٍ كبوة .

19– تذكر الألم والحسرة التي تعقب هذه النظرة ، وتقدمت آثار إطلاق البصر .

20– معرفة ما لغض البصر من فوائد ، وقد تقدمت .

21– إثارة هذا الموضوع في المجالس والتجمعات ، وتبيين أخطاره .

22- إصلاح الأقارب ، ونصحهم بعدم لبس ما يثير النظر ويظهر المحاسن مثل : طريقة اللبس و الألوان الزاهية و طريقة المشي والتميع في الكلام ونحوه .

23– دفع الخواطر والوساوس قبل أن تصير عزماً ، ثم تنتقل إلى مرحلة الفعل ، فمن غض بصره عند أول نظرةٍ سَلِمَ من آفات لا تحصى ، فإذا كرر النظر فلا يأمن أن يُزرعَ في قلبه زرعٌ يصعبُ قلعه .

25 – الخوف من سوء الخاتمة ، ومن التأسف عند الموت .

26 – صحبة الأخيار ، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين ، والمرء على دين خليله ، والصاحب ساحب .

27 – العلم بأن زنا العين النظر ، وكفى بذلك قبحاً .

رسالة " غض البصر " لبعض طلبة العلم ، بتصرف .

والله أعلم .










رد مع اقتباس
قديم 2019-12-13, 15:00   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

مقاومة الغريزة الجنسية

السؤال


أنا شابة عمري 21 سنة ، رغباتي وشهواتي تتحكم بي ولا تدعني أرتاح وتحيرني وتصيبني بالإحباط والامتعاض ،

فأخبرني يا سيدي الكريم كيف يمكنني التخلص من هذه الشهوات والرغبات الشيطانية ؟.


الجواب

الحمد لله

الشهوة أمر جُبل عليه الناس ولا يمكن التخلص منه . والتخلص منه ليس مطلوباً من المسلم ، إنما المطلوب هو أن يمتنع من صرفها في الحرام ، وأن يصرفها فيما أحل الله تعالى.

ويمكن أن يتم حل مشكلة الشهوة لدى الفتاة من خلال خطوتين:

الخطوة الأولى:

إضعاف ما يثير الشهوة ويحركها في النفس ، ويتم ذلك بأمور، منها:

1 - غض البصر عما حرم الله تعالى

قال عز وجل : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/31

وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنها لك الأولى وليست لك الثانية "

. ومصادر النظر الحرام كثيرة، ومنها : النظر المباشر للشباب والتأمل في محاسنهم ، ومنها النظر من خلال الصور في المجلات والأفلام.

ب - الابتعاد عن قراءة القصص والروايات التي تركز على الجانب الجنسي، أو متابعة مواقع الإنترنت المهتمة بذلك.

ج - الابتعاد عن جلساء السوء .

د - التقليل ما أمكن من التفكير بالشهوة ، والتفكير بحد ذاته لا محذور فيه، لكنه إذا طال قد يقود صاحبه إلى فعل الحرام.

هـ إشغال الوقت بالأمور المفيدة، لأن الفراغ قد يقود إلى الوقوع في الحرام.

و - التقليل من الذهاب للأماكن العامة التي يختلط فيها الشباب بالفتيات.

ز - حين تبتلى الفتاة بالدراسة المختلطة و لا تجد بديلا فينبغي أن تلتزم الحشمة والوقار، وتبتعد عن مجالسة الشباب والحديث معهم قدر الإمكان، وتقصر صلتها بزميلاتها من الفتيات الصالحات .

الخطوة الثانية:

تقوية ما يمنع من سير النفس في طريق الشهوة، ويتم ذلك بأمور منها :

أ - تقوية الإيمان في النفس وتقوية الصلة بالله عز وجل، ويتم ذلك: بكثرة ذكر الله، وتلاوة القرآن

والتفكر في أسماء الله تعالى وصفاته، والإكثار من النوافل. والإيمان يعلو بالنفوس ويسمو بها، كما أنه يجعل صاحبه يقاوم الإغراء.

ب - الصيام، وقد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء ". والخطاب للشباب يشمل الفتيات.

ج - تقوية الإرادة والعزيمة في النفس، فإنها تجعل الفتاة تقاوم دافع الشهوة وتضبط جوارحها.

هـ - تذكر ما أعده الله للصالحات القانتات

قال عز وجل ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ

وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب/35 .

و - التأمل في سير الصالحات الحافظات لفروجهن

ومنهن مريم التي أثنى عليها تعالى بقوله : ( وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم/12

والتأمل في حال الفاجرات والساقطات والمقارنة بين الصورتين ، وشتان بينهما .

ز - اختيار صحبة صالحة ، تقضي الفتاة وقتها معهن، ويعين بعضهن بعضا على طاعة الله تعالى.

ح - المقارنة بين أثر الشهوة العاجلة التي تجنيها الفتاة حين تستجيب للحرام ، وما يتبع هذه الشهوة من زوال لذتها، وبقاء الحسرة والألم . وبين أثر الصبر ومجاهدة النفس

ومعرفة أن لذة الانتصار على الشهوة والنفس أعظم من لذة التمتع بالحرام .

ط - الاستعانة بدعاء الله تعالى وسؤاله، وقد حكى لنا القرآن العبرة في ذلك بقصة يوسف عليه السلام

( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يوسف/33 .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-12-13 في 15:01.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc