مقالة حول النسيان

[هجيرة رغد]

النسيان
مقدمة: ان الانسان كائن حي فهو يقوم بإسترجاع الماضي ويتوقع المستقبل ويعيشالحاضر ولكن في الكثير من الاحيان لا يقدر الفرد على استرجاع بعض الذكرياتالتي تخزن في الذاكرة مايعرف عن الذاكرة انها قدرة تمكن صاحبها من حفظالماضي واسترجاعه عند الضرورة من اجل عملية التكيف لا يعني انها قدرة مطلقةتتحكم في التخزين والاسترجاع في جميع الضروف والاحوال وان اختلت الذاكرةفيصعب عليها حفظ الذكريا فتصبح عاجزة عن اداء دورها على الرغم من الجهدالذي يبذله الانسان وهذا مايعرف بالنسيان قد يكون طبيعي اذا كان شكل مأقتوقد يكون دائم فيشكل حالة غير طبيعية وهذا مادفع بجمهور الفلاسفة الىالتأمل في المسألة واستقطبت اهتمامهم واثارت الجدل بينهم وعليه: هل النسيان ايجابي أم سلبي؟ وهل يقع عائق امام التكيف
لموقف1:يرىانصار هذا الاتجاه ان النسيان ظاهرة عادية تحدث عند جميع الناس وقد يكونفي الكثير من الاحيان وظيفة اجابية لانه احدى وظائف الذاكرة حيث يقولدولاي ..النسيان حارس الذاكرة.. فبفضله تتجدد الذكريات ويستطيع الانسان ان يبقىعلى الذكريات الجديدة مع فقدان كل ماهو ليس ظروري فلو لم يكن النسيان لماتجددت الافكار وعاش الانسان رهين الماضي حيث يقول شافور..يجب ان نعيشحياتنا يوم وننسى كثيرا .. والنسيان يعتبر شرط من شروط استمرار حياتالانسان حيث يقول غيسدروف ..النسيان شرط لاستمرار الوجود .. كما شبه ضرورةالنسيان بضرورة الضوء والظلام للكائنات العضوية وضرورة النوم بالنسبةللانسان ان الانسان الذي لا يريد ان يرى سوى ما هو ماضي مثله كمثل الذييرغم بالتخلي عن النوم وبالتالي يمكن لنا ان نعيش بدون ذكريات لكن يستحيلان نعيش بدون نسيان وفي الكثير من الاحيان يحدث النسيان لنتيجة عوامل منبينها الانفعال والالم حيث يرى بروغسون ان النسيان حالة طبيعية مادامالشعور هو مخزن الذكريا فنحن نسترجعها في حالة شعورية ماننساه من ذكرياتفان الشعور لا يرغب في تذكره فهو الذي يفتح المجال لتجديد الذكريات حيثيقول دولاي .. نحن نتذكر لأننا ننسى .. ويقول ايضا فالذاكرة التي لا يسندهاالنسيان تضر الانسان بدل ان تنفعهوعليه يبقى النسيان حالة اجابية
النقد1:لايمكنالحكم بصفة مطلقة بأن النسيان دائما حالة طبيعية فان الواقع يكذب ماذهباليه أنصار هذا الموقف المتفائل ففي الكثير من الاحيانيكونالنسيان دلالة على العجز ونتيجة لمرض لا يمكن تجاهله خاصة اذا كان متكرراكما ان في بعض الاحيان ننسى الاشياء التي نحن في الامس في الحاجة اليهاوهذا ينعكس سلبا فهو يهدم الذكريات ويقوم بمحوها ويتقبل القدرات والمواهبويكون عائقا امام تطوير السلوك الفردي
الموقف2: يرىانصار هذا الموقف ان النسيان حالة مرضية بما ان وظيفة الذاكرة حفظ الاشياءالتي تهم الانسان فان فقدانها عن طريق النسيان يعتبر سلبا ومن هنا نجدالكثير من العلماء الذين نعتو النسيان بالسلب لانه يفقد الانسان القدرة علىاستحضار الذكريات التي تساعد على التكيف مع مختلف الضروف لكن النسيان يعيقالتكيف ويعتبر افة العلم لذا قيل ..افة العلم النسيان.. ومن هؤلاءالفلاسفة نجد ريبو ..الذي ارجع فقدان الذكريات الى الاصابات الدماغيةواستدلى على ذلك بتجربة بروك وهذه الحالة تأثر على الذاكرة سلبا ويكونمرتبطا بالامراض والتي تنعكس فتأثر في السلوك منها الاميزيا وهي عبارة عنفقدان كلي او جزئي للذاكرة خاصة بعد اصابة بالشكل الاقازي وهو فقدان القدرةعلى التعرف والتحدث خاصة في تقدم السن اضضافة الى ذلك هنا الايراكسيا الذييتعلق بفقدان الوضائف المتعلقة بالجهاز العصبي أما فرويد فيرجع النسيانالى كبث الحوادث المؤلمة والهروب من الواقع او بمعنى اخر ان الانسان لايتذكر الذكريات المؤلمة فيكبثها في اللاشعور
النقد:ليسكل نسيان مرضي نظرا لوجود النسيان العادي ثم كيف نفسر تعرض الانسان الىاصابات في الجهاز العصبي ثم يسترجع ذكرياته بصفة عادية فهل يمكن ان نعيشوتستمر حياتنا دون نسيان بعض الامور الخاصة السلبية فالانسان ليس بمقدورهان يستوعي جميع الامور الجديدة من مهارات ومعارف فيجب ان يزول شيئ ويبقىشيئ اخر
التركيب:النسيانظاهرة نفسية قد يكون طبيعي وظروري من أجل التكيف اذا حقق جوانب ايجابيةواحيانا يكون غير طبيعي ومرضي عندما يتجاوز الحدود المعقولة ومستوياتهالعادية اذا حقق جوانب سلبية وعليه يمكن القول انه لا يوجد نسيان سلبي واخرايجابي
الاستنتاج: النسيان ظاهرة طبيعية تفرظها الذاكرة في شرط توازنها فالنسيان ليس نقيضللذاكرة بل هو احدى الوضائف التي تضمن سلامتها ويكون مرض اذا حقق نتائجسلبية لذا قيل ..خير للذاكرة ان تكون ملكة نساءة..