أفكار على السطح (2) - المؤامرة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > قسم يومياتي

قسم يومياتي يهتم بالحياة اليومية للعضو : تجارب .. حوادث .. فضفضة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أفكار على السطح (2) - المؤامرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2022-11-14, 13:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
FLM
عضو جديد
 
الصورة الرمزية FLM
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أفكار على السطح (2) - المؤامرة

الشَّكُّ هو منتجنا.


لقد كنتُ أهمُ بكتابة رأيي بقضية تغير المناخ بعد فهمٍ و تمحيصٍ و تحليلٍ من طرفي، إلا أني إرتأيت البدأ بتوضيح مصطلح مهم يُستعمل لطمس الحقائق و التلاعب بالعقول و تشتيت الرأيّ العام، إن مصلطح "المؤامرة" يشيرُ إلى مكيدةٍ للقيام بعملٍ معادٍ إزاء حكم أو بلد أو شخص، تُدبره أيادٍ خفيةً ويصمِّمون على تنفيذه ضدّ شخصٍ أو مؤسّسةٍ أو أمن دولة. و ليسَ سراً أنه و منذ بداياتِ القرن التاسع عشر أخذت قوةُ المصرفيين و رجال الأعمال منحنى تصاعدياً خطيراً فكانوا يُحكمون قبضتهم على مقاليد الحكم و يصيغون القوانين بما يخدم مصالحهم، فلم يكنُ لثلة السفلة تِلك أيُّ رادعٍ في سبيل تحقيق مطامعهم المالية. إلاَّ أن هذا الجبروت المالي و الإستبداد الإقتصادي قُوبل بمقاومةٍ شديدة من طرف العلماء و المفكرين و بعض السياسين، فعالم الإقتصاد أخذ يُحذر التبعات الكارثية للنظام المالي الحالي المولود من إتفاقية "بريتون وودز"، و عالم المناخ أسهب في توضيح التداعيات المُتوقع حدوثها في حال إستمرار إنبعاثات الكربون من نقصٍ في إمدادات المياه و إنتشارٍ للمجاعة و غيرِها من الأخطار المدمرة،.أما علماء الإجتماع فأخذوا يعددون المخاطر التي تُهدد البشرية جرّاء هذا الإنحطاط الفكري و الفساد الأخلاقي الذي سيسوقها لا محالة نحو طريقٍ مُعبدٍ للجحيم الدُنيوي، إلاَّ أن هذه الأصوات الغيورة و الصرخات التحذيرية وقعت على آذان مفتونةٍ بسنوات القرن الواحد و العشرين الصاخبة، فقد نجح الإعلام القذر في تشتيت إنتباه العامة و إشغالهم بتوافه الأمور و سفاسفها مؤذناً بإطلاق جائحة من الغباء شديدةِ العدوى عميقةِ التأثير، فأصبحت الشاشات وسيلةً لنشر الرذيلة و تحبيب المجون و تبرير الشذوذ و الدعوة للألحاد. و لم يسلم الكتاب من هذه الحرب الشعواء، فامتلئت رفوف المكتبات بعناوين ركيكة و محتوىً خادشٍ للحياء، ناهيك عن تحويل الفنانين و الرياضيين و غيرهم الكثير من سفلة القوم، إلى قدواتٍ و أعلام، فلاحقتهم الكاميرات و كرَّمهم المسؤولون و امتلأت بأخبارهم الصفحات. أتذكر أنه و قبل عام ظهر "كريستيانو رونالدو" في مؤتمرٍ صحفي و قد همَّ بإستبدل قاروة "الكوكاكولا" التي وُضعت على الطاولة بقارورة "مياهٍ معدنية" تنبيهاً منه على ضرر المشروبات الغازية فخسرت الشركة أربعة مليارات دولار في يومٍ واحدٍ! و في الجهة المقابلة فلم يستطع علماء الأرض قاطبة القيام بربع ما قام به المُبجل "رونالدو"!.

و الحقيقة أن الرأسماليين لم يهدأ لهم بالْ و لم يهنئ لهم طعامٌ و لا شراب أمام هذا السيل الجارف من الدراسات العلمية و الكتب المنشورة و الوثائقيات المستقلة و التي تدينُ أفعالهم النكراء و تُميطُ اللِحاف عن جرائمهم الشنعاء في بقاعٍ شتى من المعمورة، و لمّأ عجزَ هؤلاءِ عن الرد على ما كُتب و تكذيبِ ما أُنتج لجؤوا للحيلة التي إستخدمتها شركات التبغ في خمسينيات القرن الماضي و تحديداً خلال عام 1953. لقد أصبحت مسألة شركات التبغ قضية رأيٍّ عام عند مواجهتهم بأدلة لا يُمكن إنكارها مفادها أن التدخين يقتل الإنسان و يُنهك الأبدان بالأمراض، ففعلوا ما تفعله أي شركةٍ كبرى تحترم نفسها، لقد قاموا بتوظيف شركة إستشارية عالمية في مجال العلاقات العامة ووقع إختيارهم على شركة "Hill+Knowlton Strategies" و التي قال مستشاروها لجميع رؤوساء شركات التبغ الكبرى ("لا يمكنكم إنكار الأدلة، لا يُمكنكم القول بأن التدخين لا يسبب السرطان، و لكن ما يمكنكم فعله ببساطة هو إثارة الشك") فكانت بذلك شركات التبغ أول من يرفع شعار الشك هو منتجنا فأخذوا يُغدقون المال على بعض العلماء الخونة لزرع الشك في نفوس الناس و إيهامهم بأن هناك حالة عدم يقين بين الأوساط العلمية حول ضرر التدخين من عدمه! و قد إحتفظتُ بجزءٍ من مقابلة للدكتور "Helmut Wakrham" و يُفضل أن تشاهد المقطع و أنتَ على معدةٍ فارغة فقد كِدت أتقيأ (أكرمكم الله) من ركاكة إجاباته على أسئلة المُقدِم:



- الدكتور: لا شيئ من المواد التي تحتويها السجائر تصل إلى تركيزاتٍ كبيرة تُعتبر ضارة.
- المُقدِم: و لكن يُمكن إعتبار المكونات نفسها على أنها مضرة، صحيح؟
- الدكتور: أي شيئ يُمكن أن يكون مُضراً، صلصلة التفاح تُصبح مُضرة إذا أفرطتَ في تناولها.
- المُقدِم: لا أعتقد أن الكثيرين يموتون بسبب صلصلة التفاح.
- الدكتور: لأنهم لا يأكلون الكثير منها.

لقد تَبَنَّى الرأسماليون شعار الشك هو منتجنا و بدلاً من الرد على الكمّ الهائل من التهم الموجهةِ لهم المبنية على دراساتٍ و أبحاثٍ علمية أخذوا يُلبسون كلََ من يقف في طريقهم ثوب جنون الإرتياب و العته فلمْ يسلمْ من هذه الإفتراءات الكاذبة إلاَّ من وقف بجانبهم أو إلتزم الصمت. و سأسوق إليك مثالين لتوضيح الفكرة:
1- لعله و خلال تصفحك لموقع "Youtube" قد صادفت فيديوهات من قبيل "زوال إسرائيل في 2022"، "هتلر لم يمتْ هرب إلى القطب الجنوبي"، "الأجسام الطائرة"، "شريحة للتحكم بالبشر في لقاح كورونا"! و غيرها الكثير، فاختلط الحابل بالنابل و إمتزجت الحقيقة بالكذب فتشتّت العامة و أصبحوا يعوزون كل كشفٍ للحقائق من عالِمٍ في مجاله أو حتى منشقٍ رأسمالي على أنه نظرية مؤامرة.
2- المثال الآخر هو سلاح معاداة السامية فقد أحسن شعب الله المختار إستخدام هذا السلاح فأخذوا يُلوّحُونه بوجه كلٍ من ينتقد أعمالهم الربوية و إثارتهم للفتن و نشرهم للفساد و الإنحلال، و لن يَغرُب عن بالٍ مطلعٍ على التاريخ كيف أن الأمم بدون إستثناء قد هجّرت اليهود و أبعدتهم بعد أن إستقبلوهم خير إستقبال و ذلك لِما رأوا فيهم من دناءة نفسٍٍ و سفالةِ خُلق و إنعدامٍ للضمير. و إن كان من يُسموّنَ بـ "علماء السياسة" قد أدرجوا معاداة السامية على أنها واحدةٌ من نظريات المؤامرة، فلِمَا يتم تصنيفُ العرب عند إقرارهم بتكالب الأمم عليهم و سعيّها الحثيث لإفشال أي نهضة محتملة أو تقدمٍ يلوحُ في الأفق على أنه نظريةٌ مؤامرة؟!

ختاماً و قبلَ فترةٍ من الزمن، كنتُ أقرأ مقالةً على الجزيرة نت تابعةٍ لقسم مدوناتِ الجزيرة و قد كانت تتناول الصراع بين الولايات المتحدة و الصين و سعيّ الأخيرة لإفتكاك الريادة من بلاد العم سام، و قد ذكرَ الكاتب في سطرٍ من سطور مقالته أن رئيس الولايات المتحدة هو أقوى رجلٌ في العالم و لا حول و لا قوة إلا بالله، و قد تعجبتُ أشد العجب من هذا القول الشَّائن الصادر من أكاديمي يسبقُ إسمَه حرف "الدال". و تذكرتُ مؤتمراً صحفياً لرئيس الولايات المتحدة "رونالد ريغان" و الذي حكم البلاد في الفترةِ ما بين 1981 و 1989 صادفني عندما كنتُ أبحثُ في تاريخ شركات الخدمات المالية و إليكم مقتطفاً من المؤتمر الصحفي لرئيس أعظم دولة على وجه الكوكب و الصورة أبلغ من الكلام:

https://streamable.com/t4a9f2


"Speed It up" أي "أسرع"، من يتجرأ على قول "Speed It up" لرئيس الولايات المتحدة؟! الرجل من "ميريل لينش"، نعم هذا هو، هل ترى ذلك الرجل الواقف بجانب الرئيس ريغان، ذلك الرجل الذي يبدو كرئيسٍ للخدم؟ إسمه "دون ريغان" المدير التنفيذي لشركة "ميريل لينش" أغنى و أكبر شركات السمسرة لبيع التجزئة في العالم سابقاً [حالياً شركة خدمات مالية] و قد تولى منصب وزير الخزانة و من ثم أصبح رئيس موظفي البيت الأبيض. و المُلفت للنظر هنا لم يكن مطالبة وزير الخزانة لرئيسه بالإسراع، بل بطريقةُ قولها له، و ردة فعلِ أقوى رجلٍ في العالم على الرجل الذي عيّنه بنفسه ليكون وزيراً للخزانة!








 


رد مع اقتباس
قديم 2022-11-14, 14:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
FLM
عضو جديد
 
الصورة الرمزية FLM
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أفكار على السطح (1)










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc