بسم الله الرحمن الرحيم ،
السلام عليكم ،
جئتكم اليوم بمقالة نرصد فيها معاناة الطالب الفلسطيني في سبيله نحو طلب العلم ، المقالة تحمل معلومات مستقاة من عدة مواضيع و احصائيات ، و هي عبارة عن احد مساهماتي في اطار الاسبوع السابع للقرآن الكريم الذي سيقام باقاماتنا الجامعية ، ارجو ان تنال اعجابكم ،
آسف على بعض الاخطاء الاملائية فهي تحضير لمعرض سوف يكتب باليد .
.................................................. .................................................. ...........
تحت السمآء الواسعة , تحت بريق الشمس السآطعة ، فوق ربوع الارض المباركة ، في حياة ترويها العيون الباكية ... ينسجون ايامهم لوحاتٍ صامتة ليراها العالم كله ، في كل صباح ، بعد انقضاء ليلة اشبه بافلام الاشباح ، خلفتها مناورات الاعداء طوال الليل ، وعلى أنغام نشيد "موطني"، يقفون قبل بدء يومهم الدراسي الجديد .... انهم فتية فلسطين وعماد مستقبلها ، يقبلون على التعليم في المدارس والجامعات المختلفة، ليتخرجوا منها ثروة وطنية حقيقية طالما كانت منارة للعلم وباعثا للحضارة التي أنارت الكثير من معالم البلدانِ.
بيد ان ظروف الواقع التعليمي في فلسطين لا يبعث على الارتياح ، في ظل معيقات كثيرة تقف في وجه مسيرته التي طالما اعتبرها الفلسطينيون أسمى ثرواتها القومية ،فما هي حقيقة هذا المعيقات ؟ وما هي المعطيات التي أحدثتها ؟ و أين تتركز هذه الأزمة؟؟ أسئلة كثيرة تحاول "فلسطين" الإجابة عنها ملامسةً الخلل كخطوة أولى على طريق إصلاحه.
نظرة استطلاعية
تعاني القطاعات الثلاث في فلسطين ( الضفة و قطاع غزة و القدس) من مشاكل عامة اثقلت كاهل الطالب الفلسطيني، ومنها قلة المدارس، وضيق الصفوف التعليمية، ونقص المدرسين، إضافة إلى كثرة الطلبة.
وتقول إحصائيات لمؤسسات غير حكومية فلسطينية: إن المدارس الحكومية تستوعب نسبة 70% من الطلبة أما الباقي فهم يتوزعون على مدارس الاونروا "وكالة الغوث" وعلى المدارس الخاصة، فيما يتسرب ما بين 7-10% من الأطفال في سن التعليم خارج المدارس.
الازمة الاقتصادية
وبحسب مصادر رسمية فإن (317000) طالب، من أصل (1.2) مليون طفل فلسطيني في سن المدرسة تعاني عائلاتهم من ضائقة مالية، وخاصة في قطاع غزة الذي تسوده أوضاع الفقر، ما اضطر الكثيرين منهم للالتحاق بسوق العمل المعدوم أصلاً.
وتشكل الأوضاع المادية الصعبة لغالبية الفلسطينيين وقلة مصادر الدخل السبب الرئيس وراء حرمان آلاف الأطفال وحتى الشباب من التعليم،
الاحتلال يستهدف العملية التعليمية
بالرغم من ان حق الطفل بالتعليم يعد من أهم الحقوق التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية التي بحثت في حقوق الإنسان، وبالرغم من المحاولات العديدة من قبل السلطة من أجل تحسين الوضع التعليمي في فلسطين إلا أن الاحتلال يبقى قائماً بممارساته المعيقة للمسيرة التعليمية بهدف إعاقة تعلم الأطفال الفلسطينيين ، فالاحتلال الإسرائيلي تعمد على مدى سنوات الاحتلال استهداف المدارس والطلبة والكوادر التعليمية ، الامر الذي عاد بالسلب على مسار العملية التعليمية والجوانب الإنسانية والمادية إضافة إلى الناحية النفسية للطالب، فالعديد من الطلبة والمدرسين استشهدوا ومنهم من تعرض للاعتقال والإهانة ومنهم من واجه الكثير من الصعوبات على الحواجز العسكرية المفروضة بين المدن والقرى الفلسطينية في مختلف المحافظات ،ناهيك عن أعداد لا تحصى من المصابين برصاص الاحتلال .
650 طالباً استشهد خلال انتفاضة الأقصى
إن آخر إحصائية توضح مدى الانتهاك الإسرائيلي ضد الحق في التعليم تتحدث عن عدد المعلمين الذين استشهدوا منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في أيلول 2000 لغاية 15 آذار 2008 وقد بلغ 36 معلماً أما عدد الطلبة الذين استشهدوا فقد بلغ 650 طالباً وطالبة وقد بلغ عدد موظفي التربية والتعليم الذين استشهدوا 14 شهيداً".
708طالباً معتقلاً
اما عدد المعلمين المعتقلين بحسب نفس الإحصائية فقد بلغ 190 معلماً و708 طالب وطالبة اعتقلوا خلال هذه الفترة و29 موظف تربية وتعليم معتقلين.
8935طالباً جريحاً و297 مدرسة قصفت
هذا وبلغ عدد الجرحى من المعلمين 25 جريحاً أما عدد الجرحى من الطلبة بلغ 8935 طالباً وطالبة إضافة إلى 297 مدرسة تم قصفها بشكل متعمد بصواريخ أو قذائف دبابات ناهيك عن المدارس التي تم إغلاقها بأوامر عسكرية إسرائيلية وعددها 9.
معاناة الاسرى
وحتى يومنا هذا لا يزال الأطفال الفلسطينيون "الأسرى" محرومين من حقهم في التعلم، حيث يتلقى بعضهم التعليم من زملائهم البالغين، دون توفر مناهج دراسية فلسطينية أو أي كتب دراسية، ودون مراعاة للسن والفروقات الفردية بينهم، هذا في حال جمعهم السجن مع من هم أكبر منهم، أما الأطفال المعزولون في سجن "تلموند" الاسرائيلي الخاص بالقاصرين (10 – 14) عاما فلا يتلقون تعليما على الإطلاق.
إصرار على رفع التحدي :
رغم الكم الهائل من الصعوبات التي تواجه الطالب الفلسطيني في مسيرته في طلب العلم ، الا انه لطالما اصر على رفع التحدي و اثبات الوجود بصموده في وجه الصعاب ادراكا منه ان السبيل الوحيد للنهوض بالامة انما هو العلم ، فتراه يتحدى جميع الحواجز ويقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مدرسته أو جامعته عازما على النجاح ، حتى اضحى التعليم في فلسطين الجوانب المهمة في حياة الفلسطينيين، ، فأصبح الطلاب الفلسطينيون يبذلون المستحيل من أجل التدرج في مختلف الجامعات المحلية و حتى الاجنبية . ونتيجة لهذا حققت فلسطين نموا نسبيا في نسبة المتعلمين اثبتت به عزمها على انجاب جيل مثقف واعي من رحم المعناة و الالم ، قادر على حمل الامة نحو التحرر و من ثم بناء الدولة . و ها هي النماذج كثيرة تظهر تفوق ابناء فلسطين في شتى مجالات العلوم ... و لعل القاسم المشترك بين هذه النماذج هو حملهم لكتاب الله و تفوقهم حتى في علوم الدين ، فكيف لمثل هكذا طالب ان يخيب في مسيرته ... و عليه فقد شكلت الجامعة الفلسطينية بذلك خزانا يزخر بخيرة الرجال ، طالما أمد المقاومة في جهادها ضد المحتل .
و في ختام حديثنا ، فاننا ننوه أننا بعرضنا لمعاناة اخوتنا الفلسطينيين في طلبهم للعلم ، انما نعبر بذلك عن مساندتنا لكفاحهم في مسيرتهم النضالية من جهة ، و من جهة اخرى فإننا نهدف لكشف اللثام عن الصعوبات هناك من اجل توعية اخواننا في الوطن عن الظروف الحسنة التي وفرتها بلادنا في سبيل التحصيل الحسن للعلوم ...
فالصبر الصبر اخواننا في فلسطين فان النصر حليفكم باذن الله ، و هذه ابيات نهديها لكم كختام لمعرض حديثنا :
يـــــــآ طـــــــــآلب غزة اصـــــــــبر ولآ تتعــــثر
مـآدآم فيك نبــض وتهــــوى القدس ولآ تتكــــــبر
فأرضــــك التي أمـــآمــــهآ الكــــلمـآت تتبعـــــثر
إذآ صمدت على ترآبهآ بك الأقصى سوف يتحرر
سنصلي في محــــــرآبهآ وعلى منــــبره سنكبــــر