بسم الله الرحمن الرحيم
وتبقى قصتي مع القدس الحبيب وفلسطين الأبية طويلة , أولى القبلتين بوحي من العزيز القهار,فهل يبقى لوم لقلبي العاشق للقدس الحيران. ما اظنني إلا واحدا من الذين يهيمون حبا بقدسنا الأسير و المكبل بالأصفاد والأغلال في انتظار بزوغ النهار.
وتبقى الهمم
أسوق كلامي وفي القدس دم
رضيع يساق على وجنتيه صراخ الم
وأم تعالت , زغاريدها لتسمع أصم
وقدس :كفاني صراخ و صوتي كتم
وتبقى الهمم
دموع بحب المطر, تمطر ليلا و وقت السحر
تودع شهيدا , وتشهد وليدا , تحاكي القدر
وطود يكابر , يعاند , على الأرض قد استقر
نسيم حزين , و في القلب جرح دفين و قر
و تبقى الهمم
وزيتونة إلى فرن نار بقلب خشن
تجز الغصون, و بحر يهيج وفيه محن
وعاصف , ريح ورعد وليل رعن
وصبح تنفس , نمور تكبر,تكبل جن
وتبقى الهمم
إمام يجر بعنف وقهر إلى المعتقل
سحاب عقيم , رذاذ مخيف علينا اطل
يعاب علينا , نقول اكتفينا شراب أذل
ذئاب تحاول قتل الزمن , تقطع أحشاء وردة فل
وشعب عظيم , يقاوم , يقاتل ويرجو الأمل
وتبقى الهمم
الأمل الحزين في صمت الوجوه , الأمل الزاهر في لون أزهار الياسمين , الأمل المجسد في الفلسطيني الذي يحمل بيمناه بندقية , الأمل في أم فلسطينية ترسل الشهيد خلف الشهيد , الأمل في أزهار تتفتح و هي تحمل حجارة تدافع بها عن الوطن , الأمل في امة ربما تستيقظ ذات يوم من سبات طال عليه الأمد و رحم الله الإمام عبد الحميد بن باديس حين قال : واهزز نفوس الجامدين ** فربما حيا الخشب .. و لا اله إلا الله.