حبيبي هيثم
مساء الخير يا سيدي الصغير...
سيدي هيثم..
أعرف أنك صغير السن...
كنت تقف وتحمل مدفع رشاش...
وزنه 20 كيلو...
تخبرني أنك صغير...وإن يكن...
في ثقافتنا اليوم الصغير يستطيع أن يحمل دبابة لا أن يقودها....
تبتسم سيدي الصغير...
سألنا أمك وهي تحتضنك وتبكي وتنظر الى السماء...
يا رب ماذا فعل هيثم حتى يقتل ولم يدخل المدرسة بعد...
فكرنا بأن ندخله المدرسة السنة القادمة بإذن الله...
هل بسوء نية يا هيثم نزلت الى الشارع؟
اختبأت خلف الباب...وتسللت إلى الشارع؟
وهناك أطلقوا الرصاص عليك؟
حملوك الى المستشفى ...نظر الطبيب إليك وبكى...
لأنك كنت قد فارقت الحياة...
هل كنت تتجسس عليهم؟
أم لاحظوا أنك تقوم بتهريب الأسلحة عبر الغيوم الماطرة؟
أم أنك تساءلت لماذا هذه القطع السوداء الكبيرة تجتاح المدن؟
أم إنك بكيت عندما سمعت الرصاص الكثيف ؟
هل كنت شجاعا واكتشفوا شجاعتك في الشارع؟
هل كنت تقود مظاهرة ضد العسكر؟
وفجأة سال خيط الدم من رأسك...وارتميت على التراب...
وتوقف قلبك عن قول الحقيقة...
ولم تكن تعلم بعد بأنهم قد زرعوا الموت على التراب...
رحمك الله صغيرا شهيدا...
وكان الله في عون أمك الباكية الحزينة...
*تحياتي