لا بد من توحيد الله في الاعتقاد والعمل كذلك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا بد من توحيد الله في الاعتقاد والعمل كذلك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-04-14, 19:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي لا بد من توحيد الله في الاعتقاد والعمل كذلك

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

تقسيم التوحيد: مصطلح يُقصد به أنواع توحيد العبد لله تعالى، التي لا يصح الإسلام بدون الإتيان بها.

وهذه الأقسام مستنبطة من الكتاب والسنة، وخرجت مخرج بيان أوجه التوحيد التي لا يتم إلا بها، وقد اختلفت عبارات العلماء حولها، فقد كانت عبارات السلف غير مباشرة، إلا أنها تنطق عن نفسها بوجود نوعين للتوحيد، وهذا الذي نقول به.

ثم تبلورت عبارات العلماء لتصوغ ذلك على شكل قواعد في عصر المتأخرين والمعاصرين بحسب تغيّر طرق التدريس والتأليف.



إلا أن الأشاعرة والمعتزلة نجد لكثير من متأخريهم ومعاصريهم اتهام لأهل السنة بأن تقسيمهم هذا بدعة، ويزيد بعضهم في التلبيس على الناس بقول أن هذه بدعة أتى بها ابن تيمية رحمه الله تعالى، وبعضهم يطغى في التزوير ويقول أنها بدعة وهابية، وكلمة وهابية يعنون بها أهل السنة ممن جاء بعد الشيخ محم بن عب الوهاب التميمي المتوفى 1206هـ، وهذا مما يل على أنه فقراء ليس عندهم مستمسك على أهل السنة في مسألة تخالف السّلف، فاتهموهم بالبدعة في مسألة حتى أئمة الأشاعرة قالها كما سأنقل بعد قليل.



الأدلة من كتاب الله تعالى
قال الله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ — سورة الناس ففرق الله تعالى بين اتصافه بالربوبية والمٌلك والألوهية. وهذه الآيات تعد من أظهر الأدلّة.

قال الله تعالى: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا — مريم:65 ففرق الله تعالى بين ربوبيته، وعبادته، واسمه.

قال الله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ — يوسف:106 فأثبت الله لبعض الناس إيمانًا وكفرًا بنفس الوقت، فدل ذلك بالضرورة على انفكاك الجهة، بمعنى أنهم آمنوا من وجه، وكفروا من وجه. وسأورد أقوال السلف في هذا التفسير.



أقوال أهل العلم
وردت عبارات كثيرة عن أهل العلم تدل على تبنيهم لمعنى التقسيم، فقد ورد عن أهل القرون الأولى التفريق بين الإيمان العلمي، والإيمان العملي، وهو ما يعبر عنه كثير من العلماء بتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، وهذا التعبير لعله بدأ يتبلور في القرن الرابع، وهو قد دلت على هذا أدلة، كقوله تعالى رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ فكانت الربوبية غير العبادة. أما الألوهية: فدل على أنها تطلق على العبادة عدّة آيات، مثل: وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً — يس:23 فدل ذلك بوضوح على أن الإلهية تعبيرٌ عن العبادة، ولهذا كان من الممكن للمشركين اتخاذ غير الله إلهًا، وهذا لا يمكن أن يكون إلى بالعمل، وهو العبادة للإله المزعوم، ومن ذلك قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} — الأنبياء:24 .



علماء المئة الأولى الذين ورد عنهم التقسيم:
ابن عباس -رضي الله عنه- (ت68)

عَن ابْن عَبَّاس – رَضِي الله عَنْهُمَا – فِي قَوْله {وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون} قَالَ: سلهم من خلقهمْ وَمن خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض؛ فَيَقُولُونَ: الله. فَذَلِك إِيمَانهم وهم يعْبدُونَ غَيره—. الدر المنثور ج4 ص593 .

قلت: فجعل الإيمان منه ما يتعلق بعلمهم بمن خلقهم، ومنه ما يتعلق بالعبادة.



عطاء بن أبي رباح (ت85)، قال:

فِي قَوْله {وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون} قَالَ: إِيمَانهم قَوْلهم: الله خلقنَا وَهُوَ يرزقنا ويميتنا فَهَذَا إِيمَان مَعَ شرك عِبَادَتهم غَيره—. الدر المنثور ج4 ص593 .



المئة الثانية
عامر الشعبي (ت103)، قال:

يعلمون أنه ربُّهم، وأنه خلقهم، وهم يشركون به.—. تفسير الطبري ج16 ص286 .



مجاهد بن جبر (ت104)، قال:

فِي قَوْله {وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون} كَانُوا يعلمُونَ إِن الله رَبهم وَهُوَ خالقهم وَهُوَ رازقهم وَكَانُوا مَعَ ذَلِك يشركُونَ—. الدر المنثور ج4 ص593 .



المئة الرابعة
الطبري (ت310)

ورد عنه تفريقه بين التوحيد العلمي، والعملي.

يقول تعالى ذكره: وما يُقِرُّ أكثر هؤلاء = الذين وصَفَ عز وجل صفتهم بقوله: {وكأين من آية في السموات والأرض يمرُّون عليها وهم عنها معرضون} = بالله أنه خالقه ورازقه وخالق كل شيء {إلا وهم مشركون} في عبادتهم الأوثان والأصنام، واتخاذهم من دونه أربابًا، وزعمهم أنَّ له ولدًا، تعالى الله عما يقولون —. تفسير الطبري ج16 ص286 .



أبو منصور الماتريدي (ت333)،

وهو إمام الماتريدية، ويعدّه الأشاعرة المعاصرون إماما، وردت عنه بعض العبارات التدي تدل على تقسيمه للتوحيد إلى قسمين: ربوبية وألوهية، حيث قال:

(وَبعد فَإِنَّهُ لم يذكر عَن غير الْإِلَه الَّذِي يعرفهُ أهل التَّوْحِيد دَعْوَى الإلهية وَالْإِشَارَة إِلَى أثر فعل مِنْهُ يدل على ربوبيته) —. التوحيد ص20 .

(مَجِيء الرُّسُل بِالْآيَاتِ الَّتِي يضْطَر من شَهِدَهَا أَنَّهَا فعل من لَو كَانَ مَعَه شريك ليمنعهم عَن إظهارها إِذْ بذلك إبِْطَال ربوبيتهم وألوهيتهم) —. التوحيد ص20 .

(الْحَمد لله المتوحد بالقدم والإلهية المتفرد بالدوام والربوبية) —. التوحيد ص221 .



المطهر بن طاهر المقدسي (ت355)، قال:

(وحكى عن بعض الحكماء أنّه كان يقصّر الناس على هذا القدر من التوحيد ولم يرخص لهم الخوض في أكثر منه فيقول التوحيد أربعة أشياء– معرفة الوحدانيّة – والإقرار بالربوبيّة – وإخلاص الالهيّة – والاجتهاد في العبوديّة) —. أخبار الزمان: ج1 ص75 .



ابن بطة العكبري (ت387)، قال:

(فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَصَفَ نَفْسَهُ لِعِبَادِهِ وَعَرَّفَهُمْ رُبُوبِيَّتَهُ , وَدَعَاهُمْ إِلَى تَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ) —. إبطال الحيل: ص2 .

(الْجَهْمِيَّةَ تُرِيدُ إِبْطَالَ الرُّبُوبِيَّةَ وَدَفْعَ الْإِلَهِيَّةَ) —. الإبانة:ج6ص193 .



القرن الخامس
أبو بكر الباقلاني (ت403)

وهو من أكابر علماء الأشاعرة، بل من مؤسسي مذهبهم، قال:

(قف على هذه الدلالة، وفكِّر فيها، وراجع نفسك في مراعاة معاني هذه الصفات العالية، والكلمات السامية، والحكم البالغة، والمعاني الشريفة – تعلم ورودها عن الإلهية، ودلالتها على الربوبية) —. إعجاز القرآن: ص199 .





ونضيف أن من أئمة الأشاعرة من قسم التوحيد إلى تقسيم لم يُسبَف إليه -بحسب علمنا- ولم يبدعه أحد منهم، وهو الغزالي رحمه الله تعالى حيث قال: (للتوحيد أربع مراتب وهو ينقسم إلى لب وإلى لب اللب وإلى قشر وإلى قشر القشر) _ إحياء علوم الدين، كتاب التوحيد، ص256.



فنحمد الله على اتباع الكتاب والسنّة، وموافقة سلف الأمة، ونسأله الهداية لمن ضل عنها.

كُتِب في: 2022-02-05
كتبه الشيخ محمد بن شمس الدين منقول من موقعه

https://mshmsdin.com/archives/331









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc