صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من عمدة الاحكام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من عمدة الاحكام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-21, 20:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










B18 صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من عمدة الاحكام

الدَّرسُ الأَوَّلُ من / ﺑﺎﺏُ ﺻﻔﺔِ ﺻﻼﺓِ اﻟﻨﺒﻲِّ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ من عمدة الأحكام للمقدسي رحمه الله 24 من شهر ربيع الأَول 1437 .



ﻗﺎﻝ اﻟﺸﻴﺦ الإمامُ اﻟﺤﺎﻓﻆ، ، ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺳﺮﻭﺭ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ - ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ

ﺗﻌﺎﻟﻰ

-:
86 - ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗَﺎﻝَ: (ﻛَﺎﻥَ ﺭَﺳُﻮﻝُ اﻟﻠَّﻪِ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺇﺫَا ﻛَﺒَّﺮَ

ﻓِﻲ اﻟﺼَّﻼﺓِﺳَﻜَﺖَ ﻫُﻨَﻴْﻬَﺔً ﻗَﺒْﻞَ ﺃَﻥْ ﻳَﻘْﺮَﺃَ , ﻓَﻘُﻠْﺖُ: ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ , ﺑِﺄَﺑِﻲ ﺃَﻧْﺖَ ﻭَﺃُﻣِّﻲ , ﺃَﺭَﺃَﻳْﺖَ ﺳُﻜُﻮﺗَﻚَ ﺑَﻴْﻦَ

اﻟﺘَّﻜْﺒِﻴﺮِ ﻭَاﻟْﻘِﺮَاءَﺓِ: ﻣَﺎﺗَﻘُﻮﻝُ؟ ﻗَﺎﻝَ: ﺃَﻗُﻮﻝُ: اﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺑَﺎﻋِﺪْ ﺑَﻴْﻨِﻲ ﻭَﺑَﻴْﻦَ ﺧَﻄَﺎﻳَﺎﻱَ ﻛَﻤَﺎ ﺑَﺎﻋَﺪْﺕَ ﺑَﻴْﻦَ اﻟْﻤَﺸْﺮِﻕِ

ﻭَاﻟْﻤَﻐْﺮِﺏِ. اﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﻧَﻘِّﻨِﻲ ﻣِﻦْ ﺧَﻄَﺎﻳَﺎﻱَ ﻛَﻤَﺎﻳُﻨَﻘَّﻰ اﻟﺜَّﻮْﺏُ اﻷَﺑْﻴَﺾُ ﻣِﻦْ اﻟﺪَّﻧَﺲِ. اﻟﻠَّﻬُﻢَّ اﻏْﺴِﻠْﻨِﻲ ﻣِﻦْ ﺧَﻄَﺎﻳَﺎﻱَ

ﺑِﺎﻟْﻤَﺎءِ ﻭَاﻟﺜَّﻠْﺞِ ﻭَاﻟْﺒَﺮَﺩِ) .

ﻫُﻨَﻴﻬﺔً: ﺯﻣﻨﺎً ﻳﺴﻴﺮاً.

ﺃَﺭﺃﻳﺖَ : ﺃَﺧﺒﺮْﻧﻲ .

اﻟﺪَّﻧﺲ: اﻟﻮﺳَﺦ.


****************


في هذا الحديث من الفوائد

1-حرصُ أبي هريرة رضي اللهُ عنه على العلم وقد شهِد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .

بوَّب الإمامُ البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في" كتاب العلم"

(ﺑَﺎﺏُ اﻟﺤِﺮْﺹِ ﻋَﻠَﻰ اﻟﺤَﺪِﻳﺚ)

ثُمَّ ذكَرَ حديْثَ ﺃَﺑِﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺃَﻧَّﻪُ ﻗَﺎﻝَ: ﻗِﻴﻞَ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ ﻣَﻦْ ﺃَﺳْﻌَﺪُ اﻟﻨَّﺎﺱِ ﺑِﺸَﻔَﺎﻋَﺘِﻚَ ﻳَﻮْﻡَ اﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ؟ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ

اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «ﻟَﻘَﺪْ ﻇَﻨَﻨْﺖُ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺃَﻥْ ﻻَ ﻳَﺴْﺄَﻟُﻨِﻲ ﻋَﻦْ ﻫَﺬَا اﻟﺤَﺪِﻳﺚِ ﺃَﺣَﺪٌ ﺃَﻭَّﻝُ ﻣِﻨْﻚَ ﻟِﻤَﺎ ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﻣِﻦْ ﺣِﺮْﺻِﻚَ ﻋَﻠَﻰ

اﻟﺤَﺪِﻳﺚِ ﺃَﺳْﻌَﺪُاﻟﻨَّﺎﺱِ ﺑِﺸَﻔَﺎﻋَﺘِﻲ ﻳَﻮْﻡَ اﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ، ﻣَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﻻَ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻻَّ اﻟﻠَّﻪُ، ﺧَﺎﻟِﺼًﺎ ﻣِﻦْ ﻗَﻠْﺒِﻪِ، ﺃَﻭْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ» .

والسائلُ هو أبوهريرة ففي روايةٍ أخرى عند البخاري(6570) : قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ..بدل قيل .

وكان أبوهريرةَ حافظا كبيرا وهذا من ثمار الحرص على العلم .

وقد أخرجَ مسلِمٌ (2664) ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ، ﻗَﺎﻝَ: ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ اﻟﻠﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «اﻟْﻤُﺆْﻣِﻦُ اﻟْﻘَﻮِﻱُّ، ﺧَﻴْﺮٌ

ﻭَﺃَﺣَﺐُّ ﺇِﻟَﻰاﻟﻠﻪِ ﻣِﻦَ اﻟْﻤُﺆْﻣِﻦِ اﻟﻀَّﻌِﻴﻒِ، ﻭَﻓِﻲ ﻛُﻞٍّ ﺧَﻴْﺮٌ اﺣْﺮِﺹْ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻳَﻨْﻔَﻌُﻚَ، ﻭَاﺳْﺘَﻌِﻦْ ﺑِﺎﻟﻠﻪِ ﻭَﻻَ ﺗَﻌْﺠَﺰْ، ﻭَﺇِﻥْ ﺃَﺻَﺎﺑَﻚَ


ﺷَﻲْءٌ، ﻓَﻼَ ﺗَﻘُﻞْ ﻟَﻮْﺃَﻧِّﻲ ﻓَﻌَﻠْﺖُ ﻛَﺎﻥَ ﻛَﺬَا ﻭَﻛَﺬَا، ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻗُﻞْ ﻗَﺪَﺭُ اﻟﻠﻪِ ﻭَﻣَﺎ ﺷَﺎءَ ﻓَﻌَﻞَ، ﻓَﺈِﻥَّ ﻟَﻮْ ﺗَﻔْﺘَﺢُ ﻋَﻤَﻞَ اﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥِ) .

ومن أعظم ما ينفع ، العلم النافع ،الذي يفتح للإنسان أبوابَ الخير ، ويهديه إلى طريقِ الحقِّ ، ويُضيءُ له

في سيره واتِّجاهِهُ ، ويُوْصِلُهُ إلى الجنة .

وهذا من آداب الطالب أنْ يكونَ عنده نهمةٌ في العلم وحرص عليه .

وقد ثبت من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

(منهومان لايشبعان منهوم في علم لايشبع ومنهوم في دنيا لايشبع ) .

النَّهْمَةُ: بُلُوغُ الهِمَّة فِي الشَّيْءِ كما في النهاية .

ومن ثمار الحرص على العلم أيضًا : النبوغُ في العلم والتفوُّق في العلم إذا صدق وأخلص في طلبه للعلم .

2-شرعية تكبيرة الإحرام .

وتكبيرةالإحرام ركنٌ لاتصح الصلاة إلا بها .

لحديث المسيء صلاتَه عندَ البخاري (757) ومسلم (397) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ وَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ

تُصَلِّ» ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ،

فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ثَلاَثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ

اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا،

ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» .

وكلُّ ما ذُكِرَ في حديث المسيء صلاته أركان .

ولما رواه أبوداود (857) من حديث رفاعة رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَا تَتِمُّ صَلَاةٌ لِأَحَدٍ مِنَ

النَّاسِ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، فَيَضَعَ الْوُضُوءَ - يَعْنِي مَوَاضِعَهُ - ثُمَّ يُكَبِّرُ الحديث .

وروى الترمذي في سننه ﻋَﻦْ ﻋَﻠِﻲٍّ، ﻋَﻦِ اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﻗَﺎﻝَ: «ﻣِﻔْﺘَﺎﺡُ اﻟﺼَّﻼَﺓِ اﻟﻄُّﻬُﻮﺭُ، ﻭَﺗَﺤْﺮِﻳﻤُﻬَﺎ

اﻟﺘَّﻜْﺒِﻴﺮُ،ﻭَﺗَﺤْﻠِﻴﻠُﻬَﺎ اﻟﺘَّﺴْﻠِﻴﻢ» . والحديثُ له طُرُق .

فلاتنعقد الصلاةُ فريضةً أو نافلةً إلا بتكبيرة الإِحرام .

وعلى هذا من دخل مع الإمام وقد فاته شيءٌ منها يكبر تكبيرة الإحرام ولايتركها .


فائدة : جملة عدد تكبيرات الصلوات الخمس 94 تكبيرة ، في الثنائية 11 تكبيرة وفي الثلاثية 17
تكبيرة وفي الرباعية 22 تكبيرة .

3-السكوت بعد تكبيرة الإحرام لقراة دعاء الاستفتاح .

وسميت سكْتَةً ، مع أنه يقول دعاء الاستفتاح؛ لأنه لا يسمع أحدٌ كلامه؛ فهو كالساكت .

«المجموع شرحُ المهذِّب » (3/350).

والسكوتُ في هذا الموضِعِ مستحب وعليه الجمهور .

وذهبَ مالك بن أنس رحمه الله إلى أنه لايشرع دعاءالاستفتاح ولا الاستعاذة ولاالبسملة بعد تكبيرة الإِحرام

وإنما يقرأسورةَ الفاتحة وذلك لما رواه البُخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَاللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِ {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] " .

وفي روايةٍ لمسلم (399/52)، ﻻَ ﻳَﺬْﻛُﺮُﻭﻥَ {ﺑِﺴْﻢِ اﻟﻠﻪِ اﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ اﻟﺮَّﺣِﻴﻢِ} [اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ: 1] ﻓِﻲ ﺃَﻭَّﻝِ ﻗِﺮَاءَﺓٍ ﻭَﻻَ ﻓِﻲ

ﺁﺧِﺮِﻫَﺎ» .
قال الحافظ في بلوغ المرام 280 عن حديث أنس : وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ , وَالنَّسَائِيِّ وَابْنِ خُزَيْمَةَ: - لَا يَجْهَرُونَ بِبِسْمِ اَللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
وَفِي أُخْرَى لِابْنِ خُزَيْمَةَ: - كَانُوا يُسِرُّونَ .
وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ اَلنَّفْيُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ , خِلَافًا لِمَنْ أَعَلَّهَا اهـ .

فالحديث الذي استدَّل به الإمامُ مالِك فيه نفي الجهر ولاينفِي الإسرار والأحاديثُ والروايات يُفَسِّرُ بعضُها بعْضَا .

وهذا أَحدُ المواضع التي يسكت فيها المصلي ،السكوت بعد تكبيرة الإحرام .

وعند أبي حنيفة إلى أنه ليس في الصلاة إلا سكوت واحد للاستفتاح؛ لحديث أبي هريرة في الباب .


وقد ذكِرَ في كتُبِ الفقه أربعُ سكتات .

1- بعد تكبيرَة الإحرام .

2-السكوت بعد {وَلَا الضَّالِّينَ} سكته لطِيْفَةٌ أي يسيرة من أجل أن يفصل بين الفاتحة والتأمين .

3-السكوت بعد التأمين ليقرأ المأمومُ الفاتحة وهذا ليس عليه دليل يثبت .

وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنه لايستحب أن يسكت وذلك لأنه عند جمهور العلماء أن المأموم في الصلاة

الجهرية لا يَقرَأُ الفاتحةَ .

والصحيحُ أن المأمومَ يقرأُها في السرية والجهرية ﻷن النبي صلى الله عليه وسلم قال ﻷصحابه :

(لعلكم تقرأون خلف أئمتكم قالوا نعم قال فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب ) .

ولعمومات اﻷدلة كحديث ﻋُﺒَﺎﺩَﺓَ ﺑْﻦِ اﻟﺼَّﺎﻣِﺖِ في الصحيحين:« ﺃَﻥَّ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ - ﻗَﺎﻝَ:

«ﻻَ ﺻَﻼَﺓَ ﻟِﻤَﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﻘْﺮَﺃْ ﺑِﻔَﺎﺗِﺤَﺔِ اﻟﻜِﺘَﺎﺏ» .


أما قوله تعالى {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

[الأعراف : 204]

فاﻵية عامَّة مخصوصة بفاتحة الكتاب -يعني إذا سمعنا القرآن نستمع له إلَّافاتحةَ الكتاب لأنها تخصُّ العموم .

وصرَّح شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (22/338) : أن السكوت بعد آمين سكتة طويلة تتسع لقراءة

الفاتحة بدعة؛لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو كان يسكت كذلك لكان هذا مما تتوفر الهمم

والدواعي على نقله، فلما لم ينقلهذا أحد عُلم على أنه لم يكن .

وقال ابنُ القيم رحمه الله في (كتابِ الصلاة ) وبالجملة فلم يُنقل عنه صلى الله عليه وسلم بإسنادٍ صحيح ولا

ضعيف أنهكان يسكت بعد قراءة الفاتحة حتى يقرأَها مَن خلفه, وليس في سكوته في هذا المحل إلا هذا الحديث

المختلف فيه كمارأيت –يشير إلى حديث سمرة الآتي بيانه - , ولو كان يسكت هنا سكتة طويلة يدرك فيها

قراءة الفاتحة لما اختفى ذلك على الصحابة ولكان معرفتهم به ونقلهم أهم من سكتة الافتتاح . اهـ

4-السكوت عقب القراءة قبل الركوع قال ابنُ القيم رحمه الله في زاد المعاد (1/ 201) عن هذه

السكتةِ :
لَطِيفَةٌ جِدًّا لِأَجْلِ تَرَادِّ النَّفَسِ، وَلَمْ يَكُنْ يَصِلُ الْقِرَاءَةَ بِالرُّكُوعِ بِخِلَافِ السَّكْتَةِ الْأُولَى .

وذكر أيضاً : أنها لِلرَّاحَةِ وَالنَّفَسِ فَقَطْ وَهِيَ سَكْتَةٌ لَطِيفَةٌ، فَمَنْ لَمْ يَذْكُرْهَا فَلِقِصَرِهَا، وَمَنِ اعْتَبَرَهَا جَعَلَهَا سَكْتَةً ثَالِثَةً .اهـ

وفيه حديثٌ رواهُ أبوداود (777) عن سمُرَةَ رضي اللهُ عنه «حَفِظْتُ سَكْتَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ- أي عَنِ

النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، سَكْتَةً إِذَاكَبَّرَ الْإِمَامُ حَتَّى يَقْرَأَ، وَسَكْتَةً إِذَا فَرَغَ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ،

وَسُورَةٍ عِنْدَ الرُّكُوعِ» .

وهذاحديث منقطع؛ الراوي عن سمرة الحسن البصري. وهولم يسمع من سمرة سوى حديث العقيقة .

وأخرجه أبوداود في سننه (779) من طريق الْحَسَنِ، أَنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، وَعِمْرَانَ بْنَ

حُصَيْنٍ، تَذَاكَرَا فَحَدَّثَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، أَنَّهُ حَفِظَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

سَكْتَتَيْنِ: سَكْتَةً إِذَا كَبَّرَ، وَسَكْتَةً إِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
[الفاتحة: 7] "، فَحَفِظَ ذَلِكَ سَمُرَةُ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَكَتَبَا فِي ذَلِكَ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَكَانَ فِي كِتَابِهِ إِلَيْهِمَا أَوْ فِي رَدِّهِ عَلَيْهِمَا: أَنَّ سَمُرَةَ قَدْ حَفِظَ .

وهذه الروايةُ تختلف عن التي قبلها في جعل السكتة الثانية بعد قراءة الفاتحة .

والحسن مدلِّسٌ وقد عنعن فهو حديث ضعيف السند .

وقد ذهب إلى أن في الصلاة سكتتين فقط : سكتة الاستفتاح، والسكوت عند الفراغ من القراءة للاستراحة، والفصل بينها وبين

الركوع جماعة من العلماء . وهو اختيار شيخ الإسلام.


ينظر:«السلسلةالضعيفة»تحت رقم(547)،و«تمام المنة»(ص187)،و«المجموع»(3/324).

4-وفي حديث أبي هريرة في الباب النَّصُّ على نوعٍ من أدعيةِ الاستفتاح .

وحديث أبي هريرة أصح ماجاء في أدعية الاستفتاح .

ومن أدعية الاستفتاح ما رواه البُخاري (6317) بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا انْتَبَهَ بِاللَّيْلِ ومسلم (769)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قَالَ: " اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ

الحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ، أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ
حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ،
وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ
إِلَّا أَنْتَ، أَوْ: لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ " .
واختُلِفَ في موضعِ قراءة هذا الدَّعاءِ ،وتبويبُ البُخاري هنا يدل على أنه من أدعيةِ الاستيقاظِ من النوم .
ولكن قال الإمامُ ابنُ خزيمة رحمه الله في صحيحه( 2/ 184) : بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا
كَانَ يَحْمَدُ بِهَذَا التَّحْمِيدِ وَيَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ لِافْتِتَاحِ صَلَاةِ اللَّيْلِ بَعْدَ التَّكْبِيرِ لَا قَبْلُ .
ثم ذكر الحديث بإسناده من طريق عِمْرَانَ وَهُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ قَالَ بَعْدَمَا يُكَبِّرُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الحديث .

وهذا إسنادٌ حسن .

قيس بن سعد هو المكي ترجمته في تهذيب الكمال بروايته عن طاوس وعنه عمران بن مسلم القصير ثقة

عمران بن مسلم : القصير قال الحافظ في تقريب التهذيب : صدوق ربما وهِم .

ومن أدعية الاستفتاح مارواه الإمام مسلم (771) ﻋَﻦْ ﻋَﻠِﻲِّ ﺑْﻦِ ﺃَﺑِﻲ ﻃَﺎﻟِﺐٍ، ﻋَﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ اﻟﻠﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﺃَﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ
ﺇِﺫَا ﻗَﺎﻡَ ﺇِﻟَﻰ اﻟﺼَّﻼَﺓِ، ﻗَﺎﻝَ: «ﻭَﺟَّﻬْﺖُ ﻭَﺟْﻬِﻲَ ﻟِﻠَّﺬِﻱ ﻓَﻄَﺮَ اﻟﺴَّﻤَﺎﻭَاﺕِ ﻭَاﻷَْﺭْﺽَ ﺣَﻨِﻴﻔًﺎ، ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻣِﻦَ اﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ، ﺇِﻥَّ ﺻَﻼَﺗِﻲ،
ﻭَﻧُﺴُﻜِﻲ، ﻭَﻣَﺤْﻴَﺎﻱَ، ﻭَﻣَﻤَﺎﺗِﻲ ﻟِﻠَّﻪِ ﺭَﺏِّ اﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ، ﻻَ ﺷَﺮِﻳﻚَ ﻟَﻪُ، ﻭَﺑِﺬَﻟِﻚَ ﺃُﻣِﺮْﺕُ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﻣِﻦَ اﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ، اﻟﻠﻬُﻢَّ ﺃَﻧْﺖَ اﻟْﻤَﻠِﻚُ ﻻَ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻻَّ ﺃَﻧْﺖَ
ﺃَﻧْﺖَ ﺭَﺑِّﻲ، ﻭَﺃَﻧَﺎ ﻋَﺒْﺪُﻙَ، ﻇَﻠَﻤْﺖُ ﻧَﻔْﺴِﻲ، ﻭَاﻋْﺘَﺮَﻓْﺖُ ﺑِﺬَﻧْﺒِﻲ، ﻓَﺎﻏْﻔِﺮْ ﻟِﻲ ﺫُﻧُﻮﺑِﻲ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ، ﺇِﻧَّﻪُ ﻻَ ﻳَﻐْﻔِﺮُ اﻟﺬُّﻧُﻮﺏَ ﺇِﻻَّ ﺃَﻧْﺖَ، ﻭَاﻫْﺪِﻧِﻲ
ﻷَِﺣْﺴَﻦِ اﻷَْﺧْﻼَﻕِ ﻻَ ﻳَﻬْﺪِﻱ ﻷَِﺣْﺴَﻨِﻬَﺎ ﺇِﻻَّ ﺃَﻧْﺖَ، ﻭَاﺻْﺮِﻑْ ﻋَﻨِّﻲ ﺳَﻴِّﺌَﻬَﺎ ﻻَ ﻳَﺼْﺮِﻑُ ﻋَﻨِّﻲ ﺳَﻴِّﺌَﻬَﺎ ﺇِﻻَّ ﺃَﻧْﺖَ، ﻟَﺒَّﻴْﻚَ ﻭَﺳَﻌْﺪَﻳْﻚَ ﻭَاﻟْﺨَﻴْﺮُ ﻛُﻠُّﻪُ
ﻓِﻲ ﻳَﺪَﻳْﻚَ، ﻭَاﻟﺸَّﺮُّ ﻟَﻴْﺲَ ﺇِﻟَﻴْﻚَ، ﺃَﻧَﺎ ﺑِﻚَ ﻭَﺇِﻟَﻴْﻚَ، ﺗَﺒَﺎﺭَﻛْﺖَ ﻭَﺗَﻌَﺎﻟَﻴْﺖَ، ﺃَﺳْﺘَﻐْﻔِﺮُﻙَ ﻭَﺃَﺗُﻮﺏُ ﺇِﻟَﻴْﻚَ» .

وجاء عن عمر موقوفا عليه أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه(1/ 208) موقوفاً من طرق منها : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ . وهذا إسنادٌ صحيح .

وأثر عمر قد أخرجه مسلم (399) موقوفاً من طريق الأوزاعي عن عَبْدَةَ وهو ابن أبي لبابة، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يَجْهَرُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» .

لكنه منقطع .قال النووي في شرح صحيح مسلم تحت الرقم المذكور : قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ هَكَذَا وَقَعَ عَنْ عَبْدَةَ أَنَّ عُمَرَ وَهُوَ مرسل يعني أن عبدة وهو ابن أَبِي لُبَابَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ

عُمَرَ ثم ذكر أن الإمام مسلماً إنما أورده عرضاً و المقصود غيره قال :وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ .

وقال الحافظ في التلخيص الحبير (1/414) وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَيْضًا ذَكَرَهُ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مَظِنَّتِهِ اسْتِطْرَادًا وَفِي إسْنَادِهِ انْقِطَاعٌ .اهـ

وجاء مرفوعاً عن عمر ذكره الدارقطني في العلل (2/142) وذكر أنه يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غُنَيَّةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَخَالَفَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، رَوَاهُ عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ، قَوْلُهُ غَيْرُ مَرْفُوعٍ، وَهُوَ الصَّحِيحُ .
وقال ابن رجب في فتح الباري (4/346) وقد روي فِي ذَلِكَ أحاديث مرفوعة من وجوه متعددة، أجودها: من حَدِيْث أَبِي سَعِيد وعائشة. قَالَ الإمام أحمد: نذهب فِيهِ إلى حَدِيْث عُمَر ، وقد روي فِيهِ من وجوه ليست بذاك - فذكر حَدِيْث عَائِشَة وأبي هُرَيْرَةَ . فصرح بأن الأحاديث المرفوعة ليست قوية، وأن الاعتماد عَلَى الموقوف عَن الصَّحَابَة؛ لصحة مَا روي عَن عُمَر اهـ .
وهذا ما استفدناه من والدي رحمه الله تضعيف المرفوع .

وأكثر أهل العلم على العمل بحديث سبحانك اللهم وبحمدك ... قال الترمذي في سننه

(242) وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ، وَغَيْرِهِمْ .

وذهب طائفة إلى الاستفتاح بقول: ((وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً)) - الآيات،وما بعده من الدعاء. وممن ذهب إلى الاستفتاح بهذا: الشَّافِعِيّ وأصحابه وإسحاق - فِي رِوَايَة. وظاهر كلام الشَّافِعِيّ وبعض أصحابه: أَنَّهُ يستفتح بِهِ كله الإمام وغيره.
وَقَالَ كثير من أصحابه: يقتصر الإمام عَلَى قوله: (وأنا من المُسْلِمِين) .
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا وَيَبْدَأُ بِأَيِّهِمَا شَاءَ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي اسحق الْمَرْوَزِيِّ وَالْقَاضِي أَبِي حَامِدٍ . قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ أَيَّ ذَلِكَ قَالَ أَجْزَأَهُ وَأَنَا إلَى حَدِيثِ وَجَّهْتُ وَجْهِي أَمِيلُ .
يراجع فتح ابن رجب والمجموع للنووي .
والخلاف عندهم إنما هو على وجه الأفضلية قال ابن رجب في فتح الباري (4/346 ) وكل هَذَا عَلَى وجه الاستحباب، فلو لَمْ يستفتح الصلاة بذكر، بل بدأ بالقراءة صحت صلاته، ولو استفتح بشيء مِمَّا ورد حصلت بِهِ سَنَة الاستفتاح عِنْدَ الإمام أحمد وغيره من العلماء، ولو كَانَ الأفضل عِنْدَ بعضهم غيره . اهـ

وَعَامّة أدعيَةِ الاستفتاح فِي قِيَامِ اللَّيْلِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَحْمَد كما في مجموع الفتاوى (22/347) .

قال الشيخُ الألباني رحمه الله في أصل صفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (1/ 265 ) : ولا ينفي ذلك مشروعيتها في الفرائض أيضاً كما لا يخفى؛ إلا
الإمام؛ كي لا يطيلَ على المؤتمين . اهـ

ولايشرع جمع أكثر من دعاء من أدعية الاستفتاح ﻷنه لم يأتِ دليلٌ في هذا ولكن هذا من تنوِّعِ العبادات فيُنوِّع المصلي تارة يقرأُ بهذا وتارةً بهذا ، حتى إنه في
صلاة الليلة الواحدة في القيام ممكن يُنَوٍّع وتنوع العبادات يعين على استحضار الذهن.


5-أنَّ دعاءَ الاستفتاح يُقرَاُ سرَّا .

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (22/275) : لَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ:
أنَّ النَبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْهَرْ بِالِاسْتِفْتَاحِ وَلَا بِالِاسْتِعَاذَةِ . اهـ

وما جاء أن عمرَ رضي الله عنه كان يجهرُ بدعاء الاستفتاح فهذا للتَّعليم .

6- الحديث عامٌ في الفريضة والنافلة وهو صريح في الصلاةِ المكتوبة .

7- الرد على من يقول إن الإمام لايخص نفسه بالدعاء ﻷنه في هذا الدعاء يقول

(اﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺑَﺎﻋِﺪْ ﺑَﻴْﻨِﻲ ﻭَﺑَﻴْﻦَ ﺧَﻄَﺎﻳَﺎﻱَ )

ما قال باعد بيننا وبين خطايانا أتى بلفظ الإفراد وهكذا ما بعدهُ .

ومن ذلك دعاءُ الاستفتاح عن علي بن أبي طالب وقد تقدم .


وأخرج البخاري (832) ومسلم (589) عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي
الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا، وَفِتْنَةِ المَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ
وَالمَغْرَمِ " فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ المَغْرَمِ، فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ» .
وأخرج مسلم (477)عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: "
رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ
عَبْدٌ: اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ " .

وأخرجَ ابنُ ماجةَ ﻋَﻦْ ﺣُﺬَﻳْﻔَﺔَ، ﺃَﻥَّ اﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺑَﻴْﻦَ اﻟﺴَّﺠْﺪَﺗَﻴْﻦِ: «ﺭَﺏِّ اﻏْﻔِﺮْ ﻟِﻲ، ﺭَﺏِّ اﻏْﻔِﺮْ ﻟِﻲ» .

فهذه الأدعية فيها تخصيص الإمام نفسه بالدُّعاء .

وهناك حديث يعارضُ جواز تخصيص الإمامِ نفسه بالدعاء .

أخرج أبوداود في سننه (90) من طريق ابنِ عَيَّاشٍ وهو إسماعيلُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ
الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ ثَوْبَانَﻋَﻦْ ﺛَﻮْﺑَﺎﻥَ، ﻗَﺎﻝَ: ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «ﻻَ ﻳَﺆُﻡُّ ﻋَﺒْﺪٌ ﻓَﻴَﺨُﺺَّ
ﻧَﻔْﺴَﻪُ ﺑِﺪَﻋْﻮَﺓٍ ﺩُﻭﻧَﻬُﻢْ، ﻓَﺈِﻥْ ﻓَﻌَﻞَ ﻓَﻘَﺪْ ﺧَﺎﻧَﻬُﻢ » .
ابْنُ عَيَّاشٍ هو إسماعيل بن عياش أحاديثه مستقيمة عن الشاميين .
حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ : الحمصي ثقة .
حِمْص :من الشام .
أبوحي : شداد ابن حي صدوق .
فالحديث ظاهره الحجيَّة .

ولكنه مخالف للأدلَّة الثابتة في دعاء الإمامِ لنفسه وحده .

وقد ضعفَّ الحديثَ ابنُ خزيمة في صحيحه (2/ 63) وقال : بَابُ الرُّخْصَةِ فِي خُصُوصِيَّةِ الْإِمَامِ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَ
الْمَأْمُومِينَ خِلَافَ الْخَبَرِ غَيْرِ الثَّابِتِ الْمَرْوِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ قَدْ خَانَهُمْ إِذَا خَصَّ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ .

وقال شيخ الإسلام : وَهَذَا الْحَدِيثُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا صَرِيحًا مُعَارِضًا لِلْأَحَادِيثِ الْمُسْتَفِيضَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَلِعَمَلِ الْأُمَّةِ وَالْأَئِمَّةِ
لَمْ يُلْتَفَتْ إلَيْهِ فَكَيْفَ وَلَيْسَ مِنْ الصَّحِيحِ اهـ المرادُ .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في تمامِ المنَّة 279 .. الصواب أن هذه الزيادةَ لا تصح بل هي منكرة لمخالفتها
لأدعية النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يدعو بها في الصلاة وهو إمامُهم .اهـ

وقد تكلم على المسألة شيخ الإسلام في فتاواه (23/ 118) وقال بعد أن ذكرَ جُملة من الأدلة التي تقدَّم بعضها :

هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي فِي الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ يَدْعُو فِي هَذِهِ الْأَمْكِنَةِ بِصِيغَةِ الْإِفْرَادِ .

وَكَذَلِكَ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ حَيْثُ يَرَوْنَ أَنَّهُ يَشْرَعُ مِثْلُ هَذِهِ الْأَدْعِيَةِ .
وَإِذَا عُرِفَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ أَنَّ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ إنْ صَحَّ فَالْمُرَادُ بِهِ الدُّعَاءُ الَّذِي يُؤَمِّنُ عَلَيْهِ الْمَأْمُومُ: كَدُعَاءِ الْقُنُوتِ فَإِنَّ
الْمَأْمُومَ إذَا أَمَّنَ كَانَ دَاعِيًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمُوسَى وَهَارُونَ: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} وَكَانَ أَحَدُهُمَا يَدْعُو وَالْآخَرُ يُؤَمِّنُ .
وَإِذَا كَانَ الْمَأْمُومُ مُؤَمِّنًا عَلَى دُعَاءِ الْإِمَامِ فَيَدْعُو بِصِيغَةِ الْجَمْعِ كَمَا فِي دُعَاءِ الْفَاتِحَةِ فِي قَوْلِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}

فَإِنَّ الْمَأْمُومَ إنَّمَا أَمَّنَ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ الْإِمَامَ يَدْعُو لَهُمَا جَمِيعًا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَقَدْ خَانَ الْإِمَامُ الْمَأْمُومَ .

وقال : وَهَذَا الْحَدِيثُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا صَرِيحًا مُعَارِضًا لِلْأَحَادِيثِ الْمُسْتَفِيضَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَلِعَمَلِ الْأُمَّةِ وَالْأَئِمَّةِ لَمْ يُلْتَفَتْ إلَيْهِ

فَكَيْفَ وَلَيْسَ مِنْ الصَّحِيحِ اهـ المرادُ .

8- جوازُ التفدية بأبي أنتَ وأمي .

وقد بَوَّب الإمامُ البخاريُّ رحمه الله في صحيحه .

(ﺑَﺎﺏُ ﻗَﻮْﻝِ اﻟﺮَّﺟُﻞِ:ﻓَﺪَاﻙَ ﺃَﺑِﻲ ﻭَﺃُﻣِّﻲ)

ثم ذكر حديث ﻋَﻠِﻲٍَّ بن أبي طالب ﺭَﺿِﻲَ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻪُ برقم (6184) وهو عند مسلم (2411) ﻗَﺎﻝَ: ﻣَﺎ ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ
ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻳُﻔَﺪِّﻱ ﺃَﺣَﺪًا ﻏَﻴْﺮَ ﺳَﻌْﺪٍ، ﺳَﻤِﻌْﺘُﻪُ ﻳَﻘُﻮﻝُ: «اﺭْﻡِ ﻓَﺪَاﻙَ ﺃَﺑِﻲ ﻭَﺃُﻣِّﻲ» ﺃَﻇُﻨُّﻪُ ﻳَﻮْﻡَ ﺃُﺣُﺪٍ » .

وحديث ﺃَﻧَﺲِ ﺑْﻦِ ﻣَﺎﻟِﻚٍ: ﺃَﻧَّﻪُ ﺃَﻗْﺒَﻞَ ﻫُﻮَ ﻭَﺃَﺑُﻮ ﻃَﻠْﺤَﺔَ ﻣَﻊَ اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﻭَﻣَﻊَ اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺻَﻔِﻴَّﺔُ،
ﻣُﺮْﺩِﻓُﻬَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺭَاﺣِﻠَﺘِﻪِ، ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﻛَﺎﻧُﻮا ﺑِﺒَﻌْﺾِ اﻟﻄَّﺮِﻳﻖِ ﻋَﺜَﺮَﺕِ اﻟﻨَّﺎﻗَﺔُ، ﻓَﺼُﺮِﻉَ اﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭَاﻟﻤَﺮْﺃَﺓُ، ﻭَﺃَﻥَّ ﺃَﺑَﺎ ﻃَﻠْﺤَﺔَ
- قال أي راوي الحديث : أحسبُ -اﻗْﺘَﺤَﻢَ ﻋَﻦْ ﺑَﻌِﻴﺮِﻩِ، ﻓَﺄَﺗَﻰ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﻘَﺎﻝَ: ﻳَﺎ ﻧَﺒِﻲَّ اﻟﻠَّﻪِ ﺟَﻌَﻠَﻨِﻲ اﻟﻠَّﻪُ
ﻓِﺪَاﻙَ، ﻫَﻞْ ﺃَﺻَﺎﺑَﻚَ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْءٍ؟ ﻗَﺎﻝَ: «ﻻَ، ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺑِﺎﻟْﻤَﺮْﺃَﺓِ» ﻓَﺄَﻟْﻘَﻰ ﺃَﺑُﻮ ﻃَﻠْﺤَﺔَ ﺛَﻮْﺑَﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻭَﺟْﻬِﻪِ ﻓَﻘَﺼَﺪَ ﻗَﺼْﺪَﻫَﺎ، ﻓَﺄَﻟْﻘَﻰ ﺛَﻮْﺑَﻪُ
ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ، ﻓَﻘَﺎﻣَﺖِ اﻟﻤَﺮْﺃَﺓُ، ﻓَﺸَﺪَّ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺭَاﺣِﻠَﺘِﻬِﻤَﺎ ﻓَﺮَﻛِﺒَﺎ، ﻓَﺴَﺎﺭُﻭا ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَا ﻛَﺎﻧُﻮا ﺑِﻈَﻬْﺮِ اﻟﻤَﺪِﻳﻨَﺔِ - ﺃَﻭْ ﻗَﺎﻝَ: ﺃَﺷْﺮَﻓُﻮا ﻋَﻠَﻰ اﻟﻤَﺪِﻳﻨَﺔِ –
ﻗَﺎﻝَ اﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: «ﺁﻳِﺒُﻮﻥَ ﺗَﺎﺋِﺒُﻮﻥَ ﻋَﺎﺑِﺪُﻭﻥَ، ﻟِﺮَﺑِّﻨَﺎ ﺣَﺎﻣِﺪُﻭﻥَ» ﻓَﻠَﻢْ ﻳَﺰَﻝْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻬَﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺩَﺧَﻞَ اﻟﻤَﺪِﻳﻨَﺔَ » .

قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم شرح حديث علي : فِيهِ جَوَازُ التَّفْدِيَةِ بِالْأَبَوَيْنِ وَبِهِ قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ

وَكَرِهَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .

وَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ فِي التَّفْدِيَةِ بِالْمُسْلِمِ مِنْ أَبَوَيْهِ وَالصَّحِيحُ الْجَوَازُ مُطْلَقًا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقِيقَةُ فِدَاءٍ وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامٌ وَأَلْطَافٌ

وَإِعْلَامٌ بِمَحَبَّتِهِ لَهُ وَمَنْزِلَتِهِ وَقَدْ وَرَدَتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِالتَّفْدِيَةِ مُطْلَقًا. اهـ

9- جوازُ الطهارة بالثلج والبرد .وقد قال تعالى { وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا } .

وهذا ماءٌ نزل من السماء .

ولكن يقيده بعض العلماء بالذائبِ منهما ليجري الماء على العُضو .

قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (13) : الذَّائِبُ مِنْ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ طَهُورٌ؛ لِأَنَّهُ مَاءٌ نَزَلَ مِنْ السَّمَاءِ فَإِنْ أَخَذَ الثَّلْجَ

فَأَمَرَّهُ عَلَى أَعْضَائِهِ لَمْ تَحْصُلْ الطَّهَارَةُ، وَلَوْ انْبَلَّ بِهِ الْعُضْوُ لِأَنَّ الْوَاجِبَ الْغَسْلُ، وَأَقَلُّ ذَلِكَ أَنْ يُجْرِيَ الْمَاءَ عَلَى الْعُضْوِ،

إلَّا أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا فَيَذُوبَ وَيَجْرِيَ مَاؤُهُ عَلَى الْأَعْضَاءِ، فَيَحْصُلَ بِهِ الْغَسْلُ، فَيُجْزِئُهُ.

وذكر النووي رحمه الله في المجموع ( 1/ 81)تفصيلا للشافعية بأنه قَبْلَ إذَابَتِهِمَا فَإِنْ كَانَ يَسِيلُ عَلَى الْعُضْوِ لِشِدَّةِ حَرٍّ

وَحَرَارَةِ الْجِسْمِ وَرَخَاوَةِ الثَّلْجِ صَحَّ الْوُضُوءُ عَلَى الصَّحِيحِ وَبِهِ قَطَعَ الْجُمْهُورُ لِحُصُولِ جَرَيَانِ الْمَاءِ عَلَى الْعُضْوِ وَقِيلَ لَا

يَصِحُّ لِأَنَّهُ لَا يُسَمَّى غُسْلًا وَإِنْ كَانَ لَا يَسِيلُ لَمْ يَصِحَّ الْغُسْلُ بِلَا خِلَافٍ .

قال النووي : وَيَصِحُّ مَسْحُ الْمَمْسُوحِ وَهُوَ الرَّأْسُ وَالْخُفُّ وَالْجَبِيرَةُ . اهـ المراد .

10-الحديث لهُ تعلُّقٌ بالطِّبِّ .
قال ابنُ القيم رحمه الله في زاد المعاد (4/ 269) : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفِقْهِ: أَنَّ الدَّاءَ يُدَاوَى بِضِدِّهِ، فَإِنَّ فِي الْخَطَايَا
مِنَ الْحَرَارَةِ وَالْحَرِيقِ مَا يُضَادُّهُ الثَّلْجُ وَالْبَرَدُ، وَالْمَاءُ الْبَارِدُ .

قال : وَلَا يُقَالُ: إِنَّ الْمَاءَ الْحَارَّ أَبْلَغُ فِي إِزَالَةِ الْوَسَخِ، لِأَنَّ فِي الْمَاءِ الْبَارِدِ مِنْ تَصْلِيبِ الْجِسْمِ وَتَقْوِيَتِهِ مَا لَيْسَ فِي الْحَارِّ
وَالْخَطَايَا تُوجِبُ أَثَرَيْنِ: التَّدْنِيسَ وَالْإِرْخَاءَ، فَالْمَطْلُوبُ مُدَاوَاتُهَا بِمَا يُنَظِّفُ الْقَلْبَ وَيُصَلِّبُهُ، فَذَكَرَ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَالثَّلْجَ
وَالْبَرَدَ إِشَارَةً إِلَى هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ.

ففي كلامِ ابنِ القيم ما يُزِيلُ الإشكالَ الوارِد أن الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ من ماء الثلج والبرد .
وقال شيخ الإسلامُ في مجموع الفتاوى (10/634 ) : هَذِهِ الْأُمُورُ تُوجِبُ تَبْرِيدَ الْمَغْسُولِ بِهَا .
وَ" الْبَرَدُ " يُعْطِي قُوَّةً وَصَلَابَةً ، وَمَا يَسُرُّ يُوصَفُ بِالْبَرَدِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ وَلِهَذَا كَانَ دَمْعُ السُّرُورِ بَارِدًا وَدَمْعُ الْحُزْنِ حَارًّا؛
لِأَنَّ مَا يَسُوءُ النَّفْسَ يُوجِبُ حُزْنَهَا وَغَمَّهَا وَمَا يَسُرُّهَا يُوجِبُ فَرَحَهَا وَسُرُورَهَا وَذَلِكَ مِمَّا يُبَرِّدُ الْبَاطِنَ.
فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْسِلَ الذُّنُوبَ عَلَى وَجْهٍ يُبَرِّدُ الْقُلُوبَ أَعْظَمَ بَرْدٍ يَكُونُ بِمَا فِيهِ مِنْ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ
الَّذِي أَزَالَ عَنْهُ مَا يَسُوءُ النَّفْسَ مِنْ الذُّنُوبِ.
قال : وَقَوْلُهُ: " بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ " تَمْثِيلٌ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ وَإِلَّا فَنَفْسُ الذُّنُوبِ لَا تُغْسَلُ بِذَلِكَ كَمَا يُقَالُ:
أَذِقْنَا بَرْدَ عَفْوِك وَحَلَاوَةَ مَغْفِرَتِكَ.

11-مكانةُ هذا الدعاء العظيم فالمصلي يدعوربه أن يقيَه من ذنوبه وأن يرزقه التوبة الصادقة التي لايبقى معها ذنب فيكون
نقيا من الذنوب .

نسألُ الله مغفرتَه ولُطْفَهُ .


ونكون بهذا انتهينا ولله الحمد .أم عبدالله الوادعية









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
النبي, صلاة, صفة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc